رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح عزاء البشرية بميلاد المسيح سمع الإنسان لأول مرَّة - بعد خطيئة آدم - صوتاً من السماء يعزِّي قلب الإنسان ويدعوه للسلام والسرور. مباركٌ هذا اليوم لأنه يوم عزاءٍ للبشرية، وقوة سرور قادرة أن تحوِّل دائماً وباستمرار كل أحزان الإنسان إلى رجاء. إن القارئ للنبوات الأخيرة، وخاصة بعد إشعياء النبي، لَـيُصدم من كثرة الويلات والأحزان والتهديدات التي صبَّها الأنبياء الواحد تلو الآخر على نصيب كل الأُمم والشعوب: «وحي من جهة ...»، «وحي من جهة ...»، «وحي من جهة ...»؛ حتى ليكاد قلب الإنسان ينخلع من فرط التهديدات السمائية الغاضبة ... ولكن شكراً لله القادر على كل شيء الذي أنهى عهد الغضب والويلات، وفتح صفحة جديدة كلية لمصير كل الشعوب والأُمم يوم ميلاد المخلِّص: «نور إعلان للأُمم ومجداً لشعبك إسرائيل.» (لو 2: 32)! ما أجمل إشعياء وما أروع صوته المعزِّي: «عزُّوا عزُّوا شعبي.» (إش 40: 1) «هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. نبتهج ونفرح فيه» (مز 118: 24)، لأنه يوم خلاص مجَّاني، يوم فداء من لدن الله، يوم عهد صادر من طرف واحد هو الله فقط، أما الإنسان فلم يشترك فيه إلاَّ بتقديم جسد طاهر من العذراء لله ليتخذه خيمة يحل فيها ليكمِّل عهده بذراعه هو!! لا نحن شركاء فعليون في العهد الجديد، ولكن لا كمسئولين وإنما كمتقبِّلين! يا لهذا السخاء في الشركة! ويا للتساهل المفرط! فالدم المسفوك دمنا، أحمر قاني ملتهب، ولكن القوة التي فيه إلهية فائقة الفعل والمفعول، هو جسد وهو دم حامل لضعفنا وحامل لقوة خلاصنا في آنٍ واحد. انظروا إلى بيت لحم وتأمَّلوا، فالمولود هو ابنكم وهو ربكم! هو الحامل لطبيعتكم وهو المقدِّس لها والفادي. اليوم لبس اللاهوتُ طبيعتنا، لكي تلبس طبيعتنا اللاهوت. اليوم تحوَّل الضعف إلى قوة، والخطيئة اضمحلت، وحل مكانها برٌّ أبدي. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عشاء خميس العهد نقطة تحوُّل في تاريخ البشرية |
أيقونة قيامة المسيح وقيامة البشرية من خلال نزول المسيح إلى الجحيم |
المسيح فرح البشرية وقوَّتها |
المسيح رجاء البشرية |
أتى المسيح لينوب عن البشرية |