دخول المسيح للهيكل
صعد الهيكل ووفى فرضاً بأفضل تدبير
بعد ان عبرت اربعون يوماً لميلاده الجهير
هكذا لوقا قال حين انقضى زمان التطهير
صعدوا بالطفل الى اورشليم المقام الشهير
صعدوا لكيما يُقيموا المولود كما في الناموس
أن كل ذكر بِكر يُدعى للرب قدوس
وليتقدم عنه فدية نذرٌ محسوس
زوجا يمام وفرخا حمام لإتمام الطقوس
باري الهيكل دخل الهيكل نظير المحتاج
هل من نجم تطلب الضيا شمس وتحتاج
يرى محمولا وهو الحامل من دون اختلاج
وهو المقدّم وهو القابل ذاته بابتهاج
مريم دخلت معه الهيكل لتُثبت نقاها
دعوى برجوع ما لم يفقد فمن لدعواها
القاضي على دعاوي الطهارة من شركاها
أيخصُم ذاته أو يَقضي لها بطهر دِماها
سمعان الشيخ من اورشليم الحبرُ النبيل
كان تقياً يرجو أن يَرى عزاء اسرائيل
أنبأه الروح أنه يحيا لزمان طويل
حتى يعاين رب حياته مُقبلاً بتبجيل
هذا وافى نحو الهيكل عندما أقبلا
بالطفل ابواه ليَقضيا عنه فرضاً ونفلا
على ذراعيه حملهُ وبارك رباً في العلا
قائلاً أطلِق سيدي عبداً اتاك مبتهلا
أطلق عبدك بسلام كما سلفت الوعود
ها ان عينيّ ابصرت خلاصك ذاك الموعود
للخلاص الذي قد أعددته قدام الوفود
نوراً ساطعاً لجميع الامم ومجداً لليهود
سمعان ما تقول وانت القابل والطفل مقبول
عليك الإطلاق وتقول أطلق وهو منك محمول
تدعوه سيدك وتقبل نذره ما هذا القبول
أذهلت العقول في الخلاف بين ما تفعل وتقول
يوسف ومريم زاداً تعجباً من ذاك المقال
من اجل الصبي لطفاً غريباً رموزاً وامثال
ثم باركهما الكاهن الشيخ بسلطانه وقال
لمريم هذا يكون لإدبار قوم وإقبال
ذا موضوعٌ لسقوط وقيام كثيرين عددا
من اسرائيل وعلما للشعوب والضلال والهُدى
ويجوز رمحٌ بنفسك مؤلم جداً
لتظهر افكار القلوب التي امتلأت حدا
وحنة النبية المشهود لها بالنسك المديد
وسُكنى الهيكل وطُهر الترمل العمر المزيد
بدت تتكلم عنه لكل من يرجو ويُريد
خلاص اسرائيل إنه الرجا والخلاص العتيد
وعندما اكملوا ما في الناموس عادوا راجعين
الى مدينتهم ناصرة الجليل الوطن الحنين
وكان هذا الحال سروراً وبراً لفخرِ العالمين
مريم أمه لعلمها الاسرار العلم اليقين
مريم افرحي بما حظيت من فرح مشهور
بتقدمة الحبيب والوفا عنه من ديون النذور
بجاه من قد وفى ديناً لم يكن عليه مسطور
تفضّلي لديون عبدٍ قد كسره الفتور