|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإله القائم، الديّان 1 - قام - صعد إلى السماء « نحن نبشركم بأن الوعد الذي صار لآبائنا قد حققه الله لنا، نحن أولادهم إذ أقام يسوع49 » . بهذا الكلام توجه القديس بولس إلى الجمع المحتشد في المجمع بمدينة إنطاكية، حيث بشرهم بالحقيقة التي تمثل جوهر الإيمان المسيحي. هذا ما اعتقدته وعاشته الجماعة المسيحية الأولى، وتناقله التقليد على أنه حقيقة جوهرية. فمعظم شهادات العهد الجديد تركز على القيامة التي من دونها تكون البشارة فارغة والإيمان باطل، كما ورد على لسان القديس بولس؛ إذ إننا نكون، في رجائنا، أشقى الناس أجمعين 50. « إن أقوال القيامة في العهد الجديد تتسم بتحفظ ملحوظ، فبخلاف الكتابات المنحولة اللاحقة والتصاوير والرسوم الكثيرة، لا يعرف العهد الجديد أيّ وصف لحدث القيامة عينه. 51» لكنه يوجد بعض الصيغ الاعترافية الصغيرة التي تتضمن شهادة إيمانية، مثل الشهادة التي أعلنها بولس للكورنثيّين في رسالته الأولى: « إن المسيح قد مات من أجل خطايانا، على ما في الكتب، ودُفن، وقام في اليوم الثالث، على ما في الكتب، وتراءى لكيفا، ثم للإثني عشر52» . وتراءى يسوع للعديد من النساء القديسات منهم مريم المجدلية وثم إلى الرسل وحثّ القديس بطرس على تثبيت إخوته في الإيمان. وكان يسوع يقيم علاقات مباشرة مع إخوته عن طريق اللمس وتقاسم الطعام. فهو يدعوهم إلى الاعتراف بأنه ليس روحاً، بل جسداً صُلب واستُشهد، إذ إنه لا يزال يحمل علامات الصلب53 . لكنه أصبح ممجداً أي لم يعد محصوراً في الزمان والمكان، لكن بإمكانه الحضور في أي زمان ومكان، « إذ إن ناسوته لم يعد مقيداً بالأرض بل أصبح في عهدة الآب الإلهية54 » . كما يوجد فكرة جوهرية أخرى يجب التركيز عليها، وهي أن قيامة المسيح لم تكن عودة إلى الحياة الأرضية، كما كانت الحال بالنسبة إلى القيامات التي أجراها خلال حياته العلنية، فهؤلاء كانوا سيموتون مجدداً في وقت ما. أما قيامة يسوع فمختلفة جوهرياً، فهو في جسده الممجد ينتقل إلى حياة أخرى بعد الموت، إذ أصبح مملوءاً من الروح القدس55 . فالقبر الخالي واللفائف التي كانت مطروحة بالقرب منه تشهد على أن المسيح أفلت من قيود الموت والفساد بقدرة الله وهي « مبدأ وينبوع قيامتنا الآتية 56» . كما أن القيامة تثبت حقيقة ألوهة المسيح الذي قال: « إذا ما رفعتم ابن البشر فعندئذ تعرفوني أني أنا هو 57» . فهي تحقيق القصد الإلهي، كما أعلن بولس لليهود: « ونحن نبشركم بأن الوعد الذي صار لآبائنا قد حققه الله لنا، نحن أولادهم، إذ أقام يسوع، على ما هو مكتوب في المزمور الثاني: أنت ابني وأنا اليوم ولدتك 58» . كما ذكرت سابقاً إن المسيح بقيامته حصل على جسد ممجد، لكن مجده خلال فترة الأربعون يوماً سيبقى مستوراً عليهم بستار الإنسانية العادية59 حتى « يدخل ناسوته دخولاً نهائياً في المجد الإلهي الذي ترمز إليه السحابة والسماء حيث سيجلس...على يمين الله60 » فهو بموجب ارتفاعه أصبح « ضابط الكون 61» ، فكل شي سيخضع له، والسحابة التي أخذت يسوع عن أعين تلاميذه تشير منذ العهد القديم إلى حضور الله الذي يتخطى الزمان والمكان، فيسوع دخل مجد الله. في تصور لوقا الإنجيلي حول روايته صعود يسوع إلى السماء 62، هناك أربعين يوماً تفصل بين قيامة المسيح وصعوده إلى السماء، وهذا العدد باستعماله في العهد القديم يشير إلى زمن خاص مقدس مع مسيرة شعب الله في الصحراء ومكوث موسى على جبل سيناء ومسيرة إيليا إلى جبل حوريب وصيام يسوع في البرية.كل ما سبق يدل على بدء زمن جديد هو زمن الكنيسة، يتحد مع زمن يسوع خلال هذه الأربعين يوماً. وبعد صعوده سيتابع عمله بواسطة روحه القدوس في الكنيسة وفي التاريخ 63. 2 - يأتي ليدين الأحياء والأموات من خلال العديد من الأنبياء، والذي كان آخرهم يوحنا المعمدان، أُعلنت الدينونة الأخيرة. ومن خلال كرازة يسوع كشف عن هذه الدينونة، حيث سيتم كشف سلوك كل فرد، وسيعلن سرّ قلبه، ويحاسب كل إنسان بحسب أعماله. والمسيح بكونه فادي العالم فله الحق بأن يحكم على أعمال البشر، وقد « اكتسب هذا الحق بصليبه 64» . وتؤمن الكنيسة الكاثوليكية بأن الابن لم يأتِ ليدين، بل ليخلص65. وكل إنسان يرفض نعمة الله المجانية فإنه يحكم على ذاته ويدين نفسه. فالإنسان يستطيع بملء إرادته أن يُهلك نفسه إلى الأبد66 برفضه لروح المحبة 67. إن مجيء يسوع في المجد والدينونة العامة سيكونان حدثاً واحداً 68سيكون الفصل الأخير لانتصار المسيح على الخطيئة والموت. « سيأتي ابن البشر في مجد أبيه مع ملائكته.وعندئذ يجازي كل واحد بحسب أعماله 69» . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فالله لم يدنها وهو الديّان بل كشف عن الخطأ من أجل توبتها |
نسألك أن تكون أنت الديّان |
الحيطان و الودان 👂 |
عندما تقف روحـي أمام الديّان العظيم |
عبير الأديرة وعطر الحيطان ! |