08 - 08 - 2014, 01:42 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
"الغضب بركـــان مخفــــي" نار تحت الرّماد، قوّة عميا وشرسي مخبّاية بالقلب، بتسيطر عليك بَدَلْ ما تسيطر عليا. هيدا هوّي الغضب، مرّات يمكن يحمل حقد بسّ بكلّ الأحوال الغضب هوّي قوّة بتدمّرك. الكتاب المقدَّس بسفر الأمثال الفصل٢٢ الآية ٢٤، بيحذِّرنا من صِحْبِة الرِجَّال الغضوب،
والقدّيس بولس بيدعينا لنبعِّدْ عنّا كلّ غضب وحقد (قولوسي ٣/ ٨).
ولكن بنفس الوقت بيخبِّرنا القدّيس مرقس بالفصل5 الآية 3، إنّو يسوع ثارِتْ ثورة غضبو لمّا شاف البيّاعين، فطردُنْ من ساحة الهيكل. قولك شو هالتناقض ؟!
الغضب موجود للخير وللشرّ، متل النار بيشتعل، يمكن يبني العالم ويمكن يهدمو ...
أيمتى بيكون غضبنا للخير ؟ وأيمتى بيصير للشرّ، وبالتالي بيتسمَّى خطيّة ؟
في ٣ شروط لازم تتواجَد مع بعضها- بحسب القدّيس توما الأكويني- حتّى يكون الغضب قوّة بخدمة الخير :
١. السبب العادل : بيكون الغضب شرعي لمّا ما بيكون العمل عادل.
٢. النيّة الطيّبة : هدف اللي عم يغضب لازم يكون العدالة ومش الإنتقام مثلاً.
٣. ردّة الفعل المعتدلة : مثلاً عملت حادث بسيط بالسيّارة، بس ردّة فعلك كانت جنونيّة، مع إنّو القصّة ما بتحرز هالقدّ.
بيصير الغضب خطيّة لمّا ما بيكون عادل، أو بيكون هدفو الإنتقام، ولمّا بيكون مبالَغْ فيه.
شو هيّي الأسباب الحقيقيّة للغضب ؟
ما بيوقَع الإنسان عفويًّا بالغضب، لازم يحسّ إنّو في حدا عم بيهاجمو أو عمْ بيقاومو، من هيك بيهاجِمْ.
السبب الأوَّل للغضب هوّي الآخَرْ وإختلافو عَنّا. غضبنا هوّي إنعكاس ليأسنا، ومواقف الغضب بتجي من يلّلي منحبُّنْ أكتَر. وهيك مرّات كتيرة غضبنا بيشبه بركان مخفي بينفجر فجأة، وبيئذي محبّتنا لقرايبنا أو لصديقنا أو لشريك حياتنا أو لأهلنا، وَلَوْ من دون قصد.
وبيبلِّش ينتقل الغضب مِنْ المسؤول بالشغل للبَيْ، ومن البَيْ للأمّ، ومن الأمّ للولاد، ومن الولاد للمدرسة، وهيك مندخل بدائرة عنف ما بتنتهي.
ما ننسى إنّو مواقف الغضب ممكن تنطلق من الغضب ع الذات أو من الذات، للغضب على الآخَر، وممكن تمتدّ للغضب على ألله لمّا ما بيسمع صلواتنا، ولا بيلبّي رغباتنا، ومواقف الغضب هيدي ممكن توصِّلنا إنّو نجدِّف على ألله.
شو هيّي مظاهر الغضب وشو ممكن يولِّد بحياتنا ؟
الغضب المكبوت هوّي من أخطر أنواع الغضب، وممكن يظهر بعدم الإكتراث للشخص مصدر الغضب، أو كمان بالحَرَدْ، أو بمواقف النقد المتواصل.
الخطر الأكبر هوّي لمّا ما منعود نقبل نسمع أيَّ شي منيح عن الشخص اللي غضبانين مِنّو.
الغضب بيولِّد عدّة خطايا :
خطايا القلب : بيصير عِنّا أحكام داخليّة، 3/4 كلماتنا الداخليّة (اللي منقولها بقلبنا) هيّي أحكام.
خطايا الكلام : الغضب بيودّي للنميمة. والنمّام بيقتل 3 أشخاص : الشخص اللي عم بينمّ عليه، نفسو، والشخص اللي عم بينمّ قدّامو. وهيك بيهدم الغضب الخير العام.
خطايا الفعل : بيبلِّش من الخلاف، للعنف، وحتّى للجريمة.
الشرّير بإرشادو للشرّير المتدرِّب عن أفضل الطرق لربح النفوس، بيكتب لو رسالة بيقلّو فيا :
"إملأ قلب الشخص بالحقد، ودعْهُ يبقى مكبوتًا في حقده لوقت طويل. إختَرْ له إهانة مهمّة على لسان أحدهم، واجعله يشعر بإنّه مظلوم، وضَعْ حواليه أناسٌ يؤكّدون له أنّها المرّة الأولى التي يشعر فيها بالظلم والإهانة. إجعله يتلقّى ضربةً تلوَ الأخرى، فيشعر كم العالم شرّير، واجعله يتلهّى بمشاركة آلامه مع آخرين، ظنًّا منه أنَّ الكلام يزيل التوتُّر. لا تَخَفْ إنْ توجَّهَ إلى الصلاة، فهو لن يستطيع ذلك لأنَّ قلبَهُ مليءٌ بالحقد، ولن يستطيع التركيز لأنّه ما زال يصلّي من أجل مَنْ أغضبه، أكثر من اهتمامه بالتوبة ومراجعة أفعاله. وعندما ييأس، سيأتي الله لنجدته. فاجعله يكره نفسه مشكِّكًا : كيف يمكن أن يحبَّ الله شخصًا ظالمًا وغضوبًا مثلي؟ وهكذا تكون قد قطعتَ الطريقَ على توبته، فهنيئًا لك ...".
كيف منداوي خطيّة الغضب ؟ تأمَّل بهالوصفة إذا كانت بتناسبك ...
- تراجَعْ بسّ ما تهرب... ما تحكي طالما إنتَ غاضب، غيِّر جوّ بدَلْ ما تضرب أو تصرخ، ولكن ما تتجنَّب الشخص اللي جرحَكْ، لأنّو إذا ما تفاهمتوا أو تصالحتوا رح يبقى الصراع مخفي، والألم رح ينكبَتْ ورح ينفجر عند أوَّل فرصة.
- حِطّْ حالَكْ بموقَع الآخَر... اسألْ حالَكْ إذا اللي عملو هالشخص معك كان مقصود أو صدفة أو ضعف أو ...
- اصبُرْ... ارفُضْ البغض، مارس فضايل الصبر والوداعة.
- ابْعُدْ عن فكرة الكمال وكون متواضع... لازم نتخلّى عن فكرة إنّا كاملين، وعن إرادتنا بالسيطرة على كلّ الأمور، ورفضنا للمجازفة، للمغامرة أو للإختلاف المشروع.
- ابْعُدْ عن المسبِّبات... نظِّم جسمك بالراحة، بالإعتدال بتناول القهوة، الكحول... وبالصمت، لأنّو الفوضى بتخلّي الإنسان عدواني.
- المغفرة والشفاء... إذا كان غضبنا أقوى مِنّا ومَنّو أبدًا معتدل ومتواتَر، لازم نفتِّش عن الصدمة النفسيّة اللي صايرة معنا بالماضي، ونفهم إنّو الشخص اللي عم بيسبِّب لنا الغضب هلَّق، مَنّو إلاّ مناسبة تتظهر آلامنا الماضية يلّلي ما تخطّيناها بالمغفرة.
" ليكن بعضكم لبعض ملاطفًا مشفقًا، وليصفح بعضكم عن بعض كما صفح الله عنكم في المسيح " أفسس ٤/ ٣٢
عن كتاب "الخطايا الرئيسيّة السبع"
|