رسامته بطريركا على القسطنطينية
أثناء الاحتفال، طلب الشعب بصوت واحد أن يصير القديس اغرغوريوس بطريركًا على القسطنطينية. وكان الصياح الذي يسمع من كل جانب يسبب نوعا من الاضطراب. فأوقف القديس ذلك قائلا أنه في الوقت الحاضر يلزم إلا يفكر أحد في شيء آخر غير شكر الرب لإعادته الإيمان القويم. وكان التواضع الذي أظهره القديس في هذه المناسبة موضع إعجاب الإمبراطور.
وكانت هناك صعوبة بالنسبة لكرسي القسطنطينية. فما كان يمكن شغله إلا بعد أن يقرر مجمع أنه شاغر، ويعلن إلغاء رسامة "ديموفيل" وكذلك مكسيم. ولحسن الحظ كان أساقفة كل الشرق مجتمعين في القسطنطينية في ذلك الوقت، (سنة 381)، وأن البطريرك ميليس الأنطاكى كان يرأس المجمع، وقد وقف الآباء بناء على التماسه، إلى جانب القديس أغريغوريوس النزنيزى ورسموه بصفة قانونية بطريركًا على القسطنطينية دون النظر إلى الدموع التي كانت تنهمر من عينيه بسبب تواضعه.
ولما توفى القديس ميليس أثناء انعقاد المجمع، رأس القديس اغريغوريوس جلساته الأخيرة. وبذل كل ما في الوسع لكي يعيد السلام إلى كنيسة أنطاكية التي كانت مضطربة بسبب الانشقاق.