رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللاطائفية: عظة مكتوبة - القمص بولس جورج سعيد أولًا: تاريخ دخول الطوائف (الكاثوليك والبروتستانت) في مصر وهدفها نستطيع أن نقول أن بداية ظهور الطوائف في مصر كانت في العصر الحديث، حيث أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طوال تاريخها، هي الكنيسة الرئيسية في مصر. فبالرغم من أنه في القرن الخامس الميلادي وبعد عقد مجمع خلقيدونية وانقسام الكنيسة، قامت الإمبراطورية الرومانية بندب بطريرك يُسَمَّى "البطريرك المالكي". كان هذا البطريرك يمثل الإيمان الخلقيدوني، فكان للإسكندرية بطريرك للأقباط الأرثوذكس، وبطريرك آخر مُنتدب من الملك لفرض الإيمان الخلقيدوني بالقوة على الكنيسة القبطية. ولكن هذه الفترة انتهت بتلاشيهم من مصر؛ لأنهم في الحقيقة لم يجدوا رواجًا فيها. ولكن بدأت الطوائف في الظهور مرة أخرى في العصر الحديث كالتالي: دخول الكاثوليك مصر: دخل الكاثوليك مصر رسميًا بمرسوم (أمر رسمي) من محمد علي باشا الكبير(1). حيث قام محمد علي باشا الكبير بندب الكثيرين ومنهم أقباط للسفر إلى فرنسا. وقد انبهر الأقباط الذين سافروا لفرنسا بالحضارة الفرنسية، وبالكاتدرائيات الكاثوليكية، وتم تجنيد أحدهم -وهو رئيس عائلة كبيرة جدًا- فعاد إلى مصر وأخذ إذن بدخول الكاثوليك إلى مصر. وبذلك ظهر الكاثوليك مرة أخرى في مصر في العصر الحديث في عهد محمد على باشا. دخول البروتستانت مصر: كان البروتستانت الموجودين في مصر عبارة عن الأقليات التي جاءت تابعة للسفارات والقنصليات الموجودة في مصر. وفي عام 1850 استطاعت هذه الأقليات استصدار قرار همايوني Hamayouni (فرمان)(2) بأنهم أقلية مسيحية موجودة في مصر ومن حقهم أن يعقدوا اجتماعات في كنائس خاصة بهم (بالطبع غير الكنائس القبطية الأرثوذكسية). وقد زاد عدد البروتستانت جدًا بعد الاحتلال البريطاني لمصر في عام 1882. ففي ظل الوجود الإنجليزي البريطاني في مصر، بدأ ظهور القوافل الكرازية وكان ذلك مع نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20، حيث بدأ البروتستانت يبشرون داخل الكنائس القبطية. إذًا بدأ الوجود الكاثوليكي واقعيًا منذ أيام محمد على ثم تلاه دخول البروتستانت عام 1850 وزاد عام 1882. هدف التواجد الكاثوليكي والبروتستانتي في مصر كان هدف الكاثوليك والبروتستانت هو نشر المسيحية لغير المسيحيين في مصر. ولكن عندما وصلوا مصر اكتشفوا أن القانون المصري يُحرِّم التبشير بالمسيحية لأي إنسان غير مسيحي،فدخول أي إنسان غير مسيحي للمسيحية قد يؤدي إلى حدوث مذابح! فلم يجدوا أمامهم إلا التبشير للأقباط المسيحيين الموجودين في مصر، وكان لدى الكاثوليك مُعْتَقَد لا يُعْلِنون عنه حاليًا؛ وهو أنه لا يوجد خلاص إلا من خلال بابا روما، لأنه لا يوجد راعي واحد على الأرض يمثل المسيح غير بابا روما. لذلك هم يريدون أن يكرزوا بمعتقداتهم حتى يصبح الكل تابعين للمسيح من خلال بابا روما. فبدأ يصبح لكل من الكاثوليك والبروتستانت أسلوب (نشاط وشكل) معين لنشر معتقداتهم مختلف عن الآخر، ولكن الهدف واحد وهو جذب الناس لطائفتهم. الأسلوب الذي اتبعه الكاثوليك لنشر تعاليمهم: الحقيقة أن الكاثوليك جماعة راقية جدًا بكونهم من خلفية الحضارة الأوروبية، وبالطبع المجتمع المصري حتى عام 1800 كان مجتمع متأخر جدًا ومفتقر لوجود الكهرباء أو أي نوع من أنواع التكنولوجيا.. فكان لدى الكاثوليك مبدأ هو أن أي بلد يدخلوها يقوموا بإنشاء ثلاثة أشياء أساسية: 1) مدرسة: ففي مصر على سبيل المثال أنشأوا مدرسة راهبات كاثوليك في المنيا، ومدرسة راهبات كاثوليك في أسيوط، وكثير من مدارس الراهبات المعروفة كالفرير، والجزويت، وسانت كلير، وسان جوزيف وغيرها. كان أول شيء يهتمون بإنشاءه هو "المدرسة" ويرون أن هذا شيئًا ضروريًا جدًا. 2) مستوصف: ويتطور هذا المستوصف بعد ذلك إلى مستشفى مثل المستشفى الإيطالي، والمستشفى اليوناني، والكثير من المستشفيات التي أنشأها الكاثوليك في مصر. بدأت باسم مستوصف ليساعد السيدات الفقراء في عملية الولادة ثم تطورت إلى مستشفى. 3) ملجأ: وقد أنشأ الكاثوليك الكثير من الملاجئ. إذًا الكاثوليك بدأوا الدخول مصر عن طريق: 1) التعليم، 2) العلاج، 3) رعاية الأطفال الصغار. لأنهم يعلمون أن رعاية هؤلاء الأطفال الفقراء ستجعلهم تابعين لهم وخاضعين لهم فيما بعد عندما يكبرون في السن لأنهم سيشعرون أنهم مدينين لمن رعاهم في المأكل والملبس والتعليم وخلافه. وبدأ الكاثوليك تقديم أعمال محبة.. فكانت الممرضات في المستشفيات التي أنشأها الكاثوليك كالمستشفى الإيطالي واليوناني من الراهبات الكاثوليك يعاملن المرضى بحنان بالغ، وكان الصليب يعلو السرير في المستشفى، كذلك في المدارس تجد الصليب يعلو السبورة. وقد تربى كثيرين في مصر في مدارس كاثوليكية. أيضًا يتميز الكاثوليك بعنايتهم الشديدة بالنظافة؛ فهم متأثرين وناقلين للحضارة الأوربية، بينما نستطيع أن نقول أن الشعب المصري كان لا يعطي العناية الكافية للنظافة. فحدث نوع من الانبهار بهؤلاء الكاثوليك الذين يهتمون بتقديم التعليم والرعاية والمعونة للناس والذين يعملون أعمال رحمة. وأصبح الناس يفتخرون بأنهم تربية رهبان أو تربية راهبات.. إذن، الكاثوليك دخلوا بمفهوم الرحمة وأعمال المحبة. الأسلوب الذي اتبعه البروتستانت في نشر تعاليمهم: يتشابه البروتستانت مع الكاثوليك في أنهم أوربيين، يرتدون البدلة، والببيونة، والبُرنيطة.. مِنهم مَنْ جاء من إنجلترا، ومنهم مَنْ جاء من أمريكا.. يتميزون بعنايتهم الشدية بالنظافة والأناقة.. يحملون الإنجيل باستمرار.. وكانوا مجتهدين جدًا حيث تعلموا اللغة العربية باللهجة المصرية في وقت قياسي، لأن هدفهم هو الكرازة. اقتحموا كنائسنا، وبدأوا بمنهج عجيب جدًا، وهو أن واحد أفندي من عندهم يدخل الكنيسة ويقف بجوار أبونا الذي يقول العظة -هذا كان يحدث في القُرى والنجوع وليس في القاهرة- ويقول له: "ممكن حضرتك بعد ما تصلي القداس وتقرا الإنجيل نقول كلمتين"؟ وبدأوا يقولون العظة.. وكانت عِظاتهم مؤثرة جدًا مقارنة بالعظات التي كان يسمعها الشعب القبطي من الكهنة الأقباط. لأن معظم الكهنة في ذلك الوقت كانوا يهتمون بِحِفْظ القداس بالقبطي فقط. لم تكن فكرة التعليم والرعاية واضحة في الكنيسة القبطية كما ينبغي. وكانت معظم المدائح -عدا مدائح التوزيع ومدائح كيهك- كلها كانت بالقبطية، فكان الشعب يستمع إلى ألحان لا يفهمها. بينما البروتستانت كان لديهم ترانيم جميلة باللغة العربية يفهمها الناس ويتأثرون بها. ولم يعتمد البروتستانت في انتشارهم على الملجأ والمدرسة كالكاثوليك -وإن كان لديهم بعض الأنشطة القليلة في هذا المجال- ولكن اعتمدوا على: 1) القدرة على الوعظ والتأثير؛ 2) إبهار الناس بحفظهم آيات كثيرة من الكتاب المقدس؛ 3) الترنيمة المؤثرة التي تُحَرِّك المشاعر. وهكذا بدأت كل من الطائفتين البروتستانت والكاثوليك في الانتشار.. فبدأت مرحلة أخرى سنتكلم عنها الآن. فبعد أن تكلمنا عن تاريخ الطوائف وأهدافها، سنتكلم من الناحية الثانية عن التصادم بين الطوائف والكنيسة القبطية وذلك قبل أن نتكلم عن اللاطائفية. _____ الحواشي والمراجع : (1) محمد علي باشا الكبير (1805-1848) الذي قام ببناء القلعة. (2) كان "الفرمان" يسمى "همايون". |
28 - 06 - 2014, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اللاطائفية: عظة مكتوبة - القمص بولس جورج سعيد
ثانيًا: التصادم بين الطوائف والكنيسة القبطية في أيام البابا كيرلس الخامس بدأت مرحلة مُرَّة من التصادم، حيث بدأ الكهنة الأرثوذكس الشعور بالغيرة على أولادهم الذين يتركون الكنيسة القبطية ويذهبون إلى كنائس الطوائف الأخرى لمجرد أنه يوجد بها ترتيلة أو عِظة حلوة، ولكن في المقابل لا يوجد لدى هذه الكنائس كهنوت، أو اعتراف.. فبدأ الكهنة الأقباط ينتهرون ويحرمون كل ابن من أبناء الكنيسة القبطية يذهَب إلى كنائس الطوائف الأخرى. وكان هؤلاء الأبناء يدافعون عن تصرفهم بأنهم في كنائس الطوائف الأخرى يستمتعون بالترانيم الروحية الجميلة ويفهمونها لأنها باللغة العربية، فلا يكون رد الكاهن القبطي إلا بكلمة "محروم"! فبدأ التصادم.. وللأسف لم تكن الكنيسة في ذلك الوقت قوية بالدرجة الكافية لكي تستوعب أبنائها؛ فلم يكن هذا التصادم لصالحنا، حيث ترك البعض الكنيسة القبطية لأن هناك خدمات تقدمها الكنيسة الكاثوليكية غير موجودة في الكنيسة القبطية، وهناك وعظ وترتيل تقدمه الكنيسة الإنجيلية غير موجود في الكنيسة القبطية. كان بعض هؤلاء الأقباط الذين اتجهوا للطوائف الأخرى لديهم شعور داخلي أن هناك شيئًا ما في كنيسته القبطية يفتقده في كنائس الطوائف الأخرى فكانوا يشعرون بالخوف وهذا الخوف جعلهم يتمسكون بثلاث أشياء في الكنيسة القبطية: المعمودية – المناولة قبل الموت – الجنازة. فيقول: "أتعمد ارثوذكس – قبل ما أموت أتناول أرثوذكس – ولما أموت يصلوا عليًّ أرثوذكس"! خلال مرحلة التصادم هذه لم تقم الكنيسة القبطية بأي دور سوى مهاجمة الطوائف الأخرى وحِرْمان كل مَنْ يذهب إليها، إلى أن أراد الرب وظهر في الكنيسة القبطية إنسان مهم جدًا هو "الأستاذ/ حبيب جرجس". وكان إنسانًا غيورًا جدًا على الكنيسة، فبدأ ينظم الأشعار الكنسية (كتابة ترانيم)، ومنها الترنيمة التي نعرفها جميعًا ونحفظها "كنيستي القبطية كنيسة الإله"، وواضح جدًا من الترنيمة إنها ترنيمة انتمائية،ويتضح ذلك من كلماتها التي تحكي عن مارمرقس والشهداء: كَم قُتِلوا، كَمْ حُرِقوا، كَمْ أُلْقُوا في النيران، آبائنا الكِرام، لم يثنهم عذاب أو شدة ونار، بل قالوا بافتخار للخلف لا رجوع.. إلخ. كلام يجعلنا نشعر بتاريخ الكنيسة وانتمائنا للكنيسة. كما بدأ الأستاذ/ حبيب جرجس يتصادم مع الطوائف الأخرى، حيث بدأ بكتابة بعض الكتب التي تفضح الخلل العقيدي والخلل الإيماني الموجود لديهم. فكتب كتاب مشهور جدًا وهو كتاب "الصخرة الأرثوذكسية"، والذي يمتلك هذا الكتاب ويقرأه يجد فيه أسلوب هجومي، لأنه كتبه في مرحلة الصراع. فعندما تزايدت أعداد البروتستانت وصل هذا الصراع إلى أنهم هجموا على مطرانية أسيوط وخلعوا كل أيقوناتها وحرقوها وسط الكنيسة! أترون إلى أي درجة وصل العنف والتصادم؟! أنا هنا أتكلم عن عصر التصادم، فحبيب جرجس لم يفعل مثل الكهنة الذين حَرَموا كل مَنْ ذهب للطوائف الأخرى، لكنه عَمِل عملًا إيجابيًا حقيقيًا. كان القديس حبيب جرجس هو أول من أقام مدارس الأحد بالكنيسة القبطية، وذلك عندما وجد أن أبناء الكنيسة القبطية يذهبون للطوائف الأخرى لحضور ما يُسَمَّى “Sunday School” - “English Mission” - American Mission. ولا يخفى على حضراتكم أن كهنة الجيل القديم الذين كانوا يرعون الكنيسة في أوائل القرن العشرين وحتى سنة 1930 أو 1935 مثلًا كانوا يقاومون مدارس الأحد على أساس أنها بدعة بروتستانتية وكثيرًا ما طردوا البعض بسبب هذا الموضوع. ويحكي لنا نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة أنه لما كان تلميذ في مدارس الأحد كثيرًا ما وجد الكنيسة مغلقة، وكانوا يأخذون دروس مدارس الأحد على سلالم الكنيسة لأن أبونا كان يمنع أولاد مدارس الأحد أن يدخلوا الكنيسة! وقد كتب حبيب جرجس كتابين هامين جدًا وهما: "الصخرة الأرثوذكسية" والكتاب الثاني يُسمَّى: "أسرار الكنيسة السبع". والذي يقرأ هذين الكتابين يجد أن هدفهما ليس فقط تثبيت العقيدة الأرثوذكسية وإنما أيضًا الرد على الطوائف الأخرى. وخصوصًا كتاب "الصخرة الأرثوذكسية" فهو كتاب قوي يبادلهم الحجة بالحجة وبطريقة تتسم بالشدة. شكرًا للرب أنه بعد ذلك بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عصر آبائنا الذين ذهبوا من كنيسة الأنبا أنطونيوس شبرا إلى الدير ليترهبنوا، وبدأ دخول فكر جديد في الكنيسة القبطية، حيث بدأت الكنيسة تحتضن مدارس الأحد وبدأت مدارس الأحد تكبر وتكبر وتكبر. وبدأت الكنيسة القبطية تواجه حربًا جديدة وهي "اللاطائفية". تكلمنا فيما سبق عن كيفية دخول الطوائف الأخرى مصر في العصر الحديث، ثم تكلمنا عن فترة التصادم التي حدثت بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والطوائف الأخرى وحتى الدور الذي قام به الأستاذ/ حبيب جرجس، وسنتكلم فيما يلي عن اللاطائفية وتعريفها.. |
||||
28 - 06 - 2014, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اللاطائفية: عظة مكتوبة - القمص بولس جورج سعيد
ثالثًا: اللا طائفية وتعريفها مقدمة: بدأت الطوائف الأخرى في الستينيات تتخذ أسلوبًا آخر شديد الذكاء، حيث وجدوا أن الأكثرية لا زالوا يتبعون الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ووجدوا أنهم عندما يحتكون بالأرثوذكس يخسرونهم فبدأوا بتغيير أسلوبهم في الكلام تمامًا. فبدأوا يتكلمون عن "المسيح الواحد"، فيقولون: "كلنا مسيحنا واحد". ثم اتخذوا مبدأ هو "عدم مهاجمة الأرثوذكس مرة أخرى أبدًا، وحتى إذا هاجمنا الأرثوذكس لن نَرُد، فيكون ظاهرًا للجميع أننا الطائفة الأكثر أدبًا وأنهم الطائفة التي تُهاجِم وتُعادي". كانوا يريدون أن يضعوا الكنيسة الأرثوذكسية في مأزق، فالكنيسة الأرثوذكسية أم تخسر أبنائها وتريد أن تحافظ على أولادها، لذلك فهي دائمًا تكشف خداع تعاليم الطوائف الأخرىحتى تحافظ على أولادها. بينما الطوائف الأخرى اتخذت مظهر الحمل الوديع المسكين بقولهم: "نحن نحبكم! فلماذا لا تحبوننا أنتم"؟ يقولون ذلك وهم في منتهى البشاشة والابتسامة والترحيب والاهتمام الكبير! ولكن هناك شيء مهم جدًا أريدكم أن تعرفوه، وما سأقوله لكم هو ما قاله نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام حيث قال: "إذا كنا نشكر ربنا على الطوائف التي دخلت مصر، فنحن نفعل هذا من أجل شيء واحد فقط، وهو صحة الكنيسة القبطية"؛ لأن الكنيسة الأرثوذكسية أدركت أن الحل ليس في مهاجمة الطوائف الأخرى بالكلام على المنابر، بل الحل في البحث عن عوامل جَذْب أبناء الكنيسة القبطية للطوائف الأخرى. الطوائف الأخرى لديها درس كتاب قوي، فإذا لم نهتم في الكنيسة القبطية بدرس الكتاب القوي لن نستطيع أن نحافظ على أبناءنا. أيضًا كانت الناس تستمع إلى القنوات التليفزيونية الخاصة بالطوائف الأخرى مثل سات 7 والحياة والأمل، وكنا نحاول أن نمنع الناس من ذلك لكن دون جدوى.. كانوا يقولون "مش كله للمسيح؟!"، ولكن عندما أوجدنا قناة أغابي وقناة ctv ابتعد الناس عن مشاهدة ومتابعة القنوات الأخرى، لأنهم يفرحون بمشاهدة قداسة البابا والآباء الأساقفة فهم يحبون كنيستهم ويريدون أن يستمعوا لآباء كنيستهم. نستطيع أن نمثل ما حدث للكنيسة نتيجة ظهور الطوائف الأخرى بما يحدث عند دخول الفيروس أو الميكروب جسم الإنسان، حيث يبدأ الجسم في عمل ما يُسَمَّى antibodies أو أجسام مضادة ليقاوم هذا الفيروس أو الميكروب فيكتسب الجسم بذلك مناعة وقوة. هذا ما حدث للكنيسة، فالحقيقة أن الطوائف كانت سببًا لصحوة الكنيسة،أصبح جميع الكهنة من خريجي مدارس الأحد، وجميع الكهنة يغيرون على شعبهم.. جميع الكهنة قاموا بدراسة العقيدة الصحيحة، والجميع يحفظون آيات من الكتاب المقدس ويمكنهم الرد على نِقاط الاختلاف مع الطوائف الأخرى. لم يعد الكهنة كالسابق، حيث كان الكاهن يحفظ القداس وفقط. بالطبع لا نستطيع أن نُقَلِّل من قداسة الأجيال التي سبقتنا، فآباء هذا الزمن السابق كانوا يتميزون بالقداسة وإن لم تتوافر لهم فرص الدراسة والعلم، لكن الأجيال التي جاءت بعد ذلك أصبحت مؤهلة أكثر للرد على الطوائف الأخرى بأسلوب ليس فيه هجوم أو اصطدام ولكن مجرد عَرْض للحقائق كما هو مُتَّبَع الآن. وماذا عن اللاطائفية؟ ما هي؟ ما تعريفها؟ هذا هو ما سنتكلم عنه الآن في نقاط سريعة.. اللاطائفية: تطور الفكر البروتستانتي الإستراتيجي في الانتشار فبدأوا بإتباع طريقة جديدة في الانتشار تسمى "اللاطائفية".. تتمثَّل في الآتي: يبدأ معك بأن يقول لك: "إياك أن تترك كنيستك، أو كهنتك، فنحن نحترم جميع الآباء الكهنة، ليس هذا فقط بل نحن أيضًا نحب أن نقرأ لقداسة البابا".. هذا حدث معي كثيرًا؛ فقبل أن أصبح كاهنًا قابلني أحدهم وسألني: "هل قرأت مقال قداسة البابا في وطني الأحد الماضي"؟ قلت له: "لا". فرد قائلًا: "أنا قرأتها". (يقصد أنه هو قرأها بينما أنا لم أقرأها!!) فلهم تكنيك معين في الكلام. فقال لي: "خليك في كنيستك مع الكهنة بتوعك، بس تعالى احضر اجتماعنا،؛ اجتماع روحي، مُعَزِّي، مُنْعِش". ما قاله معناه أن فكرتهم عن اجتماعاتنا أنها ليست فيها روحيات وتبعث على النوم -هذا هو ما قيل لي بالضبط- فقلت له: "وما هي السِّمة الثانية المُمَيِّزة لاجتماعاتكم؟" قال: "السِّمة الثانية هي أننا لا نتكلم في اجتماعاتنا عن أي نقطة خلاف بيننا وبينكم"!! وهذه السمة الثانية التي قالها في حد ذاتها نقطة خطيرة جدًا جدًا، لأنه معنى ذلك أنك في اجتماعاتهم لن تسمع عن أساسيات الإيمان الأرثوذكسي الصحيح.. فلن تسمع عندهم على سبيل المثال عن: الكهنوت، أو التناول، أو أي من القديسين الذين نحبهم ونتشفع بهم، أو المعمودية، أو الجهاد الروحي، كما لم تسمع عندهم عن "الأعمال" فنحن نختلف معهم في موضوع "الأعمال". إذا كنت في اجتماعاتهم لن تسمع عن كل هذا، إذن فأنت لن تسمع عندهم إلا تعليم بروتستانتي صِرْف. كل هذا تحت بند: "إن ما نختلف فيه معكم في العقيدة لا نتكلم فيه، نحن نجتمع في اسم المسيح الواحد، واسم المسيح كافي جدًا". طبعًا هذا الكلام خطير جدًا. 1) احذر من مهاجمة الكنيسة القبطية. 2) احذر من أن تقول للأرثوذكسي "لا تذهب إلى كنيستك". 3) ادعوه إلى اجتماعك ليسمع كلمة تعزية. 4) تحميل النفس عاطفيًا عن طريق الانفعال والتأثر العاطفي والنفسي بالموسيقى والترانيم والعظة الحماسية.. التأثير بالعظة الحماسية أي يقول لك: "نحن نتكلم عن اسم المسيح المُخَلِّص، نتكلم عن الدم، وسنظل نتكلم عن الدم ونقول ما لم تسمعه في كنيستك. في كنيستك يكلمونك عن مارجرجس، الأنبا بيشوي، أبو سيفين، الأمير تادرس. بينما نحن نكلمك عن المسيح نفسه، فالمسيح واضح عندنا، ولا نتكلم إلا عن المسيح لأن ليس بأحد غيره الخلاص. نحن من كثرة حُبنا في المسيح، لدينا احتفالية اسمها "الإفخارستيا": كل يوم في الكنيسة. فهل بهذا نكون ضد المسيح؟! لماذا تلصقون بنا تهمة أننا لسنا مع المسيح؟!" لذلك عليك الحذر لأنه عندما يقول لك "لا تترك كنيستك بل احضر اجتماعنا ونحن لن نتكلم عن نقاط الاختلاف بيننا"، هنا هو يجردك من الهويَّة والشخصية الأرثوذكسية. 5) التركيز أيضًا على العاطفة من خلال الكلام عن الفضائل. مثل الكلام عن المحبة والتسامح والغفران، وهم بالفعل يقولون كلام جميل، ولكنهم لا يقولون كُل ما يجب أن يُقال. ومن أقوال البابا شنودة عن الإنجيليين: "لا يصح أن نقول عنهم "إنجيليين" لأننا إنجيليين أكثر منهم، فنحن نأخذ الإنجيل كله، أما هم فيأخذون البعض ويتركون البعض الآخر". فمثلًا الآية التي تقول: "أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ" (رسالة يعقوب 5: 14، 15) هل ينفذ الإنجيليين هذه الآية؟! هل يحمل القس البروتستانتي زيت في جيبه؟! بالطبع لا. بينما كل قس قبطي يحمل معه دائمًا زيت لأنه ينفذ كلام الإنجيل بالكامل. بينما البروتستانت يقولون أن هذه الآية رمز! كيف تكون رمز وهي آية في العهد الجديد؟! هكذا هم في مناقشاتهم لا تستطيع أن تأخذ منهم إجابة واضحة سليمة، ولكنهم يجردونك من أساسيات إيمانك الأرثوذكسي الصحيح. 6) العمل على نشر اجتماعات البيوت: فمثلًا تقوم أحد السيدات بدعوة صديقاتها لشرب الشاي في منزلها، ثم تقترح عليهم قراءة الكتاب المقدس معًا وتكون قد رتبت وجود شخص لقراءة وتفسير الكتاب المقدس، معهم فيقولون بعض الترانيم معًا، ويقوم هذا الشخص بقراءة وتفسير الكتاب المقدس بطريقتهم. وعندما تجد هؤلاء الصديقات قد انجذبن لهذا الاجتماع، تقترح عليهم تكراره كل شهر، ثم كل أسبوع.. وهكذا. لذلك الكنيسة القبطية متحفظة جدًا في موضوع اجتماعات البيوت، ما لم يكن هناك كاهنًا موثوق في منهجه العقيدي والإيماني حاضرًا هذا الاجتماع. غير ذلك تكون هذه الاجتماعات غير شرعية وغير مسموح بها من الكنيسة بالرغم من أن البعض قد يجد فيها تعزية لكن الحقيقة أنهم في هذه الاجتماعات يقولون ترانيم جميلة ويقولون تأمل جميل أيضًا في الكتاب المقدس، ولكنهم لا يذكرون أي شيء عن إيماننا الأرثوذكسي الصحيح الذي تسلمناه من آبائنا الرسل. وأشهر صور اللاطائفية، جمعية ظهرت في مصر تُسَمَّى جمعية "خلاص النفوس" وكانت شهيرة جدًا. أتذكر أن أب اعترافي -بالطبع ذلك منذ زمن- أرسلني لأحضر أحد عظات هذه الجماعة وأكتب له تقرير عما يحدث في هذه الاجتماعات. بالفعل ذهبت وحضرت أحد هذه الاجتماعات ووجدت أن الواعظ قال عظة كان اسمها "الغطاء بالدم، احتمى بالدم"، وكانت العظة كلها عبارة عن كلام أجوف ليس له أي معنى، فكان الواعِظ طوال العظة يقول ويكرر جملة واحدة هي: "أدخل تحت غطاء الدم" وظل يكررها حوالي ساعة إلا ربع!!! ولكنه كان يفعل ذلك بطريقة انفعالية لدرجة أني وجدت الناس تبكي من الانفعال، ولم أفهم لماذا هذا البكاء!!! كنت أتساءل في نفسي هل العيب في الوعظ أم في الناس؟! فليس هناك مبرر لبكاء الناس! وبعد أن انتهى من عظته قال بالنص: "الذي قبل الخلاص هذا اليوم باسم الرب يسوع يرفع يده". فرفع الناس أيديهم وبدأ الواعظ يسلم على الناس فردًا فردًا وإعطائهم نبذة قائلًا لكل منهم: "مبروك الخلاص"!! ووجهة نظرهم أن هؤلاء الناس كانوا تائهين يقدمون البخور في كنائسهم والآن فتح الرب بصيرتهم، وتقابلوا مع المسيح!! كلام مُستفَذ وكلام مُتْعِب وكلام ليس لهُ معنى أو موقع من الإعراب! الخُلاصة: اللاطائفية تعني التطور من مرحلة التصادم إلى مرحلة الاحتواء والاحتلال النفسي. الإحتلال النفسي بما بأقوالهم: "المسيح واحد.. لا نتكلم عن نقاط الاختلافات.. لا نريدك أن تترك كنيستك ولكن احضر اجتماعاتنا". والذي يذهب اجتماعاتهم 5 أو 6 مرات لا يعود إلى الكنيسة مرة أخرى! لماذا؟ هذا ما سأقوله لكم في النقطة التالية التي هي خطورة اللاطائفية. |
||||
28 - 06 - 2014, 02:04 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اللاطائفية: عظة مكتوبة - القمص بولس جورج سعيد
رابعًا: خطورة اللاطائفية سأستعير كلمة قالها نيافة الأنبا موسى الأسقف العام وأسقف الشباب عن اللاطائفية، حيث قال: "إن اللاطائفية لا تهاجم الأرثوذكسية ولكنها تمحو الأرثوذكسية"، وبتفصيل أكثر "إن اللاطائفية لا تهاجم الأرثوذكسية، ولكنها تمحو الشخصية الأرثوذكسية وتمحو الانتماء الأرثوذكسي، وتمحو الحياة الكنسية الأرثوذكسية" وسأوضح لكم كيف يحدث ذلك. هم لا يهاجمون القداس بصورة مباشرة أبدًا. ولكنهم أيضًا لا يذكروا القداس بصورة إيجابية أبدًا. أي لا يمكن أنه سيحدث أن تجد عندهم مَنْ يحثك على التناول أو الاعتراف، أو أن يحثك أحدهم على اصطحاب أبونا لزيارة مريض للصلاة له وأخذ اعترافه ورشمه بالزيت، لا يمكن أن يحدث هذا أبدًا.. ولا يوجد ذِكْر للقداس أو صلاة مسحة المرضى عندهم. لن تسمع عندهم عن الرهبنة أو آباء الرهبنة.. لن تسمع عن القديس أنطونيوس الكبير ولا القديس أثناسيوس الرسولي، ولن تسمع قصص بستان الرهبان عن آبائنا الرهبان الذين جاهَدوا، وكيف جاهدوا، وإلى أيّ مدى تعبوا؟ فعندما يذهب أحد أبنائنا إلى هذه الطوائف ويظل بعيدًا عن الكنيسة القبطية سنة أو سنتين ولا يسمع في كنائسهم إلا نغمة واحدة، لا بد أنه سيحفظ هذه النغمة ولن يقول غيرها. بالضبط كما لو أنك جعلت إنسان مصري لا يعرف أي شيء عن اللغة الإنجليزية وأرسلته إلى أمريكا وعمره 12 أو 15 سنة وظل في أمريكا حتى أصبح سنه 40 أو 60 سنة مثلًا . هذا الإنسان إذا رجع مصر بعد هذه السنين لا بد أنه سيكون قد نسى اللغة العربية، ولا يتذكر إلا اللغة الإنجليزية لأنه لم يسمع غيرها لمدة سنين.. بالرغم من أنك لم تمنعه مِنْ أن يتكلم العربية ولكنه ظل سنين لا يسمع اللغة العربية ويسمع فقط الإنجليزية. الصلاة عندهم كالآتي: لا يعترفون بالوقوف أمام الله للصلاة بخشوع! فالصلاة عندهم في أي مكان وبأي وضع أنت فيه (سواء كنت واقف في مجموعة، أو جالس في وضع غير ملائم للصلاة -رجل على رجل مثلًا - لا يوجد مشكلة) كل شخص يصلي بطريقته.. "المهم الصلاة بالروح والانسحاق بالروح ولا يهم وضع الجسد" -هذا ما يقولونه- "مَنْ يُريد أن يقف فليقِف ومَنْ لا يريد فليأخذ الوضع الذي يُريحه"! أيضًا لا يعترفون بضرورة الصلاة بالأجبية، يقولون: "صلي كما تشاء، أنت حر، لكننا نميل للكلام الحُر مع الرب يسوع". تصوروا معي إذا ذهب لكنائسهم شخص لم يعتاد الصلاة بالأجبية، ماذا سيحدث؟! هذا الشخص في كنيستنا القبطية يحاول أب اعترافه معه دون كلل أو ملل لكي يجعله يعتاد الصلاة بالأجبية، فيبدأ معه بالمقدمة ومزمور، وفي الليل يطلب منه قراءة تحليل النوم وقطع صلاة النوم، ويظل يحاول معه سواء بالتشجيع أو بأي طريقة. هذا الشخص إذا ذهب في هذه المرحلة كنائسهم لن يمسك الأجبية مرة أخرى. ليس لأنهم يهاجمون الصلاة بالأجبية كما كانوا يفعلون من قبل، بل لأنهم يتبعون أسلوب آخر وهو قولهم: "كل شخص براحته كما يريد! لكن أيهما أفضل؟ أن تتكلم من قلبك أم أن تقرأ من كتاب؟! إن الكلام الذي تقوله من قلبك تشعر به، ما علاقتنا نحن بداود وما قاله داود؟!! أين كلامك أنت؟! الله يريد أن يسمع كلامك أنت".. وكلام من هذا القبيل.. طبعًا شخص متقلقل في الأجبية سيقول: "أتكلم من قلبي أحسن طبعًا". هذه هي طريقتهم وأسلوبهم في التأثير على أولادنا. كنيستنا لا تمنع الكلام مع الله بحرية، بل تشجع أولادها على الكلام مع الله طوال النهار، ويقولون ما يريدونه، ولكن لا بد من وجود أوقات معينة للوقوف أمام الله والصلاة بالأجبية. الخطورة أنهم لا يهاجمون الأرثوذكسية، وفي نفس الوقت يمحون الشخصية القبطية، ويمحون العقيدة المسيحية،يقولون أنهم لن يتكلموا إلا عن الروحيات! فماذا عن وجوب المعمودية للخلاص! وردهم "أنت حر.. إذا أردت أن تُعَمِّد أولادك في كنيستك فأنت حر، وإذا لم تَرِد فأنت حر أيضًا". ونتيجة انتشار اللاطائفية قرأت في أحد الجرائد أنه أصبح هناك ما يسمى backyard baptism ؛ حيث تقيم الأسرة حفل "باربكيو" barbecue في حديقة المنزل ويقوم الأب بتعميد ابنه بنفسه في وعاء في حديقة المنزل دون استدعاء كاهن الكنيسة!! هذه هي آخر بدعة ابتدعوها، فلا داعي للكنيسة! ولا داعي للكاهن! تستطيع أن تُعَمِّد أولادك بنفسك! هذه هي اللاطائفية! كل هذا أدى إلى عدم وجود أي روابط أو ضوابط، فعندما يذهب أحد أبنائنا إلى هذه الاجتماعات ويظل بعيدًا عن كنيستنا سنة أو اثنتين، عندما يعود يشعر أن القداس ثقيل، لأنه نسي نغمة "آجيوس أوثيئوس"، ولم يعد يحب إلا سماع النغمة الغربية التي يسمعها في الكنيسة الأخرى (دوم، دِش، دوم، دِش، دوم، دِش...). ويصبح هذا الإنسان مُهاجمًا للكنيسة القبطية تحت شعار: "اللاطائفية" فتجده يقول لك: "يا حبيبي أنا أدعوك لحرية مجد أبناء الله، وحرية مجد أبناء الله لا توجد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية! تعالى عندنا لكي تتذوقها"! في يوم من الأيام عندما بدأوا معه قالوا له "لا نريدك أن تترك كنيستك، لكن تعال احضر اجتماعنا!" |
||||
28 - 06 - 2014, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اللاطائفية: عظة مكتوبة - القمص بولس جورج سعيد
خامسًا: كيف نواجه خطر بدعة اللا طائفية؟ 1- بالتوعية: يجب تنبيه أولادنا وبناتنا وشبابنا: "إحذروا من اجتماعات البيوت". هذه العظة مثلًا تعتبر نوع من أنواع التوعية. حتى لو أن هناك اجتماع سمحت الكنيسة بصفة مؤقتة لِحِكمة معينة ولجذب بعض المسيحيين البعيدين عن الكنيسة أن يُقام في أحد المنازل، فلا بد أن يكون تحت إشراف الكنيسة ولفترة محددة بعدها يتم اجتذاب هؤلاء الناس للكنيسة وحضور اجتماعاتها، لكننا نرفض ونضع مائة علامة استفهام أمام أي اجتماع مُصِرّ أن يستمر في البيت. ليس هناك أي مبرر لذلك لأن الكنيسة حاليًا مليئة بالاجتماعات. هذا نوع من أنواع التوعية. نوع آخر من أنواع التوعية: لا بد أن نكلم أولادنا في طفولتهم عن العقيدة والإيمان الأرثوذكسي، فينشأ الطفل مُتَشَبِّعًا بالعقيدة الأرثوذكسية.. هذا الطفل صدقوني حتى لو استطاع أحد أن يضحك عليه ويجذبه للكنائس الأخرى وذهب شهر وشهرين سيرجع مرة أخرى لكنيسته؛ لأنه سيشعر أن هناك شيئًا كبيرًا ينقصه لا يجده في أي كنيسة غير كنيسته القبطية. وكمثال: يُمكن تحفيظ الأولاد ترانيم تُعَلِّمهم العقيدة.. فمثلًا يتم تحفيظ الأولاد ترنيمة عن المناولة وأهميتها ونجعلهم يرددون في هذا الترنيمة عبارة: "مأكل حق ومشرب حق" ، ويمكن أن تكون أبيات الترنيمة متضمنة مثلًا جمل مثل: "ولازم آجي القداس، ويثبت فيَّ وأنا فيه".. أو كلام آخر يُعَلِّم الأولاد العقيدة في ترنيمة تشدهم. فينشأ الطفل وهو يعرف عقيدته جيدًا ويحبها، فيتمسك بها عندما يكبر. 2- الاهتمام بالنهضات الكنسية والاجتماعات: كما اتفقنا أن الطوائف كانت بمثابة الفيروس الذي دخل الكنيسة وجعلها تُكوِّن أجسام مُضادة فأصبح هناك العديد من الاجتماعات والأنشطة في الكنيسة، وكلما كان الاجتماع ناجحًا كلما جذب الناس من بيوتهم. صدقوني أتذكر أنه في أحد المرات أثناء احد الاجتماعات في كنيستنا كان هناك أمطار شديدة وظننت أن الأغلبية لن تحضر (الحاضرين لن يزيدوا عن 50 فرد مثلًا). ولكن حدث أن الذين حضروا في هذا اليوم 600 ولد وبنت تقريبًا. نحن نحتاج أن تكون اجتماعاتنا قوية، وناجحة، وأن نبحث عمن أعطاهم الرب موهبة الكلمة، بلا مجاملة حتى لا تكون الاجتماعات مملة، وحتى تنهض الكنيسة. يجب أن نعلم أن المنزل الذي تفتقده الكنيسة بانتظام، لن تدخله الطوائف الأخرى لأنه بيت مُحَصَّن وعين الكنيسة عليه،وفي كنيستنا(1) قمنا بعمل جميل أتمنى أن يطبق في جميع الكنائس. بالطبع لدينا كما هو الحال عندكم ما يُسَمَّى "افتقاد جغرافي" حيث يكون كل خادم مسئول عن منطقة معينة وكل كاهن مسئول عن 3 أو 4 مناطق. ولكننا كوَّنا مجموعة من المتطوعين عددهم حوالي 30 رجل وامرأة، يقومون بخدمة تسمى "الافتقاد التليفوني". ونقوم بعمل حملات مدة كل منها ثلاثة أشهر: أحد هذه الحملات مثلًا يتم التركيز فيها على افتقاد السيدات الأرامل (الغير عاملات). ثم يليها حملة أخرى ثلاثة أشهر أيضًا يتم فيها التركيز على الشباب الذي يمتحن ثانوية عامة... وهكذا. بهذه الطريقة أصبحت الكنيسة قريبة من كل بيت لدرجة أن بعض الناس اشتكوا من كثرة الافتقاد وطلبوا من الكنيسة تقليل عدد مرات الافتقاد! طبعًا هؤلاء لم يعد لهم عُذر أو حِجة أن الكنيسة تهمل أولادها. فعندما تقوم الكنيسة بعمل افتقاد منظم، رعوي أو تليفوني.. وعندما تقوم الكنيسة بتوعية الناس، بلقاءات عقائدية يكون الكلام فيها بسيط كما فعلنا اليوم في هذه العظة.. وعندما ننهض باجتماعاتنا فتكون قوية تعليميًا وبطريقة جاذبة.. لن يذهب أبناءنا لاجتماعات أخرى خارج كنيستهم. فلن يفيد أن تقول لابنك "لا تأكل خارج المنزل" إلا إذا وفَّرت له وجبة شهية داخل المنزل. لن يستمع ابنك لكلامك إلا إذا وفرت له وجبة شهية داخل المنزل. هذا المثل فقط لتوضيح الفكرة. أقصد أننا إذا قدمنا لأبنائنا في الكنيسة الإيمان والعقيدة بصورة مبسطة وطبيعية وجذابة، صدقوني لن يخرجوا خارج الكنيسة. ربنا يعطينا ويعطيكم.. ولإلهنا كل مجد وكرامة الآن وإلى الأبد آمين. _____ |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبونا القمص بولس جورج |
عود الكبريت - القمص بولس جورج |
الحفاظ على اولادنا - القمص بولس جورج |
نقاوة القلب - القمص بولس جورج |
خططي من أجل نفسي .. القمص بولس جورج |