إنّنا نجتمع الآن لأنّ ألمَ أي عضو في جسد المسيح يطولنا جميًعا. إنْ ضُربت ميلانيه تأوّهنا نحن، وإنْ توجّعت إيلارية بكينا نحن، وإنْ جُرِحَت ماريا طُعنّا نحن..
لن نلتجِئ إلى والٍ ولا إلى أحد الأشراف ليُطلق سراح فتيات المسيح.. سنلتجِئ للقادرِ على كلّ شيءٍ.. مَنْ بيده الأرض ومَنْ عليها.. مَنْ يقيس الجبال بكفّه.. مَنْ يمتلك سلطان الحياة والموت. إنْ كانت إرادته الألم سنجثو شاكرين طالبين المعونة، وإنْ كانت إرادته النجاة سنجثو شاكرين أيضًا فرحين في الرجاء..
كانت كلماتُ الكاهن تخرج وتستدرّ معها دمعات على وجنات بعض الفتيات والسيّدات المسيحيّات.. بدا الكلُّ صامتًا.. شعرت بالألمِ يلفّني وكأنّ الفتيات هم أبولّلونيا أختي. كان الغضب يعتصرني وهممت أكثر من مرّةٍ أنْ أصرخَ فيهم بضرورة الثورة على الوالي والتظاهر أمام داره ولكنّني كنت أنظر إلى الوجوه فأراها تحمل سِرًّا.. كنت ألمح فيها مرارة الألمِ وفي المقابل طمأنينة الرجاء.. دموع الأسَى خارجة من مُقلة الانتصار.. قهر الظلم وغلبة الإيمان..
وبدأت الصلاة..