مسيح مارمرقس من جهة النبوات
تكلمنا فيما سبق عن الأمر الأول وهو مسيح مارمرقس من جهة الرموز.
النقطة الثانية: مسيح مارمرقس من جهة النبوات:-
† النبوات تكلمت عن المسيح في الصورة التي ستظهر في البشائر الأربعة بترابط بديع، ويتضح ذلك مما يلي:
أولًا: أربعة إعلانات عن السيد المسيح يسبقها كلمة "هوذا".
† عندما تكلم الله الآب في العهد القديم عن ابنه المتجسد كان يسبق الإعلان بكلمة هوذا، وذلك كي يلفت انتباهنا أنه يتكلم عن المسيح، وتوجد كلمة "هوذا" أربعة مرات في العهد القديم كنبوات عن المسيح أظهرت المسيح كما سيظهر في البشائر الأربعة. وهذه النبوات هي:
1) في زكريا 9 نبوة عن المسيح بحسب إنجيل متى:
" اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ" (سفر زكريا 9: 9).
† هذه النبوة عن المسيح الملك وكما نعلم الذي تكلم عن المسيح الملك هو متى. إذًا هذه نبوة عن المسيح بحسب متى.
2) في أشعياء 42 نبوة عن المسيح بحسب إنجيل مارمرقس:
"هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ" (سفر إشعياء 42: 1).
† هذه النبوة عن المسيح العبد المتألم وكما نعلم الذي تكلم عن المسيح العبد المتألم أو المسيح الخادم هو مارمرقس. إذًا هذه نبوة عن مسيح مارمرقس.
3) في زكريا 6 نبوة عن المسيح بحسب إنجيل لوقا:
"هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ" (سفر زكريا 6: 12).
† هذه النبوة عن إنسان الله الكامل (المتمثلة في كلمة "الرجل") والذي تكلم عن إنسان الله الكامل هو إنجيل لوقا.
4) في أشعياء 40 نبوة عن المسيح بحسب إنجيل يوحنا:
"عَلَى جَبَل عَال اصْعَدِي، يَا مُبَشِّرَةَ صِهْيَوْنَ. ارْفَعِي صَوْتَكِ بِقُوَّةٍ، يَا مُبَشِّرَةَ أُورُشَلِيمَ. ارْفَعِي لاَ تَخَافِي. قُولِي لِمُدُنِ يَهُوذَا: «هُوَذَا إِلهُكِ" (سفر إشعياء 40: 9).
† هذه النبوة عن المسيح الذي طبيعته من ذات طبيعة الله (لاهوت المسيح) (الملك الذي جاء لكي يكمل المقاصد الإلهية الذي ظهر كصورة الإنسان الكامل "إنسان الله الكامل" هو الكلمة المتجسد والذي تكلم عن ذلك إنجيل يوحنا).
† بذلك يتضح أيضًا أن النبوات أظهرت مسيح مارمرقس المسيح الخادم أو المسيح العبد، ولا بد أن نلتفت إلى ذلك الترابط العجيب الموجود بين الرموز والنبوات. فكل الرموز وكل النبوات هي فكر الله ومن تدبيره.