13 أغسطينوس في أحضان المسيحية:
* عندما كان أغسطينوس في ميلانو، مع صديقه أليوس، وكان في منزلهما حديقة صغيرة ينتفعان منها، في ذلك الوقت أصبح أغسطينوس يود التحول إلى الدين، لكنه لم يكن لديه القدرة وكان في ذلك البستان يشهد صراع إرادته مع قدرته، فكان يبكى بأسى ومرارة، وبينما هو في تلك الحالة النفسانية، سمع صوتًا صادرًا عن البيت المجاور صوت شاب أو فتاة، يقول بصوت وخيم ومكررًا النداء "خذ واقرأ، خذ واقرأ" عند ذلك تنبه لنفسه باحثًا في ذاكرته عن صوت مثيل، ليتذكر أن يكون قد سبق له أن سمع ذلك من قبل، لذا فإنه علل الأمر بإرادة إلهية أمرته أن يفتح الكتاب ويقرأ أول فصل، يقع تحت ناظريه، فقرأ: "لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد بل البسوا الرب يسوع، ولا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات" (رو12:13-14).
* ولم يكد ينهى القراءة، حتى شعر بان نوعًا من النور قد انقدح في قلبه وذاع فيه كاشحًا منه كل غياهب الشك وظلماته، ثم ترك الكتاب المقدس جانبًا، وأطلع أليبوس على كل ما جرى، فطلب منه أن يريه ما يقرأ، فأعطاه أغسطينوس الكتاب المقدس، حيث قرأ اليبوس الآية التي تليها وهى: "ومن هو ضعيف في الإيمان فاقبلوه لمحاكمة الأفكار" (رو1:14).
* بعد ذلك انطلق أغسطينوس وصديقه أليبوس وأخبروا مونيكا التي ابتهجت كثيرًا لما حدث، هذا الذي طالما دعت ربها لأن يمنحه لابنها.