الصداقات الضارة
+++++++++++
هذه الصداقات التي تضرك في روحياتك ، أو في عقيدتك ، أو في فكرك ، والتي تتلف قلبك ومشاعرك ...
أول سقطة لأمنا حواء ، كانت من معاشرة رديئة بجلوسها مع الحية .
وسقطة آخاب الملك كانت بسبب زوجته إيزابل الشريرة . وكذلك كانت سقطه سليمان الحكيم بسبب زوجاته الأجنبيات .
لذلك أنصحكم باختيار أصدقائكم الذين ما أسهل أن يؤثروا عليكم بأفكارهم .
وأنصحكم بحسن اختيار شركائكم في الحياة الزوجية لأن لهم تأثيراً بلا شك على حياتكم الروحية بالعلو أو الهبوط ...
والأزواج في تأثيرهم أكثر خطراً وعمقاً من الأصدقاء أو المعارف والزملاء ...
فالصديق قد يلتقي بك في أوقات محددة . أما الزوج فهو شريك الحياة باستمرار . فيجيب انتقاؤه صالحاً من كل جهة ، ليس من الناحية الاجتماعية فحسب ، بل أيضاً من النواحي الروحية والعقائدية ، وبعمق . ولا يصح الاكتفاء بالشكليات .
ولنتذكر في كل ذلك قول الكتاب :
" المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة " ( 1كو15 : 33 ) وقوله أيضاً : " أعداء الإنسان أهل بيته " ( مت10 : 36 ) .
مثال ذلك الآباء والأمهات ، حينما يمنعون أولادهم عن الصوم ، وعن التدين ، وعن التكريس ، وعن الكنيسة والاجتماعات . بل ويدعونهم إلى الزينة وإلى الترفيهات المتنوعة ، ولا يقدمون لهم قدوة صالحة ببيت متدين !
ومثال ذلك الزوج غير المتدين الذي يجر زوجته معه إلى نفس الضياع الذي هو فيه ، ويسخر من تدينها ، ولا يشجعها على الممارسات الروحية ويمنعها من الخدمة ، ولا يعطيها فرصة للصوم ولا للتناول ..! لذلك قال الرب في الإنجيل :
" من أحب أباً أو أماً أكثر مني ، فلا يستحقني .. " ( مت10 : 37 ) .
والإنسان ربما لا يستطيع أن ينفصل على أقاربه وأهل بيته . ولكن ينبغي أن يحب الله أكثر منهم ، ويطيع الله أكثر منهم ، ولا يضحي بروحياته أو بدينه من أجل أقربائه .
وليذكر باستمرار قول الرسول : " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس " ( أع5 : 29 ) .
لا يوجد أعز من الله ، ولا أحب من الله . ولا يوجد أهم من مصيرك الأبدي . ومع ذلك فهناك أشخاص يجب الابتعاد عنهم من الأقارب .. إن لم يكن ابتعاداً بالجسد ، فعلي الأقل يكون الابتعاد عن طريق عدم الاشتراك معهم في التصرف ، ولا في الحديث ، ولا في أي شئ خاطئ .
على أن البعض قد يمنعهم الخجل من البعد عن الخاطئين أقارباً كانوا أو أصدقاء ... وبهذا يشتركون في الخطأ بسبب الخجل !
فينبغي للإنسان الروحي أن يعرف أن هناك حدوداً للخجل وأن هناك مواقف تحتاج إلى حزم وغلى قوة شخصية، وإلى تصرف جاد يبعد به عن العثرة ومسبباتها .
لقد صدق المثل القائل : [ أسأل عن الرفيق قبل الطريق ] فربما يؤثر عليك أحد أقربائك تأثيراً يتلف نفسك أو يدخل إلى قلبك وإلى ذهنك مبادئ وأفكاراً تقود حياتك في إتجاة خاطئ .
اعلم أن قريبك الحقيقي هو الذي يقربك إلى الله ، وصديقك الحقيقي ه الذي يكون صديقاً في روحياته وصادقاً في حفظه لسمعتك وفي اهتمامه بخلاص نفسك ...