ثالثًا: حياته الروحية:
* في حوالي الثلاثين من عمره، عاد إلى وطنه حيث نال سر المعمودية، ثم قرر الاختلاء والتأمل.
* وهكذا ألقى القديس غريغوريوس بكل نفسه في الحياة النسكية التأملية. وقد أوضح فيما بعد أن قرار مثل هذا لم يكن بالأمر السهل، لكن الذي ذاق الاشتياق لله يستطيع أن يفهم معنى وقوة هذا القرار.
* لقد أراد أن (يتخاطب مع الملائكة، حتى وبينما هو يعيش على الأرض، يؤخذ بعيدًا عنها ويصمد إلى السماء بالروح).
* وقضى القديس غريغوريوس وقتًا ليس بقليل مع القديس باسيليوس في حي هادئ في بنطس، يمارسان الصلاة والتأمل الروحي والعمل اليدوي ويصف القديس غريغوريوس هذه الأيام فيما بعد قائلًا لصديقه (من يحملني راجعًا إلى تلك الأيام السالفة، التي فيها استمتعنا سويًا بالاختلاء؟ لأن الفقر بالمشيئة هو أكثر عظمة من المتع الدنيوية. من يرجع لي هذه التسابيح والسهر؟ والارتفاع إلى الله في الصلاة، وتلك الحياة اللاأرضية اللاجسدية، تلك الصداقة والألفة الروحانية بين إخوة ارتفعوا إلى الحياة المتمثلة بحياة الله؟ من يرجع إلى التفتيش الحار في الأسفار المقدسة، وذلك النور الذي وجدناه هناك ونحن تحت إرشاد الروح؟)