رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب القمص أثناسيوس فهمي جورج مقدمة شهية وكريمة هي سيرة التلاميذ الرسل الذين تبعوا الرب، وصار هو واضع جهادهم الحقيقي في كرازتهم بملكوته السمائي. ومكرمة هي حياتهم وخدمتهم التي تباركت بها كل قبائل الأرض، ولا تستطيع كلمات أن تعبر عن مجدهم الذي مجدتهم به يا رب، ذلك المجد الذي نطق به وافتخر به الذين غرسوهم وردوهم للأيمان بك. إنهم أساسات الكنيسة التي تنبأ عنها النبي داود بأن الرب: أساساته في الجبال المقدسة وأنه يحب أبواب صهيون أفضل من جميع مساكن يعقوب (مز 86). وهو كذلك الذين رآهم الرائي إثنى عشر اساسًا لاورشليم السمائية مكتوبين عليها كرسل للحمل. أنهم ابواب واساسات وأمجاد وأسوار مدينة الله وأحجارها الكريمة المزينة، وقد صاروا الأساس الذي تأسست عليه الكنيسة المقدسة الجامعة الرسوليه، ونحن مدينون لهم بأننا قد صرنا مسيحيين وامتلكنا ذلك الأيمان الثمين ثمرة لجهادهم وكرازتهم الموثقة بدمائهم الشاهدة لآلام الرب. أننى اقدم هذا الكتاب كمدخل لسير التلاميذ القديسين من خلال خدمة المسيح سيدنا وملكنا، ومن خلال سيرتهم عبر التقليد المقدس، وفاء لذكراهم المؤبدة وإقتداءًا بمثالهم وإيمانهم الذي به قهروا الممالك وصنعوا البر وأخيرًا وضعت لهم الأكاليل التي يهبها الرب الديان الحاكم العادل. إننى أحسب نفسى فرحًا عندما اقدم ضمن (سلسلة إكثوس) حياة الآباء الرسل القديسين، لنتأمل خدمتهم وبشارتهم كى تصير لنا سبب بركة بصلواتهم فنسلك في آثارهم متشبهين بجهادهم وننعم بنصيبهم وميراثهم، ونشترك معهم في الأعراق التي قبلوها على التقوى. طالبين تعزية للنفوس المجاهدة المتغربة في الجسد ولكل الذين هم في الشتات، راجين أن تمتد ذكراهم العطرة لتشملنا جميعًا فننعم بأزمنة ازدهار الأيمان وأنتشار الملكوت بشفاعتهم وبصلوات قداسة البابا شنوده الثالث وشريكه في الخدمة الرسولية أبينا الأسقف المكرم الأنبا أنطونى، ومجمع آباء إيبارشية أيرلندا واسكتلندا وشمال شرق انجلترا. ولله المجد على كل شيء، القمص أثناسيوس فهمى جورج Dublin – Ireland صوم الأباء الرسل الأطهار 2005 م – 1721 ش |
20 - 05 - 2014, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب
اختيار التلاميذ وتعيينهم | التعيين الإلهي * من هم؟ وما هي إرساليتهم؟ 1- اختيارهم وتعيينهم: (التعيين الإلهي) * عينهم الرب واختارهم ينفسه فبعد أن استخدم الرب سفينة بطرس كمنبر لتعليم الجموع المزدحمة على الشاطئ طلب منه الدخول إلى العمق والقاء الشباك وكان الصيد الكثير الذي لم يفز به بطرس ورفقاؤه بعد أن تعبوا الليل كله وعندئذ خر عند قديمه فدعاه فاحص القلوب، هو وأندراوس أخاه وشريكيه يعقوب بن حلفى وتداوس (يهوذا) أخا يعقوب وسمعان القانوى (الغيور)، وأخيرًا يهوذا الأسخريوطى الذي أسلمه. * اختارهم من بسطاء الناس العاميين لكي يظهر فيهم قوته ومجده وليخزى بهم حكماء العالم. لم يختارهم من المرائين المحترفين الذين شبههم بالقبور المبيضة من الخارج والذي أخفيت عن عيونهم وأذانهم الحقيقة. * لقد اختارهم بعينه الفاحصة الطوباوية وأقامهم ليذهبوا ويأتوا بثمر ويدوم ثمرهم، فتبعوه وانجذبوا إليه جاعلًا هو منهم صيادين للناس وشهودًا له كارزين بملكوته، بعد أن رافقوه وسمعوه ورأوه بعيونهم ولمسته أيديهم ثم اخبروا به وسهدوا بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لهم متشبهين برئيس الحياة في العمل والإيمان ونشروا سر إنجيل مجد المسيح في كل الأمم بالغنى الذي لا يستقصى الذي لرحمة الله. * تركوا كل شيء وتبعوه وبدأوا في مرافقته في جولاته في المجامع، حيث كان يعلم ويشفى المرضى، وفي عظمته على الجبل كانوا يلتفون حوله يستمعون ويتعلمون ويرون معجزاته وإخراجه للشياطين التي كانت تشهد للاهوته، وسلطانه على الطبيعة، وغفرانه للخطايا وغيرته على بيت أبيه. * إنهم أقدم جماعة مسيحية وأكثر من نال الكرامة في كنيسة المسيح ربنا على مدى الأجيال، إذ دعوتهم وتعيينهم كانت من قبل الرب الذي أقامهم وائتمنهم على الرسولية والكرازة وجعلهم مرافقين شخصيين له (أقامهم اثني عشر ليكونوا معه) (مر3:14). عاينوا أمجاد حياته وكرازته وآلامه وتعاليمه الإلهية مرافقين له بينما كان يجول يصنع خيرًا ويشفى كل ضعف ثم زودهم بالسلطان ليؤسسوا الكنيسة الأولي. * دعاهم ليعملوا كوكلاء الأسراره واعطاهم قوة وسلطانًا ولم يبخل عليهم بالمواهب ليشفوا النفوس والأجساد، وأعطاهم امكانياته التي لا تقوم على مظاهر زمنية انما على روحة القدوس الذي سكن فيهم وعمل بهم. فصار هو لهم كل شيء، نائلين غنى قوته في كرازتهم بملكوته رافضين الزمنيات بكل تفاهتها غير حاملين شيء في طريق بشارتهم، بلا عصى ولا مزود ولا خبز ولا فضة ولا ثوب، هو كنزهم وفضتهم وخبزهم وطعامهم وسندهم. وهذا وقد أوصاهم أن ينفضوا أي غبار عن أقدامهم يحول دون طلبهم وربحهم للنفوس، وأن لا يقبلوا عطايا الاشرار، وأن يتمنطقوا ليحملوا سراج النجيل كوكلاء أمناء حكماء. * اعدهم الرب وارسلهم فعملوا بلا كلل ليهيئون له شعبًا مبررًا وأوانى بر مهيأة للمجد. ونقلوا شعوبًا من الظلمة إلى النور ومن عبودية الخطية إلى حرية مجد البنين، لذا فاحتمن سيرتهم رائحة المسيح الذكية وتنسمها العالم نفحات قدسية. * إصطادهم المسيح له المجد بطريقة ماهرة ليصطادوا هم كل الأرض، وبالرغم من أنهم كانوا ماهرين في صيد السمك إلا انهم أمسكوا في شبكة المسيح ربنا والقوا شبكة كرازتهم الرسولية بعد أن كانوا شهود عيان لذات الكلمة المحيي، ولازالت شبكتهم مطروحة بينما المسيح يقوم بملئها مادمنا في زمان الدعوة أي زمان الكرازة. * لقد كان اختيار الرب لهم وتعيينهم يقابل عدد الأسباط، وهذا يعنى أنهم رؤساء كنيسة العهد الجديد على مثال رؤساء الآباء في العهد القديم، وبسبب ذلك اختاروا (متياس) بديلًا لهوذا الخائن مخالف الناموس، وبهذا يكونون هم الأثنين عشر الذين سيجلسون على الكراسى يدينون اسباط اسرائيل الإثنى عشر في اليوم الخير. * ولقد كانت أسباط إسرائيل إثنى عشر (حز 24:4) وأساس أسوار مدينة الله إثنى عشر، لذلك كان لرمزية عدد التلاميذ القديسين أهمية تاريخية، مما دفع الرسول بطرس إلى أن ينبه التلاميذ إلى ضرورة اختيار تلميذ يكمل العدد بعد أن سقط يهوذا الخائن. على أن يتم ذلك قبل موعد الاب وحلول الروح القدس فاستكمل العدد إلى إثنى عشر بضم متياس (أع 1: 21). لكن بعد استشهاد يعقوب أخا الرب (أع 12:2) أول شهيد من الإثنى عشر رسولاً لم يستكمل العدد مرة أخرى، لأن الروح القدس في يوم العنصرة كان قد كرس الكنيسة بحلوله على الإثنى عشر يوم الخمسين (أع2). |
||||
20 - 05 - 2014, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب
تكريس الإثنى عشر | تلمذتهم ومرافقتهم للرب * كانت عين المعلم عليهم، حتى أنه ميز هؤلاء الإثنى عشر عن سائر التلاميذ، قبل أن يرسلهم أمام وجهه قبل صليبه، ثم جدد إرساليتهم بعد قيامته. فهؤلاء هم الخميرة الصغيرة التي ستخمر العالم كله، لهذا جعلهم رفقائه الدائمين يسجلون مواقفه في قلوبهم وعقولهم، ويتبعونه ومنهم من يستند على صدره. يشاهدون معجزاته ويسمعون تعاليمه، وربما يشرح لهم وحدهم ما يغمض عليهم فهمه. وبينما يرونه يصلى كان يعلمهم كيف يصلون حتى لم تعد لهم حياة إلا معه (يارب ها قد تركنا كل شيء وتبعناك) و(يارب لمن اسرار ملكوت السموات) وعلاقته بالآب والروح القدس في أحاديث لم يسمعها أولًا إلا هم، قبل أن تتاح لكل من يؤمن من خلال الأناجيل المكتوبة. وجعلهم يعرفون من هو: (أنت هو المسيح ابن الله الحى) (مت 16: 15، مر 8:29، لو 9: 20، يو 6:69). واعطاهم مفاتيح ملكوت السموات، وأن يربطوا ويحلوا على الأرض. حدثهم عن موته وقيامته وأنه سياتى في مجد أبيه ليدين الأحياء والأموات، وانهم في مجيئه الثانى سيجلسون على كراسى وينالون مجدهم الحقيقى. سمعوا كلامه انه نور العالم وأنه المحرر وأنه الراعى الصالح وانه الطريق والحق والقيامة والحياة. * كونوا مجمع الإثنى عشر من المدعوين الذين دعاهم الرب فأطاعوه وتركوا كل شيء وتبعوه والتصقوا به (تركوا الشباك والسفن والجباية...) وصاروا مجمع الشهود له (لو 24: 48) (أع 1:8) الذين كشف لهم أسرار الملكوت وقد اعطاهم اسم (رسل) (لو 6:13). وقد دونت أسماءهم كل اثنين معًا. إذ لم يكن هذا مجرد أسلوب كتابى لكنه جمع الأخ من الأخ والصديق مع الصديق العمل معًا. لذا شبههم أحد الكتاب ببحارة الكنيسة يجلس كل اثنين على مقعد ليقودوها نحو ميناء الأبدية. * عاشوا معه معاينين كل شيء في ألفة التلمذة، فتشبعت أرواحهم بالنعمة ونطقوا بالروح القدس مسجلين أعماله وأقواله وجميع ما ابتدا يفعله ويعلم به، إذ أن مجد أعماله وتعاليمه لا نهاية لها. وهو الحى الذي يحتل مركز المنارة في كنيسته ولا يزال يعمل ويتكلم ويقدم جسده ودمه الكريمين على مذبحها المقدس. * علمهم أن يختلوا للصلاة، إذ كان يصلى على انفراد وهم معه، داخلًا بهم معه إلى خلوته لعلهم فيما يروه صلى يستطيعون أن يدركوا علاقته الفريدة مع أبيه. فكانوا معه يعلمهم الصلاة كطريق لشركة الثالوث القدوس، حتى إلى معصرة جسثيمانى. وكشف لهم عن ذاته سرًا حتى لا يعثروا، وارادهم أن يصمتوا ولا يعلنوا عن شخصه إلا بعد ان يكمل العمل الذي جاء ليتممه. * تعلموا منه سر الصلاة وصاروا عابدين حقيقيين عندما رأوه كنموذج ومثال يقضى الليل كله في الصلاة، لذا بصلواتهم مجدوا اسمه وبشروا بسره كمعلم العالم وقت أن كانوا في الجسد، ثم بعد انتقالهم إلى المنازل العلوية ومازالوا يتحدثون الينا عنه بواسطة البشائر التي سجلوها مسوقين من الروح القدس. * عندما سألوه: يارب أين تمكث؟ إجابهم الرب (تعالوا وانتظروا) وهكذا ذهبوا ونظروا وساروا معه تاركين كل شيء حاسبين كل الأشياء نفاية، لذا أظهر لهم مجده. فأمن على يديهم كثيرون وملئوا العالم كله دهشة ولم يعوزهم شيء. * قال لهم الرب، فيما هو يتلمذهم له، بأن كثيرين من غير جنسهم، بل من العشارين والزوانى، وسأتون من المشارق والمغارب ويتكئون في ملكوته، هذا وقد أنفردوا بمعاينة تجليه على جبل طابور، وكذلك عندما غسل أرجلهم ليكون لهم نصيب معه، ثم ناولهم جسده ودمه مستمعين لحديثه الوادعى ليه الصليب، وسمعوا وعده وبأرسال الروح القدس المعزى، وشاهدوه في صلاته الشفاعية سائلًا من أجلهم. * جعلهم يعاينون عظمته وأراهم كيف أنه أخذ من الله الآب كرامة ومجدًا، وسمعوا معه الصوت المقبل من السماء عندما كانوا معه في الجبل، ونقل لهم اعلان حقيقيه المحتجبة عنا بسبب ضعفنا، كى تكون كرازتهم ليس مجرد وعظ بل شركة حياة في بساطة الحمام وحكمة الحيات كحملان في وسط ذئاب، محذرًا إياهم من خمير الفريسيين، معطيًا الكلمة للمبشرين. * أن الرب أعدهم بالتعليم والمعجزة والقدرة والمعاينة، وارسلهم أمام وجهه إلى كل موضع ليعلموا أمامه ومعه ولحساب حصاده، فهو الذي يبذر كرب للحصاد وهو الذي يحصد، وبدونه لا توجد إرسالية ولا فعلة ولا حصاد. وبه وحده تكون فلاحة ملكوت السموات، وهو سند الفعلة والحصادين. * وأخيرًا رافقوا موكب دخوله أورشليم وتطهيره للهيكل، وعايشوا خبرة آلامه ومحاكمته، ووعدهم بأن الذي يسمع منهم فقد سمع منه، وأن من يرذلهم يرذله وأن من يقبلهم يقبله، مانحًا لهم برهانه يتكلم فيهم، وكنوز محبته صيرتهم معلمين مؤتمنين، لذا خرج منطقهم في كل الأرض وفتنوا المسكونة. * إنهم مختارون بطريقة إلهية، والرب الإله عرف قلوبهم وما يحدث فيها، بل وحتى ما في أعماق نفوسهم وكأنهم يعبرون به بألسنتهم، لأنه لا يخفى شيء عن ذلك الذي كل شيء عريان ومكشوف أمامه، فأعدهم الرب بالمعرفة وشددهم وحول حزنهم إلى فرح ونزع عنهم كل سبب للحزن وأفاض عليهم التعزية، وأعطاهم أن يكونوا شهود عيان لقيامته ليكرزوا بها بعد أن يحل الروح القدس عليهم ويلبسوا قوة من الأعالى. * فمرافقة لآباء التلاميذ ومشاهدتهم لأعمال الرب هي الامتياز الفريد لهم، تلك تأسست على سلطان الشهادة لقيامته وعلى قيادة الروح القدس لهم، حتى أن كل من يريد أن يرى الحق يتأمل في تقليد الرسل المعلن في أنحاء العالم داخل كنيسة الله. |
||||
20 - 05 - 2014, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب
الرسل شهود القيامة * إن الرسل الإثنى عشر هم المصدر الذي بنيت عليه الشهادة الحاسمة لقيامة الرب يسوع المسيح من بين الموات، وقد كان ظهور المسيح لهم بنفسه وبصورة محسوسة بعد قيامته، هو نقطة الانطلاق للكرازة الأولى بالمسيح. * لقد ظهر لهم بعد قيامته المجيدة من بين الأموات، وكلمهم عن الأمور المختصة بالملكوت وأراهم نفسه حيًا ببراهين كثيرة، ففهموا ما سمعوه وشاهدوا ما لم يستوعبوه قبلًا (فتذكرن كلامة) (لو 24: 8). * لقد ظهر لهم وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام. وقال لهم: (اذهبوا إلى العالم اجمع وكرزوا بالأنجيل للخليقة كلها. من أمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن) (مر 16:14)، وأرسلهم كما أرسله الآب كى يكونوا شهوده وفتح ذهنهم ليفهموا كل ما كتب عنه في ناموس الانبياء، وأوصاهم أن لا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب بحلول قوة الروح القدس. ثم يشهدوا في كل مكان وإلى أقصى الأرض بعد أن تبعوه في التجديد. * اراهم نفسه حيًا وهو قائم من الأموات، حيث وقف وسطهم فهو للجميع له إذ أنهم كلهم فيه ومن أجله مكرمون، لأنهم متساوون في كرامتهم الرسولية، واعطاهم عطية سلامه كوديعة – (سلام لكم) – لذا فرحت قلوبهم عندما رأوا الحى من بين الموات، وأراهم يديه وجنبه ليكرزوا بمسيح القيامة الذي هو مسيح الصليب، وبأنه الحى إلى أبد الأبدين، الخروف القائم كأنه مذبوح. * جاءهم بعد قيامته معلنا لهم بعلامات ملزمة وبطريقة لا يمكن أن يشك فيها أحد، حاضرًا في وسطهم كرأس لهم يمنحهم سلامه، محققًا لهم وعده كاشفًا لهم جراحاته، شافيًا ضعفاتهم وعدم إيمانهم. حتة أنهم لم يحزنوا لصعوده إنما رجعوا بفرح عظيم ليعملوا العمل الذي أقيموا وأرسلوا من أجله، لا صيد السمك بل الصيد الروحي الكثير. * سمح لهم أن يجسوه ويلمسوا أثر المسامير في جسده الطاهر القائم من الموت، وشاركهم الطعام، لذا لم يكن لهم أن يصطادوا السمك بعد بل يصطادوا النفوس في شباك الروح فامتلأت شباكهم بالصيد الكثير من كل الشعوب والأجناس. وبعد أن أراهم نفسه حيًا ببراهين عديدة لا تقاوم، جعلهم يأكلون ويشربون معه بعد قيامته وهو قائم أبدًا، فشاهدوه حيًا وهو حى وقائم فيهم، وصارت شهادتهم لخبرة قيامته هي ملء السموات والأرض والجبال والدهور ولا يستطيع فكر أن يحيط بها معلنين بره وقداسته ورحمته وفداءه وخلاص الأبدى والايمان بإسمه وقوته – (قوة الإسم) – كرأس وكحجر الزاوية، وهذا الذي كان عجيبًا في اعيننا. * أجتمع معهم في العلية (ليريهم يديه وجنبه) فرأوا الجروح ومجد المجروح معًا، لاجل هذا كانت لشهادتهم نعمة عند جميع الشعب، وقد أعطوا فيما وحكمة لم يقدر جميع معانديهم أن يقاوموها أو يناقضوها، تراءى لهم وهم مجتمعون في العلية وفي السفينة على هيئة كنيسة واحدة مبنية على أساس الرسل والأنبياء والمسيح القائم فيها هو الأساس وحجر الزاوية ورباط وتماسك البنيان. * بمقتضى رؤيتهم لمجد قداسته كرز الآباء التلاميذ بالحياة الجديدة وبالبشارة بالقيامة من الأموات وصاروا شهودًا لجدتها ونذيرون بيوم مجيئه الثانى، وصارت جروح الرب يظهروه لهم هي برهان القيامة وطريق الايمان الحر والشركة. * فإشراقة قيامة الرب جعلتهم كارزين بخبر قيامته وهو الذي يظهر فيهم رائحته الزكية. وظهوره لهم وسلطانه على سمك البحر وعلى الخليقة المادية وخوله عليهم والأبواب مغلقة كان مقدمة لهم ليمارسوا ويختبروا سلطانه. * وظهورات قيامته لهم أكدت أنه القدوس الذي لم ير فسادًا وأن مجده يظهره بمسرة إرادته لأحبائه حتى تفرح قلوبهم ويخبروا بالحياة الأبدية التي أظهرت لهم ويبحروا بسفينة الخلاص في بحر الكرازة للعالم ليصلوا بالكنيسة إلى شاطئ الأبدية الهنية. |
||||
20 - 05 - 2014, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب
نالوا قوة من الأعالي * حينما دعا المسيح تلاميذه كلفهم أن يكرزوا به، وكان لابد لهم أن ينالوا قوة من الأعالى، أي الروح القدس الذي حل عليهم يوم الخمسين، وهم في خدمة كرازتهم كانوا يستندوا كلية على عمل هذه (القوة) تلك التي لم تتركهم يتعوقون أو يفشلون فيما أرسلوا من أجله. * فهطلت عليهم البركات الروحية الغزيرة من السماء كمطر سمائى ليقدموا ثمار الفضيلة لفلاح البشرية الرب يسوع، مظهرين باعمال أجسادهم البشرية فضائل القوات غير المتجسدة، فلم تهبط الملائكة من السماء، لكن الأمر الأكثر عجبًا هو أنهم هم قد صعدوا إلى مرتبة فضائل الملائكة، إذ وهم في الجسد صاروا ملائكة في الفضيلة وخرجت من أفواهم الترابية لغة تقدر أن تشفى المرضى، وظلال أجسادهم التي هي من طين أمكنها أن تنتصر على الموت وعلى قوات الشر. * نالوا قوة من الاعالى ليكرزوا للخليقة كلها، وارسلهم ليتلمذوا جميع الأمم ويعمدوهم باسم الثالوث القدوس ويعلموهم جميع ما أوصاهم به ونفخ في وجوهم لمغفرة الخطايا، ووعدهم بأن روح قدسه لن يفارقهم إلى انقضاء الدهر، فكان الروح يعلمهم ويتكلم على السنتهم ويحدد أماكن كرازتهم وينقلهم من حقل إلى أخر ويعمل بهم الآيات. * أعطاهم موهبة التكلم بالألسنة وروح الشجاعة والمجاهرة ليتكلموا بكلامه بكل مجاهرة ويجرون الآيات والأشفية والعجائب باسمه، وكذا منحهم روح الإقناع والتعزية والمؤازرة والسلطان، ليضعوا الأيادي ويبنوا الكنائس مقودين بقوة الروح القدس، وبصحبة الملائكة الخادمة المرسلة للخدمة لاجل العتيدين أن يرقوا الخلاص، ففتحت لهم الملائكة أبواب السجون وأخرجتهم منها وقادت مسارات كرازتهم فجازوا كل محرس، ولم يقدر أحد أن يقاوم الحكمة التي كانوا يتكلمون بها، حتى أن وجوهم كانت تبدو وكأنها وجوه ملائكة، فزلزلوا أساسات السجون وفتحوا أبوابها، وأقاموا موتى وشفوا مرضى بل وكان ظلهم ومناديلهم تبرأ الأوجاع وتخرج الأرواح الشريرة، وأعطوا قدرة ليخرسوا السحرة ويصدوا كل من يكذب أو يجدف على روح الله الساكن فيهم، ولم تكن شهادة كرازتهم بسمو الكلام بل ببرهان الروح والقوة، ولم يكونوا هم المتكلمين بل روح الله. * إن الروح القدس أرشد الرسل التلاميذ إلى جميع الحق وأخبرهم بأمور آتيه فكانت لهم نعمة لدى جميع الشعب، ونطقوا بكلام الله أمام كثيرين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.أما الذين سمعوهم فآمنوا وصار على الجميع خوف عظيم، وعلى هذا كلن عهد الرسل ولإيمان الرسل وبركة الرسل وكنيسة الرسل التي نحن مبنيون على أساسها وربنا يسوع نفسه هو حجر الزاوية فيها. * وبقوة روح الله صارت أفواههم خزائن ملكية حفظ في داخلها كنز شفى أمراضًا كثيرة وكل كلمة خرجت منهم كانت سببا في ثراء روحي كبير، كحملان وكحمام عبر المحاكمات والاضطهادات، متكلين على من أرسلهم وعلى الذي يستطيع أن يجعلهم أقوى جدا من الأسود والأهوال. ولكن كان من المناسب أن يكونوا هكذا، لان هذا يمجدهم أيضا أكثر ويعلن عن قوة الذي اختارهم وعينهم أكثر. * فالمجد لك يا صاحب المجد والوعد فقد أعطيت رسلك التلاميذ عطاياك وملأتهم من روحك القدوس روح الحكمة والفهم والمشورة والقوة والمعرفة والمخالفة، الروح الذي هو فوق كل علم ودراسة وهو صاحب الكلمة، وهو وحده الذي قادهم ليجاهروا وليجولوا مبشرين بالاسم الحسن الاسم الحلو المملوء مجدًا، الذي ليس بأحد غيره الخلاص، إسم الحياة والنور والفرح والمجد والبهاء والسلطان والقدرة والقوة والبركة والنعيم الأبدي. * المجد لك ايها السيد الرب الإله ضابط الكل وابنك يسوع المسيح القدوس، لأنك أعطيت رسلك المكرمين أن يتكلموا بحسب كلام قولك وأن يعملوا حسب عملك المبارك، وأن يعطوا نعمة مجاهرة عظيمة ويعلو قولهم على كل تهديد، وينطقوا باسمك الذي تخضع له كان قوة في السموات والارض والذي سيبقى عاليًا، وتنطق الآيات والعجائب باسمك العظيم فيمجدك كل حى يا إله الأحياء. * المجد لك لأنك جعلت تلاميذك يفعلون كل ما سبقت وعينت يدك ومشورتك وقد مكنتهم ليتكلموا بما رأوا وسمعوا، رغم كل التهديدات المؤامرات، بل جعلتهم يزلزلون الاماكن التي تزعزعت أمام قوة شهادتهم بالكلمة وبالعمل... المجد لك لأنك ملئت افواهم بكلامك ليتكلموا به علنًا وبلا مانع. |
||||
20 - 05 - 2014, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب
شهادة الرسل * تميزت خدمة الرسل بالكرازة بالإنجيل، إذ كانوا مزودين بسلطان وكرامة سيدهم نفسه، فهم مبعوثون شخصيون لسيدهم السمائى الذي اختارهم وعينهم ورعاهم وأقامهم وأرسلهم وائتمنهم على العالم أجمع. * وعملهم الرسولى يشمل الخليقة كلها وتلمذة جميع الأمم، وتأسيس الكنائس وبنيان كنيسة وملكوت الله على الأرض، خلال رعاية النفوس وافتقاد الكنائس من حيث تأسيسها وننيانها وتعزيتها وتسليمها الأيمان. * إنهم أول من اعترف علانية بألوهيه المسيح بنا، فصاروا له وصار لهم وهو الملء الذي لا تسعه عين ولا يحده مكان ولا يحيطه فكر أو زمان، أظهر لهم ذاته بعد قيامته وهم أظهروه للناس وأطعموا الحملان- غنم الرب- الناطقة، وشهدوا له أمام جميع الأمم. مدوا أياديهم وآخرون منطقوهم وهملوهم إلى حيث لا يشاؤن فسلموا الأيمام كاملًا بلا تردد أو جزع، وهم لنا مجد الكنيسة وسورها وفخرها وأبوابها وأعمدتها وعظمتها على مدى الدهور. * قادهم الرب إلى الكمال وجعلهم قوة فاعلة أمام السنهدريم والفريسيين، بعد أن خرجهم من الظلمة إلى نور العجيب بنعمة شدة قوته. وسكب عليهم روح قدسه فتكلموا ووعظوا بكل لغات الامم بينما هم أميين، وتفتحت اذهانهم وفهموا الكتب والنبوات إلهاميآ، فأرتفعت أصواتهم بالمناداة والأعلان، واضعين أساس التعليم الذي بنيت عليه الكنيسة في إيمانهم وعقيدتهم وفهمها وسلوكها وخدمتها وكرازتها وعبادتها وأسرارها وحياتها الروحية. * ارتاح روح الله فيهم وأكملوا مشيئته حتى أن الذين سمعوهم نخسوا في قلوبهم وصار فيهم خوف، واجروا أيات وعجائب يتمجد بها إلهنا المتعجب منه بالمجد، أما الذين يعثرون فيه فينكسرون أذ انه حجر امتحان وصخرة عشرة من يؤمن به لا يخزى. * استوعدوا نفوسهم كما لخالق أمين في عمل الخير فشهدوا لمن له الشهادة. ونظروا أعمال الرب حتى يوم صعوده عندما أخذته سحابة المجد عن أعينهم كما بمركبة ملوكية، وسيأتى هكذا كما رأوه منطلقًا إلى السماء، كى يختتم زمان الكرازة والفرح ويعطى لتلاميذه أكاليل المجد في ذلك اليوم الاخير عند شاطيء الأبدية. * لقد حفظوا وشهدوا لمواعيده الإلهية الحقيقية غير الكاذبة، ونالوا قوة القوات وصاروا مختارين من المختارين، وأهلوا للجلوس معه على مائدته في ملكوته وصاروا نجومًا تلمع في السماء وتغطى بلمعانها كل ما عداها. وهم حجر الأساس والأعمدة الذين حققوا وعد الله الصادق بأن أبواب الجحيم مجتمعة لم ولن تقوى على الكنيسة المقدسة. * اقتنوا الروح القدس وتركوا المقتنيات، وعاشو حياة الشركة ووزعوا الحاجات فشهدوا للغنى وحده ولم يكن أحد عندهم محتاجًا، وقد وضعت الأموال عند أقدامهم. امتلئوا من الروح وتفرغوا من هموم العالم بعد أن وجدوا اللؤلؤة الإلهية، ونالوا المائة ضعف عوض بيعهم وتركهم واخلاءهم، وتسجلت سيرتهم مكتوبة في السموات ومعظمة في نفوسنا وفي الكنيسة على مدى الأجيال. صنعوا الأشفيه والعجائب وشفوا المرضى والمعذبين وابرأوا المحمولين على الفراش والأسراة أينما ساروا وحلوا، لأن روح الله الذي ملئهم كان يعمل ولو من بعيد مثلما خرجت الشياطين تصرخ عندما رأت المسيح. وهو الذي ساقهم ليكتبوا الأناجيل والأسفار والرسائل الموحى بها إليهم، فجاءت أيقونة للمسيح ربنا ورسالته إلى خليقته مشحونة بالحكمة الإلهية والتعليم الصحيح. * إن إصغاء النفوس لما يقولونه كان بنفس واحدة واحدة وآياتهم التي صنعوها بقوة الله المدعوة عظيمة جعلت الفرح العظيم يعم مدن كرازتهم واندهش المؤمنون وعظموا الله، لم يكرزوا بانفسهم متذكرين أنهم خدام ولم يستمدوا كفاءتهم لهذه الخدمة من ذاتهم بل من الذي دعاهم فهم خدام العهد الجديد، خدام الروح وليسوا خدام الحرف أي خدام الناموس القديم المكتوب على الالواح الحجرية. |
||||
20 - 05 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب
آلام الرسل * دفع الآباء الرسل ضريبة المناداة بإنجيل الخلاص. وقد صارت جلداتهم وعذاباتهم واهانتهم وموتهم هي جميعها فرحهم وشهادتهم لآلام المسيح، أما اضدادهم فماتوا مشهودًا ضدهم من إله الحق. * ألقوا عليهم الأيادى ووضعوهم في حبس العوام، إلا أنهم حولوه إلى كنيسة ومنسك، قيدوا أياديهم الا أن كلمتهم لا تقيد، حبسوهم فأفرج عنهم ملاك الرب وفتح أبواب سجنهم، وخرجوا لينيروا ظلمة ليل العالم، وليكلموا الأموات بالذنوب بجميع كلام الحياة. وقد تركوا الابواب مغلقة وسلاسل أياديهم الحديدية ومقاطر أرجلهم الفولاذية هناك، بينما هم واقفين في الهيكل يعلمون الشعب ويملئون أورشليم بتعاليمهم الإلهية، فما عسى أن يصير هذا؟؟ * قوة الله هي التي عملت في كرازتهم وهي التي استخدمت منهم الصياد وصانع الخيام والعشار والأمى والعامي، وجعلت الوسائل التي يظن أنها تحاصرهم هي نفسها علامة نصرتهم، فبينما يلقوهم في السجون وتتشدد من حولهم وعليهم الحراسات، تنهزم أمامهم قوات الجحيم. * فلا توجد قوة تستطيع أن تقف أمام عمل الله الذي انقذهم من الاغلال الأبواب والأقفال، لا ظلمة ولا قيود ولا فولاذ ولا حدود ولا حديد ولا حواجز ولا مغاليق ولا مسافات إذ منطقتهم الملائكة ورأوا مسبقًا مجد العرس المعد، وجازوا المحرس الأول والثانى واجتازوا الأبواب الحديدية التي انفتحت لهم من ذاتهم بيد من بيده سلطان أن يفتح ولا أحد يغلق، كى يكرزوا بملكوته الذي لا يتزعزع. * ومن الرسل الإثنى عشر الأطهار مَنْ سُجِن ومنهم مَنْ نُفِيَ أو ضُرِب أو جُلِد، ومنهم مَنْ صُلِب ورُجِم ومنهم مَنْ قُطِعَت رأسه. فاصطبغوا بالصيغة التي اصطبغ بها الرب وشربوا من كأسه كخدام لعهده الجديد، وبهذا الالم صاروا عظماء في بناء الله النامى المركب المرتفع في المسيح الحى مخلص جميع الناس. * حاربوا وحوشًا وقدموا نفوسهم ذبائح محرقة معترفين لله الاعتراف الحسن بحياتهم واقوالهم وآلامهم، وهي النعم التي لم تعطى الإ لهم كرسل لله سيدينون العالم معه، بعد أن سفكوا دماءهم ذلكصولوجية حب لشخص الرب مصطبغة بشهادة الاعمال والاقوال والحياة وبالدم والالم والتنكيس والعذاب والاغتراب والتشتت والميتات التي مجدوا بها الله ولم يحبوا حياتهم حتى الموت. * لقد حفظت لكم يد الله الساهرة صفحات أعمالكم الرسولية في سفر الحياة في المدنية التي لها الأساسات من أفراح ومسرات حيث لا حزن ولا كآبة ولا تنهد، أما الذين اساؤا لكم وللكنيسة فقد ماتوا وأكلهم الدود، وبقيت كلمة الله حية في وسط السنين، وقد عبرتم حاملين لهم من ضيق إلى قوة بصبر وشهادة عزيزة، أمام كل المناقضين والمقاومين والمجدفين. * فتح لكم الرب أبواب الأبدية فتعزيتم بمرآها أكثر من عن كل مجد العالم الزائل، وقدرتم أن تثبتوا ضد مكائد إبليس، وبقدرة القادر وحده إستطعتم أن تتمكنوا من القلع والغرس وغلبة الألم وصنعتم برًا واطفأتم قوة النار وصرتم اشداء لأن المسيح ملككم الأبدى يسد كل فم يتحدى ويجازى بغضبه الأثمة. * طوباكم لأن الرب اختاركم بعد أيام وليالى من الصلاة للاب (لو 6:12) ودعاكم كى تبقوا معه، حسبما قال له المجد (لستم أنتم أخترتمونى بل أنا أخترتكم) (يو 5: 16). لذا شهدتم باقتدار لتعليم معلمكم الذي كل من سمع له بهت من أجل الحكمة التي كانت تخرج من في. قائلين (ما رأينا مثل هنا قط) (مر 2: 12)، (قد رأينا اليوم عجائب) (لو 5: 26). * طوباكم لان الرب كرسكم وعلمكم تعليمًا خاصًا وفر لكم ما يصعب عليكم فهمه، وقد ادار معكم الحوارات واختصكم بالمعاينة لكل ما صنع. وقد طوبكم بعد أن رفع عيونكم نحوه، معتبرًا أنكم المساكين بالروح وبأنكم الجياع والعطاش إلى البر ورثة الملكوت، طوباكم لأن الرب زكاكم وأرسلكم عن أجل تلمذه الخليقة الجديدة، وغسل أرجلكم لتقديسكم وليعدكم كى تكون كرازتكم على هذا النمط، وهو علم بما سيكون. هذا وقد سلمكم سر العشاء الربانى ثم ظهر لكم بعد قيامته وعاينتم صعوده. واقفين تتطلعون إلى السماء عندما ارتفع عنكم. * طوباكم لأنكم آنية مختارة للكرامة، كل من قبلكم وسمع منكم وجد القبول عند السيد الملك الذي أرسلكم فهيئتم له شعبًا مستعدًا وغلبتم الأمور التي أعاقت كرازتكم وأنتم لستم فقط منتصرين بل اعظم من منتصرين وتلمع فوق رؤوسكم الأكاليل التي منحها لكم موزع الأكاليل الذي لا يغلب. * طوباكم لأنكم سفراء المسيح وقد صالحتم الشعوب مع الله وبددتم الأوثان، وعملتم لحساب الذي أقامكم لتكرزوا معه، محتملين الالام والتعبير الاستهزاء والاهانات والنفى والاتهام بالسكر والسلافة وكل صنوف الاتعاب. تلك التي سبق الرب واعلمكم بأنها ستكون من نصيبكم إلى أن تاتى أزمنة رد كل شيء حيث لن تغيب شمسكم وقمركم لا ينقص. * طوباكم الأعمدة المختارة لأن أفواهكم كانت خزائن ملكية، فكنتم أطباء وزراع وربانية سفن، كنتم أطباء لأنكم شفيتم مرضي وزراع لأنكم بذرتم كلمة التقوى، وربانية لأنكم أسكتم نوات الضلال. ولهذا فقد قال لكم الرب (اذهبوا واشفوا المرضي) (مت 15: 8) كما لو كان يتحدث إلى أطباء، وفي مرة أخرى قال لكم (ارسلكم الان لتحصدوا ما لم تتعبوا في غرسه) (يو4:38) كما لو كان يتكلم مع زراع. ثم قال لكم (سأجعلكم صيادى الناس) (مت4:19) وكأنه يتحدث إلى ربانية سفن وصيادين للناس، وهو الذي زينكم بكل فهم وكل موهبة وكل معرفة روحية كوعده الصادق. * طوباكم لأنكم تمثلتم بالمسيح ولم تقدر أي قوات حاضرة أو مستقبلة ولا أي علو أن يفصلكم عن محبته. ففرشتم ثيابكم تحت أقدامه، وانفقتم تسيرون على خطواته وتتبعونه من ورائه وكما هو السماوى هكذا أنتم سمائيون وأظهرتم بحياتكم الحياة الجديدة. فكسبتم النفوس الكثيفة والغليظة وتسلمتم مفاتيح ملكوت السموات وما تربطونه يكون مربوطًا وما تحلونه يكون محلولًا في السماء، وصارت الكنيسة المؤسسة على المسيح صخر الدهور بكم تحل وتربط وبكم تظهر قدرته لبنى البشر. * طوباكم لأنكم سعيتم في المسيح واستطعتم كل شىء فيه، صارت قيودكم ظاهرة ووعظكم وفرحكم وافتخاركم وتعزيتكم به وفيه، فلم تخافوا من الذين يقتلون الجسد، سالكين كالحملان مستعدين لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب رجائكم غير خائفين البتة حاسبين أنكم لستم مستأهلين لهذه الخدمة الرسولية، ناظرين إلى الأمور التي لا ترى وإلى ثقل المجد الأبدي. طوباكم لان حياتكم امتزجت بالاعشاب المرة وقد اخزيتم حكماء واقوياء وابطلتم الموجود من أجل أنكم أغنياء في الأيمان. انكرتم ذواتكم وجعلتم حب المسيح عوض كل شىء حتي عوض اسماءكم وهويتكم فصار هو لكم كنز الكنوز، عشتم معوزين متضايقيين متألمين تأئهين وصارلكم اسم الله القدوس حلوًا في حناجركم أكثر من العسل. لهذا نلتم الغبطة والطوبى والعوض الدائم الذي هو اعظم بما لا يقاس من كل شيء، وهو ما يقتضى درجتكم الرسولية. * طوباكم لأن الرب القائم دعاكم أخوته (قولا لإخوتي) (مت 28: 9)، وأظهر لكم نفسه حيًا واعان ضعف إيمانكم، ثم ارتفع أمام عيونكم إلى أعلى السموات ليسكن روحة القدوس عليكم في يوم الخمسين، فتزرعوا فلاحته وتنطقوا باسمه إلى اقاصى الأرض وتعبر شهادتكم كالارجوان نحو الحمل عريسكم الإلهى. * طوباكم لانكم عوقبتم في عيون الناس، لكن رجاءكم مملوءًا خلودًا وستتقدمون بجرأة عظيمة في وجوه الذين ضايقوكم لتحصدوا بالابتهاج، عائدين بالفرح حاملين أغماركم بعد أن اضطبغت تيجان رسوليتكم بدم الشهادة وتوجتم كرازتكم المقدسة بزينة شارة الدم الثمين. * طوباكم لأنكم أساس الكنيسة وستجلسون على كراسيكم تدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر، وقد صرتم أساسات أورشليم السمائية المدينة التي لها أساسات، وعلى سورها كتبت أسماؤكم، أسماء الإثنى عشر أساسًا الفاخرة (اسماء رسل الخروف الإثنى عشر) (رؤ 21: 14) |
||||
10 - 06 - 2014, 09:57 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب
ميرسى كتير على الكتاب الجميل ربنا يبارك خدمتك |
||||
11 - 06 - 2014, 10:22 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب
شكرا على المرور
|
||||
11 - 06 - 2014, 10:24 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب الرسل الأطهار الإثنى عشر تلاميذ السيد الرب
مشاركات جميلة ربنا يباركك
|
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|