قسمة مقترحة للعذراء والدة الإله مريم
يا الله الآب محبُّ البشرِ الذي أرسل ابنه الوحيد إلى العالمِ، من أجل خلاصنا.
جاء إلى العالمِ مُتجسّدًا من عذراءٍ بتولٍ نقيّةٍ طاهرةٍ من بيت داود.
سقط آدم أبونا الأوّل بمشورة حوّاء أمنّا الأولى.
وأقام المسيح، آدم الجديد، كلَّ البشريّة، من قِبَل تجسُّده من العذراء الدائمة البتوليّة، حواءُ الجديدة وأمُّنا السمائيّة.
يا مَنْ قبلت أن تنزلَ من سماواتِ مجدك، لتسكن في الحشا البتولي، لكيما ترفع عنّا اللّعنة الأولى.
هيّئ قلوبنا لاستقبالِ مجدَ حضورك غير الموصوف، حينما نتناول من جسدك ودمك الأقدسين.
يا مَنْ لا تسعك سماء السماوات، صيَّرت مريم البتول، سماءً جديدةً، لكيما تصيرُ كلُّ نفسٍ بتول سماءً لك.
يا أيّها الجالس على الشاروبيم، صيّرت مريم العفيفة، المركبة الجديدة الحاملة جمر اللاّهوت، لكيما تصير كلُّ نفسٍ عفيفةٍ مركبةً لك.
يا كلمةَ الله الآب، صيّرت مريم النقيّة، تابوتًا جديدًا حاملاً كلمة الله، لكيما تُصيّر كلُّ نفسٍ خاضعةٍ لكلمتك، تابوتَ عهدٍ لك.
يا إله الكونِ والخليقةِ، صيّرت مريم لك أمًّا، إذ استحقّت أن تُدعَى والدة الإله، لذا فإنّ جميع الأجيال تطوّبها ليل نهار.
يا أيّها العنقود العظيم الذي عصرته الأيدي الآثمة من أجل خلاصنا، صيّرت مريم حاملةً لعنقود الحياة، ذاك الذي نرتشف منه دماءً لقيامتنا وخلاصنا.
يا مَنْ افتديتنا من هوّة الموتِ بموتك المُحيي الذي جاز كسيفٍ في نفسِ أمّك العذراء، والتَهَبَت أحشاؤها الطاهرة عند رؤيتك مُعلّقًا على الصليب.
خلِّص نفوسنا بآلامك الشافية المُحييّة إذ نؤمن بصليبك وموتك وقيامتك النورانيّة.
لذا نطلب إليك يا الله محبّ البشر، أن تسكبَ في قلوبنا وأذهاننا وحواسنا طُهرَ العذراءِ، لكي بنفسٍ مستنيرةٍ ووجهٍ غير مخزيٍّ
وإيمانٍ بلا رياءٍ ومحبّةٍ كاملةٍ ورجاءٍ ثابتٍ، نجسر بدالة بغير خوفٍ أن ندعوك يا الله الآب الذي في السماوات، ونقول: أبانا …