وإننا لن نستطيع أن نفكر على مريم أم مرقس الدور الأساسى الذي لعبته في حياة ابنها مرقس حتى صار عمودًا في الكنيسة وكارزًا في المسكونة كلها ومبددًا للأوثان كما تقول الذكصولوجية. إن تلك الأم التقية طبعت في قلب ابنها حب إلهه ولم تقم بتنشئته النشأة الروحية وتهيئة الفرص له للتمتع بعشرة ربنا فحسب، بل قدمت له نفسها نموذجًا حيًا للحياة الكاملة، واندفعت في خدمة رب المجد بكل قوتها وبذلت كل ما عندها من وقت وصحة ومال. أي وضعت كل ما تملك تحت أمر مخلصنا.. نفسها وإبنها وبيتها ومالها، وانضمت إلى جملة السيدات القديسات اللواتي تبعن المخلص واللاتى ذكر أسماه بعضهن معلمنا لوقا في إنجيله "كمريم المجدلية وسوسنة ويونا ووصفهن بأنهن كن يتبعنه في كل مدينة وقرية يكرز فيها ويبشر" لو8: 1، 2، ليرتوين من تعليمه ويخدمنه من أموالهن. هذه الأم فتحت بيتها لإستضافة ربنا في أي لحظة مع تلاميذه. وهذا ما أكدتة جميع التقاليد المسيحية بالإجماع بأن رب المجد كان يتردد على هذا البيت كثيرًا.