منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 04 - 2014, 04:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

الصليب ينقلنا من البغضة إلى المحبة



كيف ينقلنا الصليب من البغضة إلى المحبة؟!
إنسان مظلوم يحقد ويبغض ويهدد، هذا في الحقيقة انحصر عنه نور الصليب لأن روح العالم استطاع أن يحتويه.
والإنسان الذي ينفتح كيانه لحركة العداوة والحقد يلبسه روح العالم في الحال، لأن العداوة تتغلغل في النفس والجسد والعقل والأعصاب ويصير وكأنه سحابة مظلمة تخيم عليه. وكما يقول القديس يوحنا الرسول: "وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة وفى الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضى لأن الظلمة أعمت عينيه" (1يو2: 11).

الصليب ينقلنا من البغضة إلى المحبة
أكبر حاجز يحجب نور الحب الإلهي عن الإنسان هو العداوة والبغضة حينما تكون دفينة في القلب. الصليب وحده هو القوة الإلهية التي هدمت العداوة والتي جاء المسيح لكي يرفعها في جميع صورها، سواء بين الإنسان والله أو بين الإنسان والإنسان.
"هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3 : 16).
هنا حب الله للعالم لم يكمله إلا صليب المسيح، فالحب لا يملك القلوب إلا بالصليب.
ففي الحقيقة إن الحب والصليب لا يمكن أن يفصلهما عن بعض إلا العداوة. والعداوة والبغضة تلغيان قوة الحب وقوة الصليب معًا، لذلك حينما تدخل البغضة تفصل الإنسان نهائيًا عن الصليب، وبالتالي عن كل ما يختص بالفداء والخلاص.
الله حينما أراد أن يصالح الإنسان بنفسه، صالحه بالصليب!!
لا يمكن أن ترتفع البغضة من قلب الإنسان إلا إذا قَبِلَ أن يموت عن مبغضيه أي قَبِلَ الصليب لابد أن يكون الإنسان في استعداد لهذا الموت دائمًا وكاملًا عن العالم وكل ما في العالم، لينفتح أمامه باب الحياة.
فإنسان يترك قلبه للبغضة معناه أنه لم يمت عن العالم بعد، لم يذق هبة محبة الآب للعالم أي الصليب!! هبة الآب للعالم هي بذل ابنه الوحيد على الصليب. فالصليب بحق هو قوة حولت حالة العالم كله من تحت الغضب الإلهي إلى محبة أبوية فائقة. ويقول معلمنا بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس: "أي إن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه غير حاسبٍ لهم خطاياهم وواضعًا فينا كلمة المصالحة (2كو5 : 19) لكن حينما يتجاهل الإنسان ذبيحة المسيح على الصليب التي أكمل بها المصالحة وأسس بها الحب ثم يعود ويُملّكِ العداوة والبغضة في قلبه، فإن هذا يكون بمثابة إعطاء تصريح رسمي للشيطان ليعود بنا مرة أخرى لنكون تحت الغضب الإلهي. إذن فغياب المحبة معناه غياب الصليب وبالتالي غياب محبة الله وسلامه، لقد عبر القديس بولس الرسول عن قوة المصالحة الكامنة في الصليب هكذا: "ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلًا العداوة به" (أف2: 16).
لو استطعنا أن نؤسس في القلب عهد حب على هذا المستوى، فهذا يكون عيدًا للصليب في الأرض وفى السماء.
وحينما أراد الله أن يحب العالم، بذل ابنه على الصليب، هكذا إن أردت أن تحب، فلابد أن يكون حبك على أساس البذل لتحيا نفسك والعالم حولك.
من أجل هذا كان همُّ القديس بولس الرسول الأول من جهة ثبوت الكنائس في إيمان المسيح أن يكون الصليب حقيقة حية وقوة محركة: "لأني لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا" (1كو2: 2)، ليس يسوع المسيح فقط وإنما يسوع المسيح مصلوبًا. ممكن أن تكون مسيحيًا ولا تحتمل الظلم والاضطهاد والإهانة فتكون حينئذ غير مدرك لمعنى الإيمان بالمسيح المصلوب - "لأني لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا" (1كو2: 2). معناها أنى أريد أن يكون إيمانكم قائمًا على أساس المسيح الذي مات من أجلكم وأن يكون ثمر هذا الإيمان فيكم استعدادكم أيضًا للموت حبًا وللآخرين.
لو ارتفع معيار هذه المحبة للمستوى الذي صُلب به المسيح الذي وهبه لنا في سر الكنيسة، سواء في سر المعمودية أو التناول أو بقية الأسرار، لاستطعنا أن نقدم المسيح للعالم كله دون أن نتحرك من مكاننا!! لأن كل من حاز سر الصليب في قلبه وحياته، صار هو بدوره قوة في العالم لا تنتهي لتحويل البغضة إلى المحبة
لأن الذي يصنع سلامًا ويصالح اثنين، ابن السلام يُدعى. ولكن من ذا الذي يستطيع أن يصالح اثنين متخاصمين إلا من كان على استعداد أن يبذل حياته عنهما؟
العالم اليوم محتاج لإنسان المصالحة، إنسان الصليب، الذي يستطيع أن يكرز بالحب والصلح والسلام والحياة يقول القديس يوحنا الرسول: "نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة. من لا يحب أخاه يبق في الموت" (1يو3: 14).
عندما نحب الإخوة ننتقل من الموت إلى الحياة. نعم، ومن يستطيع أن يحب الإخوة إلا الذي هو على استعداد أن يموت كل يوم على صليب ربنا يسوع المسيح، الذي أخذ في نفسه قوة أن يغلب الشر بالخير وقدرة أن يقتل العداوة بالحب؟ هذا هو الذي انتقل من الموت إلى الحياة، واستطاع بالتالي أن يحول الموت في الآخرين إلى حياة. نحن في احتياج لنعيش في سر الصليب وقوته فنعيد لصليب المسيح بالروح والحق.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نقص المحبة يوجد البغضة والكراهية
البغضة أو عدم المحبة فخطية البغة تتولد عنها حسد
الفقر مع المحبة هو أفضل من الغنى مع البغضة
الصليب ينقلنا من البغضة إلى المحبة
كيف ينقلنا الصليب من البغضة إلى المحبة؟


الساعة الآن 12:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024