منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 04 - 2014, 04:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

كتاب كيف أتخذ قرارًا؟
الأنبا موسى أسقف الشباب
مقدمة



كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
هذا الكتيب الصغير هو محاولة للإجابة على سؤال طالما يسأله الشباب، وهو: "كيف أتخذ قرارًا؟".
وهو بلا شك سؤال هام، فالقرارات في حياة الإنسان، وخصوصًا في مرحلة الشباب، كثيرًا ما تكون مصيرية، وذات أثر خطير في خلاص، أو سعادة، أو بنيان صاحبها. كما أن القرار يتأثَّر بقوى كثيرة: روحية وعقلية وعاطفية واجتماعية، بحيث لابد من تناغم وتناسق بين هذه القوى، كل قدر حجمها وخطرها، ليخرج القرار سليمًا ونافعًا وناضجًا.
كما أن هناك ضوابط هامة يجب أن يستعين بها الشاب، ليضمن سلامة قراراته.. فما هي؟ وكيف يستخدمها لسلامة نفسه؟
وأخيرًا يبقى سؤال: "كيف أميز مشيئة الله؟" حتى أطمئن أن الله يبارك قراراي.
هذا ما نحاول الإجابة عليه باختصار، طالبين من الرب حياة مقدسة وسعيدة لشبابنا المبارك..
رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2014, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب

أهمية اتخاذ القرار



* الإنسان كائن حر:



كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
خلق الله الإنسان كائنا حرا مريدًا، وأعطاه فرصة دائمة لاتخاذ القرار، دون إلغاء لمشيئته، بل في حرية كاملة، كان الله قادرًا" أن يسلبها منه وما يزال. لكن إلهنا المحب لا يريد أن يكون أولاده وسكان ملكوته الأبدي، مجرد دمى أو قطع شطرنج، بل يريدهم أحرارًا" في قراراتهم، صادقين في اختياراتهم، جاءوا إلى شركته عن اقتناع دون ضغط أو إرغام، وسلموا إرادتهم له في حي ورضى كامل. لهذا دعيت مشيئة الله " مرضية "، أي مقبولة بفرح كامل من جانب الإنسان.


كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
* هل نلغى مشيئتنا؟

والإنسان في هذا المجال، لا يلغى مشيئته، أو يقرها أو حتى يتحايل عليها ليصنع مشيئة الله عن خوف، ولكنه -بالعكس تمامًا- يجعل مشيئته ومشيئة الله شيئًا واحدًا، في رضى وقناعة وحب. إنها ليست "استقالة إنسانية" ولكنها "تسليم واثق"... فهو لا يتنازل عن مشيئته وتفكيره وكل قدراته البشرية في روح المستسلم المقهور أو في روح المستقيل المرغم، ولكنه بالعكس، يوجد مشيئته بمشيئة
الله، وفكره بفكر المسيح " أما نحن فلنا فكر المسيح " (1كو2: 16). "مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2كو10: 5). حيث أسر الأفكار البشرية هنا، يعنى الاقتناع بأنها كثيرا ما تنحرف "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟" (سفر إرميا 17: 9)، وكثيرًا ما تكون خادعة "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت " (أم14: 12) وكثيرا ما تكون ناقصة " لا تكون حكيما في عيني نفسك " (أم3: 7)، " غريب أنا في الأرض، فلا تخفي عنك وصاياك " (مز119: 19).
وهكذا يحس الإنسان بفرحة غامرة إذ يجعل مشيئته تتوافق مع مشيئة الله، الكلى الحكمة، والقدرة: "ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الاستقصاء، لان من عرف فكر الرب أو من صار له مشيرًا... يا لعمق غنى الله، وحكمته، وعلمه!" (رو11: 33، 34). لهذا قال الرسول: "إن كان أحد يظن انه حكيم بينكم في هذا الدهر، فليصر جاهلا لكي يصير حكيما " (1كو3: 18). أي لابد أن يتخلى الإنسان عن حكمته البشرية المحدودة، ليقتنى حكمة الرب الإلهية غير المحدودة.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2014, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب

سمات الحكمة الإلهية




كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
يحدد لنا معلمنا يعقوب سمات الحكمة الإلهية فيقول:
"أما الحكمة التي من فوق فهي أولًا طاهرة، ثم مسالمة، مترفقة، مذعنة، مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة، عديمة الريب والرياء " (يع3: 17). إذن، فالحكمة الإلهية تتسم بما يلي:
1- طاهرة: أي نقية من كل خطية، بعكس الحكمة البشرية الملوثة بالضعف البشرى والطمع والأغراض الشخصية...
2- مسالمة: أي فيها روح الوداعة والهدوء والسلام، بينما الاتكال على الفكر البشرى المجرد، يعنى العجرفة والكبرياء، ويقود إلى الغضب والانفعال، ثم إلى المخاصمات والمهاترات...
3- مترفقة: أي أنها طويلة الأناة، طويلة البال، تجعلك تحاور في هدوء وصبر حتى تريح الآخرين وتريح نفسك، دون تسرع أو تطير أو تعسف أو ثورة.
4- مذعنة: أي تجعلك قابلا لتصحيح موقفك، فاتحا صدرك للرأي الآخر مهما بدًا مضايقًا أو مناقضًا لك، فهي تعلمك أن تذعن للحق، والحق هو الله، وكتلميذ للرب تتفاهم في هدوء عارضًا رأيك في وداعة، منتظرًا آراء الآخرين ونقدهم، مستعدا للتنازل عنه حين يبدو لك ضعف الرأي أو خطأه.
5- مملوء رحمة: أي أنها حانية رقيقة غير متكبرة على الآخرين، بل تحس بأحاسيسهم، وتحترم مشاعرهم، وتحنو عليهم حتى في أخطائهم أو ضعفاتهم كي تقودهم إلى فكر المسيح.
6- وأثمارًا صالحة: وما هي أثمار الحكمة الإلهية إلا ثمر الروح من محبة وفرح وسلام وطول أناة ولطف وصلاح وإيمان ووداعة وتعفف (غلا5: 22، 23)؟
7- عديمة الريب والرياء: أي خالية من التشكك والوسوسة، إذ يكون الإنسان واثقا من فكر الله، وقادرا على تمييز مشيئته "كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته، مستنيرة عيون أذهانهم" (اف1: 17، 18) " من اجل ذلك لا تكونوا أغبياء، بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" (اف5: 17). "وهذا أصليه: أن تزداد محبتكم أيضًا، أكثر فأكثر، في المعرفة، وفي كل فهم، حتى تميزوا الأمور المتخالفة، لكي تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح" (في1: 9، 10).
وهي أيضًا حكمة عديمة الرياء، ليس فيها غش ن ولا كذب ولا التواء، ولا يظهر الإنسان فيها ما لا يبطن، بل بالحري يكون واضحا ومستقيما ونقيا، أمام الله والناس، في السر والعلانية.
هذه هي سمات الحكمة الإلهية، وهي عكس الحكمة البشرية، التي لوثتها الخطية فصارت سبب غيرة مرة، وتخرب وتشويش، وكل أمر رديء... ذلك لأنها أرضية (أي نابعة من العقل الترابي المهتم بالترابيات)، نفسانية (أي نابعة من الانفعالات والغرائز والعواطف والعادات والاتجاهات الخاطئة التي تموج بها النفس)، وشيطانية (أي مقودة بروح إبليس، العامل في أبناء المعصية)... (اقرأ يعقوب 3: 13-18).
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2014, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب

خطورة الحكمة البشرية




كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
من هنا كان لابد للإنسان من أن يتخذ قراراته في الحياة اليومية حسب مشيئة الله وفكر المسيح، ومن خلال قنوات محدودة نستعرضها في الفصول التالية. وهذا أمر في غاية الأهمية، فلا شك أن استسلام الإنسان لفكره أو شهواته أو حكمته المحدودة، أمر خطير يورد الإنسان موارد التهلكة، لأنه " توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت " (ام16: 25)، فلا تكن إذن " حكيما في عيني نفسك " (ام3: 7)، وذلك:
1- لأنك محدود في إمكانياتك الفكرية...
2- ومحدود في قدراتك التنفيذية، فقد تقتنع بشيء ما، ولكنك لا تستطيع الوصول إليه.
3- ومحدود في معرفة ما هو لصالحك، فالحياة مليئة بالمنعطفات والمتاهات.
4- ومحدود في معرفة المستقبل والغيب، فقد تختار ما هو صالحًا الآن، ثم يثبت انه غير صالح في المستقبل، مثالا لذلك قد تختار شريكة حياة معينة وتتشبث بها، ولا تعرف ماذا قد يصيبها في المستقبل...
5- لهذا فالأفضل أن تعترف بضعفك ومحدوديتك، وتتفاهم مع الله طالِبًا منه أن يقود سفينة حياتك فهو:
1) الآب الحنون الذي يحبك، صانع الخيرات...
2) وهو القادر على كل شيء، ضابط الكل...
3) وهو العالم بمسار حياتك، وحياة غيرك، حتى النفس الأخير، بل حتى الأبدية.
ومن هذا المنطلق الثلاثي: الحنان، والاقتدار، والعلم، يسلم الإنسان نفسه في ثقة ورضى واقتناع، ليختبر كل يوم عجبًا من فيض حنان الرب!
يمكنك يا أخي الشاب أن تعاند مشيئة الله وتتمسك بفكرك الخاص، لكن ثق أن هذا الطريق مهلك، وفاشل.
ويمكنك أن تستطلع مشيئة الله في كل أمر، فتسير في نور المسيح، ومساندة النعمة، وحراسة الإله، فتثمر وتنجح وتعود فرحا.
لقد أراد الرسول بولس أن يبشر في آسيا، فمنعه الروح. قصد أن يذهب إلى بيثينية، فرفض الروح أيضًا. فنام في هدوء في ترواس منتظرا إعلانات الله، ولما رأى الرجل المكدوني يناديه قائلًا "اعبر إلى مكدونية وأعنا" (اع16: 9) ذهب إلى اليونان، ونجح هناك مؤسسا خمسة كنائس مباركة.
"العناد كالوثن" (1صم15: 23)، لأنه عبادة للذات، أما "الانقياد بالروح" (رو8: 14) فهو كفيل بان يجعلنا أولاد الله، وما أعظمه من مركز!

  رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2014, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب

القوى الإنسانية المشتركة في اتخاذ القرار



هناك قوى عديدة، لكل منها وطأتها وضغطها ودفاعاتها وتأثيرها الخاص، ومن حصيلة هذا كله يصدر القرار. إنها "مراكز صنع القرار" إذا استعرنا التعبير الذي تستعمله الدول وهي تتخذ قراراتها المصيرية والهامة. فما هي مراكز صنع القرار في حياة الإنسان؟
1- الروح:
وهي ذلك العنصر الإلهي الذي يقود الإنسان إلى التأمل في الله، والغوص في بحار ما وراء الطبيعة والمادة والموت، عنصر الخلود، والإيمانيات، والتعرف على أمور الحياة الأخرى والعالم السماوي.
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
2- الضمير:

كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
وهو ذلك الصوت القادم من السماء، حيث الله، الخير والحب والجمال المطلق. انه صوت يهز أعماقنا من الداخل، مرة يباركنا حينما نصيب، ومرة يوبخنا حينما نخطئ. وهو بالقطع ليس نتاج المجتمع أو التربية أو القيم السائدة، بدليل انه يحرمنا من النوم، لا من اجل خطأ علني، بل من اجل خطيئة سرية، بين الإنسان والله فقط.
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
3- العقل:
وهو الطاقة المفكرة في الإنسان، والتي تجعله يناقش، ويدرس ويحلل، ويستنبط، ويربط، ويستدل، ويستنتج... انه التفكير البشرى، المحدود طبعا، والذي يميز الإنسان (مع القوتين السابقتين) عن الحيوان والنبات.
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
4- النفس:
وهي ذلك الجهاز الإنساني الذي يحوى الكثير من مكونات الشخصية الإنسانية مثل:
أ‌) الغرائز: أي الدوافع الأساسية في الإنسان، والتي ولد بها، من اجل حفظ الحياة، والنوع البشرى. كغريزة الجوع والعطش والجنس وحب الحياة والتملك والخوف... إلخ.
ب‌) العادات: التي اكتسبها الإنسان أثناء مسيرته في الحياة، سواء أكانت نافعة كالصلاة، ودراسة كلمة الله، والتردد المنتظم على الكنيسة، والتناول، والتعامل الراقي في الكلام والتصرف، أو كانت هدامة مثل إدمان المخدرات أو الخمور أو التدخين أو الألفاظ النابية، أو الغضب...
ت‌) الاتجاهات: وهي الخطوط الرئيسة التي يسير فيها قلب الإنسان وشهواته، فهذا يتجه نحو جمع المال، وذلك نحو خطايا الجسد، بينما الثالث يتجه نحو الدراسة والتفوق العلمي، أو نحو تكريس القلب والحياة لله وللخدمة...
ث‌) العواطف: وهي المشاعر التي تتكون وتتثبت نتيجة انفعال متكرر تجاه شخص ما أو شيء ما. فهذا تحبه، وذاك لا نحبه، من الأشخاص والفضائل والرذائل المختلفة...
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
5- الجسم:
ولا شك أن له وطأة خاصة في اتخاذ القرار سواء من جهة الضعف والقوة، أو الجمال والقبح، أو الطول والقصر... فالشاب يختار العمل المناسب لطاقته الجسمانية، ويختار
شريكة الحياة واضعا في الاعتبار الملامح الجسمية وهكذا..

كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
6- المجتمع:
لان الإنسان اجتماعي بطبعه، ولا يستطيع أن يحيا في جزيرة منعزلة عن الواقع المجتمعي المحيط به، بما يسوده من قيم وتقاليد وعرف. لهذا فقد يفشل زواج ما لأنه لم يراع الفوارق الاجتماعية بين العروسين، أو قد يفشل مشروع ما بسبب عدم مراعاته لظروف المجتمع وتقاليده...
وهكذا... ومن هذا الخضم الهائل من القوى، يصنع القرار. حقيقة أن قوة قد تبرز لتأخذ مكان الصدارة، وتنقاد لها باقي القوى، ولكن -على العموم- هناك دورا ما لكل من تلك القوى.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2014, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب

مثال في اتخاذ قرار اختيار شريكة الحياة




كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
إنسان يريد أن يختار شريكة حياته، نجد انه:
1- يصلى طالبا من الرب أن يقوده ويوفقه.
2- يسأل ضميره باستمرار: هل أخطأ أم أصاب، سواء في الاختيار، أو في السلوك.
3- يفكر بإمعان في إمكانية إتمام هذا المشروع، من جهة موافقة الأسرتين، والإمكانيات المادية، ومكان المعيشة ، ونوع العمل، والمشاركة في الأعباء المنزلية... وهكذا.
4- يتحسس راحته العاطفية من نحو هذه الشخصية، وهل هو مستريح نفسيا لها، ويحس أنها ستساعده في تحقيق اتجاهاته، وتتوافق مع ميوله وعاداته، وستكون سبب سعادة له...
5- ينظر... هل هناك فيمن اختارها قدر مناسب من الجمال، دون مغالاة أو تطرف...
6- يدرس... هل يتفق قراره مع التقاليد والقيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه، أم أن هناك مآخذ ستقض مضجعه إذا أتم هذا المشروع؟
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2014, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب

يجب أن تكون قوى اتخاذ القرار متناسقة ومترابطة



وهكذا تكون هذه القوى سيمفونية متناسقة ومترابطة، ليس فيها نشاز. والنشاز هنا هو أن تنفرد قوة أو تبرز بحيث تتوارى خلفها باقي القوى...
مثال:
1- يهتم الإنسان بالجانب الروحي في شريكة الحياة، ويتناسى بقية الجوانب، فقد تكبره سنا، أو يكون هناك عدم ارتياح في المشاعر، أو عدم إمكانية تنفيذ عملي للمشروع.

كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
2- أو أن يهتم الإنسان بالمشاعر فقط، فيولع بمن يختارها بطريقة متطرفة تعمى عينيه عن أمور اجتماعية أو روحية أو عملية، فيدخل في صراع مع الأسرة، أو مخالفة روحية، أو يكتشف بعد ذلك صعوبة الاستمرار العملي في الحياة، خصوصا بعد أن تخبو نار العاطفة المتأججة، لتحل محلها المسئولية العاقلة.
3- او ان يركز الشاب على زاوية الجمال الجسدي متجاهلًا جمال الروح، فيسقط في غيبوبة عقلية وروحية، إذ يتوقف العقل عن التفكير، والروح عن العمل. وربما ينسى الشاب أن الجمال الصارخ كثيرا ما يخفي وراءه غرورا خطيرا، أو بلاهة عقلية، نتيجة التركيز على الحسيات دون المعنويات . بل كثيرا ما يكون الجمال الصارخ سبب غيرة وتشكك لدى الزوج، يحول الحياة إلى جحيم مقيم.
4- أو قد يهتم الشاب بنسب الأسرة ومالها، وما يمكن أن يحصل عليه من مقابل مادي في هذا الزواج، فيتحول الزواج إلى صفقة تجارية سرعان ما تنفض عنها غبار العواطف التمثيلية، ليبقى منها الصراع على التراب والنقود.
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
وإن كنا قد ركزنا الأمثلة في إطار اختيار شريك الحياة -من الطرفين طبعًا- إلا أن هذا ينطبق قطعا على كل قرارات الحياة...
مثال:
+ اختيار نوع الدراسة: يحتاج إلى صلاة، وتفكير، وسؤال آخرين قادرين على إعطاء المشورة، ودراسة للإمكانيات العقلية والنفسية وظروف المجتمع...
+ اختيار نوع العمل واختيار خط الحياة: بتولية أم زواج؟... نفس القوى تشترك في هذا الأمر أيضًا...
وهكذا تتناغم تلك القوى، لنحصل في النهاية على ترنيمة عذبة وقرار مريح.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2014, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب

مظلة الصلاة




كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
إن كل ما مضى من قوى، هي قوى بشرية محضة، محدودة، عاجزة عن إسعاد الإنسان، أو إنارة الطريق، ما لم تكن جميعها تحت مظلة الصلاة: أي أن يكون الإنسان في روح صلاة مستمرة قبل وأثناء وبعد المشروع، وأن يكون أيضًا في روح تسليم مستمرة طوال المشوار، تاركًا للرب أن يقول كلمته في أي مرحلة، ومهما كانت، بالموافقة، أو بالرفض، أو بالتأجيل، في ثقة كاملة أنه أكثر حنانا، وأكثر قدرة، وأكثر علمًا... لذلك فهو يلح على الله باستمرار أن يكون سائرًا في طريقه، وان تكون مشيئته متسقة ومتحدة مع إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رو12: 2). ومن خلال الصلاة والتسليم، يتدخل الله، ويتمم مشيئته المقدسة، ويعلن رأيه في الأمر، ورأيه هو الرأي البناء والكامل والمريح.
إن خير شعار ينبغي أن يرفعه الإنسان هو قول الكتاب: "توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد" (ام3: 5).
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2014, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب

ضوابط اتخاذ القرار: الروح القدس، الأب الروحي، الحوار



أن أي قرار نتخذه في حياتنا له -بالضرورة- الأثر البعيد، إما إيجابيا أو سلبيا. لذلك كان لابد من ضوابط تساعدنا على الوصول إلى القرار الصحيح، خصوصًا إذا تذكرنا محدودية الإنسان: عقله، وقدراته، ورؤيته، وعدم قدرته على معرفة ما يحمله المستقبل من مفاجآت، والمصادمات اليومية في الحياة مع النفس، ومع الآخرين، الأكبر والأصغر منا...

كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
وكما أن الإنسان يحتاج نفسيا إلى "الحرية"، ولا ينمو بدونها، إلا انه محتاج أيضًا إلى "الضبط"، ويستحيل أن ينمو بدونه. هنا يكون الاتزان والتوازن، وهذه شريعة الحياة. فلو أننا أسرفنا في إعطاء أنفسنا الحرية، انفلتنا إلى نوع من الفوضى أو التفكك أو الإحساس بالضياع. ولو أننا أسرفنا في جرعة الضبط المطلوبة، سقطنا في الإحباط والقنوط وحتى اليأس.
من هنا تحتاج الطبيعة الإنسانية إلى مزيج بناء من الحرية والضبط، بحيث لا نتطرف يمينا نحو انفلات مدمر، أن يسارًا نحو إحباط يحطمنا. ولهذا السبب بالضبط خلقنا الله أحرارًا، وتركنا نختار طريقنا وطريقتنا في الحياة كما نريد، لأنه لا يحب أن يرانا دمى تافهة أو قطع شطرنج في جنته السعيدة، بل يريدنا أن نختار الحياة معه وله، عن قناعة وفرح ورضى. كما انه وضع في أعماقنا الضمير أو الشريعة الأدبية أو الناموس الطبيعي، حتى يساعدنا بأنواره الكاشفة وأصواته البناءة في تحديد المسار في حرية وفرح، بعد أن نختبر متاعب الانحراف والمعاندة، وبركات الحياة مع آلهة في طريق الخير.
فما هي يا ترى الضوابط الذي تساعدنا على التحقق من صحة اختيارنا وسلامة قراراتنا؟
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
1- الروح القدس:
العامل في الضمير، ذلك الصوت الإلهي، الذي يأتينا من عند الله، والذي يزداد إرهافًا وحساسية بسكنى روح الله فينا. فالروح القدس غير الضمير، وغير الروح الإنسانية. انه الأقنوم الثالث في إلهنا الواحد، الأقنوم الذي يفعل فينا، وينقل إلينا بركات الفداء، ويضيء لنا الطريق: يبكتنا كلما أخطأنا، ويشجعنا كلما أصبنا، ويسكب النور في قلوبنا فنميز الأمور المتخالفة، كما يغرس طريقنا بالنور فنعرف كيف نسير وفي أي طريق نتجه. وهكذا فالذين " ينقادون بروح الله، أولئك هم أبناء الله " (رو8: 14) والإنسان الذي يحب أن يضبط مساره، ويتأكد من صحة قراره، عليه أن يصلى في إلحاح، وبروح كلها إخلاص في طلب معرفة مشيئة الله، وفي تسليم صادق لإرادته وتفكيره لإرادة الله وتفكيره... وهكذا... إذ يشعر براحة ضمير، واستقرار وسلام نفسي، دون انفعال أو تشنج، يحس أن روح الله مستريح فيه لهذا القرار متفقا مع معطيات، الإنجيل وطريق القداسة.
هذه قوة ضابطة هامة، عودتنا الكنيسة أن نطلبها باستمرار في صلاة الساعة الثالثة، ونكررها في صلوات نصف الليل: "أيها المعلم السمائي المعزي روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل كنز الصالحات ومعطى الحياة، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا". وما تطهير القلب من تلوث الخطية وانحراف الغرض والمشيئة الذاتية الأنانية، سوى خير ضمان لسلامة المسيرة وصحة القرار. ألم يقل لنا الرب عن الروح القدس: " متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يو16: 13)؟
علينا إذن أن نصلى باستمرار كلما تحيرنا، طالبين من الرب أن يكشف لنا مشيئته، وسوف نستريح إلى اتجاه معين، يشهد الكتاب المقدس على صحته وسلامته، فنتحرك في هذا الاتجاه في روح الصلاة والتسليم، تاركين للرب أن يكمل الطريق أو يلغيه، كاشفا لنا مشيئته التي سنتقبلها بكل فرح.
وليكن شعارنا قول المرنم: "تمسكت خطواتي بآثارك، فما ذلت قدماي" (مز17: 5). ولنسمع في كل حين وعد الرب: "أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها، أنصحك عيني عليك " (مز32: 8).
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
2- الأب الروحي:
وهذا ضابط آخر غاية في الأهمية، ذلك عملا بقول القديسين: الذين بلا مرشد هم كأوراق الخريف، سريعا يسقطون. وتنبع أهمية أب الاعتراف في القرارات المصيرية من عدة
منطلقات:
أ‌) الآب الحاني المحب، الذي يهمه أمري، ويحب أن يطمئن إلى كل خطوات مساري.
ب‌) وهو وكيل السر، الذي يصلى معي إثناء الاعتراف طالبًا من الرب أن يرشده ويرشدني لما فيه خير حياتي...
ج‌) هو الأكثر خبرة، بسبب المواقف الكثيرة التي عاشها شخصيا، أو من خلال الخدمة...
د‌) وهو الأنضج سنا، بحيث يرفعني من انفعالات واندفاعات الشباب المبكر، وينبهني إلى خطورتها...
هـ‌) وهو الصوت الروحي والصوت العاقل، الذي يمكن أن يخرجني من "الحصر النفسي" الذي أحياه حينما ادرس مشكلتي بمفردي داخل "خزانتي النفسية". إن مجرد "فرد" النفس وكشفها أمام أب روحي، كفيل بأن أعيد تقييم الأمور، إذ افرغ شحنتي الانفعالات فلا تتحكم نفسي في، ولا عواطفي، ولا انفعالاتي، بل يتحكم روح الله، والعقل المستنير بالروح والإنجيل، في مسار حياتي.
وهكذا يكون دور أب الاعتراف غاية في الأهمية في ضبط المسار، واتخاذ القرار، وبالذات في الأمور المصيرية. خصوصًا إذا أضفنا إلى ذلك عنصر إخلاص الأب لابنه الروحي، وصلواته من اجله، وكتمانه لأسرار حياته.
لذلك ليتك تعرض أفكارك يا أخي الحبيب على أبيك الروحي، ويجب أن يكون واحدًا ثابتًا، لا يتغير ما لم تكن هنالك ضرورة قصوى، حتى يكون شاعرًا بمسار حياتك من مرحلة إلى مرحلة، وبظروفك الفردية والعائلية والعامة، ومن هنا يقدم لك المشورة المناسبة مسترشدًا بروح الله القدوس.
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
3- الحوار:
وهذا هو الضابط الثالث في الحياة، فما اخطر أن يعتمد الإنسان على فكره الخاص، ويرفض أن يتحاور مع غيره حتى في أموره الخاصة. إن فكرك الخاص هو بالقطع فكر محدد، معرض للصواب والخطأ. كما أن تفكيرك بمفردك يسقط في "شرك نفسي"، هو التفكير الانفعالي المقود بالعاطفة، وأحيانًا بالغريزة. كما انك بمفردك ستركز على زاوية في الموضوع ناسيا أو متناسيا زوايا أخرى هامة. أما خروجك من هذه القوقعة الذاتية إلى شركة المحبة، مع الأسرة، أو الأصدقاء البنائين، أو خادمك في الكنيسة، أو أبيك في الاعتراف... هذا كله يغمر موضوعك بالضوء، ويساعدك على اكتشاف نفسك، ودوافعك، وزوايا الخطأ والصواب في الأمر، والمسار المطلوب والبناء، وطريقة الوصول إليه وتنفيذه... وهكذا. أما "الانحصار في الذات"، والحياة داخل قوقعة ذاتية محضة، فأمر أشيه بالحياة داخل حجرة تسرب فيها الغاز، وأضحت محفوفة بالمخاطر الخانقة أو الحارقة.
إذن، فلنخرج من ذواتنا، ونناقش في روح هادئة، قابلة للنقد، والتعلم، معترفة بإمكان الخطأ وبحقيقة أن الإنسان ضعيف ومحدود... وهكذا بالحوار الوديع، بقلب مفتوح، وعقل واع، نصل إلى القرار الحسن.
ولكن هذا لا يعنى أن أحاور أي إنسان أو كل إنسان في أموري، فقديما قال الآباء: "لا تكشف نفسك إلا أمام ما يمكنه أن يساعدك لخلاص نفسك". فالكلام ينطبق هنا على الأسرة والأصدقاء البنائين والخادم الكنسي وأب الاعتراف... ولكنه بالقطع لا ينسحب إلى "الشلة"، أو الأصدقاء المنحرفين، الذين هم في حاجة إلى من يرشدهم. فلا تكن مثل رحبعام بن سليمان الملك، الذي ترك مشورة الشيوخ بأن يخفف على شعبه ويعاملهم بحب واتضاع، وانساق إلى مشورة الشبان الذين نصحوه بأن يقسو على الشعب، فتمزقت المملكة، واستمرت هكذا لمئات السنين. ولنذكر كلمات الحكيم: "المساير الحكماء يصير حكيما، ورفيق الجهال يضر " (أم13: 20).
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2014, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب

كيف أميز مشيئة الله؟ | العلامات، القرعة الهيكلية



والآن وبعد أن أدركنا:
1- ضعفنا البشرى ومحدودية معرفتنا بالحاضر وجهلنا بما يخبؤه المستقبل.
2- ضرورة توافق مشيئتنا مع مشيئة الله المحب، القادر على كل شيء، صانع الخيرات... مع قناعة كاملة وثقة في حنان الله وحكمته.
3- ضرورة الاحتماء بمظلة الصلاة وروح التسليم طوال مسيرتنا ونحن نناقش موضوعا معينا، لنستطيع أن نضمن التدخل الإلهي بالصورة المناسبة وفي اللحظة المناسبة.

كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
4- ضرورة أن تتاغم كل قوى النفس، وتعمل معا، بقيادة روح الله القدوس، فيأخذ كل من: الضمير والعقل والنفس والجسم والمجتمع، الدور المناسب، بالحجم المناسب.
5- أهمية سؤال الله باستمرار، والتشاور مع أب الاعتراف، والدخول في حوار هادئ وهادف، دون تشبث أو عناد، بل في إحساس بالضعف والقصور، والحاجة إلى مشورة بناءة.
بعد كل ذلك... كيف أميز مشيئة الله؟ هل هناك علامات معينة استطيع بها أن أتأكد أن ما استقر عليه الرأي هو مشيئة الله؟
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
العلامات:
يتصور البعض ضرورة أن يعطينا الرب علامات معجزية أو محددة، نتعرف بها على مشيئة الله، كأن نحلم بشيء، أو يحدث شيء محدد، أو نسمع كلمة معينة من شخص ما... الخ. ولكن هذا الأسلوب غير سليم لأسباب:
1- إن الله أعطانا روحه القدوس ليرشدنا إلى جميع الحق، فلا يصح أن نتعامل مع الله من باب الخرافات والتخمين والرؤى والأحلام، لأنه حاضر معنا، وعامل فينا وقادر على إرشادنا...
2- سهولة تدخل عدو الخير في هذه الأمور، إذ يعرف إلحاحنا عليها واهتمامنا بها، وهكذا يصور لنا هذه العلامة أو تلك ليسقطنا في حفرة...
3- احتمالات الخداع النفساني، فلا شك أن الأحلام مرآة لشهوات واهتمامات النفس، فإذا اشتهيت أمرًا ما -حتى إذا كان سلبيًا- فمن الممكن أن يدخل في أحلامي، ويحدث الارتباك... وحتى الانحراف.!
وهكذا فالإنسان المؤمن لا يعلق نفسه بأمور غريبة، فكم أضاعت الرؤى والأحلام قديسين فقدوا الإفراز أو الاتضاع، وانساقوا وراء إيحاءات عدو الخير. وهناك باب في بستان الرهبان مخصص لهذا الخطر. كما أن القديس انطونيوس الكبير يعتبر فضيلة الإفراز أهم الفضائل، وبدونها تتحول الفضائل إلى رذائل. فهذا يصلى دون إفراز لدوافعه، فيطيل في صلاته طالبًا مديح الناس، فَتُحْسَب صلاته عليه ولا تبني حياته إطلاقًا، بل بالحري تضخم من ذاته فيسقط في الكبرياء... وهكذا.
لذلك لا يصح أن ننتظر علامات غريبة لنعرف مشيئة الله في أمر ما، بل هناك روح الله القدوس، وهناك التفكير الإنساني، وأب الاعتراف، والأسرة والأحباء المشيرين... الخ.
كتاب كيف أتخذ قرارًا؟ الأنبا موسى أسقف الشباب
القرعة الهيكلية:
يلجأ البعض إلى هذا الأسلوب لكي يتعرف على مشيئة الله، ولكن هذا الأسلوب غالبًا ما لا يكون مناسبًا... والحالة الوحيدة التي يكون فيها مناسبا تستلزم شروطًا صعبة التنفيذ وهي:
1- إن يكون الإنسان مخلصا تماما في التعرف على مشيئة الله، وتاركا النتيجة بصفة نهائية وحاسمة لله.
2- إن يكون الاختيار بين أمرين متساويًا تمامًا بحيث استحال على الإنسان أن يختار هذا ويترك ذاك.
3- ألا يتردد الإنسان بعد خروج النتيجة بل يعتبرها نهائية.
وعموما، هذه الأمور صعبة التواجد في الحياة اليومية، إذ لابد أن يجد الإنسان -بروح الله، وبالتفكير، وبالمشورة- ما يجعله يرجح كفة على الأخرى. وما نلاحظه عمومًا أن الإنسان بعد خروج النتيجة يتضح انه:
1- إما كان يشتاق إليها فيستريح، وقد يكون اشتياقه على أساس خاطئ.
2- وإما انه كان ينتظر الرفض مثلا فتأتى النتيجة بالإيجاب (أو العكس)، فيطلب تكرار القرعة.
3- وإما انه أقتنع فيما بعد باختيار لم تفرزه القرعة فيتشكك... انه خالف المذبح.
لهذا فيستحسن عدم اللجوء إلى القرعة الهيكلية عموما، ما لم تتوافر الشروط التي ذكرناها قبلا. وإذا ما تحير الإنسان فعليه أن يلجأ إلى المزيد من الصلاة والتفكير والتشاور والرب سيحسم الأمر لأولاده سلبًا أو إيجابًا بآلاف الوسائل.
إن الآباء الرسل لم يلجأوا إلى القرعة إلا:
1- قبل حلول الروح القدس...
2- في حالة تساوى الاختيارات، فالشروط توافرت بالتساوي بين متياس ويوسف (أع1: 21-26).
3- فلنصلى من عمق القلب طالبين تدخل الرب، وإرشاده، وحسمه للأمور، وقطعا سيتدخل، ويوضح كل شيء!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خبر سار لكل محبى الأنبا موسى أسقف الشباب بعد رحلة علاج في لندن
التجسد والأرثوذكسية نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب
كتاب الشباب وحياة الطهارة الأنبا موسى أسقف الشباب
الأنبا موسى أسقف الشباب الإسلام حرر المسيحيين من الاضطهاد
شاهد سبب رفض الأنبا موسى أسقف الشباب من الترشح للكرسى البابوى


الساعة الآن 07:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024