رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا تركتني؟ هذه العبارة لها أكثر من معنى: المعنى الأول : لماذا تركتني أيها الآب في هذا العذاب الجسدي، أو لماذا تركتني لأشرب كأس الموت كحامل لعقوبة خطية الإنسان؟ والإجابة: تركتك تتحمل هذه الآلام وتتجرع كأس الموت لأنك جعلت نفسك ذبيحة إثم وقالها في سفر أشعياء: "ظُلم، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه" (أش53: 7).. ثم قال "إن جعل نفسه ذبيحة إثم.. وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (أش53: 10، 12) فالآب اشتم رائحة الرضا والسرور في طاعة الابن الوحيد.. من جانب العدل الإلهي، فقد استو في حقه، حيث كُتب عن الابن إنه "يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء" (رؤ19: 15) باعتبار أنه ناب عن البشرية في وفاء العدل الإلهي حقه، وإظهار قداسة الله وغضبه على الخطية. أما من الجانب الآخر فالآب كان مسرورًا بما فعله الابن الوحيد. وقد قال قداسة البابا شنودة الثالث -أطال الرب حياته- تشبيهًا بسيطًا جدًا وهو: إذا ذهب ابن مع والده عند طبيب الأسنان مثلًا، فأثناء تشغيل الحفار في ضروس الابن، والوالد ماسك بيد ابنه، من الممكن أن يقول الابن لأبيه وهو يتألم: لماذا تتركنى هكذا يا أبى؟ يقول له والده: أنا لم أتركك، بل إني ممسك بك و في هذا يقصد الابن لماذا تركتني لهذا العذاب مثلما قالها السيد المسيح على الصليب.. المعنى الثاني : أن السيد المسيح كان يلفت نظر اليهود وقياداتهم إلى ما ورد عنهم من نبوات في المزمور الثاني والعشرين: مزمور 22 به إشارات كثيرة إلى صلب السيد المسيح.. فعندما يقول "ثقبوا يديّ ورجليّ. أحصى كل عظامي وهم ينظرون ويتفرسون فيّ" (مز22: 16، 17) يتكلم عن اليهود "كل الذين يرونني يستهزئون بي، يَفغرون الشفاه ويُنغِضون الرأس قائلين اتكّل على الرب فليُنجِّه، لينقذه لأنه سُرَّ به.. فغروا علىّ أفواههم كأسدٍ مفترسٍ مزمجرٍ" (مز22: 7، 8، 13).. فهو يقول لليهود انظروا ما يقوله المزمور 22 الذي بدايته عبارة "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" فهو يتكلم عن أعمالكم الرديئة حيث يقول "أحاطت بي ثيران كثيرة، أقوياء باشان اكتنفتني. فغروا علىّ أفواههم كأسدٍ مفترسٍ مزمجرٍ" (مز22: 12، 13) ولئلا يظن أحد من عبارة "أقوياء باشان.." أن الأقوياء هم أناس أعزاء، أكمل قوله مباشرة في آية 16 وقال "جماعة من الأشرار اكتنفتني".. فعندما قال السيد المسيح على الصليب عبارة "إلهي إلهي لماذا تركتني"؛ كان يُذكِّر اليهود ورؤساء الكهنة بهذا المزمور وكأنه يقول لهم؛ انظروا ماذا يقول المزمور عنكم وعن أعمالكم الرديئة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا تركتني؟ من سأله |
لماذا تركتني |
لماذا تركتني أتركك |
إلهي، لماذا تركتني؟ |
لماذا تركتني؟ |