06 - 03 - 2014, 04:39 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مـرض الـعصـر {أنـيـمـيـا الـحـب والـعـطـاء}
نعم للحب والود واللقاء . لا للكراهيه والثأر والفناء . من لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبه (1يو4 :8 )
(اكله من البقول حيث تكون المحبه خير من ثور معلوف ومعه بغضه) (ام 15 : 17)
* * هل تحب كل من تعرفهم بصرف النظر عن الجنس و اللون و الدين؟ أحب.. نعم أحب . كلمات أردت وأريد أن أقولها وأن أسمع لها نفس الصدى ونفس الرنين عند كل الناس . أقولها بقلبي قبل لساني . أقولها بالعمل قبل النطق . أشعر أن الإحساس بها أفضل من نطقها . المهم أن أحب و أن تحب أنت أيضاً و أن نحب جميعناً بعضنا بعضاً . ولا تعرف قلوبنا الاّ الحب ولكنني أتوقف كثيراً قبل أن أنطق أو أكتب هذه الكلمات . لقد غابت الكلمات وضاعت . إنصهرت المعاني . و صارت مجرد تأوهات متفجره من الأعماق . حامله داخلها كل المراره والحزن والأسى. لقد نظرت حولي وأيقنت أن العالم يعاني ونعاني معه من مرض خطير هو (أنيميا الحب و العطاء) لقد عمت الكراهيه و سادت الرغبه في الثأر والفناء . يا له من مرض والم مزمن يكابدنا . يعمل في احشائنا فتئن فينا أننا في حاجه ماسه أن نغطس في بحر عميق جدا . مياهه حب خالص. غامر بحر محبه يفوق معرفه البشر. بحر لا عرض له ولا طول ولا عمق . بحر نغوص فيه . نذوب مع امواجه الرقيقه فنصير جزءا منها حتي لا نطفوا علي سطح البحر فنواجه صراع البشر الأكثر ضراوة من صراع الوحوش في حلبة الحياة .
لماذا الألم و الصراع .؟ لماذا الكراهيه و الكبرياء ؟ و لماذا ؟ و لماذا؟
لا يمكن حصر الأشياء التي نسأل عنها لماذا ؟ . حقا إن الإجابة المحزنة هي أننا مرضى بأنيميا الحب والعطاء . الرأس مريض وكل القلب سقيم (أش 1 : 5) نحتاج أن نشعر بدفء أحضان المحبة العميقة بشمولها لتفكيرنا . لأمور حياتنا الصغيرة والكبيرة . إن نظرت للناس اليوم ولحركاتهم ستجدها تنطق بحاجتهم الماسه الي يد الحنان تربت علي اكتافهم برفق الي حيث أحضان المحبة الدافئة والإرتواء (أم 7 : 18) . ما أروع أن تعيش مشكلتك ومحنتك . تجربتك وبلواك وأنت مغمور في أحضان المحبه الرقيقه (يو 13 : 23) وماذا أجمل في الحياة من أن تجد صدراً دافئاً حنوناً تهرع اليه من نيران التجارب المحرقة والتي تتقاذف عليك من حيث لا تدري . ومن حيث لا تدري تجد أمناً و هدوءاً رائعين. ما أحلي أن تجد من ينسيك أخبار الكوارث التي ملأت آذانك هلعاً وخوفاً. ما أروع الحياة الهادئة المملؤة بالمحبة . إنها ليست خالية من الألم بالتأكيد. فنحن مولودون للمشقة (أي 5 : 7) ومحاطون بالألم (مرا 3 : 5) وإن صمتت قلوبنا , فشفاهنا تتكلم بالمشقة (أم 24 : 2) .
هل تشعر أنك تحتاج لمن يفهمك ؟ . لمن يقدر ظروفك ويقاسمك مشاكلك. لمن لا يسخر منك كما يفعل معك البعض . بل يتغاضى عن أخطائك برفق . أنت تحتاج الي من يحمل في شخصه حزم الأب و حنان الأم (أش 49 : 15) ورفقة الصديق (أم 18 : 24) ومعونه المغيث (تك 17 : 1) ويد الطبيب الماهر (خر15 : 26) ونظره المشجع الباسم . لا تقل في يأس مهما فعلت الحياة سأظل كئيب أصغي لأوجاع الكآبه والكآبه لا تجيب. في داخلي تتأوه البلوى ويعتلج النحيب . وها أنا أحيا في الدنيا غريب . لا تقل أنك تعيس . ضع قلبك في مواجهه نور الحب الحقيقي وسوف تشدو وتنشد بعد قليل ما أنشده داود النبي (أنفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين . الفخ أنكسر ونحن نجونا) . سينكسر فخ الحزن والخوف والقلق وسيصير فخ المرار في حياتك بعد قليل اطلالا بعيده سوداء و ستلتقي بمن احبك وقدم نفسه لأجلك . وسوف تحبه . وسوف تراه أعظم من كل الوجود ولن يؤثر عليك غيره ولا يحرك غيره لك وجداناً ولا يثير لك فكراً . يصبح الكل عديمي التأثير . هو وحده الذي أستثار لديك كل المشاعر وكل الأفكار والأحاسيس . ولا يتحرك أي نبض الا من خلاله . تموت النبضات اذا حاول أن يثيرها آخر.
* * بالحب تكتشف أعظم ما في نفسك : الحب يجعلك مخلصاً دون أن تدري إنك مخلص . يجعلك وفيا تسعد بعطائك دون ان تنتظر مقابلاً تتفانى تتعاطف تشفق .ترحم .. تود .. تتواضع .. تتسامح ..الحب هو إعادة خلق . تشكيل جديد . و لذا تشعر بالسمو . تشعر أنك تحلق . الحب ببساطه يجعلك تكتشف أعظم ما في نفسك . تري أنك جميل و بديع حقا . تكتشف أنك كنت مؤهلاً لكل ما هو سام و رفيع جداً . تشعر أنك تزخر بكل القيم الأخلاقية العليا .الحب ليس مجرد هوى جامح . أو نزوة عمياء. بل هو حدث وجداني وبصيره قويه يسمحان لنا بالنفاذ الى باطن غيرنا من الذوات . وهو الجواب الصحيح على مشكلة الوجود البشري . فلو اننا فهمنا الحب على أنه إهتمام بحياة الآخرين لكان في وسعنا أن نقول ان الحب هو المعني الحقيقي للوجود البشري بأسره . وما كانت الجريمة والإنحراف والإنتحار والإدمان وغير ذلك من الأمراض النفسية والإجتماعية الاّ مظاهر متنوعة لعجز الإنسان عن الحب و إفتقاره الى الشعور بالآخرين . لقد اعجبني هذا القول
)The glory of life is To love not to be loved To give not to get To serve not to be served )
أي أن (مجد الحياة هو الحب . ليس أن تكون محبوباً بل أن تحب . ليس أن تأخذ بل أن تعطي . ليس أن تخدم بل أن تخدم).
لقد إنتشر العنف لأتفه الأسباب ولم يعد كما كان في الماضي (العنف من أجل البقاء) . بل أصبح العنف من أجل العنف . لقد أصبح الخلاف بين الأشقاء وبين الأزواج وبين الأباء والأبناء يتميز بالعنف . لقد أمسى العالم كغابه . الكبير فيها يأكل الصغير والقوي فيها يلتهم الضعيف وتسقط الأشلاء و تراق الدماء . و كم من بيوت ظاهرها بيوت ولكن حقيقتها سجون و معتقلات . لأن أصحابها مرضى بمرض خطير هو انيميا الحب. ولكل مرض أعراضه الواضحه والظاهره لكل ذي عينين . إن مرض انيميا الحب يكتسح الـملايين و ضحاياه يملأون المستشفيات والمصحات العقليه والسجون وما حادث الثأر بالصعيد الا واحد من هذه النماذج المؤسفه. ماذا أقول ؟ هل حدث خلل في تروس الزمن ؟ أم عطب أصاب محرك الحياة . أنه عصر يستحق الرثاء الشديد . عصر يستحق طوفاناً فعلياً . طوفاناً من الحب لأنه لو كان هذا الحب موجوداً لأختفى العنف , وأقتلعت الجريمه من جذورها .
* * أسره بائسه و تعيسه : بائسه هي الأسرة التي تحيا بهذه الطريقة وتعيسه هي الزوجة التي تحيا مع زوج قاسي لا يلين . يشعر ان كيانه في قبضته الفولاذية و رجولتة في عواطفة المتحجرة . وما أتعس الزوج الذي يحيا مع زوجه لا يعرف الحب طريقاً الي قلبها وما أتعس الأبناء الذين يعيشون مع أب أو أم بمثل هذه الصفات . الحب كأي زهرة جميلة يحتاج الي رعاية وعناية حتي يتفتح و ينتشر عبيره في الحياة وفي داخل الأسرة. وكما تذبل الزهور بالإهمال يذبل الحب بالإهمال . ولذا فإن كثيرين من الأزواج يبدأون حياتهما الزوجيه بحب عنيف و بدلاً من أن يرعي كل منهما أو أحدهما هذا الحب و يسقيه بماء الحنان فينمو ويترعرع ويصبح شجرة يعيشان تحتها في هناء و سعاده . يتصور كل طرف أنه إشتري الآخر مثلما يشتري بيتاً أو سيارة يحركه كيفما يشاء. ثم يكتشف بعد فوات الأوان أن حبه بدأ يذبل وأوشك أن يموت . إن لم يكن قد مات بسبب إهمال رعايته وعدم اقتلاع الحشائش الضاره التي خنقته. ويعيش هذان الزوجان معاً . و لكنهما ليسا معاً . قد تتلاقي الأجساد قهراً و لكن الأرواح ماتت .
* * اشتياق و ميل طبيعي للجنس الآخر : عندما خلق الله آدم لم يرضى أن يجعله وحيداً فقدم له إمرأه تشاركه حياته . لم يجعلها شريكه في طبيعته البشريه فقط . إنما من لحمه ومن عظامه . يحبها و تحبه ويتجاوبان معاً في هذه المشاعر الطيبة . لقد وضع الله في الإنسان إشتياق وميل طبيعي للجنس الآخر . وجعل هذا الميل ينمو بنموه الجسدي والعاطفي و الذهني و يتعرض الإنسان لرغبات وإشتياقات في مراحل حياته المختلفة . وقد سمح الله له بهذه المشاعر لا لكي يجمح برغباته كيفما شاء . و لا أيضا ليكبتها بعنف في سلبيه قاتلة لذاته ومحطمه لحياته. إنما وهبت له كفرصه يغتنمها حيث يتدرب فيها علي تسليم افكاره وعواطفه وميوله وأحاسيسه وهي الأمور التي هي الصق اليه من كل شيء. يسلمها في يدي الله فيحيا حياة منفتحه منطلقه نحو الله والآخرين. إن الكنيسه لا تتجاهل الجوانب النفسية والعضوية والإجتماعية . بل تقدم للإنسان فهماً إيمانياً يرفعه و يسنده في ممارسته للحب . إن هدف الحب هو العطاء . عطاء الذات بالكامل.
* * مداعبة زوج محب و مداعبة زوج سخيف : أراد أحد الأزواج المحبين أن يداعب زوجته التي يحبها حباً جماً فقال لها (ما أجملك يا زوجتي . إنني أشعر أن الله خلق الكون في ستة أيام ثم صنعك أنت في اليوم السابع بهدوء وبلا مشاغل فأحسن من صنعك و جعلك ملكة متوجه وأميرة فريدة في كل صفاتك الجميلة) بينما وجدنا زوج آخر ممن لا يعرف الحب طريقاً لقلبه يقول لزوجته (ان الله بعدما خلق كل الوجود وفرغ من صناعة الكون واراد ان يفرك يديه سقطت انت منها فلا شيء فيك ذو قيمه) الملافظ سعد يا رجل !! .المحبون مرحون لآنهم يشعرون بالسعادة . فالروح المسرورة هي روح مرحة . و لهذا فالمحبون دائموا الإبتسام . ومن السهل أن يضحكوا. وتكون ضحكاتهم صادرة من أعماق القلب. ولذلك فالفكاهة الحقة تكون صادرة من أناس إمتلئت قلوبهم بحب الله وحب الآخرين . أو علي الأقل من أناس لديهم القابلية للحب .. لا مرح مع الجمود العاطفي . ولا مرح مع الكراهية . ولا مرح مع الإحساس بالوحدة والإنعزال والخوف
* * الحب هو كل حياة المرأة : و لهذا فإن أي شيء تقدمه لا يعتبر شيئا في نظرها في سبيل أن تنعم بهذا الحب . إنها علي استعداد أن تفعل أي شيء و أن تبذل أي شيء . أنها تسعد بحبها هي له . إن سعادتها في حبها. أما الرجل فيسعد بحب المرأه له وهي تريده لذاته . ليكون موجودا. وأن تبذل له كل شيء . الرجل في مسار العلاقه غالباً ما يؤدي دور الغازي و المرأه تؤدي دور الخاضع المستسلم حتي أصبحت هذه هي السمه العامه لدور الذكر و الأنثي . و لا شيء يحقق رجوله الرجل الا المرأه . حتي أشهر القاده العسكريون الغازون في التاريخ . وأكثرهم نجاحاً وإنتصاراً و قوة فإن الواحد منهم حين يخلو الي نفسه لا يجد الا المرأة التي يحبها و تحبه لتؤكد له قدراته الحقيقيه . قدراته الإنسانيه. قدراته كقوه روحيه قادره علي بعث الثقه و الطمأنينه في نفس المرأه عن طريق صدقه وحبه وليس عن طريق غطرسته وقهره . هذه هي القوه الحقيقيه والشجاعه الحقه . هذه هي المحبه القويه والرجوله والأنوثه الحقيقيين .
* * أب شرس الطباع لا يعرف الحب : كان والده شرس الطباع . لا يعبأ بمشاعر أفراد أسرته . وكان يلجأ لضرب الآخرين . أمضى طفولته معذباً. فقد كان يرى أباه يضرب أمه مراراً . و يسمع صراخها وفي أحيان كثيره كان يقتسم معها الكثير من لطماته . كره كلمة (أب) . كره ذلك الأمر كرهاً شديداً لأنه لم يمثل له الاّ السياده الظالمه القاسيه . والقلب المتحجر الخالي من أيه عاطفه . إن عالمنا موبوء بضربة الألم . ومع إنتشار الطلاق والإنفصال . ومع إنتشار إساءه معاملة الأبناء لإختلاف العقليات لم يعد مدهشاً أن يصبح مفهوم أبوة الله عند البعض يثير مشاعر غضب ورفض . ولأنهم لم يلمسوا في حياتهم أي نوع من حنان الأب الأرضي (الجسدي) أصبحت نظرتهم مشوهه من نحو الآب السماوي .
* * لماذا ندخل الي العالم أطفالاً : سألني أحدهم لماذا أختار الله أن ندخل الي العالم أطفالاً , لا حول لنا و لا قوه ؟. فأنه و بلا شك كان في امكانه أن يخلقنا أشخاصاً كاملي النمو الجسماني . قلت له (ليس لنا أن نسأل الله لماذا ؟ . و لكنني أعتقد أن الله صممنا بهذه الطريقه بحيث نبدأ حياتنا كأطفال معتمدين أعتماداً كليا علي أبوينا , لأنه قصد أن تكون الأسرة هي الإطار الذي تتمثل فيه محبته هو) .. إن أجمل المناظر التي تعبر عن الراحه هو منظر الطفل الرضيع وهو مستكين بين ذراعي أمه بعد أن تنتهي من إرضاعه فإنه يكف عن التلوي و الشكوي و يستريح فقط في الحضن الحنون . و تفيض أعمق معاني السلام في كلمات أغنيه النوم اللطيفه التي تغنيها الأم لطفلها . أقول لمرضى أنيميا الحب لا تيأسوا . لا تقولوا أنه لن يوجد أبدا الصدر الدافىء . والقلب الرحب الكبير الذي يتسع لنا . بل لنثق أن في إنتظارنا غمراً من الحنان يفيض في حياتنا وسيخرج منها ليغمر الآخرين . فلنثق أن الله لا ينسى الرضيع في مهده والشيخ في فراش مرضه وهو الذي من ملئه نحن جميعا أخذنا . فلنثق أن الذي قال (تعالوا الي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم) في مقدوره أن يشفي الأعماق المليئه بالمراره وهو ليس ببعيد عنا. أنه يطرق باب قلبك برفق و يناديك لا تقلق . ليتك تدرك أن الله يحبك فتتمثل به وتحب الكل. تحبهم بلا حدود كما يحبك الله. إن قلبه يفيض بمحبته الغزيره لك . إنه يريدك أن تحيا سعيداً وأن يزيل من حياتك كل أثر للأكتئاب أو المراره. أنه يحبك أنت . يفتح لك احضانه الدافئه . يود أن يصنع بك أموراً مدهشه ورائعه. يريد أن يصنع بك عظائم . بك أنت بالذات . حبه أقوى من ضعفك وفتورك . حبه أقوى من أثامك . أقوى من همومك ومخاوفك وإضطراباتك . يا لحبه المدهش . يرفعنا من المزبله ليجلسنا علي كراسي المجد (1 صم 2 : 8) ولا يزال قلبه مليء بهذا الحب تجاهك . آه لو سلمت ذاتك لحبه . فلن تظل كما أنت . هل تضغط عليك الظروف والأحداث ؟ هل تزعجك ؟ أنت لا تزال محبوباً جداً . ليتك تقبل حب الله لك وتتمتع به حتي يمكنك أن تهدم كل مخاوف أو شكوك زرعها ابليس داخلك . إفتح قلبك لله . قل له يا سيد أشبعني بحبك. بل إملأني به. إسكبه في أعماقي العطشي فأنا جائع و عطشان جدا …
* * اذا كنت نباتاً : "اذا كنت نباتاً فكن حساساً . و ان كنت حديداً فكن مغناطيساً . و ان كنت حجراً فكن ماساً . و ان كنت انساناً فكن حباً" فالحب يمنحك الطاقة والقوة والإيمان . يملأك بالحماس فتهب حياتك لمن تحبه . و تفيض منك إرادة الخير على الغير فتصبح مصدراً حقيقياً للخير تتحول حياتك من أجل غيرك .. تتجرد نهائياً من أي شوائب للأنانيه والتمركز حول الذات . وستندهش لتلك الإمكانيات الهائله التي لديك لتعمل وتنهض وتبدع وتضيف . لا من أجل نفسك بل من أجل من تحب . ولهذا تفقد كل رغبة في أن تكون مالكاً لشيء أو تتحكم في الآخرين أو تفرض سطوتك . وستكتشف أن القانون الأعظم لتسيير الكون هو العطاء فمغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ . الحب يجعلك أنت .. أنت كما أنت .. أنت دون تكلف .. دون أن تحاول أن تبدو في صورة أفضل . أن تكون على طبيعتك . علي ما أنت عليه . ذاتك الحقيقية . مظهرك الحقيقي . وهذا هو سر جمالك . وتلك سعادة حقيقية أن تشعر أن هناك من إختارك من بين الملايين وانت على ما أنت عليه . وأنت لم تبذل جهداً . ولا تسأل لماذا أحببتني أنا بالذات؟
* * الله يحبك : عزيزي القاريء الله يحبك. لا لأنك بلا عيوب بل لأنه يريد أن يعالج بحبه عيوبك . الله يعرفك جيدا . ويشعر بما تشعر به. أطلبه في الحال . دع حضوره يملأ حياتك . وستشعر بالإختلاف بين قلوب البشر وقلبه . وسيعكس حبه عليك حينئذ ستقول معي أحب . نعم أحب . ولن أكون مريضا بعد بانيميا الحب.
* * يارب أنت الصدر الرحب : يا رب .. كوكبنا حول الشمس يدور. أرض وجبال وصخور . أنهار دافقه وبحور . والناس علي سطح الدنيا تشغلهم أهواء دنيا .. مال وطعام وخمور . أبواق . صخب . أجراس . ذهب وحديد ونحاس . وخلائق من كل الأجناس . تسعي كوحوش بريه . ويضيع سلام البشريه . يتلاشى بين ضجيج الناس . فهجرت القلوب الصخرية وطلبت سماء علوية . أنهار الحب القدسية . فشكراً لك لقد أرشدتني . والى الصدر الحنون هديتني . ومنذ تلك اللحظه أنيرت دنيتي . وإن هاج الكون فقد هاجت أشواق القرب . وإن ضاق الكون فملجأي الى الصدر الرحب .
* * احبك وحدك و ليس لي هوى في حياتي سواك : ومن محبتي لك أحب الجميع. أحبك حين ينام النهار وتغفو النجوم فيسهر قلبي في شوق معك . يرتل بالنبض ترنيمة الحب . يهمس في لهفة وإشتياق . أحبك حين تصحو البلابل وتلتقط الدفء من راحتيك . وتهتف في ورع التائبين وفي روعه الهائمين بفيض حنانك . لذلك لو أوصدت في وجهي كل الأبواب . وهجرني كل الأقارب والخلان والأحباب وبدت سمائي قاتمه ملبده بالسحاب . وغطت عيني غمامة القدر العجاب . وطال ليلي وسهرت وحدي في عذاب . وباتت كل جوارحي في إرتياب . لن أفقد رجائي فيك فقد أدركت كم تحبني . فأنت الأمل بينما كل من حولي يأس . أنت المثل بينما كل من حولي بؤس . أنت رجائي وسلامي وصخرتي وكل ما حولي قلق . أنت نوري و خلاصي بينما كل من حولي ظلام . كم أقضي من ليالي هائماً سائراً في الطرقات غير قادر علي النوم . أمضي ليلتي في صراع وقلق . لذلك أدعوك أن تدخل الى سفينتي وأبطل النزاع . أدخل اليها وأبكم الأنواء . فالماء قد غمرها . أدخل و كن ربانها الي مدى الأيام فسوف ترسيها علي مواني السلام . وسوف أستطيع بعد ذلك أن أنام على صدرك كما كان يفعل التلميذ الذي احببته . حقا ما اعظم هذا الحب الإلهي الذي يفيض من قلب الله الحنان على البشر .. ما أجملها لحظة أن يسند المحب رأسه علي صدر محبوبه ويسمع كل منهما بنض الآخر وما أعظم البشر عندما يعكسون هذا الحب على بعضهم البعض . شكرا لك يا رب يا مصدر الحب . يا من تجعل حياتنا نابضة بالحب . ليتنا نتمثل بحبك العجيب لنا وحب يوحنا الحبيب لك . فيتحول عالمنا المخيف الي بستان لطيف . ونشعر بالحب الحقيقي ونعكسه علي الآخرين ونستريح على صدورهم ويستريحون علي صدورنا وفي النهايه نستريح كلانا على صدرك.
* * يا من أحببتني أولاً : أحببتني يا الله دون إستحقاق مني وإنما تفضلاً منك . فمن أنا حتى تحبني ؟ ضع في قلبي حباً أكثر من كل الماضي فأنا لا أشبع من حبك . فليغمر حبك كل قلبي . وبذلك أحب كل الآخرين دون غرض وأنانيه . وبدون إنتظار مقابل . فأرى في الناس محاسنهم لا عيوبهم وأفرح لفرحهم فتتورد حياتي و تتبدل أحوالي . يا رب لقد طال بحثي في كل مكان و زمان عن السعادة . بحثت عنها في المال والجواهر والتحف والملبس والمأكل والمشرب . في السلطة والشهرة والمنصب والعلم والثقافة . في الكتب والضحك واللعب والجمال . في الطبيعة والسحب والسماء . ولكنني لم أجد في ذلك السعاده ، فسعادتي لا تكمل الاّ بك . إنني أراك في كل مكان . أراك حولي في الوجود . في السماء والأرض . في الأفق البعيد . بين التلال . فوق الجبال . في الأشجار والأزهار. في أنغام الربيع أراك رقيقاً . تهز أوتار القلوب . أراك تعطيني صبراً وسلاماً . أراك تلمس جروحي . أراك ليس بعيني بل بقلبي وروحي .أراك في جلال بارع لا يستطيع أحد وصفه . فحينما أفرح بالأزهار وتنتعش نفسي بالنسيم العليل أرى في ذلك عظيم إحساناتك . وحينما أنظر زنابق الحقل البيضاء المتألقة أرى جمال قدسك وطهارتك . وهكذا الأشجار وأغاني العصافير ما هي إلاّ إعلان عن فرح الوجود الذي يحيا بك . والأنهار وتموجات المياه تحدثنا عن نعمتك العظيمة . وفي قوس قزح جميل نرى جمالك و طيبة قلبك.
* * أحبك نوراً والحاناً و شذاً وابتهالاً وسجوداً . ففي قلبي يشع نوراً لا يحده مكان . وتتماوج أنغام لا تضعف بمرور الأيام بل تزيد . ويفوح شذاً لا تبدده الرياح . فحبي لك لا ينتهي فإقبلني . أدعوك . لذذني بحلاوة نعمتك . وأسكن قلبي بطيب رحمتك . وشدد عزمي في وقت الضيق والشده . ولك عمق شكري و إمتناني . فعلي بساط المحبه حملتني . والى فيض نعمتك أوصلتني . والي دفء الحنان أوردتني . كنت ضالاً فوجدتني . ميتا بالذنوب فأحييتني ، غسلتني من طين الخطيه . فلك كل حمد القلب . عنك يا رب قالوا الكثير .. فماذا أقول أنا الصغير . وحبك فيض غزير. يسلب قلبي وعقلي يحير. أتيت اليك بروح كسير. ضمتني يداك بحب كبير فكيف أخشي وادي الأعاصير . وأنا أعلم من معي يسير، للعالم ظهري نحوه أدير وأعطيك كلي دونما تأخير. وليعكس فؤادي على الآخرين ما بداخله من حب كبير ، فأنت مرجعه و مصدره و قلبي لك أسير . ما أجمل حبك وما أروعه . ما أسعدني حينما تضمني وبحبك تحيطني . وبسلامك ورضاك تغمرني . ما أجمل يديك حينما تضم يداي فتحجز الآلام وتعيد لي صباي و تنير دنياي. فأسعى هائماً بك في صحوتي ومنامي . في جلوسي وقيامي . في طريقي . في ذهابي وأيابي أراك بجواري و أمامي وخلفي وحولي . أشعر أنك بجواري . تسندني ، تحدثني ، تقويني.
* * إزرع بيد محبتك في قلبي بذار الحب : يا رب .. إزرع بيد محبتك في قلبي بذار الحب والفرح وطول الأناه والإيمان والرجاء والثقه . أنزع من داخلي أشواك الأنانية والكبرياء والشك والشهوه . أروي حديقتي بماء روحك القدوس حتي تتجدد حياتي كلها . حتي يدرك كل من يراني أن البستاني السماوي هو الذي يفلح حياتي .. عرفني قدر نفسي . لا تسمح لي أن أحط من قدرها وإحمني من الغرور . وإرشدني لمعرفة ضعفاتي وساعدني علي علاجها . أشكرك يا رب علي تقبلك لي كما أنا . إجعلني دائما أقبل اليك وإرضى عني فأرضى عن نفسي حتى وإن لم يقبلني من هم حولي.
أشكرك يارب علي الدوام : أشكرك يارب لأني عندما أكون وحيداً تعطني حبك . أشكرك لأني عندما أكون ضالاً تعطني الهدى . وعندما أكون ضعيف الإيمان تمنحني القوة . وعندما أكون مشتت الفكر تعطني الإرشاد. وعندما أكون فارغا تملأني بالفرح . وعندما أكون فاشلاً تملأني بالنجاح . وعندما أتعثر في الحياة أحس بذراعك تسندني . وعندما أشعر بالتعب أراك تحمله عني وتحملني . وعندما أقع في الطريق تمد يدك وترفعني فبدونك تصبح حياتي فارغه مظلمه محطمه . ولكن بك أحيا وأتحرك وأوجد . لذلك أسألك يا رب أن تجعلني عاملاً للسلام . فحيث تكون الكراهية دعني أبذر بذور المحبة . و حيث الإهانه أعمل للصلح . وحيث تكون التفرقه أعمل للإتحاد . وعندما يوجد الشك أشهد للإيمان . وعندما يكون اليأس أجدد الأمل . وحيث يكون الظلام أشع نوراً وعند الأحزان أنادي بالفرح.
* * أعطني يارب قلباً يحب و لا يكره : قلب يرحم ولا يقسو . يغفر ولا ينتقم . يفتح أبوابه للناس جميعاً . الذين أحبوه والذين كرهوه . الذين قدموا له الورد والذين طعنوه . أعطني الإيمان حتي أراك وأرى عجائبك . أعطني يارب ما تراه حسنا لي حتى لو لم أرى هذا الحسن . لقد طلبت منك الغنى لأكون مسرورا فأعطيتني فقراً لأكون حكيماً . . طلبت منك القوه لأعمل أعمالاً باهره فأعطيتني ضعفاً لأتعلم الطاعه .. طلبت منك صحه لأحقق أشياء عظيمه فسمحت لي بمرض ليبعدني عن الكبرياء. طلبت منك كل شيء لأستمتع بالحياه . فأعطيتني الحياه لأتمتع بكل شيء
لك الكرامة والعزة والسجود من الآن والى الأبد آمين
|