منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 03 - 2014, 04:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

لسقوط وقيام كثيرين
" هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في بني إسرائيل، ولعلامة تقاوم" (لو2: 34)
كانت نبوءة من سمعان الشيخ عن السيد المسيح إنه: "لسقوط وقيام كثيرين for the fall and rising of many ولعلامة تقاوم" (لو2: 34)... فمتى تحققت هذه النبوءة؟ وهل كانت عن مناسبة الميلاد فقط، أم امتدت إلى نهاية هذا الدهر؟
كون مجيء المسيح لقيام كثيرين، هذا أمر معقول يقبله الكل.

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
ولكن عجيبة حقًا هي عبارة "لسقوط... كثيرين" فكيف ذلك؟
سنشرح كيف تمت هذه العبارة، ولنضرب المثل الأول:
إن كان المجوس قد فرحوا فرحًا عظيمًا لما رأوا النجم الذي أرشدهم إلى مكان الرب (مت1: 10)، فذهبوا وقدموا له هداياهم... فإنه في نفس الوقت قيل عن هيرودس الملك إنه لما سمع عن ميلاد المسيح " اضطرب وجميع أورشليم معه" (مت2: 3).
كان ميلاد المسيح سبب فرح للمجوس، وسبب اضطراب لهيرودس! أهو ملك حقًا؟ وهل يوجد ملك غيري؟! وكيف أتركه يملك؟! إن هذا مستحيل. لذلك اضطرب وفكر أن يقتل المسيح!
مسكين أنت يا هيرودس! هل ظننت في جهلك أن السيد المسيح قد جاء لينافسك في ملكك! حقًا إنه ملك الملوك، ولكن مملكته ليست من هذا العالم (يو18: 36). هل أنت خائف منه لئلا يأخذ عرشك ويسلبك تاجك؟ اطمئن. إن لعبة التيجان تليق بالصغار أمثالك يلهون بها. أما السيد المسيح فهو أسمى من التيجان وأسمى من العروش.
السماء هي عرشه. والأرض بما فيها عرشك هي موطئ قدميه (مت5: 34).
لقد جاء السيد المسيح من أجلك أيضًا، ليحررك: يحررك من عبودية الذات، ومن عبودية الشهوات، ويحررك من إغراء التيجان والعروش. يجعل نفسك طليقة تعلو في السماء كالنسور. تعلو مستوى التيجان والعروش والنياشين.
لو كان هيرودس يفكر في خلاص نفسه، لفرح بمجيء المسيح.
وكان يمكنه أن يفرح أيضًا، لو كان يهمه خلاص العالم، أو على الأقل كان يفرح لأن النبوءات تحققت في عهده. ولكنه كان أحد الذين سقطوا لأنه تمركز حول ذاته لذلك فكر أن يقتل المسيح
أراد أن يقتل من بيده مفاتيح الحياة والموت، الذي حياة هيرودس معلقة بمشيئته. وإرادة هيرودس لم تكن عن جهل، بل عن معرفة، بعد أن سأل الكهنة والكتبة وسمع النبوءة. وفي غضبه تحدى الله.
فهل أنت يا أخي كهيرودس تخاف أن يكون المسيح ملكًا؟
فترفض أن يملك عليك، لئلا يحطم أصنامًا داخل ذاتك. وترى أن ملك المسيح هو صليب سوف تحمله، يقف ضد رغباتك الخاطئة.
هل تخاف أن تضيع حريتك بدخول المسيح في حياتك. وتقول خير لي أن المسيح لا يوجد، لكي أوجد أنا [حسب منطق الوجوديين]؟!
كان المسيح لقيام كثيرين كيوحنا المعمدان الذي قال: "ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص" (يو3: 30). وكان لسقوط كثيرين مثل هيرودس الذي انطبقت عليه عبارة: "من وجد نفسه يضيعها " (مت10: 39).
رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

سقوط وقيام
كثيرون لا يفرحون بمجيء المسيح لأنهم غير مستعدين للقاؤه.
لو عرفوا أن المسيح قد جاء يخافون أن يكشفهم، أو يضبطهم في خطية، أو يحرمهم من مشغوليات تبهجهم، وهم غير متفرغين له!
كذلك في المجيء الثاني سيكون المسيح لسقوط وقيام كثيرين!
سيفرح المؤمنين الحقيقيون بمجيء الرب، إذ يأخذهم معه على السحاب في المجد، ويكونون مع الرب كل حين. بينا آخرون "يقولون للجبال غطينا، وللتلال اسقطي علينا" (رؤ6: 16) لأنه "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب10: 31). إنها ساعة يتقرر فيها المصير، مثل عبور البحر الأحمر، كان سبب خلاص أولاد الله، وسبب هلاك فرعون وجنوده.

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
من الذين سقطوا بمجيء المسيح ؟ لاشك أولهم الشيطان.
قال الرب عنه: "أبصرت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو10: 18). نعم إن كل ما فعله الشيطان وما سيفعله ضيعه الرب كله حينما قال على الصليب قد أكمل... فصار تعب الشيطان باطلًا بالنسبة إلى المفديين. وختم الرب على هذا السقوط بقوله: "رئيس هذا العالم قد دين" (يو16: 11). وعبارة سقوط كثيرين لا تعني الشيطان فقط بل كل جنده أيضًا، إذ قد طرح الذي كان يضل العالم " وطرحت معه ملائكته" (رؤ12: 7 9).
من الأعداء الكثيرين الذين يسقطون: الإنسان العتيق.
إن الرب بتجسده وفدائه، منح نعمة للمؤمنين ينالونها في المعمودية، إذ يسقط الإنسان العتيق، يموت ويدفن (رو6).؟ ويقوم إنسان آخر في " جدة الحياة " قد لبس المسيح (غل3: 27). حقًا في المعمودية سقوط وقيام كثيرين.
ومن الأمثلة الجميلة للسقوط والقيام، شاول وبولس:
سقط شاول الطرسوسي الذي كان يضطهد الكنيسة، يجر رجالًا ونساء إلى السجن، وقام مكانه بولس الرسول الذي تعب في الكرازة أكثر من الجميع وصنع معجزات، وأسس الكنائس، وأرسل الرسائل، ونال إكليل الشهادة.
وسقط كهنة اليهود، ليقوم كهنة على طقس ملكي صادق.
قال السيد المسيح في تغيير هؤلاء الوكلاء: "إن ملكوت الله ينزع منكم، ويعطي لأمه تصنع ثماره" (مت21: 43). وبالمثل فعل مع الناموسيين والصدوقيين، وشهد العالم سقوط وقيام كثيرين. وقام كهنوت على طقس ملكي صادق.
سقط المعلمون الكذبة وفي مقدمتهم الكتبة والفريسيون والشيوخ.
سقطت هيبتهم في أعين الناس، وسقط تعليمهم، وسقط كبرياؤهم وأفحمهم السيد المسيح في كل مناقشة، وأثبت للكل فساد ما يفعلون به. ورأي الناس أنه قد قام معلم عظيم "بهتوا من تعليمه" يعلمهم بسلطان وليس كالكتبة. وأخيرًا تحطم الكتبة والفريسيون بقول السيد لهم في (مت23): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون"... حيث شرح في تفصيل شديد كل أخطائهم وانتهوا من تاريخ اليهود، ليقوم مكانها معلمون آخرون اختارهم الرب.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

هذا قد وَضِعَ لسقوط وقيام كثيرين
وفي سقوط كثيرين نذكر أيضًا الوثنية بكل رجالها.
كل فلسفاتها قد سقطوا، سواء مدرسة الإسكندرية الوثنية التي سقطت بقيام مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي أقامها مارمرقس. أو مثلما حدث في قصة أسطفانوس الشماس الأول الذي قيل عنه إنه وقفت ضده مجامع الليبرتينيين، والقيروانيين، والإسكندريين، مع الذين من كيليكيا وآسيا "ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به" (أع6: 9، 10).
وقامت المسيحية منتصرة في صراعها مع الأديان الأخرى.
قال السيد المسيح: "ما جئت لألقي سلامًا على الأرض بل سيفًا " أي الصراع الذي يقوم بين الإيمان وكل معارضيه. أما الذي سقط في هذا الصراع فهو الأديان الأخري كلها: الأديان الرومانية بزعامة جوبتر، والأديان اليونانية بزعامة زيوس، والأديان المصرية بزعامة رع، وأديان أخري كثيرة في الشرق، مع عبادات الأرواح والنار والأجداد... وسقطت الوثنية وكل فلسفتها وكل حكمتها. وشهد العالم فترة من الكرازة ومن الاستشهاد، ظهر فيها سقوط وقيام كثيرين..

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
وتحقق قول الرسول: "اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء. واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء. واختار الله أدنياء العالم والمزدري وغير الموجود ليبطل الموجود" (1كو1: 27، 28).
وإذا بالصبي الأمي يقف أمام أساطين مجمع السنهدريم، ليقول لهم في شجاعة "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس". ويقف السيد المسيح ليقول: "أحمدك أيها الآب لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء، وأعلنتها للأطفال" (مت11: 25) وشهد التاريخ في إنتشار المسيحية سقوط وقيام كثيرين.
لذلك كان المتواضعين في مقدمة الذين قاموا.
لقد تحققت تسبحة العذراء التي قالت فيها: "انزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتواضعين" (لو1: 52). هنا انزال ورفع: سقوط وقيام...
هذه العذراء المسكينة اليتيمة التي سلموها لنجار يرعاها، أصبحت جميع الأجيال تطوبها. ومزود البقر مزارًا للعالم كله، مكانًا مقدسًا، تنحني أمامه رؤوس الأباطرة والملوك تطلب بركة ترابه. والصيادون الفقراء صاروا قادة العالم وكهنته ورعاته ومعلميه.
"الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا" (2كو5: 17).
ومن الكثيرين الذين سقطوا، مفاهيم كثيرة...
مفاهيم الناس السابقة عن العظمة والقوة والحرية وما أشبه، تغيرت إلى العكس سقطت وأقام السيد مكانها مفاهيم جديدة. فلم يعد القوي هو الذي يضرب غيره على الخد والخد الآخر. إنما القوي هو الذي يحتمل، كما قال الرسول: "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتل ضعفات الضعفاء" (رو15: 1).
والعظمة صارت في الاتضاع وليس في الكبرياء. ووضع الرب هذه المبادئ الجملية "من رفع نفسه يتضع. ومن وضع نفسه يرتفع"، "من وجد نفسه يضيعها. ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها".
إننا على أبواب عام جديد. ونريد أن تنطبق علينا عبارة "قيام كثيرين".
فيقيمنا الرب بنعمته وبروحه القدوس، وبعمله الدائم فينا. يقيمنا عن يمينه ويقول لنا: "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت25: 34).
إنه أقام كثيرين لا نستطيع أن نحصي عددهم، ربوات ربوات وألوف، أولئك الذين ينشدون للرب أغنية جديدة في ملكوته. فلنكن من هؤلاء.
بقي أن نقول إن السقوط والقيام على الأرض هو بصفة مؤقتة يمكن أن تتغير بعد حين، لتعد لسقوط أو قيام أبديين. وليت الجميع يهتمون بأبديتهم من الآن.
وليتنا نتناول باستحقاق في بداية هذا العام ولنعرف:
إن التناول هو أيضًا قيام وسقوط كثيرين.
قيامهم في حالة الاستحقاق، إذ يثبتون في الرب (يو6: 56)
السقوط في حالة عدم الاستحقاق، إذ يتناولون دينونة لأنفسهم (1كو11: 29).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

يطلب ويُخَلِّص ما قد هلك
" لأن إبن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك"
(لو19: 10)
لماذا جاء السيد المسيح إلى عالمنا؟ يوضحه الإنجيلي بقوله إنه جاء يطلب ويخلص ما قد هلك (لو19: 10) أي الخطاة الهالكين.
ولماذا جاء يخلصهم؟ السبب أنه أحبهم... على الرغم من خطاياهم!

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
وفي هذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16) إذن هو حب أدي إلى البذل، بالفداء. قصة ميلاد المسيح إذن، هي في جوهرها، قصة حب.
أحب الله العالم، العالم الخاطئ، المقهور من الشيطان، المغلوب من الخطية... العالم الضعيف العاجز عن إنقاذ نفسه! أحب هذا العالم الذي لا يفكر في حب نفسه حبًا حقيقيًا، ولا يسعى إلى خلاص نفسه... بل العالم الذي في خطيته انقلبت أمامه جميع المفاهيم والموازين، فأصبح عالمًا ضائعًا. والعجيب أن الله لم يأت ليدين هذا العالم الخاطئ، بل ليخلصه، فقال: "ما جئت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو12: 47).
لم يأت ليوقع علينا الدينونة، بل ليحمل عنا الدينونة. من حبه لنا وجدنا واقعين تحت حكم الموت، فجاء يموت عنا.
ومن أجل حبه لنا، أخلي ذاته، وأخذ شكل العبد، وصار إنسانًا.
كانت محبة الله لنا مملوءة اتضاعًا، في ميلاده، وفي صلبه.
في هذا الاتضاع قبل أن يولد في مذود بقر، وأن يهرب من هيرودس، كما في اتضاعه أطاع حتى الموت، موت الصليب، وقبل كل الآلام والإهانات لكي يخلص هذا الإنسان الذي هلك. رأي الرب كم فعلت الخطية بالإنسان! فتحنن عليه...
كان الإنسان الذي خلق على صورة الله ومثاله قد انحدر في سقوطه إلى أسفل، وعرف من الخطايا ما لا يحصي عدده، حتى وصل إلى عبادة الأصنام " وقال ليس إله"... " الجميع زاغوا وفسدوا معًا" (مز14: 1 3)... ووصلت الخطية حتى إلى المواضع المقدسة!
الإنسان وقف من الله موقف عداء. ورد الله على العداء بالحب!
فجاء في محبته " يطلب ويخلص ما قد هلك". وطبعًا الهالك هو الإنسان الذي عصي الله وتحداه، وكسر وصاياه، وبعد عن محبته، "وحفر لنفسه آبارًا مشققة لا تضبط ماء" (أر2: 13). ولكن الله كما اختبره داود النبي " لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. وإنما... كعبد المشرق عن المغرب، أبعد عنّا معاصينا" (مز103: 10 12). ولماذا فعل هكذا؟ يقول المرتل: "لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز103: 14).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

الله مُحِب الخطاة
حقًا إن الله نفذ (محبة الأعداء) على أعلي مستوي...
جاء الرب في ملء الزمان، حينما أظلمت الدنيا كلها، وصار الشيطان رئيسًا لهذا العالم (يو14: 30)، وانتشرت الوثنية، وكثرت الأديان، وتعددت الآلهة... ولم يعد للرب سوي بقية قليلة، قال عنها أشعياء النبي: "لولا أن رب الجنود أبقي لنا بقية صغيرة، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة" (إش1: 9).
وجاء الرب ليخلص هذا العالم الضائع: يخلصه من الموت ومن الخطية.

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
وقف العالم أمام الله عاجزًا، يقول له: "الشر الذي لست أريده، إياه أفعل" "ليس ساكنًا في شيء صالح" "أن أفعل الحسني لست أجد" (رو7: 17 19). أنا محكوم على بالموت والهلاك. وليس غيرك مخلص (إش43: 11). هذا ما تقوله أفضل العناصر في العالم، فكم وكم الأشرار الذين يشربون الخطية كالماء، ولا يفكرون في خلاصهم!!
إن كان الذي يريد الخير لا يستطيعه، فكم بالأولي الذي لا يريده؟! إنه حقًا قد هلك...
لم يقل الكتاب عن المسيح إنه جاء يطلب من هو معرض للهلاك، وإنما من قد هلك... لأن "أجرة الخطية هي موت" (رو6: 23). الخطية في أعنف صورها "قد دخلت إلى العالم، وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع"... وهكذا "ملك الموت من آدم" (رو5: 12 14).
والرب في سمائه استمع إلى أنات القلوب وهي تقول:
قلب قد تغير: الله لم أعد أطلبه. والخير لم أعد أريده. والتوبة لا أبحث عنها ولا أفكر فيها، ولا أريدها. لماذا؟ لأن " النور جاء العالم. ولكن العالم أحب الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو3: 19). ومادام قد أحب الظلمة أكثر من النور، إذن فسوف لا يطلب النور ولا يسعى إليه!
هذا العالم الذي يحب الظلمة، جاء الرب ليخلصه من ظلمته.
"إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقلبه" (يو1: 11). وعدم قبولهم له معناه أنهم هلكوا. والرب قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. رفضهم له لا يعني أنه هو يرفضهم. بل على العكس يسعى إليهم، لكي يخلصهم من هذا الرفض. لأنه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقلبون " (1تي2: 4).
كذلك جاء يطلب الوثنين الذين يعبدون آلهة أخري غيره.
هم لا يعرفونه ولكنه يعرفهم ويعرف ضياعهم. وقد جاء لكي يطلبهم "النور أضاء في الظلمة. والظلمة لم تدركه" (يو1: 5) هم لا يدركونه ولكنه لم يتركهم لعدو لعدم إدراكهم له. إنما جاء ليعطيهم علم معرفته. وقد قال للآب عن كل هؤلاء الذين جاء ليخلصهم: "عرفهم اسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم" (يو17: 26).
ما أكثر ما احتمل الرب لكي يخلص ما قد هلك.
لست أقصد فقط ما احتمله على الصليب. ولكني أقصد أيضًا ما أحتمله أثناء كرازته من الذين رفضوه، حتى من خاصته! التي لم تقبله... حقًا ما أعجب هذا: أن يأتي شخص ليخلصك، فترفضه وترفض خلاصه. ومع ذلك يصر على أن يخلصك!
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

قصبة مرضوضة لا يقصف
حتى الذين أغلقوا أبوابهم في وجهه، صبر عليهم حتى خلصهم.
كان في محبته وفي طول أناته، لا ييأس من أحد...
جاء يعطي الرجاء لكل أحد، ويفتح باب الخلاص أمام الكل... يعطي الرجاء حتى للأيدي المسترخية وللركب المخلعة (عب12: 12).

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
"قصبه مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت12: 20).
إنه جاء ليخلص، يخلص الكل. وكل هؤلاء مرضي وضعفاء وخطاة ومحتاجون إليه. وهو قد قال:
"لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي ما جئت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مر2: 17). من أجل هذا، لم يجد المسيح غضاضة أن يحضر ولائم الخطاة والعشارين ويجالسهم ويأكل معهم ويجتذبهم إليه بالحب. ويقول للمرأة التي ضبطت في ذات الفعل: "وأنا أيضًا لا أدينك" (يو8: 11) لأنه ما جاء ليدينها بل ليخلصها.
وهكذا قيل عنه إنه "محب للعشارين والخطاة" (مت11: 19).
بل إنه جعل أحد هؤلاء العشارين رسولًا من الاثنى عشر (متى). واجتذب زكا رئيس العشارين للتوبة وزاره ليخلصه هو وأهل بيته وقال: "اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت إذ هو أيضًا إبن لإبراهيم" (لو19: 9). فتذمروا عليه قائلين: "إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ " ولكنه كان يطلب ويخلص ما قد هلك.
إنه لم يحتقر الخطاة مطلقًا، فالاحتقار لا يخلصهم!
إنما يخلصهم الحب والاهتمام، والرعاية والافتقاد، والعلاج المناسب.
العالم كله كان في أيام المسيح "قصبه مرضوضة وفتيلة مدخنة. فهل لو العالم فسد وهلك، يتخلى عنه الرب؟! كلا، بل يخلصه. هل لو فقد العالم صوابه، يحتقره الرب؟! كلا، بل يعيده إلى صوابه.
حتى الذين قالوا أصلبه اصلبه، قدم لهم الخلاص أيضًا.
وقال للآب وهو على الصليب: "يا أبتاه أغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو23: 34). ولماذا قال: "أغفر لهم "؟ لأنه جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. ولهذا فتح الفردوس أمام اللص المصلوب معه...
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

فتيلة مُدَخِّنة لا يطفىء

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
لم يكن ينظر إلى خطايا الناس، إنما إلى محبته هو.
لم ينظر إلى تعدياتنا، إنما إلى مغفرته التي لا تحد. أما تعدياتنا فقد جاء لكي يمحوها بدمه. وحينما كان ينظر إليها، كان يري فيها ضعفنا. لذلك قال له المرتل: "إن كنت للآثام راصدًا يا رب، يا رب من يثبت؟! لأن من عندك المغفرة" (مز130).
إنه درس لنا، لكي لا نيأس، بل نطلب ما قد هلك.
هناك حالات معقدة في الخدمة نقول عنها: "لا فائدة فيها "، فنتركها ونهملها كأن لا حل لها، بل نقول إنها من نوع الشجرة التي لا تصنع ثمرًا، فتقطع وتلقي في النار (يو3: 10).
أما السيد المسيح فلم ييأس مطلقًا، حتى من إقامة الميت الذي قال عنه أحباؤه إنه قد أنتن لأن له أربعة أيام (يو11).
وهذا درس لنا أيضًا لكي نغفر لمن أساء إلينا.
لأن الرب في تخليصه ما قد هلك، إنما يغفر لمن أساء إليه. فالذي هلك هو خاطئ أساء إلى الله. والرب جاء يطلب خلاصه...! كم ملايين وآلاف ملايين عاملهم الرب هكذا، بكل صبر وكل طول أناة، حتى تابوا وخلصوا. وبلطفه اقتادهم إلى التوبة (رو2: 4).
كثيرون سعى الرب إليهم دون أن يفكروا في خلاصهم.
وضرب مثالًا لذلك: الخروف الضال، والدرهم المفقود (لو15).
ومثال ذلك أيضًا الذين يقف الله على بابهم ويقرع، لكي يفتحوا له (رؤ3: 20). وكذلك الأمم الذين ما كانوا يسعون إلى الخلاص، ولكن السيد المسيح جاء لكي يخلصهم، ويفتح لهم أبواب الإيمان. ويقول لعبده بولس: "أذهب فإني سأرسلك بعيدًا إلى الأمم" (أع22: 21).
لما ذكر القديس بولس هذه العبارة التي قالها له الرب صرخ اليهود عليه قائلين إنه: "لا يجوز أن يعيش" (اع22: 22). ولكن هداية الأمم كانت قصد المسيح الذي جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 03 - 2014, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

تغيير النفوس
جاء الرب بغير النفوس الخاطئة إلى أفضل.
غير المؤمنين جاء يمنحهم الإيمان. والخاطئون جاء يمنحهم التوبة. والذين لا يريدون الخير جاء يمنحهم الإرادة. والذين رفضوه جاء يصالحهم ويصلحهم.
وهكذا كان يجول يصنع خيرًا (اع10: 38).
حتى المتسلط عليهم إبليس (أع10: 38) جاء ليعتقهم ويشفيهم.

كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث
لذلك نحن نناديه في أوشية المرضي ونقول له: "رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين. عزاء صغيري النفوس، وميناء الذين في العاصف". كل هؤلاء لهم رجاء في المسيح الذي جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.. إنه عزاء الهالكين وأملهم.
لذلك دعي اسمه " يسوع " أي مخلص، لأنه جاء يخلص.
ولذلك فإن ملاك الرب المبشر ليوسف النجار، قال له عن العذراء القديسة: "ستلد أبنًا. وتدعو أسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت1: 21).
مجرد اسمه يحمل معني رسالته التي جاء من أجلها، أنه جاء يخلص ما قد هلك...
جاء يبشر المساكين، يعصب منكسري القلوب. ينادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق" (إش61: 1).
ما أحلالها بشري جاء المسيح بها. لم يقدم للناس إلهًا جبارًا يخافونه... بل قدم لهم أبًا حنونًا يفتح لهم أحضانه، يلبسهم حلة جديدة. ويضع خاتمًا في أصابعهم، ويذبح لهم العجل المسمن (لو15). إلهًا يخلصهم من خطاياهم، ويمسح كل دمعة من عيونهم.
وهكذا ارتبط الخلاص باسم المسيح وبعمله وفدائه.
فإن كنت محتاجًا للخلاص، فاطلبه منه: يخلصك من عاداتك الخاطئة، ومن طبعك الموروث، ومن خطاياك المحبوبة، ومن كل نقائصك. ينضح عليك بزوفاه فتخلص، ويغسلك فتبيض أكثر من الثلج...
هذه هي صورة المسيح المحببة إلى النفس، الدافعة إلى الرجاء.
فإن أردت أن تكون لك صورة المسيح، افعل مثله.
اطلب خلاص كل أحد. افتقد سلامة أخوتك.
وأولًا عليك أن تحب الناس كما أحبهم المسيح، وتبذل نفسك عنهم في حدود إمكانياتك كما بذل المسيح. وتكون مستعدًا أن تضحي بنفسك من أجلهم. بهذا تدخل فاعلية الميلاد في حياتك
ثم أنظر ماذا كانت وسائل المسيح لأجل خلاص الناس.
استخدم طريقة التعليم، فكان يعظ ويكرز، ويشرح للناس الطريق السليم، حتى يسلكون بالروح وليس بالحرف.
واستخدم أيضًا أسلوب القدوة الصالحة. وبهذا ترك لنا مثالًا، حتى كما سلك ذاك، ينبغي أن نسلك نحن أيضًا (1يو2: 6).
واستخدم المسيح الحب، وطول الأناة، والصبر على النفوس حتى تنضج. كما استخدم الاتضاع والهدوء والوداعة.
وأخيرًا بذل ذاته، مات عن غيره، حاملًا خطايا الكل...
فافعل ما تستطيعه من كل هذا. واشترك مع المسيح، على الأقل في أن تطلب ما قد هلك، وتقدمه للمسيح يخلصه.
وعلى الأقل قدم صلاة عن غيرك ليدخل الرب في حياته ويخلصه. والصلاة بلا شك هي عمل في إمكانك.
ولا تكن عنيفًا ولا قاسيًا في معاملة الخطاة، بل تذكر قول الرسول: "أيها الأخوة إن انسبق إنسان، فأخذ في زلة، فأصلِحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة (غل6:1).
كم استخدم الرب روح الوداعة في طلب الناس وتخليصهم...
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2015, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
amiranassar Female
x Banned x


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122390
تـاريخ التسجيـل : Dec 2014
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 14

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

amiranassar غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 06 - 2015, 02:00 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنودة الثالث

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات في قصة الميلاد لقداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث
تأملات فى أسبوع الآلام كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى العظة على الجبل كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى حياة القديس أنطونيوس كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى حياة داود النبى كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 08:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024