رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- الموقع والخدمة اللذان ليسا لكَ... لأنَّهُما قد يؤذيانك ويؤذيان من هُم معك !!! 2 - الشيء الإضافي... لأنَّهُ سيُعفِّن ويُنتن !!! 3 - الأمر في غير وقته... لأنَّهُ سيُحبطك ويجلب لكَ الجراح الكثيرة !!! وسنتناول هذه المواضيع الثلاثة الواحد تلوَ الآخر، لمدة ثلاثة أسابيع. فتعالَ اليوم، نتأمل معًا بنتائج طموح بعد الأشخاص في الكتاب المقدس، إلى مواقع وخدمات ليست لهم من الرب.. ونترك الحرية للروح القدس أن يُكلِّم كل واحد منا بما يراه مناسبًا.. القصة الأولى: " وتكلَّمت مريم وهرون على موسى... فقالا هل كلَّم الرب موسى وحده، ألم يُكلمنا نحن أيضًا؟... فحميَ غضب الرب عليهما ومضى، فلمَّا ٱرتفعت السحابة عن الخيمة إذا مريم برصاء كالثلج " (عدد 12 : 1 – 8). نادرون هم.. كحبات الإلماس هم.. الذين يأخذون موقعهم وخدمتهم من يد الرب، وليسَ من كلام وحماس من هم حولهم.. أو من رؤيتهم الخاصة للأمور.. ظانِّين أن الموقع هوَ مُجرَّد ٱمتياز دون مسؤولية.. ليسَ المستوى العلمي والخبرة هما المعيار، فقد كان أغلب التلاميذ أُميين.. وليسَ النسب والعائلات هما المقياس.. بل دعوة الله ومسحته ورؤيته للأمور التي لا تُخطىء.. أوصى الرسول بولس أهل أفسس، أن لا يرتئي أحد منهم أكثر مما وهبه الرب من نعمة، وقالَ لهم أن البعض أُعطيَ لهم أن يكونوا رسلاً، والبعض الآخر أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين، وتابع ليقول لهم، أنهُ لو قام كل واحد منهم بعمله الخـاص الـذي وهبـه إيـاه الـرب، لنمـى الجسـد كلـه، وبلـغ ملء قامة المسيح (أفسس 4 : 7 – 16)، ولكن للأسف فهذا ما لا نفعلهُ !!! لست أعلم لماذا أرادني الرب، أن أُشارك هذه الرسالة في هذا التوقيت، لكنني بكل بساطة، أطعت ما أحسست به، والباقي أتركه للروح القدس، لكي يوصل ما يريد أن يوصلهُ لكل واحد منَّا.. غالبًا ما نرى أنفسنا غير راضين عن موقعنا وخدمتنا، ولسان حالنا: " نريد أكثر.. نريد خدمة مؤثرة.. نريد خدمة تربح الآلاف.. نريد مواقع تؤهلنا أن نكون مؤثرين أكثر.. نريد أن تُدار الأمور بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تُدار بها الآن.. لدينا خطط كبيرة وممتازة، وبكل تأكيد ستوصلنا إلى نتائج أفضل.. آه.. لو كنتُ في موقع القيادة لفعلت كل هذا !!! ". في الظاهر، تبدو هذه الطلبات روحية ومحقة.. وأنا لا أريد أن يفهم أحد، أن مطالبة الرب بالثمر الكثير والنتائج الكبيرة هوَ شيء سيء.. لكنني أريد أن أدخل معكم إلى أعماق وجوهر هذه الطلبات، التي يريد الروح القدس أن يكشفها لنا في هذا الصباح.. لأنَّ الكلمة تقول أن القلب أخدع من كل شيء.. وقد تكون قلوبنا تخدعنا من خلال المناداة بهذه الشعارات، التي تبدو حسنة المظهر، لكنها قد تُخفي في داخلها دوافع ودوافع ليست حسنة.. ونحن قد ٱنخدعنا فيها.. لكن الرب لا يخدعهُ شيء.. ولهذا جاء برسالته لنا لكي ينبهنا.. يحمينا.. يباركنا.. يستخدمنا كلٌ في الموقع الذي يريده هوَ لنا.. على مقدار ما قَسَمَ لنا من وزنات ومواهب.. حتى نقوم بالعمل الذي لنا.. فينمو الجسد إلى ملء قامة المسيح !!! هل كلَّم الرب موسى وحده، ألم يُكلمنا نحن أيضًا؟ هل كلَّم الرب " فلان " أو " الراعي " أو " القائد الفلاني" وحده، ألم يُكلمنا نحن أيضًا؟ عبارات نُطلقها أحيانًا كثيرة.. عندما لا تسير الأمور كما نريدها نحن.. قد لا نُطلقها في العلن.. لكن في أعماق نفوسنا.. لكن الله يسمعها.. والنتيجة قد تكون مماثلة للنتيجة التي حصدتها مريم " البرص "، برص روحي، يجعل وزناتنا ومواهبنا التي نلناها من الرب، تهترىء وتُصبح عديمة الفائدة، لأنَّ أعيننا على مواقع وخدمات ليست لنا في الوقت الراهن، أو ليست لنا بصورة دائمة، لأنَّ الرب لم يَدْعُنَا لها، بل ٱختار لنا بحكمته الفائقة، مواقع وخدمات أُخرى !!! القصة الثانية: " وأخذَ قورح بن يصهار بن قهات بن لاوي وداثان وأبيرام ٱبنا اليآب وأون بن فالت بنو رأوبين، يُقاومون موسى، مع أُناس من بني إسرائيل مئتين وخمسين رؤساء الجماعة ذوي المكانة... فاجتمعوا على موسى وهرون وقالوا لهما كفاكما، إنَّ كل الجماعة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب، فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب... فلما سمع موسى سقط على وجهه... وقال موسى لقورح ٱسمعوا يا بني لاوي، أقليلٌ عليكم أنَّ إله إسرائيل أفرزكم من جماعة إسرائيل ليقرّبكم إليه، لكي تعملوا خدمة مسكن الرب وتقفوا قدام الجماعة لخدمتها، فقرّبك وجميع إخوتك بني لاوي معك، وتطلبون أيضًا كهنوتًا؟ ... فلمَّا فرغ من التكلم بكل هذا الكلام ٱنشقت الأرض التي تحتهم، وفتحت الأرض فاها، وٱبتلعتهم وبيوتهم وكل من كان لقورح مع كل الأموال " (عدد 16 : 1 – 32). لاحظ معي، كيفَ يُركِّز الروح القدس على كتابة عبارة "رؤساء الجماعة ذوي المكانة" لكي ينبهنا أن المكانة والمركز، وربما المستوى العلمي أو الاجتماعي أو الخبرة الواسعة قد يجعلوننا نُطالب بمواقع وخدمات معينة في وسط كنائسنا، لكنها ليست من الله، ليست دعوتنا، وقد نتستَّر كما تستَّروا هم، إذ غلَّفوا طلبهم هذا بقالب روحي قائليـن لموسى: " إنَّ كل الجماعة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب " فلماذا يا موسى تمنعنا أن نقدم البخور أمام الرب؟ فيجيبهم موسى قائلاً: " أقليلٌ عليكم أنَّ إله إسرائيل أفرزكم من جماعة إسرائيل ليقرّبكم إليه، لكي تعملوا خدمة مسكن الرب وتقفوا قدام الجماعة لخدمتها، فقرّبك وجميع إخوتك بني لاوي معك، وتطلبون أيضًا كهنوتًا؟ لقد أعطاكم الرب موقعًا وخدمةً، فلماذا عيونكم على مواقع غيركم؟ لكنهم لم يأبهوا، لم يقوموا بعملهم الخاص لكي تنموا الجماعة إلى ملء قامة الرب، بل كانت عيونهم على مواقع ليست لهم من الرب.. والنتيجة كانت مؤذية للغاية.. فتحت الأرض فاها وٱبتلعتهم.. وبلغة اليوم خسارة لكل شيء.. حتى للوزنات وللخدمة التي بين أيدينا !!! لماذا فلان هوَ الراعي؟ لماذا فلان هوَ شيخ؟ لماذا فلان هوَ قائد تسبيح؟ لماذا فلان هو واعظ؟ لماذا فلان هو قائد فريق التبشير؟ لماذا فلان يُعلِّم في مدرسة الأحد؟ لماذا فلان يُكلَّف برعاية الآخرين؟ ألست أنا مؤهلاً للقيام بأمور كثيرة كهذه؟ فلماذا إذًا لا أُعطى موقعًا مماثلاً، ولماذا كُلفت أنا بهذه الخدمة وليسَ بغيرها؟ وبلغة أخرى.. نفس كلام مريم وهرون وقورح وجماعته: هل كلَّم الرب موسى وحده، ألم يُكلمنا نحن أيضًا؟ " إنَّ كل الجماعة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب ". القصة الثالثة: " ولمَّا رأى الشعب أنَّ موسى أبطأَ في النزول من الجبل، ٱجتمع الشعب على هرون، وقالوا له: قُم إصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأنَّ هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر، لا نعلم ماذا أصابه، فقالَ لهم هرون: ٱنزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها... فأخذَ ذلك من أيديهم وصوّره بالإزميل وصنعه عجلاً مسبوكًا... (وعندما رجعَ موسى)، أخذَ العجل الذي صنعوا وأحرقهُ بالنار... وقال موسى لهرون: ماذا صنع بكَ هذا الشعب حتى جلبت عليه خطية عظيمة؟ فقالَ هرون: لا يحم غضب سيدي، أنت تعرف الشعب أنه في شر، فقالوا لي إصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأنَّ هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر، لا نعلم ماذا أصابه، فقلت لهم من له ذهب فلينزعه ويعطيني، فطرحته في النار فخرج هذا العجل، ولمَّا رأى موسى الشعب أنَّه مُعرَّى، لأنَّ هرون قد عرّاه للهزء بين مُقاوميه... " (خروج 32 : 1 – 25). ما أخطرها.. ما أخطرها.. ما أخطر أن يجتمع عليك أشخاص ليمدحوك، ويُثنوا على مؤهلاتك التي يرونها، ويحثُوك على أخذ مواقع ليست من الرب لكَ.. كن حذرًا.. كن حذرًا.. كن حذرًا ! لقد كان لهرون موقعًا محددًا من الله.. وخدمة مُحددة.. ومهمة محددة.. وهيَ مساعدة موسى، وعندما تخطاها حصلَ ما نقرأهُ معًا: - استبدال الله بعجل من ذهب.. - خسارة الذهب من بين يدي الشعب، والذي يرمز إلى المجد. - وأخيرًا شعب معرَّى.. لأنَّ هرون عرَّاه.. أخذَ موقعًا ودورًا ليسا له.. فعرَّى الشعب.. وعندما سألهُ موسى عن السبب، نكرَ ذنبهُ متهمًا الشعب أنهم أشرار، ومـع أنـهُ صنع العجـل بدقـة متناهية " وصوَّرهُ بالإزميل وصنعهُ عجلاً مسبوكًا "، قالَ لموسى: " طرحت الذهب في النار فخرج هذا العجل ". تجمَّع الشعب حوله.. القائد يتأخَّر.. بطيء في قيادتنا.. الأمور لا تسير كما ينبغي.. هناك طرق أفضل.. هناك خطط أفضل.. أُنظر من حولنا، فنحن نسمع عن خدمات نارية ثمارها كبيرة.. ليسَ هكذا تُدار الأمور.. فهل كلَّم الرب فلان وحده، ألم يُكلمنا نحن أيضًا؟ كما " إنَّ كل الجماعة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب ".. كن أنتَ القائد.. لديك المؤهلات الكافية ونحن نؤكد هذا... هاتوا لي ذهبكم.. هاتوا دعمكم وتأييدكم.. قولوا على مسامع الجميع أنني أستحق هذا الموقع... لكــــن... تأكد أن النتيجة ستكون عجلاً من ذهب.. مصيره النار.. وشعب مُعرَّى.. ليست القيادة ٱمتيازًا بل مسؤولية كبيرة، قد يكون ثمنها مكلفًا للغاية.. وقد لا تكون مؤهلاً بعد لدفعه.. هذا إذا أردتَ أن تكون قائدًا مشابهًا للرب بالتمام.. ولعلَّ ما قالهُ الرب ليوحنا ويعقوب قد يوضح الصورة أكثر، فلنقرأ معًا: " فقالا له أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك، فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان، أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا " (مرقس 10 : 38). مرارًا كثيرة نطلب الكأس، مـن أجـل بريقهـا ولونها الذهبي، لكننا نتهرَّب من شرب ما في داخلها، ومرارًا كثيرة نريد من نحن " في المسيح " وما لنا من حقوق وٱمتيازات فيه، ولا نريد من نحن " لأجل المسيح " وما ينبغي أن نُقاسي من أجل ٱسمه وخدمته !! ثانيةً أقولها.. لستُ أعلم لماذا هذه الرسالة.. ولماذا في هذا التوقيت.. لكنني أعلم أنَّ الروح القدس يعرف لماذا.. ولهذا سيجعلك تعرف لماذا.. لكن عندما تعرف.. تواضع تحت يد الله القادرة.. وتراجع عن مواقع وخدمات ليست لكَ منهُ.. تراجع عن توجيه النقد واللوم لمن هم في مواقع.. وخذ موقعك وخدمتك اللتين لكَ من الله.. ليباركك فيهما.. فتقوم بعملك الخاص بكَ فينمو الجسد إلى ملء قامة المسيح.. ولا تخف أن لا تعرف ما هو الموقع وما هي الخدمة التي يريد الله أن تكون فيهما. لأنَّه قال " خرافي تعرف صوتي ". كُن هرون الذي يدعم ويساعد ويبارك ويصلي ويتشفع ويدافع و... عن موسى الذي أقامه الله عليك ومن أجلك... ولا تكن هرون الذي ٱشتهى موقع موسى وأغرتهُ كلمات الشعب، فنزعَ عنهم الذهب وصنع لهم عجلاً كانَ مصيرهُ النار.. ومصير الشعب العُري.. في موقعة من الكتاب المقدس، وعندما ضعف موسى وتعبت يداه.. هبَّ هرون وجلسَ إلى جانبهِ رافعًا يديه.. وفي موقعة أُخرى عندما تأخَّر موسى.. هبَّ هرون ليأخذ موقعه.. فصنع عجلاً من ذهب وعرَّى الشعب.. فأيّ موقع تختار؟ وٱعلم أنَّ لكل ٱختيار نتائجهُ !!! لكلٍّ منَّا موسى يقوده.. إن كانَ في البيت أو في العمل أو في الكنيسة والخدمة أو في دائرة أخرى.. فتعلَّم كيفَ تخضع لهُ وتساعده بدلاً من أن تقاومه وتعطله !!! الجزء الثاني 1 - الموقع والخدمة اللذان ليسا لكَ... لأنَّهُما قد يؤذيانك ويؤذيان من هُم معك !!! 2 - الشيء الإضافي... لأنَّهُ سيُعفِّن ويُنتن !!! 3 - الأمر في غير وقته... لأنَّهُ سيُحبطك ويجلب لكَ الجراح الكثيرة !!! ولمّا كنَّا قد تناولنا في تأملنا الأسبوع الماضي، موضوع الموقع والخدمة اللذان ليسا لكَ من الله، سنتناول في تأملنا لهذا اليوم، موضـوع " الشيء الإضافي... لأنَّهُ سيُعفِّن ويُنتن " ويُمكننا الإضافة، لكي نستفيد أكثر من معالجة هذا الموضوع، أنَّ الشيء الإضافي عن خطة الرب أو مشيئة الرب أو قصد الرب أو عطاءات الرب لنا، قد يُصبح مصدرًا آخرًا، عوضًا عن الرب، وهنا تكمن الخطورة !!! " فقال الرب لموسى: ها أنا أُمطرُ لكم خبزًا من السماء، فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها، لكي أمتحنهم، أيسلكون في ناموسي أم لا... فكانَ في المساء، أنَّ السلوى صعدت وغطَّت المحلَّة، وفي الصباح كان سقيط الندى حوالي المحلَّة، ولمَّا ٱرتفعَ سقيط الندى، إذا على وجه البرية شيء دقيق مثل قشور دقيق، كالجليد على الأرض، فلمَّا رأى بنو إسرائيل، قالوا بعضهم لبعض: من هوَ؟ لأنهم لم يعرفوا ما هوَ، فقالَ لهم موسى: هوَ الخبز الذي أعطاكم الرب لتأكلوا، هذا هوَ الشيء، الذي أمرَ به الرب، ٱلتقطوا منهُ كل واحد على حسب أكله، عمرًا للرأس، على عدد نفوسكم تأخذون، كل واحد للذين في خيمته، ففعلَ بنو إسرائيل هكذا، والتقطوا بينَ مُكثِّر ومُقلِّل، ولمَّا كالوا بالعمر، لم يفضل المكثر والمقلل لم ينقص، كانوا قد التقطوا كل واحد على حسب أكله، وقالَ لهم موسى: لا يُبقي أحد منهُ إلى الصباح، لكنَّهم لم يسمعوا لموسى، بل أبقى منه أُناس إلى الصباح، فتولَّد فيه دود وأنتن، فسخط عليهم موسى ". (خروج 16 : 4 – 20). أوصى الرب شعبهُ أن يلتقطوا المن النازل من السماء، كلٌ وفقَ حاجته، وليوم واحد فقط، ولا يُبقي أحد منهُ إلى الصباح، وكانَ يريد ٱمتحانهم كما تقول الكلمة، لكي يعرف هل سيسلكوا في وصاياه؟ هل يثقوا فيه وحده؟ وهل يثقوا أنهُ كما منحهم الخبز اليوم، سيمنحهم إياه في الغد أيضًا؟ وهل يعتبرونهُ المصدر الوحيد لكل ما يحتاجونه؟ لكنَّ الشعب خذلَ الرب، ولم يثقوا فيه.. لم يسلكوا في ما أوصاهم.. بل التقطوا أكثر من حاجتهم، وأبقوا منهُ إلى الصباح.. وماذا كانت النتيجة؟ تولَّد في المنّ دودًا.. ثمَّ أنتنَ وعفَّن !!! لماذا تخطَّى الشعب وصية الرب لهم، ولم يثقوا فيه؟ ولماذا نفعل نحن اليوم الأمر نفسه؟ ببساطة مُطلقة.. لأننا سلالة آدم وحواء.. سلالة من سمعا كلام الحيَّة الماكرة، كلام إبليس.. " لن تموتا.. بل ستنفتح أعينكما، وتكونان كالله، عارفين الخير والشر " (تكوين 3 : 5). قال الله لآدم: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً... لكن شجرة معرفة الخير والشر، لا تمسَّها.. وهوَ ٱمتحان مماثل لامتحان شعبه مع قصة المنّ، لكي يعرف هل يسلك آدم في وصاياه.. وهل يثق فيه.. ولم يكتفِ آدم وحواء بجميع.. جميع.. جميع شجر الجنة.. بل أرادا أكثر.. حتى ولو شجرة واحدة إضافية بعد.. لم يثقا أن الله يحبهما محبة غير مشروطة، كافية لكي يثقا فيه اليوم والغد وبعد الغد.. نريد أكثر.. نريد الشجرة المهمة.. نريد أن نصبح مثل الله.. نعرف.. نُميِّز الأمور من تلقاء أنفسنا.. نعرف أن ندير أمورنا بطريقة أفضل.. نريد ضمانات ملموسة لكي نضمن الغد.. وليس مجرد ٱتكال على الله.. وجميعنا يعرف النتيجة.. سقوط مريع !!! إنَّ ما نقوم بهِ، ليس مجرد حاجة للأكثر.. بل ذلكَ يُخفي وراءه أمورًا أخطر.. سنفضحها معًا في هذا الصباح، لكي نتعلَّم الدرس.. لنُكمل معًا، حتى تكتمل الصورة، ويتوضَّح المعنى الدقيق، لما أراد الرب أن يعلمنا إياه اليوم.. تُخبرنا كلمة الله في سفر الخروج، والإصحاح الثاني عشر، قصة ذبيحة الفصح، الذي أوصى الله شعبه فيها، عشيَّة خروجهم من أرض مصر.. وسأورد لكم الآيات التي نحتاجها لإكمال المشهد.. قالَ الرب لموسى وهرون: " كلّما كل جماعة إسرائيل قائلين: في العاشر من هذا الشهر، يأخذون لهم كل واحد شاة، بحسب بيوت الآباء شاة للبيت، وإن كان البيت صغيرًا عن أن يكون كفوًا لشاة، يأخذ هوَ وجاره القريب من بيته، بحسب عدد النفوس، كل واحد على حسب أكله تحسبون للشاة... ويأكلون اللحم تلك الليلة مشويًا بالنار مع فطير... ولا تُبقوا منه إلى الصباح، والباقي منه إلى الصباح تحرقونه بالنار " (خروج 12 : 3 – 10). العبارات نفسها تتكرَّر.. كل واحد على حسب أكله.. بحسب عدد النفوس تأخذون.. لا تُبقوا منهُ إلى الصباح.. والهدف واحد لا تطلبوا أكثر من حاجتكم.. يُمكننا أن نُدرج تحت خانة الأسباب التي تدفعنا إلى طلب المزيد.. إلى العادة المتأصلة فينا، أُريد اكثر.. أُريد ما يفيض عن حاجة كل يوم بيومه.. أسبابًا كثيرة.. كما يُمكننا أن نُدرج تحت الأسباب التي دفعت بالله لكي يوصينا، أن لا نطلب أكثر من حاجة كل يوم بيومه، أسبابًا كثيرة أيضًا.. ربما لكي يحمينا من الطمع.. ربما لكي تكون لنا شركة يومية معهُ، يسمع أصواتنا ونسمع صوته.. وربما أمورًا أخرى أيضًا.. وكلها حقيقية.. لكنني اليوم أُريد أن أُركِّز نظرك على الشيء الأهم، والذي قادني الروح القدس أن أشاركك فيه.. تعال معي إلى العهد الجديد، لكي نرى معًا، إلى ما كان يرمز إليه المنّ وحمل الفصح في العهد القديم.. " آباؤكم أكلـوا المنَّ فـي البرية وماتـوا، هـذا هـوَ الخبـز النـازل مـن السمـاء، لكـي يأكل منه الإنسان ولا يموت، أنا هوَ الخبز الحي الذي نزل من السماء... " (يوحنا 6 : 49 – 51). " إذًا نقّوا منكـم الخميـرة العتيقـة، لكـي تكونـوا عجينًا جديدًا، كمـا أنتـم فطيـر، لأنَّ فصحنـا أيضًا المسيـح، قد ذُبحَ لأجلنا ". (1 كورنثوس 5 : 7). نقّوا منكم الخميرة العتيقة.. نقّوا منكم خميرة آدم وحواء.. خميرة، نريد أكثر.. نريد أن نعرف أكثر.. نريد مواهب أكثر وأكبر.. نريد حكمة أكثر.. نريد أموال أكثر.. نريد مواقع أكبر.. نريد أن نجمع كمية أكبر من المنّ.. نريد عدد أكبر من الخرفان.. نريد أن نُبقي من المنّ ومن الخراف لصباح اليوم التالي.. نريد ضمانات ملموسة.. نريد أن نضمن الغد.. غدنا وغد أولادنا وغد خدمتنا.. والنتيجة واحدة.. عفن.. دود.. وهريان، لما نتكل عليه من صنعنا وحكمتنا وأفكارنا و... لماذا؟ لأنَّ المنّ وكما قرأنا في العهد الجديد.. يرمز إلى واحد.. ولأنَّ ذبيحة الفصح وكما قرأنا في العهد الجديد.. ترمز إلى واحد.. واحد فقط نحتاجه.. وليسَ أكثر.. الرب يسوع المسيح.. وكل ما نطلبهُ زيادة عن الرب يسوع المسيح، لن يكون مصيرهُ، سوى العفن والهريان !!! ولهذا كانت وصايا الله لنا حازمة.. لا منّ أكثر من اليوم الواحد... لا أعداد من الخرفان أكثر من اليوم الواحد.. لأنَّ الاتكال ليسَ عليهما.. بل إلى ما يرمزان.. الاتكال على الرب يسوع المسيح فقط.. وكل ما يزيد عنهُ سيكون مصيره العفن والدود والهريان.. لا نريد معرفة منعزلة عن ما يعطينا هوَ.. لا نريد شجرة معرفة الخير والشر.. لا نريد استقلالية عن الله.. من خلاله فقط نريد المعرفة والحكمة والبر والقداسة والفداء ... " ومنـهُ أنتـم بالمسيـح يسـوع، الـذي صـارَ لنـا حكمةً من الله، وبرًّا وقداسةً وفداءً " (1 كورنثوس 1 : 30)، تـوكَّل علـى الـرب بكـل قلبـك، وعلى فهمك لا تعتمد (أمثال 3:5)، على شجرة معرفة الخير والشر لا تعتمد، بل ٱسمعهُ معي يقول لكَ، لا تهتموا للغد، لأنهُ هوَ الغد، في يديه أيامك وآجالك، فلماذا تهتم وتقلق، وتريد أن تعرف أكثر، وتجمع أكثر، لتكن سيرتكم خالية من محبة المال، كونوا مكتفين بمـا عندكـم لأنـه قال: لا أُهملك ولا أتركك (عبرانيين 13 : 5)، نعم كن مكتفي بما عندك، لأنَّ الذي عندك ليس ما تمتلكهُ من أي شيء، بل الذي عندك، هوَ الرب يسوع المسيح بنفسه، والذي لن يُهملك ولن يتركك. لا معرفة مستقلة.. بل اتصال بمصدر المعرفة الحقيقي. لا أموال مستقلة تتكل عليها.. بل اتصال بمصدر الغنى والوفرة والبحبوحة الحقيقي. لا مواهب مستقلة.. بل اتصال بمصدر المواهب الحقيقي. لا تقل أعطني لكي أُشبع الجموع من حولي.. فَهُمْ كُثُرْ.. وما أمتلكه قليل لا يكفيهم.. بل ضع بين يديه ما عندك من سمك وخبز قليل، لكي يباركها هوَ وحده، فتشبع كل الجموع ويفيض عنهم.. لا يكن ٱتكالك على ما تجمع من كنوز، إن كانت في دائرة المال أو المواهب أو المعرفة أو القرارت المعتمدة على الحكمة البشرية.. لأنها ستكون كنزك الذي تتكل عليه، وكأنك تستبدل الكنز الحقيقي، الرب يسوع المسيح، وسيتعلق قلبك بها، عوضًا عن تعلقك بالرب، لأنَّ الكلمة تقول: " حيثُ يكون كنزكم، هناك يكون قلبكم أيضًا " (لوقا 12 : 34)، فليكن كنزك الرب يسوع المسيح فقط، لكي يكون قلبك هناك، عندهُ وحدهُ فقط، ودائمًا تذكَّر أنهُ ينبغي أن نكون أوانٍ خزفية تحمل بداخلها الكنز الحقيقي، الرب يسوع المسيح: " ولكن لنا هذا الكنز، في أوانٍ خزفية، ليكون فضل القوة لله لا منَّا " (2 كورنثوس 4 : 7). وينبغي أن نكون أوانٍ شفافة، لكي تُظهر هذا الكنز، ولا تُخفيه مُظهرةً كنوزًا مزيَّفة من صنعنا، ومن صنع الخميرة العتيقة، خميرة شجرة معرفة الخير والشر، بل لنعيِّد ذكرى فصحنا الرب يسوع المسيح، ليسَ بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الإخلاص والحق (1 كورنثوس 5 : 8)، فطير من صنع شجرة الحياة فقط. وليَكُنْ لسان حالنا: الثالث 1 - الموقع والخدمة اللذان ليسا لكَ... لأنَّهُما قد يؤذيانك ويؤذيان من هُم معك !!! 2 - الشيء الإضافي... لأنَّهُ سيُعفِّن ويُنتن !!! 3 - الأمر في غير وقته... لأنَّهُ سيُحبطك ويجلب لكَ الجراح الكثيرة !!! ولمّا كنَّا قد تناولنا في الأسبوعين الماضيين، موضوعي الموقع والخدمة اللذان ليسا لكَ من الله، والشيء الإضافي لأنهُ سيُعفِّن ويُنتن، سنتناول في تأملنا لهذا اليـوم، موضوع: " الأمر في غير وقته... لأنَّهُ سيُحبطك ويجلب لكَ الجراح الكثيرة !!! وسيؤذيك أيضًا.. وقد يأتي عليك بنتائج قاسية، وربما تكون مدمِّرة أحيانًا.. لكل شيءٍ أوانٌ، ولكل أمرٍ تحتَ السماء وقت، للولادة وقتٌ وللموت وقتٌ. للغرس وقتٌ ولقلع المغروس وقتٌ. للقتل وقتٌ وللعلاج وقتٌ، للهدم وقتٌ وللبناء وقتٌ. للبكاء وقتٌ وللضحك وقتٌ، للنوح وقتٌ وللرقص وقتٌ. لبعثرة الحجارة وقتٌ ولتكويمها وقتٌ، للمعانقة وقتٌ وللكفِّ عنها وقتٌ، للسعي وقتٌ وللخسارة وقتٌ... للحب وقتٌ وللبغضة وقتٌ، للحرب وقتٌ وللسلم وقتٌ " (جامعة 3 : 1 – 8). لكل.. لكل.. لكل أمر، تقول الكلمة وقت محدد.. وهذا ما يريدنا الرب أن نتعلمهُ: " التوقيت الصحيح " لكل شيء في مسيرتنا مع الرب. أثمان باهظة دفعها من سبقنا، نتيجة التوقيتات الخاطئة، وما زلنا ندفع نحن من جرَّاء نتائجها، ولأنَّ كل شيء كُتب، إنما كُتبَ لكي يكون لنا عبرة نستفيد منها، فلنتعلَّم معًا. وقالَ الرب لأبرام: " فأجعل منكَ أمَّة كبيرة وأُباركك وأُعظَّم ٱسمك... " (تكوين 12 : 2). وفي التوقيت الخاطىء.. قبلَ الوقت المحدد بدقة من الله: سارة تقول لأبرام " هوذا الرب قد حرمني من الولادة، فٱدخل على (جاريتي هاجر) لعلَّني أُرزق منها بنين... (ووُلِدَ اسماعيل) " (تكوين 16 : 1 – 5). حرمني من الولادة !!! هذا كانَ ٱستنتاج سارة عندما لم تلد في الوقت الذي رأتهُ هيَ مناسبًا لها.. لا لم يحرمها الله من الولادة، لكنهُ لم يكن التوقيت الذي ٱختاره الله لولادة اسحق قد حان موعده بعد. وأنتَ أيضًا لا تتسرع قائلاً: " حرمني الله من هذا أو من ذاك "، لأنَّ الله، لم ولن يحرمك، لكنَّ الموعد لم يحن ربما بعد، فٱنتظرهُ، ولا تُنجب اسماعيل. وقد تسأل لماذا لم يستجب الرب بعد؟ ولماذا لم ولم ولم... ليست هذه الـ " لماذا " سوى عدم إيمان.. وعدم ثقة.. وتذمر تجاه الله.. لأنه يحبك ويعرف الأفضل لكَ.. وليسَ المطلوب أبدًا أن نعرف كثيرًا، أو كل شيء.. بل المطلوب أن نثق كثيرًا ودومًا، وفي كل الظروف.. وجاءَ اسماعيل !!! وكلنا يعرف على المستوى البشري والتاريخي من هوَ اسماعيل، ومن انحدر من سلالته، لكنَّ الأهم من كل هذا، ما يرمز إليه اسماعيل من الناحية الروحية كما تُخبرنا كلمة الله: " لكن الذي من الجارية وُلِدَ حسب الجسد، وأمَّا الذي من الحرة فبالموعد، وكل ذلك رمز، لأنَّ هاتين هما العهدان، إحداهما من جبل سيناء الوالد للعبودية الذي هو هاجر، لأنَّ هاجر جبل سيناء في العربية، ولكنه يُقابل أورشليم الحاضرة، فإنها مستعبدة مع بنيها، وأما أورشليم العليا، التي هي أمنا جميعًا فهيَ حرة، لأنَّه مكتوب، ٱفرحي أيتها العاقر التي لم تلد، ٱهتفي وٱصرخي أيتها التي لم تتمخض، فإنَّ أولاد الموحشة أكثر من التي لها زوج، وأمَّا نحن أيها الإخوة فنظير اسحق أولاد الموعد، ولكن كما كان حينئذٍ الذي وُلِدَ حسب الجسد، يضطهد الذي حسب الروح، هكذا الآن أيضًا، لكن ماذا يقول الكتاب، أُطرد الجارية وٱبنها، لأنَّه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة، إذًا أيها الإخوة لسنا أولاد جارية، بل أولاد الحرة " (غلاطية 4 : 22 – 31). الذي من الجارية.. وُلِدَ حسب الجسد.. وبلغة أوضح وُلِدَ حسب توقيتنا نحن، ولعدم ٱنتظارنا توقيت الله.. فعندما نختار التوقيت الخاطىء، ولا ننتظر توقيت الله.. النتيجة ستكون أعمال الجسد التي رفضها الله، لأنَّ الجسد لا يستطيع أن يُرضي الله.. وما يُنتجهُ سيكون، كما كانَ اسماعيل، وسيدعى مولود العبودية.. بينما تُسمِّي الكلمة اسحق، مولود الحرة، لأنه مولود الموعد المحدد من الله. ليس العقم الوقتي الذي يختاره الله إلى حين، هو عقم سيء، بل هوَ عقم يحميك من مواليد التوقيتات الخاطئة. لأنه يقول لكَ لا تخف.. بل ٱفرحي أيتها العاقر، لأنَّه في توقيت الله، سيكون لديك أولاد كثيرين، لا يُحصوا ولا يُعدّوا... والأهم.. أنهم أحرار.. أولاد روحيين للمجد، وليسوا للعبودية !!! ولـو قرأنـا معًا صرخة " العاقر إلى حين"، فـي سفر إشعياء عندما تقول: " من أنجبَ لي هؤلاء وأنا ثكلى، وعاقر، منفية ومنبوذة؟ " (إشعياء 49 : 21)، لفهمنا أن هذا العقم الوقتي، كان في خطة الله.. ولا يعسر على الرب أمر.. وفي التوقيت المناسب، وكما يُكمل سفر إشعياء: " ها أنا أرفع يدي إلى الأمم، وأنصب رايتي إلى الشعوب، فيحملون أبناءَكِ في أحضانهم وبناتك على أكتافهم... " (إشعياء 49 : 22). ما أجمل العقم الوقتي الذي من الله.. وما أفضلهُ على ولادات كثيرة من إنتاج الجسد ! لا تخف.. ولا تفتش على الثمر.. وعلى تحقيق الوعود.. فكلمة واحدة من الرب، كافية ليرمي في أحضانك كل البركات والخيرات والمواعيد.. لكن في توقيته هوَ.. ودائمًا لخيرك.. لأنَّ الثمر في توقيتاتك، لن يكون سوى ثمر الجسد للعبودية والهلاك والنتائج التي قد تكون مؤذية.. جارحة.. مُدمِّرة.. أمَّا الثمر في توقيتات الله.. سيكون ثمر روحي نافع، ويدوم إلى الأبد. ماذا أفعل؟ أُطرد الجارية وٱبنها.. أُطرد كل ثمار جاءت من الجسد في التوقيتات الخاطئة، وتُبْ عنها.. وكما ٱفتدى الله ثمر ابراهيم وسارة الذي جاءَ وفقًا لتوقيتهما.. وسمع لإبراهيم، فباركَ اسماعيل، ولم يدعهُ يهلك في البرية، هكذا يُحوِّل الرب ما فعلته إلى خير لكَ !!! عهد الرب سيكون مع كل اسحق تأتي بهِ في وقت الله: " ولكن عهدي أُقيمهُ مع اسحق، الذي تلدهُ لكَ سارة، في هذا الوقت في السنة الآتية... فحبلت سارة وولدت لإبراهيم، ٱبنًا في شيخوخته، في الوقت الذي تكلم الله عنه " (تكوين 21:17، 2:21). فقط في الوقت الذي من الله !!! نتعلم أيضًا من بعض أحداث الكتاب المقدس: " لأنَّ الرؤيا بعـد إلى الميعاد، وفي النهاية تتكلم ولا تكذب، إن توانت فٱنتظرها، لأنَّها ستأتي أتيانًا ولا تتأخر " (حبقوق 2 : 3). إلى الميعاد.. الميعاد المحدد من الرب.. وهيَ لا تكذب.. وإن توانت فٱنتظرها لأنها تتوانى ولا تتأخر.. لاحظ معي، لا يوجد تأخير لدى الرب بل تواني.. وهذا التواني سيكون لخيرك.. ولا ينبغي أن تعرف لماذا يتوانى الرب، فليسَ المطلوب المعرفة، بل الثقة به فقط.. في الوقت المناسب تأتي أتيانًا وعوده وبركاته وخيراتهُ... والآن ماذا عن حبيب قلب الله.. داود النبي؟ " وكان عند تمام السنة في وقت خروج الملوك للحرب، أنَّ داود أرسلَ يوآب وعبيده معه، وجميع إسرائيل، فأخربوا بني عمون وحاصروا ربّة. وأمَّا داود فأقام في أورشليم، وكانَ في وقت المساء أنَّ داود قام عن سريره وتمشَّى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحمّ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا، فأرسلَ داود وسأل عن المرأة، فقالَ واحد: أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثّي، فأرسلِ داود رسلاٍ وأخذها، فدخلت إليه فٱضطجعَ معها وهي مطهّرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها " (2 صموئيل 11: 1 – 4). وباقي القصة، أنَّ المرأة حبلت، ممَّا دفعَ بداود إلى قتل زوجها، وعندما ولدت، مات الصبي !!! هذا يُعيدنا إلى النص الذي بدأنا تأملنا فيه: " للحرب وقتٌ، وللسلم وقتٌ ". فإن لم تعرف توقيتات الله، وتقوم في كل وقت ما ينبغي أن تقوم فيه.. لن تكون النتائج أفضل من النتائج التي حصل عليها داود " زنا، قتل، موت للصبي، وقد دفعَ داود ثمن ذلكَ غاليًا فيما بعد ". والتوقيت ليسَ ما تراه بعين العقل والحكمة البشرية.. أو المنطق، أو المشاعر.. بل قيادة الروح القدس: " أمـا تقولـون أنَّهُ يكـون أربعـة أشهر ثم يأتي الحصاد، ها أنا أقول لكم ٱرفعوا أعينكم، وٱنظروا الحقول إنها قد ٱبيضَّت للحصاد " (يوحنا 4 : 35). توقيتكم يقول: أن الحصاد بعد أربعة أشهر ... أمَّا توقيتي أنا: الحصاد.. الآن.. لا ما تراه أعينكم، وما يقوله المنطق، بل ما أقوله أنا.. ولكي تعرفوا التوقيت الصحيح.. قالَ لهم: " ٱرفعوا أعينكم "، نعم ٱرفعوها عن رؤيتكم للأمور، ٱرفعوها إلى السماء، إلى الروح القدس، ليُحدد لكم التوقيت الصحيح.. فتحصدوا في الوقت المناسب.. وتأتوا بالثمر الكثير، لأنَّه: " للغرس وقتٌ ولقلع المغروس وقتٌ ". " ولكن، لما جاء ملء الزمان، أرسلَ الله ٱبنهُ مولودًا من امرأة... " (غلاطية 4 : 4). " مات المسيح عن العصاة في الوقت المُعيَّن " (رومية 5 : 6). في وقت الله فقط.. ستنجح الأمور وتأتي بالنتائج المرجوة. " فسألهُ سمعان بطرس: يا سيد أينَ تذهب؟ أجابه يسوع: لا تقدر أن تتبعني الآن حيثُ أذهب، ولكنك ستتبعني فيما بعد. فعادَ بطرس يسأل: يا سيد، لماذا لا أقدر أن أتبعـك الآن؟ إنِّي أبذلُ حياتـي عنـك، أجابـه يسـوع: أتبذل حياتك عوضًا عنِّي؟ الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ: لا يصيح الديك حتَّى تكون قد أنكرتني ثلاث مرات " (يوحنا 13 : 36 – 38). أيضًا التوقيت.. لم يقل الرب لهُ، لا تستطيع أن تتبعني.. بل لا تستطيع أن تتبعني الآن! لكن بطرس لم يثق في كلام الرب وتوقيتاته.. بل أصرَّ على المضي في التوقيت الخاطىء.. الآن.. والنتيجة.. نكران الرب ثلاث مرَّات.. بكاء مرّ.. وجراح سببها بطرس لنفسه.. لقد عادَ بطرس وتبع الرب كما كانَ يرغب.. والتاريخ يُخبرنا أن بطرس مات صلبًا من أجل الرب.. مات من أجله كما كانَ يرغب، لكن في الوقت المناسب الذي عيَّنهُ الرب !!! لقد ٱقتنعت بكل ما قرأته، لقد لمست قلبي كلمات هذا التأمل، لكن كيف لي أن أعرف التوقيت؟ الروح القدس... الروح القدس، وكما قال الرب لتلاميذه " ٱرفعوا أعينكم " إلى فوق، إلى لروح القدس، وٱطلب منهُ أن يقودك، وأن يعلمك التوقيتات المناسبة لكل.. لكل.. لكل أمر، مهما كان هذا الأمر في عينيك صغيرًا.. سلِّم للرب أمرك وهوَ يُجري.. وهيَ ليست عملية حسابية تتعلمها.. بل هي نمط حياة تعيشه طيلة مدة حياتك على هذه الأرض.. المطلوب أن تطرد هاجر وٱبنها.. تتوب عن الأمور التي صنعتها في توقيتاك الخاصة.. وتثق أنَّ الرب سيفتدي النتائج.. وتعاهدهُ من الآن وصاعدًا، أن تنتظرهُ ليقودك في كل أمر.. ويعلمك التوقيت المناسب لكل أمر.. لكل.. لكل أمر.. إضبط نفسك عندما يحاربك إبليس وجسدك لكي تقوم بالأمور بسرعة وفي غير وقتها، لأنَّ: " الرجل المفتقر لضبط النفس، مثل مدينة منهدمة لا سور لها " (أمثال 25 : 28)، أي أنها عرضة لكل ٱقتحامات العدو، ولا تنسى أنَّ ضبط النفس هوَ ثمر الروح القدس.. وهذا ما قلنا أنك تحتاجه، من أجل التوقيت المناسب، وكن متأكدًا أنَّ الرب سيقودك على الدوام |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|