|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرعة مذهلة في العرض بإنجيل مرقس
كان مار مرقس يعرف أن الرومان أهل عمل، مشغولون بالتجارة والسفر والحرب وأشغالهم المتنوعة، فدخل في موضوعه مباشرة، دون مقدمات. لم يتحدث عن انساب المسيح ولا الحوادث السابقة لمجيئه كالبشارة مثلًا أو ولادة المعمدان أو زيارة العذراء لأليصابات، أو ولادة المسيح وطفولته وإنما بدأ بعمل المسيح من أول إصحاح. وبينما بدأ مار متى إنجيله بقوله "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم"، بدأ مار مرقس إنجيله بقوله:" بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله". إن الطريق يهيئ قدام الملوك، وهذا الملك الآتي هو ابن الله، لذلك يوصف من يهيئ طريقه بأنه ملاك (1: 2) صوته صوت أسد "صارخ في البرية" (1: 3) هذا الملك الذي سيملك علي القلوب، لابد أن يعد طريقه بالتوبة (1: 4، 5). ثم تتلاحق الحوادث بسرعة.. أمام هذا الملك. المعمدان يشهد بأنه لا يستحق أن يحل سيور حذائه (1: 7) . السموات تنشق، ويشهد له الآب أنه الابن الحبيب (1:11). والشياطين نفسها تشهد انه قدوس الله (1: 24). والملائكة تخدمه، والوحوش معه في البرية (1: 13). وبينما يبدأ متى البشير في ذكر معجزات السيد المسيح الخاصة بالشفاء وإخراج الشياطين من الإصحاح الثامن في إنجيله، نري مار مرقس يبدأ مباشرة من الأصحاح الأول فيقدم المسيح كصاحب سلطان علي الكل.. يذكر سلطانه علي الشياطين يأمرها فتطيعه (1: 27)، وسلطانه علي الأمراض (1: 34)، وتعليمه بسلطان وليس كالكتبة (1: 22) كما ذكر شعبيته الكبيرة وكيف أن الناس " كانوا يأتون إليه من كل ناحية" (1: 45)، وكيف صار له تلاميذ استجابوا بسرعة لدعوته (1: 16: 20). كل هذا في الإصحاح الأول من الإنجيل، حيث وضح مار مرقس خطته. وحيث كتب في تركيز وقوة، وبتأثير عجيب. فلنبحث إذن تفاصيل هذه الأمور كله في إنجيله، الذي سار بنفس هذه السرعة والوضوح في تقديم قوة المسيح للرومان، وكيف أن مملكته أعظم من مملكتهم التي يفتخرون بها.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|