منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 02 - 2014, 04:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
روحانية الصلاة
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

ما أجمل أن يصلي الإنسان. إنه يشعر في صلاته إنه قد إنتقل من مستوي الأرضيين إلي مستوي السمائيين، لكي يشارك الملائكة في طقسهم.. إن الصلاة شرف عظيم لا نستحقه. فنحن بها ندخل في عشرة مع الله، ونذوق وننظر ما أطيب الرب. وفيها تكون أذنا الرب ملتصقة بأفواهنا.. ما هي الصلاة أذن..؟
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
1 - الصلاة في معناها البسيط هي حديث الله؟

ولكن هل هي حديث اللسان، أم هي حديث القلب؟ لاشك أنها حديث القلب. ولذلك فإن السيد المسيح وبخ الذين يصلون بشفاههم فقط، وذكرهم بقول الكتاب "هذا الشعب يكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (مر 6:7). إذن الصلاة ليست مجرد كلام، ولا مجرد محفوظات أو تلاوات.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
2- أنما الصلاة -من الناحية الروحية- اشتياق إلي الله.

وفي هذا يقول داود النبي "كما يشتاق الإيل إلي جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلي الله، إلي الإله الحي. متي أجئ وأتراءى قدام الله" (مز 42: 1،2). ويقول أيضًا " يا الله أنت إلهي، إليك أبكر. عطشت نفسي إليك" (مز 63: 1). كلما تشتاق نفسك إلي الله، وتكلمه عن شوق، تشعر أنك تكلمه من قلبك، وتستفيد من الصلاة.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
3 - لآن الصلاة ليست مجرد اشتياق، إنما اشتياق صادر عن حب.

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
فالصلاة تبدأ اولآ في القلب حبًا، ثم ترتفع إلي الذهن افكارا، ثم ينطق بها اللسان ألفاظا. هي أصلا حب. يقول فيه المرتل "محبوب هو إسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119). من محبته لله، إسم الله لاصق بعقله، لاصق بقلبه، هو طول النهار تلاوته. بل يقول له أيضا " باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما شحم ودسم" (مز 4:63).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
4 - فالصلاة هي إذن شبع روحي بالله:

كما يتغذى الجسد بالطعام، تتغذى الروح بالوجود في حضرة الله وبالحديث مع الله، وبالصلة القلبية مع الله. إن كنت تصلي ولا تشعر بشبع، فأنت في الواقع لا تصلي. كما تسري نقطة الماء في النهر إلي أن تصب في البحر الكبير وتندمج فيه، هكذا قلب الإنسان يسري في الصلاة إلي أن يتحد بقلب الله،و أول وسيلة لذلك هي الصلاة. لذلك قيل:
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
5 - ان الصلاة هي جسر ذهبي، يصل بين المخلوق والخالق.

أنها تذكرنا بسلم يعقوب الواصل بين السماء والأرض، يصعد عليه الملائكة، يوصلون الصلوات، وينزلون باستجابة الله.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
6 - قيل أن الصلاة هي عمل الملائكة، او هي أنشودة الملائكة.

تصوروا السارافيم وقوفًا أمام العرش الإلهي يقولون "قدوس قدوس قدوس" (أش 6) وترتوي بهذا نفوسهم. هذه هي الصلاة. صدقوني إن كثيرين يقولون إنهم يتحدثون إلي الله، بينما في الواقع هم لا يصلون.. لأنه حديث لا مشاعر فيه ولا عواطف، ولا صلة.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
7 - لذلك الصلاة هي صلة مع الله:

وهكذا تشعر بالوجود في الحضرة الإلهية. تشعر بوجود الله، وبوجودك مع الله، وبالصلة بينكما. البعض يظنون الصلاة مجرد ألفاظ ينتقونها وينمقونها، بينما لا توجد بينهم وبين الله صلة.أريد أن اضرب لكم مثلا. لنفرض أن أمامنا لمبات كهربائية قوية جدًا، ونجفات جميلة، وكشافات، ومع ذلك هي ليست متصلة بالتيار الكهربائي فما قيمتها إذن؟ وما فائدتها للإنارة؟! لاشيء.. كذلك في صلاتك لابد أن تشعر بهذا التيار يجري في عروقك..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
8 - تشعر بلذة في الوجود مع الله. تري الصلاة متعة روحية.

وهكذا إن بدأت الصلاة، لا توجد قدرة علي إنهائها. كلما تريد أن تختم صلاتك، لا تستطيع. بل تقول له "دعني أبقي معك فترة أخري يا رب. لا أريد أن أفارقك. لا اريد أن اقطع حديثي معك" وتتشبه بعذراء النشيد التي قالت "امسكته ولم أرخه" (نش 4:3).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
9 - هذه الصلاة هي تنقية للقلب..

مع الصلة مع الله يتطهر القلب، ويستحي الذهن أن يتقبل أية فكرة خاطئة أو يتعامل معها. يقول لنفسه "كيف أفكر في هذا الأمر، وأنا الذي كان كل فكري مع الله؟! "وهكذا تراه يصد كل فكر خاطئ يأتي إليه.. بل أن الصلاة تجعله يزهد هذا العالم وكل ما فيه. كما قال الشيخ الروحاني "إن محبة الله غربتني عن البشر والبشريات" أي جعلتني غريبا عنها، لأني صرت من وطن آخر سمائي. سئل القديس يوحنا الأسيوطي مرة "ما هي الصلاة الطاهرة؟!" فقال " هي الموت عن العالم " أي أن الإنسان الذي ينشغل قلبه مع الله بالتمام في الصلاة، يكون العالم ميتًا بالنسبة إليه. لايحيا فيه. هو يصلي والعالم لا وجود له في زمنه. لا يحس بهذه الدنيا وما فيها..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
10 - الصلاة شرف بالنسبة إلي الإنسان، وتواضع بالنسبة إلي الله:

فمن نحن التراب والرماد، حتى نتحدث إلي الله ملك الملوك ورب الأرباب؟! حقًا إن هذا شرف عظيم بالنسبة إلينا، لا نستحقه. وهو تواضع من الله إذ يتحدث إلينا. بينما قد نجد صعوبة في التحدث إلي بعض عبيده من البشر!!
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
11- الصلاة هي اخذ وليست عطاء..

إحذر من أن تفكر في وقت من الأوقات، أنك حينما تصلي، إنما تعطي الله وقتًا، وتعطيه مشاعر! ولذلك تعتذر عن الصلاة أحيانًا وتقول "ليس لدي وقت..!" كلا، بل أنت في الصلاة تأخذ من الله الكثير، تأخذ بركة، وعشرة طيبة، ومتعة روحية، وهبات لا تحصي.. وهكذا نقول لله في القداس "لست أنت محتاجًا إلي عبوديتي، بل أنا المحتاج إلي ربوبيتك".. أنا المحتاج أن أخذ منك حينما أصلي.. يريحني ويسعدني مجرد الشعور بأنني في حضرتك.. الشعور بالأمان في حضرة الله القوي والمتحنن والرحيم.. في حضرة الآب الذي يحب أولاده، ويمنحهم من قلبه ومن عطفه..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
12 - الصلاة هي أغنية نقدمها إلي الله من قلوب سعيدة به.

داود النبي حينما كان يغني مزاميره، لم يكن يصلي بالمزمار فقط.. بل أحيانًا بالعود، وبالقيثارة، والعشرة الأوتار.. وأحيانًا معه جوقة عجيبة من المغنين والموسيقيين، يستخدمون هذه الآلات الموسيقية، وأيضا البوق والصنج والصفوف والدفوف وباقي الآت العزف. الكل معًا يغنون للرب أغنية جديدة، في فرح بالرب.. كما حدث مع مريم النبية أخت موسى وهرون، إذ أخذت الدف في يديها، وخرجت وراءها النساء بدفوف ورقص، وهي تقول "رنموا للرب، فإنه قد تعظم.." (خر 15: 20،21). حقًا ما أجمل أن تكون الصلاة أغنية. يقول الرسول:
" بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب" (أف 5: 19)..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
13 - إذن فالصلاة هي وقت فرح بالرب:

وهكذا نجد غالبية صلواتنا ملحنة ومنغمة ولها موسيقاها، تغني بها للرب اغنية جديدة.
وبالمثل صلاة القداس الإلهي، هي أيضا أغنية روحية مرتلة. وكذلك صلوات الإبصلمودية وكل التسابيح. حتى قراءة المزمور والإنجيل أثناء القداس الإلهي هو أغنية نقدمها إلي الله. إنها قلوب فرحة بالرب، تقف أمامه وتغني..
لا نضرب علي أوتار عود، بقدر ما نضرب علي أوتار قلوبنا.
فالألحان عندنا هي صلاة، والصلاة هي لحن، هي أغنية. كلما نوجد في حضرة الله، تمتلئ قلوبنا فرحًا بالرب، ونغني له في كل المناسبات بكل عواطفنا.. حتى في مناسبات الحزن، نغني أيضًا في حضرة الرب بأسلوب الحزن، إنما هي عواطف مقدمة لله..
قديمًا كان كل مزمور له لحن، مثل المزامير الأخيرة التي تكون الهوسات الثاني والثالث والرابع. هذا هو العنصر العاطفي في الصلاة.
رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الصلاه المقبوله
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
ليست كل صلاة مقبولة أمام الله . فهناك صلوات رفضها ، مثل صلوات المرائين ، وصلوات قساة القلوب الذين قال لهم " حين تبسطون أيديكم ، أستر عيني عنكم ، وإن أكثرتم الصلاة ، لا أسمع . أيديكم ملآنة دماً " ( أش 1: 15 ) فما هي صفات الصلاة المقبولة إذن ؟

بحيث كل كلمة تقولها في الصلاة ، تكون فاهما لمعناها ، كل كلمة تقولها لها عمقها عندك . كل كلمة في صلاتك ، يشترك فيها اللسان مع العقل ، والقلب ، والمشاعر ، والجسد . يشترك فيها الإنسان كله . كما نقول في بعض صلواتنا " قلبي ولساني ، يسبحان القدوس " . فالصلاة ليست مجرد كلام . بل لسانك يتحدث ،وعقلك مركز في الكلام ومعانيه ، وتشترك بمشاعرك وكل قلبك ، وروحك تقود العملية كلها ...
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
جسدك يشترك بالركوع ، بالسجود ، بالخشوع ، برفع اليدين ، ورفع النظر إلي فوق . وجمع الحواس ، فلا يتشتت السمع والبصر هنا وهناك ، ولاتتشتت الحركات ، بل يكون الإنسان ثابتاً ، باحترام شديد في صلاته يعرف أمام من هو واقف . إن الشاروبيم والسارافيم وهم يقفون أمام الله ، بجناحين يغطون وجوههم ، وبجناحين يغطون أرجلهم ، من هيبة الله الذي يقفون أمامه ... فكم بالأولي نحن ... إن الأب الكاهن في صلاة الصلح في القداس ، يمسك لفافة أمام وجهه ، رمزاً لهيبة الله الذي هو يقف أمام عظمته .
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
فلا يصح أن تتكلم مع الله ، وأفكارك شاردة في موضوعات أخري . بل حاول أن تجمع أفكارك وتركزها في الصلاة . ويحسن أن تمهد لذلك بقراءة روحية أو بترتيلة أو تأمل . ولا تقف للصلاة وعقلك مشغول بشتي الموضوعات . البعض يغمض عينيه أثناء الصلاة ، حتى لا ينشغل بصره بأمور تجلب له أفكاراً . المصلي الحقيقي لا يحس بكل ما حواليه . هو مع الله فقط ، وحده ... كما أن الإنسان إذا صلي بفهم ، سيصلي حتما بتركيز وعمق . كما يقول داود " من الأعماق صرخت إليك يارب " ( مز130 : 1 ) . من عمق قلبي ، من عمق مشاعري ، من عمق احتياجي ، من عمق مشاكلي وسقطاتي أريد أن أرتفع إليك .
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
لأن الإنسان يسكب نفسه أمام الله ، انظروا إلي حنة التي صارت اماً لصموئيل النبي ، يقول الكتاب عنها إنها " صلت إلي الرب ، وبكت بكاءً ، ونذرت نذراً " وإنها كانت تتكلم في قلبها ، وشفتاها فقط تتحركان ، وصوتها لا يسمع حتى أن عالي الكاهن ظنها سكري " ( 1صم 1: 10-13 ) . بكل عواطفها كانت تصلي ، بكل حرارة ، بنفس منسكبة أمام الله ... وما أجمل ما قيل عن إيليا النبي أيضا إنه " صلي صلاة " (يع 5 : 17 ) . ماذا تعني عبارة " صلي صلاة " ؟ .. تعني أنها ليست أي كلام . بل صلاة لها عمقها ولها حرارتها ...
يصلي صلاة ، أي يصلي بالمعني العميق لهذه الكلمة
فقد يقف كاهن أمام المذبح ، وتشعر في أعماقك أنه يصلي . بينما يقول كاهن آخر نفس القطعة من القداس ، فتلحظ أنه يتلو كلاماً ولا يصلي . وقد تسمع لحناً واحداً من إثنين من المرتلين ، فتحس أن أحدهما يصلي ، أما الآخر فيقدم نغمات وألحاناً بلا روح ، بلا صلاة ... هناك إنسان يزعم انه يصلي ، ولايصل إلي السموات من صلاته شئ . بينما آخر يصلي ، فإذا واحد من الأربعة والعشرين كاهناً الذين تحدث عنهم سفر الرؤيا ، يأتي ومعه مجمرته الذهبية ، فيحمل فيها هذه الصلاة لتصعد كرائحة بخور أمام الله .. إنه صلي صلاة . بعض الملائكة في السماء يشتمون رائحة بخور زكية ، فيبحثون عن سببها ، ويكون أن ( فلاناً ) قد وقف يصلي ... الصلاة بحرارة ، قد تظهر في ألفاظ الصلاة أو في قوتها ، أو في لهجتها ، وقد تظهر في دموع تصاحب الصلاة . أما عبارة أن الإنسان يسكب نفسه في الصلاة ، فلست أجد ألفاظاً في اللغة يمكن أن تعبر عنها ... أتركها لكم لتفهموها بأنفسكم . ولكن علي الأقل أقول إن الإنسان يعصر نفسه عصراً ، ويسكبها أمام الله ...
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
فمثلاً إن صليت الصلاة الربية ، ووصلت إلي عبارة ليأت ملكوتك ، يمكن أن تدخل إلي عمق مفهوم هذا الملكوت ، كأن يملك الله علي قلوب الناس وأفكارهم ، وعلي أهدافهم ووسائلهم ...أوأن تتأمل ملكوت الله علي الأمم والشعوب والممالك إلى لاتعرفه .. أو تسرح في الملكوت الأبدي في أورشليم السمائية .. وهكذا تجد نفسك – في تأملاتك – وأنت داخل في عمق أعماق هذا الملكوت .

هناك صفات أخري كثيرة للصلاة المقبولة ، كأن تكون صلاة بحب كما سبق أن قلنا ، وكذلك صلاة بخشوع ، وصلاة بإيمان يؤمن المصلي أن الله سيستجيب صلاته ، أو علي الأقل يؤمن أن الله سيعمل ما فيه الخير له ...
1 - ينبغي أولاً أن نصلي بفهم
2 – وأيضا يشترك جسدك وتشترك حواسك في الصلاة
3 – وهكذا ينبغي أن تكون الصلاة أيضا بفكر مجتمع ، غير مشتت
4 – مثل هذه الصلاة لابد أنها تكون بحرارة
5 – تصلي أيضا بتأمل ...
6 – صفات أخري كثيرة
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

أبانا الذي

إن الصلاة الربية هي صلاة مثالية نموذجية تحمل الكثير من المعاني الروحية:

لو دخل المصلي إلي أعماقها، وأدخلها إلي أعماقه، لأمكنه أن يكتفي بها دون أية صلاة أخري. هذا إذا صلاها بفهم وتأمل وعمق. أما إذا صلاها بسرعة روتينية، ولم يشعر بروحانية الصلاة، يكون العيب في السرعة والروتينية، وليس في هذه الصلاة..
يكفي أنها تسمي الصلاة الربية، لأن الرب علمنا إياها.
ففي عظته علي الجبل التي تعتبر دستورًا للمسيحية، قال "صلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السموات.." (مت 6: 9- 13). وفي إحدى المرات سأله واحد من تلاميذه قائلًا "علمنا يا رب أن نصلي، كما علم يوحنا تلاميذه. ولاشك أن التلاميذ كانوا يصلون، ويعرفون كيف تكون الصلاة. ولكن السؤال كان يحمل معني معرفة الصلاة المثالية. فقال لهم الرب "متي صليتم فقولوا: أبانا الذي في السموات.." (لو 11: 1 4).

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
وعبارة "متي صليتم فقولوا.." جعلتنا نقول هذه الصلاة باستمرار..
بها نفتتح كل صلاة طقسية، وكل صلاة من صلوات الأجبية، وكل صلواتنا الخاصة. وبها نبدأ كل إجتماع، وبها نختمه. ولسنا نحن فقط الذين نستخدم صلاة "أبانا الذي"، بل كل كنائس العالم أيضا..
مادام الله قد علمنا هذه الصلاة، إذن فهي توافق مشيئته.
كثيرًا ما نصلي صلوات نعبر فيها عن أفكارنا ورغباتنا ومشيئتنا الخاصة، ولا ندري هل توافق مشيئة الله أم لا.. أما في الصلاة الربية، فإننا نخاطب الله بكلماته هو، بطلبات علمنا هو أن نقدمها. فهي موافقة تمامًا لمشيئته الإلهية. وهكذا نصليها ونحن مطمئنون.. وواثقون أننا لا نطلب من الله إلا ما يريد هو أن نطلبه. هذه الصلاة تشتمل علي سبع طلبات. الثلاثة الأولي خاصة بالله، والباقية خاصة بنا. وكما أنه في الوصايا العشر التي كتبها الله بإصبعه (خر 31: 18) كان اللوح الأول خاصًا بالوصايا تجاه الله، وكان اللوح الثاني خاصًا بالوصايا المتعلقة بمعاملات البشر والبشر.. ذلك لأن العلاقة بالله أهم.. وإن استطعنا أن نكون في علاقة طيبة مع الله فإننا سنكون بالتالي وبالضرورة في علاقة طيبة مع الناس. وهكذا الصلاة التي علمنا إياها: الطلبات الثلاث الأولي منها خاصة بالله: ليتقدس إسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك.. أما الطلبات الأربع الأخيرة فهي خاصة بنا: "خبزنا.. اعطنا". اغفر لنا ذنوبنا. لا تدخلنا في تجربة. نجنا من الشرير.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
تعلمنا هذه الصلاة، أن الله ينبغي أن يكون أولًا.

نحن نطلب قبل كل شيء من أجل أن يكون إسم الله مقدسًا بين الناس، وأن تكون مشيئته نافذة، وملكوته قائمًا. فهذا هو المهم. بغض النظر كانت طلباتنا أو لم تكن.. نطلب أولًا ملكوت الله وبره (مت 6: 33). إننا إن أحببنا إسم الله ومشيئته وملكوته، فلابد أن أمورنا الخاصة ستتحسن، وباقي طلباتنا تستجاب..وكل هذه تزاد لنا، حتى دون أن نطلب.. إن الله هو الأول في الوصايا العشر، والأول في الصلاة الربية. وكذلك هو الأول في الطاعة، لأنه " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29). وإن كان هناك ما يرضي الناس علي حساب طاعة الله، فالله يفضل حتى لو غضب الناس. وفي ذلك يقول الرسول " إن كنت بعد أرضي الناس، فلست عبدًا للمسيح" (غل 1: 10) هذا الذي قال " من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني.." (مت 10: 37). والله أيضاَ الأول في الحب. فقد قال " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولي والعظمي" (مت 22: 37، 38). وطبيعي إن كان الإنسان يحب الله من كل قلبه، فلابد أنه بالتالي سيحب قريبه.. نحب الله ومشيئته وملكوته،ثم بعد ذلك نطلب لأنفسنا.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
ونحن في الصلاة، نطلب من الله وليس من البشر.

فقد قال الكتاب ملعون من يتكل علي ذراع بشر (أر 17: 5). ويقول المزمور "الإتكال علي الله خير من الإتكال علي البشر. الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء (مز 117). في كل احتياجاتنا نتجه إلي الله. نرفع إليه قلوبنا قبل أيدينا: "لأن كل عطية صالحة وكل موهبة تامة، إنما هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار" (يع 1: 17). الله مصدر كل خير. هو يريد أن يعطي، وهو قادر أن يعطي وهو وحده الذي يعطي وليس البشر وفي بعض صلوات الكنيسة نكرر عبارة " من الرب نطلب".
حتى العطايا التي نأخذها من الناس، إنما نأخذها من الله عن طريقهم..
هو الأصل. هو الذي أعطاهم ما يعطونه لغيرهم. وهو الذي وضع في قلوبهم أن يعطوا.. لذلك فنحن نطلب منه كل طلباتنا كذلك فإن العطية التي نأخذها من الله، نضمن أنها سليمة وصالحة.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
ثم نقول بعد طلباتنا " بالمسيح يسوع ربنا".

ذلك لأن الرب قال لتلاميذه " كل ما طلبتموه من الآب باسمي يعطيكم. إلي الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملًا" (يو 6: 23، 24).وقال أيضًا".. لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم بإسمي" (يو 15: 16). وكرر عبارة "تطلبون بإسمي" في (يو 16: 26). فنحن لذلك نقدم كل طلباتنا بإسمه.. ونختم هذه الصلاة الربية بتمجيد لائق بالله. هذا الله المعطي، نتجه إليه كأب ونقول له: يا أبانا..
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

أبانا

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
إننا نكلم الله في هذه الصلاة ليس كملك أو خالق إنما نكلمه كأب. لقد بدأ السيد المسيح يدخل الناس في عاطفية الصلاة ومشاعر الصلاة. الإبن يكلم أباه وليس المخلوق يكلم خالقه أو العبد يكلم سيده.. نحن نكلم الله كأب ومن هنا كانت الصلاة حديثًا عاطفيًا بين إبن وأبيه في غير استجداء أو توسل.. فإذا خرجت صلواتكم عن هذا المستوي تكونون قد خرجتم عن روحانية الصلاة الربانية. لقد علمنا السيد أن نخاطب الله كأب. ونتذكر أن علاقتنا بإلله ليست علاقة عبودية. أو مجرد علاقة مخلوقات بخالقها، إنما هي علاقة أبناء بأبيهم. والله نفسه يفضل أن يدعي أبًا، ويسمينا أبناء. ونحن في صلاتنا إنما نطلب من الله، بدالة البنين.
وأبوة الله لنا معرفة منذ القدم.
فقد قيل في مقدمة قصة الطوفان " رأي الله بنات الناس أنهن حسنات" (تك 6: 2). بنات الناس من نسل قايين القاتل. أما أبناء الله فهم نسل شيث الذي أنجبه آدم بعد مقتل هابيل (تك 4: 25، 26) " حينئذ ابتدئ أن يدعي باسم الرب " أم أبناء قايين فلم يدخلوا في النسب الإلهي.. وفي سلسة أنساب السيد المسيح قيل " ابن أنوش بن آدم ابن الله" (لو 3: 38). وهذا يدل علي أن آدم دعي ابن الله.
كل مؤمن بالله، يسميه الله إبنًا (يو 1: 12).
وهكذا يوجه إليه الوصية قائلًا "يا إبني أعطني قلبك" (أم 23: 26). وفي سفر أشعياء النبي يكرر هذه العبارة فيقول لله "فإنك أنت أبونا.. أنت يا رب أبونا.." (أش 63: 16) والآن يا رب أنت أبونا.. وكلنا عمل يديك (أع 64: 8).
العجيب أنه حتى الخطاة، لا يتخلي الله عن أبوته لهم.
هكذا يقول في أول سفر أشعياء النبي " ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا علي" (أش 1: 2).أنهم بنون، علي الرغم من كونهم عصاه..! ولعل هذا يذكرنا بقول الرب " إبني هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوجد" (لو 15: 24). كان ميتًا وكان ضالًا. ومع ذلك كان لا يزال إبنًا..! وأبوة الله لنا، ركز عليها السيد المسيح كثيرًا في العهد الجديد.. وقال لنا الله " أبوكم السماوي".
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الله يعرف احتياجاتنا
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

والله كأب يعرف احتياجاتنا:

إنه يعرفها، حتى دون أن نطلب، ودون أن نصلي. وكما يقول الإنجيل المقدس "أبوكم السماوي يعرف أنكم تحتاجون إلي هذه كلها". لهذا هو يوفي كل إحتياجاتنا، غير منتظر منا أن نطلبها في الصلاة ثم يقدمها لنا. ومن أجل هذا السبب، يجب أن نرتفع عن مستوي الطلبات المادية، مركزين قلوبنا في الروحيات، لأن هذه الماديات يقدمها الله كأب دون أن نطلب. بل أنه أكثر من هذه يشرق بشمسه علي الأبرار والأشرار، ويمطر علي الصالحين والطالحين، ويشبع كل حي من رضاه، دون طلب.
إنه يوفي حاجات أولاده كجزء من عمل رعايته كأب.

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
لهذا ما كان القديسون يهتمون بأن يطلبوا شيئًا من أمثال هذه الإحتياجات إنما كانت صلواتهم هي تفرغ للتمتع بمحبة هذا الأب.. هنا ونري أمامنا حقيقة لاشك فيها، وهي:
إن أبوة الله لنا، تدل علي رأفته وحنانه.
ولهذا يقول داود النبي في المزمور "كما يترأف الأب علي البنين، هكذا يترأف الرب علي خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن" (مز 103: 13). إنه يعرف ضعفنا. ويشفق علي ضعفاتنا كأب.. وهو لا يريد لنا ذلة العبيد، إنما عواطف الأبناء نحو أبيهم. "نحبه لأنه هو أحبنا أولًا" (1يو 4: 19). إذن عبارة أب، تدل علي الحب العميق الكائن في قلب الله من نحو البشر،هو لا يريد أن يعاملهم كعبيد إنما كأبناء. وقد قال بصراحة في الإنجيل المقدس "لا أعود أسميكم عبيدًا، بل أحباء" (يو 15: 14، 15).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
نحن الأرضيين ندعوك أنت يا أبانا الذي في السموات..
من سمائك، أنظر إلينا كأولادك. علمنا طرقك وفهمنا سبلك. قدنا في الطريق الذي تراه، وامنحنا القوة علي المسير، وامنحنا صورتك يكفي أن نقف عند عبارة يا أبانا، حتى دون أن نطلب شيئًا.يكفي أن يكون لنا أب مثلك، هو خالق السماء والأرض، وهو الحب غير المحدود وغير المدرك.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
يكفي أن نقول يا أبانا وأنت تعرف الباقي أيها العارف بالخفيات والظاهرات..
كل واحد منا، هو كإبن لجأ في تعبه إلي أبيه، وألقي بنفسه في أحضانه، وقال له "يا أبي".. وأبوه يدرك تمامًا ما يحتاجه هذا الإبن، ولا يسأله كثيرًا ماذا تطلب.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الله المحب
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
أنت يا أبي ولدتني في محبتك. ولولا محبتك ما دعوتني إبنًا.
لولا محبتك التي أقامت المسكين من التراب، ورفعت البائس من المزبلة، ليجلس مع رؤساء شعبك، ومع الملائكة ورؤساء الملائكة، لولا هذه المحبة ما كنت شيئًا. هوذا القديس يوحنا الحبيب يقول "أنظروا أية محببة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله؟!" (1 يو 3: 1).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
وعندما أقول أبانا لست فقط اذكر محبتك، بل تواضعك أيضا.
كيف أن الله يتخذ له أبناء من التراب والرماد، بل من هذا المزدرى وغير الموجود (1 كو 1: 28) ليكونوا له شعبًا ويحملون إسمه..! إنك يا رب بهذا التواضع، أدخلتنا معك في أسرة واحدة فيها أب هو الله، وابناء هم البشر. وكل البشر الأتقياء هم أبناء الله. إذا ذكرت أنك إبن الله، فالمفروض أنك علي صورة الله.. فهل أنت علي صورة الله..؟ هل أنت شبيه له؟
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
المفروض في الإبن أن يكون محبًا لأبيه مطيعًا.. فهل أنت محب مطيع لله؟ هل كل من يراك يقول.. حقًا أنه إبن الله؟ هل يجد الناس فيك صورة الله وصفاته.. يجدون فيك وداعة المسيح وتواضعه وسماحته وحنوه وحكمته وعلمه..؟ هل يجدون فيك صورة المسيح الذي هو أبرع جمالًا من بني البشر؟ هل يشع وجهك بالطهر والقداسة والسلام والهدوء، تلك الصفات الإلهية الموجودة في الكتاب؟ هل أنت وسيلة تعبر بها عن الحياة المسيحية وعمقها؟ هذا هو المطلوب.. لا تظنوا أن البنوة لنا فقط. إن لها حقوقًا وعليها واجبات. فعندما تقول.. يا أبانا أنت حقا أبي.. هل يقول الله. هل أنت حقًا إبني؟
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
علي أن هذه الأبوة منه، لابد أن تقابلها مشاعر من ناحيتنا:
أنت يا رب تقدم الحب والحنو. الإنسان لابد أن يقابل الحب بالحب، ويقابل أبوتك بالهيبة والتوقير والطاعة.. ويسلك كما يليق بالدعوة التي دعي إليها (أف 4: 1).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

بنوتنا لله
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

بنوتك لله ليست مجرد إسم، إنما هي حياة..
بهذه الحياة " أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس ظاهرون" (1يو 13: 9). أتقول في الصلاة يا أبانا؟ حسنًا نقول. ولكن الإبن ينبغي أن تكون له صورة أبيه، صورته في البر والكمال.. لأنه هوذا الرسول يقول عن شرط البنوة ومؤهلها:
" إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه" (1يو 2: 29).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
فهل أنت إبن بهذا المعني؟ لا تفتخر باطلًا. فإن اليهود المفتخرين بأن إبراهيم أبوهم، قال لهم القديس يوحنا المعمدان "لا تفتكروا قائلين في أنفسكم لنا إبراهيم أبا" (مت 3: 9). ووبخهم السيد المسيح قائلًا "لو كنتم أولاد إبراهيم، لكنتم تعملون أعمال إبراهيم" (يو 8: 39). ليتك تفكر في هذا حينما تقول "يا أبانا الذي في السموات" وتضع أمامك قول الرسول:
"كل من ولد من الله لا يخطئ.. والشرير لا يمسه" (1يو 5: 18). "ولا يستطيع أن يخطئ، لأنه مولود من الله (1يو 3: 9).

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
فإن كنت تخطئ، فكيف تجرؤ أن تنسب إلي نفسك البنوة لله، وتقول له يا أبانا ؟‍! أليس من أجل هذا قال الإبن الضال لأبيه "ليست مستحقًا أن أدعي لك إبنًا" (لو 15: 21). لماذا؟ لأن المولد منك لا يخطئ. وأنا أخطات إلي السماء وقدامك " لك وحدك أخطات، والشر قدامك صنعت" (مز 50).
إنه تواضع منك يا الله أن تدعوني إبنًا..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
تواضع منك ومحبة، أن تسميني إبنًا، لأن أعمالي لا تدل علي هذا وأنت قد قلت " من ثمارهم تعرفونهم" (مت 7: 16). فماذا تصنع الشجرة التي ليس لها ثمر قدامك؟! وماذا يصنعون بها؟! إن أخشى ما أخشاه هو قول عبدك يوحنا "والآن قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة. كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا.. " لا يا رب لا أرفع فأسك قليلًا عن أصل الشجرة.. أتركها هذه السنة أيضًا.. (لو 13: 8). أعطها فرصة أخري لتصنع توبة..
صدقني يا أبي السماوي، إن أبوتك وإن كانت تشرفني كثيرًا إلا أنها تخجلني بالأكثر أمام ضميري..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
كلما أقول لك يا أبانا، أتذكر من أنا، ومن أنت الذي في السموات، فتذوب نفسي في داخلي، وتنسحق في التراب والرماد. إنني أدعوك أبًا، ولكني لا أسلك كابن لك. وأقارن نفسي بما تتطلبه هذه البنوة، من حيث مشابهة صورة الإبن لأبيه. وأقول إنه ليست لي صورتك.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
لست شبهك ومثالك كما خلقتني منذ البدء. ولست أسلك كما يليق بأولاد الله.. وأخشي أنه بسببي قد يجدف الناس علي إسمك القدوس (رو 2: 24). أتراني أتجرأ واطلب منك طلبًا جديدًا أضيفه بالضرورة إلي هذه الصلاة الربية، فأقول:
إن كنت قد سمحت أن تدعوني إبنا، فامنحني صورتك، واعطني القوة الي بها أسلك كإبن..
ألست أنت القائل " بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو 15: 5). إذن اعطني يا رب هذه القدرة التي أعمل بها عملك، بل اعطني أيضًا الإرادة التي بها اشتهي عمل الخير، وأعمله. فرسولك القديس يقول "الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (في 2: 13).. أعطني روحك القدوس الذي يعمل في ويعمل معي، وحينئذ ستراني إبنًا حقيقيًا لك..
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
كما أعطيتني إسمك، كإبن لك، أعطني أيضًا صورتك.
لست أستطيع أن أصل إليها بجهادي الخاص وحده، إنما اخذ صورتك كهبة مجانية من عندك، كما أعطيتني ذلك حين خلقتني، بهبة إلهية من عندك، دون أن أطلب، إذ لم أكن موجودًا لأطلب. وكما أعطيتني هذه الصورة الإلهية يوم معموديتي. ووقف رسولك المحبوب يغني لي أنشودته الجميلة " لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). وهكذا صرت إبنًا لك، وصورة لك، فاحفظني في هذه البنوة، وفي هذه الصورة.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الله أبونا
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

إن عبارة "أبانا الذي" هي كنز كبير.
بل هي بحر واسع. إن أردنا أن نسبح فيه، لن نصل إلي مداه.. وكل ما نستطيعه الآن هو أن نفتخر بك. نفتخر بأنه لنا أب مثلك، هو خالق السماء والأرض، وهو الحب غير المحدود وغير المدرك. أب له كل السلطان وكل الحقوق. ولكنه لا يستخدم سلطانًا كثيرًا، بقدر ما يستخدم حبه وعاطفته. علي أن عبارة "يا أبانا الذي.." توحي إلينا بمعني أخري، وهو:
إن المصلي يتكلم مع الله باسم الجماعة، وليس كفرد.

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
فيقول يا أبانا، وليس يا أبي، وهكذا كل الطلبات بنفس الأسلوب. خبزنا.. اعطنا اليوم.. اغفر لنا.. لا تدخلنا في التجارب.. نجنا من الشرير. إنه لا يطلب من الله أن يغفر له وحده، إنما يطلب من أجل الكل أن يغفر الرب للجميع. وكذلك لا يطلب فقد لأجل نفسه أن ينجيه من الشرير، إنما يقول نجنا..
هنا شعور المصلي بإنه مجرد عضو في مجموعة، يصلي عنها كلها.
كلنا أعضاء في جسد واحد، إن تألم عضو، تتألم معه باقي الأعضاء (1كو 12: 26). ليس هو إنسانًا قائمًا بذاته، منفصلًا عن باقي إخوته وإحتياجاتهم. إنما هو يحس بما يلزم الكل، ويتخاطب مع الله طالبًا أن يعطيهم ما يعطيه، ويبعد عنهم ما يبعده عنه.
إن صلاة (أبانا الذي) هي صلاة خالية من (الأنا) تذكر بمحبة موسى وبولس..
هوذا القديس بولس الرسول يقول عن إهتمامه بأخوته حسب الجسد: "إن لي حزنًا عظيمًا ووجعًا في قلبي لا ينقطع، فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح، لأجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو 9: 2-3). ما أعجب هذا أن يفضل غيره علي نفسه إلي هذا الحد.
إنه شعور من لا يريد أن يدخل الملكوت وحده.. بل مع الكل..
إنه نفس شعور موسى النبي الذي أخبره الرب بأنه سيفني الشعب المتمرد الخاطئ، ويقيم له شعبًا بدلًا منه، فيصرخ موسى متشفعًا في أولئك الخطاة ويقول للرب: "لماذا يا رب يحمي غضبك علي شعبك؟!".. والآن إن غفرت خطيتهم، والإ فامحني من كتابك الذي كتبت" (خر32: 11، 32).إن كلمة (أبانا) هنا تضيع منها الذاتية والفردية.. إنني أكلم أبانا كعضو في أسرة كبيرة، كجزء من الأسرة البشرية كلها، من الكنيسة الجامعة الرسولية، إنك لست أبًا لي وحدي بل أب العالم كله.. أب الناس الذين يعرفونك والذين لا يعرفونك.. إنك أب لي وللعاجزين والمنطرحين الذين لا يذكرهم أحد.. إنك أب لي في الكنيسة، وأب لنا كلنا وأطلب منك أن ترعي الجميع ليتقدس إسمك. هذا هو شعورنا حينما نصلي، أننا جزء لا يتجزأ من الكنيسة كلها.. في صلواتنا نذكر العالم كله.
ليس في الصلاة الربية وحدها، بل هذا أسلوبنا في كل صلواتنا..
وخاتمة كل صلاة من الأجبية هي هكذا: ارحمنا يا الله ثم ارحمنا.. قدس أرواحنا، طهر أجسامنا، قوم أفكارنا.. أحطنا بملائكتك القديسين.. كلها باسم الجميع.. وفي الثلاثة تقديسات نقول: حل واغفر واصفح لنا عن سيئاتنا.. كما نقول اذكر يا رب مرضي شعبك.. اشفهم من أجل إسمك القدوس. آباؤنا وأخوتنا الذين رقدوا، يا رب نيح نفوسهم.. وفي قانون الإيمان، لا يقول المصلي "أؤمن بل يقول: بالحقيقة نؤمن بإله واحد بأسلوب الجماعة، أقول هذا لأن كثيرين يقولون عن المسيح إنه مخلص خاص لهم، بينما هو مخلص العلم كله ناسين إخوتهم..
إن الرب في هذه الصلاة يعلمنا كيف نصلي:
وفي تعليمه لنا، نذكر هذا، نذكر الكل في صلواتنا. حقًا يا رب أنت أبي ولكنك في نفس الوقت أبو الكل معي، لذلك أخاطبك يا أبانا أنا لست أذكر فقط أني إبنك، بل أذكر بالحري إنني واحد من أبنائك ولي أخوة كثيرون، أذكرهم أمامك مثل نفسي، أو قبل نفسي.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

الصلاة الربانية وروح الجماعة

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
إن الناحية الفردية لا وجود لها في الصلاة الربانية..
إنها صلاة إنسان لا يصلي من أجل نفسه إنما عن البشرية كلها.. وهناك إنسان يسع قلبه العالم كله حتى لو كان في مغارة بالجبل كما يقول الشاعر المهجري.
خلت إني في القفر أصبحت وحدي فإذا الناس كلهم في أهابي
كم هي جميلة هذه الروح الجماعية.. اغفر لنا خطايانا.. اغفر لي ولجميع الناس والخبز الروحي لنا كلنا.. ونجنا كلنا.. أريد يا رب أن أصلي لك من أجلي، ومن أجل أصحابي وجيراني والعالم كله.. أنا لا أستطيع أن أكون بغني عن العالم. لأنه إذا تألم عضو تألمت معه كل الأعضاء. أنا يا رب أطلب إليك من أجل الكل.. لأنه ربما أتت خطيتي من خطايا للناس كلهم. وربما نفعت فضيلة إنسان العالم كله.
إنني لا أستطيع يا رب أن أفصل نفسي عن العالم ولهذا أقول.. أبانا.
فإذا وقفت في الصلاة أنسي نفسك.. ويا ليتنا ننسي أنفسنا ونفكر في الناس ولو حدث هذا فإن الله يفتكرنا دون أن نطلب.
ونحن حينما نذكر أن الله أبونا، نذكر أيضًا أن الكنيسة أمنا..
نحن لم نصر أبناء لله، إلا عن طريق أمومة الكنيسة لنا، أتقول أنك صرت إبنًا لله بالإيمان؟ الكنيسة هي التي أعطتك هذا الإيمان بالكرازة وخدمة الكلمة.أنت آمنت واعتمدت فصرت إبنًا لله، كل ذلك عن طريق الكنيسة. لذلك قال أحد القديسين: لا يستطيع أحد أن يدعو الله أبًا له، ما لم يدع الكنيسة أمًا له. الكنيسة هي أمك لأنها عروس المسيح وهكذا كل أعضائها أخوة لك. وأنت تصلي من أجلها ومن أجلهم. اطلب وقل يا أبانا. وقل بهذه المناسبة: أعطنا أن نكون أبنا حقيقيين ولا تكون البنوة مجرد لقب لنا. أعطنا أن نسلك كبنين، ولا تغضب من إن لم نسلك هكذا فأنت تعرف ضعف طبيعتنا.
إن كنت تقول: يا إبني، أعطني قلبك. فأنا أقول لك أيضًا أبي أعطني قلبك.
أعطني ما في هذا القلب من حب، ومن إشفاق ومن معونة إلهية، حينئذ ستراني إبنًا حقيقيًا لك. أنا لا أستطيع أن أعطيك شيئًا، ما لم تعطني أنت.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 02 - 2014, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,016

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث

في السموات


ما معني عبارة الذي في السموات؟

أولًا: التمييز بين هذا الآب الذي في السموات، وأبانا الذي علي الأرض. فكل منا له أب جسدي علي الأرض يطلب منه، وله أيضًا آباء روحيون.. أما هذا الذي نصلي إليه، فهو الآب الإله. الآب الذي في السموات.
في السموات وليس في السماء..
لأن هناك أكثر من سماء صعد إليها البشر.. هناك السماء الأولي التي تعبر جوها الطيور والطائرات.. وهناك سماء الفلك حيث الكواكب والنجوم والشمس والقمر. وهناك السماء التي صعد إليها إيليا وأخنوخ، والسماء الثالثة التي اختطف إليها بولس الرسول أي الفردوس. أما السموات هنا فتعني سماء السموات. فهي علو أكثر، لم يبلغه أحد من قبل، كما قال السيد المسيح " ليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء، إبن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13).
إنها سماء السموات.. (1مل 8: 27).

كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
أي لو اعتبرت كل هذه السموات أرضًا، لصارت هذه سماء لها، إنها أعلي علو، حيث عرش الله. وكما قيل " السماء هي كرسي الله، والأرض موطئ قدميه".
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
هنا نذكر علو الله وعظمته.. إن الله ليس أبا عاديا، بل هو أب السموات: فيه الحب والعاطفة والهيبة والوقار. وكملة في السموات تعطينا فكرة ارتفاع قدر هذا الأب.
إن الله في سماء السموات، وهكذا يتضح الإتضاع الكبير.. فإن أبانا الذي في السموات مع أرتفاعه العظيم هبط لنا نحن المتواضعين والله الذي في سماء السموات وخالق سماء السموات يكلم الأرضيين والترابيين..
أنت يا رب أعلي من تفكيري ومستوي ادراكي.
ومها حاولت أن أفهم علوك لا أستطيع أن أفهم العلو في جوهرك وفي وضعك المطلق.. والوضع البسيط الذي أفهمه كمخلوق بشري ترابي إدراكه ضعيف، أنك في السموات وأنك مع علوك الجبار رضيت أن تسميني إبنًا وتسمي ذاتك أبًا. لعل الإنسان يتهاون. وفيما هو يذكر محبة الله كأب، ينسي هيبته كإله. ففيما نقول في دالة يا أبانا، نعود فنخشع حينما نذكر أنه في السموات. وحينئذ تنسحق نفوسنا ونقول: من نحن الأرضيين حتى نخاطب ساكن السماء وخالق السماء، الذي حوله الملائكة ورؤساء الملائكة والشاروبيم والسارافيم والجمع غير المحصي الذي للقوات السمائية. هنا وتتضع نفوسنا، ونذكر أننا تراب ورماد، ونذكر أنه من تواضع الله سماحه بأن يستمع إلينا. أقول هذا، لأنه كثيرًا ما يحدث أن عواطف الحب والدالة التي تحملها كلمة أبانا، تنسينا عظمة الله وجلاله وهيبته. وباسم المحبة نفقد مخافة الله، ونفقد توقيرنا له، ولا تكون في صلواتنا علامات الإحترام اللائق، ولكنك بعبارة (في السموات) تقول:
أنا في الدالة التي أخاطب بها أبي، لا أنسي الهيبة التي أتحدث بها معي إلهي.
لهذا بعبارة (في السموات) نسجد وتلمس رؤوسنا الأرض، ونركع ونخشع ويكون لنا الزي الحسن اللائق بالصلاة، ونخلع أحذيتنا لأن المكان الذي نقف فيه هو موضع مقدس. وحينما نقف، يكون ذلك بغير تراخ، وبغير طياشة فكر أو طياشة الحواس، إنما بتركيز وتوقير، لننا نكلم أبًا هو في السموات. بل أن السماء ليست طاهرة قدامه. وإلي ملائكته ينسب حماقة كما يقول الكتاب (أي 4: 18).
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
أبانا الذي في السموات..

نحن فخورون أن لنا أبًا في السماء نتحدث إليه ونسعد به.. وأين في الناس أب مثل أبي وداود يقول "ليس لك شبيه في الآلهة يا رب.. يا رب من مثلك. إن أبانا هو الله غير المحدود الذي لا يحد في كمالاته وصفاته.. أبانا.. عندما أكلمك لا يمكن لقلبي أن يلم بما فيك. إنني أكلم الله الكامل في كل شيء.. القدوس وحده أكلمه في السموات.
وكلمة السموات ترفع أفكارنا من الأرض إلي فوق لكي تترك أفكارنا التراب والمادة وتصعد إلي فوق. يا أبانا الذي في السموات منذ أحببتك أحببت السموات من أجلك، وعندما بدأت أفكر في السماء من أجلك.. السماء بالنسبة لك الموطن الذي ألتقي بك فيه.. أنا لا أحب السماء إذا لم توجد فيه فلأرض أفضل منها نحن نحب السماء من أجلك. ويا ليتنا نفكر في السموات. عندما نحب السماويات تنتقي قلوبنا،وإذا أردتم أن تصلوا إلي نقاوة الفكر.. فكروا في السماء أكثر من التفكير في الأرض الذي يجلب المتاعب، أن مشكلتنا الأولي أننا لا نفكر في السماء.. نحن نفكر في التراب والجسد والناس فكروا في السماويات..
ونقول في السموات لترتفع أفكارنا فوق مستوي الأرض والأرضيات.
فمع أن الله في كل مكان، الإ أننا في الصلاة نرفع أنظارنا إلي فوق، متذكرين عظمة الله وعلوه، وأيضًا ساحبين أنفسنا من الأرضيات لكي تعلو إلي حيث الله. كما أن المنارة في الكنيسة تشير إلي أن الله فوق، وأن الذي يصل إليه لابد أن يرتفع عن المستوي الأرضي، ويظل يعلو ويعلو حتى يصل إلي الصليب فيصل إلي الله.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
وفي عبارة السموات نتذكر أيضًا مستقرنا الأبدي مع الله.
المسيح سيأتي في مجيئه الثاني علي السحاب وننظر إليه وهو فوق في السماء، كيما يخطفنا معه إلي السحاب، ونكون كل حين مع الرب (ا تس4: 17). نتذكر هذا، فنذكر أنه يجب أن نتسامي، ونعلو علي مستوي المادة والتراب والأرض، لنكون مع الرب في السماء.
ونذكر أنه ينبغي أن نسلك كأهل السماء، لنكون معه في السماء.
حيث الملائكة وأرواح القديسين، ولا نصل إلي السماء، إلا إذا سلكنا بالروح، وكنا أيضًا كالملائكة. وهناك قديسون ارتفعوا إلي هذا المستوي، وأطلق عليهم لقب ملائكة، كيوحنا المعمدان، وكآبائنا السواح والمتوحدين الذين قيل عنهم أنهم بشر سمائيون أو ملائكة أرضيون.
هؤلاء لم يعيشوا في السماء، ولكنهم حولوا الأرض إلي السماء
بحياة الروح التي عاشوها، وقيل عنهم إنهم كواكب البرية. لأن البرية صارت سماء.. والله الذي في السموات، هو أيضًا في هذه الأماكن المقدسة التي صارت سموات يسكن الله فيها.
كتاب أبانا الذي في السموات | الصلاة الربانية لقداسة البابا شنودة الثالث
الكنيسة أيضًا تشبه السماء.

ونحن نبنيها علي هذه الصورة، الأنوار التي فيها تذكرنا بنجوم السماء. والخدام الذين فيها يذكروننا بملائكة السماء. الكنيسة سماء لأنها بيت الله، وبيت الملائكة، ومسكن الله مع الناس. فالله وهو موجود في الكنائس، في بيوت العبادة، هو في السموات بهذا المعني.
ولقد دعيت العذراء سماء.
لأنها أيضًا مسكنًا لله فهي إذن سماء ثانية، سماء حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معني بحلول الله فيها. ونحن نصير سموات بمعني مبسط عن هذا بكثير، حينما نصير هياكل للروح القدس. وكما قيل في الشعر:
في سماء أنت حقًا إنما كل قلب عاش في الحب سماك.
هذه هي أيضًا سموات يسكن فيها الله، أعني القلوب النقية المملوءة من محبته.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أبانا الذي في السموات ، " الصلاة الربانية" بلغة الإشارة - مينا إبراهيم
تأملات في الصلاة الربانية - البابا شنودة الثالث
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
الغضب كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
بدع حديثة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 12:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024