رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشيطان حسود قلبه لا يستريح مطلقًا أن يرى إنسانًا ناجحًا، أو إنسانًا بارًا، فيعمل كل ما يستطيعه لإسقاط هذا وذاك. وفى حسده يضرب ضرباته بلا رحمة... لقد حسد يوسف الصديق على ما رآه من رؤى، فنقل الحسد إلى قلوب أخوة يوسف حتى باعوه كعبد. ثم حسده على نجاحه وثقة فوطيفار به، فدبر له حيلة ألقاه بها في السجن كفاعل إثم... وحسد العالم على إيمان بالله، فألقاه في الوثنية، وفي تعدد الآلهة وفي الإلحاد. ودبر لذلك كل صنوف الفكر والفلسفة، وأيضًا العبادات البدائية. وصدق المزمور حينما قال "لأن كل آلهة الأمم شياطين" (مز 96: 5). والشيطان يحسد المعرفة والحكمة، ويحسد العفة، ويحسد الاتضاع... لذلك فهو ينشر في العالم الجهل والزنا والكبرياء، بكل ما عنده من حق. لقد حول سليمان عن حكمته وأسقطه. وألقى في العالم كثيرًا من المعارف الخاطئة، حتى "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز14: 1). وأصبح الزنا من الحروب الخطيرة التي تحارب العالم كله. كما صارت الكبرياء حربًا يقع فيها من لم يقع في باقي الخطايا ومن يقع فيها أيضًا. إن حسد الشيطان هو حسد مدمر، وليس مجرد مشاعر. فهو إذ يحسد، يضرب بكل قوة. كما حسد أيوب على كماله، فضربه بكل قسوة، واشتكاه أمام الله، وكما حسد سكان البراري على زهدهم ونسكهم فأثار ضدهم أعنف الحروب. وكما حسد أوريجانوس أعلم أهل عصره وأستاذ اللاهوت الأول في عصره، فألقاه في كثير من البدع حرمته من أجلها الكنيسة، حتى قيل عنه "أيها البرج العالي، كيف سقطت؟!".. لذلك في كل ما تعمله من بر، توقع حسد الشياطين. وتوقع أنهم لا يبقونك مطلقًا في برك، بل يحاولون إسقاطك بشتى السبل. فإن ضربوك ضربة في يوم روحي عميق، لا تيأس بل قل: هذا ما كنت أتوقعه: ولكنى أطلب من رحمة الله أن تعينني حتى لا أسقط ثانية. وإن منحك الله موهبة، فتوقع أيضًا حسد الشياطين. فهم إما أن يحاولوا إسقاطك في الكبرياء، أو استخدام الموهبة في غير موضعها. وبهذا يكونون قد أضاعوا هدفها الروحي ونفعها لك ولغيرك... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
"هل هو الشيطان؟ لا، إنما هو إنسان يبث فيه الشيطان كل أعماله |
انت حصنى |
في وقت حزني |
مين يزود |
"لاتوف" يسخر من "حسني مبارك" وتامر حسنى "نجمى الجيل" |