الحرب والسقوط
ليس كل فكر خاطئ يأتي إلى عقل الإنسان يعتبر خطية...
فقد يكون مجرد حرب..
وهناك فارق بين الحرب، والسقوط.
في الحرب الروحية، تكون هناك أفكار خاطئة تلح على عقل الإنسان إلحاحًا، وبشدة وربما لمدة طويلة وهو رافض لها، يقاومها بكل ما يستطيع من قدرة، ومع ذلك هي مستمرة وضاغطة.
أما السقوط بالفكر، فهو قبول الفكر وعدم مقاومته، أو مقاومته بمقاومة شكلية ضعيفة، هي في الحقيقة مستسلمة وراضية!!
وقبول الفكر الخاطئ نقول إنه خيانة لله؛
لأنه فتح أبواب القلب لأعداء الله، وقبلهم مكانه.
ولأن الإنسان أثناء هذا الفكر يكون قد دنس هيكله المقدس؛
الذي هو أصلًا هيكلللروح القدس ( 1كو3: 16).
وكأنه يطرد روح الله من قلبه، لأنه:
"لا شركة للنور مع الظلمة" (2كو6: 14).
وفي السقوط بالفكر، يكون الإنسان ملتذًا بالفكر، أو متعاونًا معه، ينميه ويقويه ويستديمه ويكمل عليه.
ويكون هو والفكر شيئًا واحدًا، ولا يستطيع أن يميز في مجرى التفكير الخاطئ بين الفكر الذي بدأ كالحرب، والفكر الصادر من هذا الإنسان الساقط...
من قلبه وعقله هو!
وفكر السقوط قد يكون مصدره شهوة أو رغبة..
والشهوة والفكر يتبادلان الوضع كسبب ونتيجة...
فالفكر الخاطئ تنتج عنه الشهوة والشهوة ينتج عنها الفكر الخاطئ.
وكل منهما سبب للآخر أو نتيجة له، يقويان بعضهما البعض في خط واحد.
وفي هذه الحالة يتعاون الفكر الذي من الخارج، مع الفكر الذي من الداخل.