أكليل البر
يقول القديس بولس الرسول "جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل. وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2تي8:4).
فما هو إكليل البر هذا؟ ما معني أن نتكلل بالبر؟
معناه أننا نحيا في البر الدائم. لا نعود نخطئ. تتكلل طبيعتنا البشرية بالبر، فتنتهي علاقتها تمامًا بالخطية. ونصير كالملائكة الذين جازوا فترة الاختبار وانتصروا، فتكللت طبيعتهم بالبر، وما عادت تخطئ، بعكس الشياطين الذين سقطوا ومازالوا يخطئون.
الأبرار في الأبدية، ليسو فقط لا يقعون في خطية، إنما حتى مجرد معرفة الخطية تزول من ذاكرتهم تمامًا.
كان آدم في الفردوس بارًا. وكان بسيطًا طاهرًا لا يعرف شرًا، وكذلك حواء ولكنهما لما أكلا من شجرة معرفة الخير والشر، تعكر صفو الطبيعة البشرية، وبدأت تعرف الشر، ثم تطورت إلي أن صارت تشتهي الشر، ودخلت محبة الخطية إلي النفس البشرية. فهل ستظل الخطية قائمة أو سائدة إلي الأبد؟ طبعًا لا.
الأبرار في الأبدية، ستنتهي علاقتهم بالخطية. سوف لا يعرفون سوي الخير فقط وتنتهي الخطية من معرفتهم ومن ذاكرتهم ومن عقولهم.
يعود المنتصرون إلي البساطة الأولي التي كانت للبشرية حينما كانت علي صورة الله ومثاله، قبل الخطية. بل يصيرون في بساطة ونقاوة أمس من حالة آدم وحواء.. وأبوانا الأولان كان في حالة بساطة كاملة ونقاوة كاملة. ولكن معها حرية قابلة للسقوط...
أم حرية الأبرار في الأبدية، فهي حرية غير قابلة للسقوط. إنها "حرية مجد أولاد الله" (ور21:8).
لأ، الخليقة "ستعتق من الفساد"، وتتكلل بالبر.
هذا العتق من الفساد، يشمل القلب والفكر والإرادة، يشمل الحياة كلها.. وبالبر نحيا في المتعة بالله باستمرار