منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 01 - 2014, 06:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,276

هل نعرف بعضنا بعضا في السماء
هل نعرف بعضنا بعضا في السماء


كثيرون يتساءلون هذا السؤال: هل نعرف بعضنا بعضا بعد القيامة هل يعرف الأب ابنه والأم أولادها والأخ والديه واخوته وأقاربه وأصدقاءه. ان هذا السؤال مهم، ويتوقف على هذه المعرفة شيء كبير من سعادتنا، اذ فيها كمال لسرورنا في السماء، ولا نعرف أخوتنا وأقاربنا فقط. بل هناك نعرف تماما الأنبياء والرسل والقديسين وكل المشاهير في التاريخ الذين سمعنا أنباءهم أو قرأنا أخبارهم ونحن في هذه الحياة الدنيا.

ومما يؤيد هذه الحقيقة الدلائل الآتية:

1 - ان نفوسنا هي هى، وجواهر أجسامنا تبقى كما كانت، وأن الجسد الذي نقوم به في القيامة هو الجسد الحاضر عينه، حافظا وحدة الهيئة وصفات الذات الظاهرة. فما الذي يمنع اذا معرفتنا بعضنا بعضا؟


2 - ان تلاميذ المسيح عرفوا موسى وإيليا لما ظهرا وقت التجلى على الجبل. لعازر عرف إبراهيم وإبراهيم عرف لعازر والغنى. وما كان من أمر كل منهما في حياته، وعرف ما حدث على الأرض بعد انتقاله وذلك ينتج من قوله للغنى "عندهم موسى والأنبياء" لو (16: 23-30) مع أنه انتقل قبل ذلك بزمن طويل. وقيل عن الملائكة انهم يفرحون بخاطئ واحد يتوب لو (15: 10) ففرحهم دليل معرفتهم. ونفوسنا في السماء لا تكون أقل معرفة من معرفة الملائكة. فان نفوسنا الان محصورة ضمن الجسد الكثيف الذي يمنعنا من رؤية ومعرفة الأشياء كما هى، ولكن حين نكون في أجساد روحانية لا يوجد ما يحجز عن نفوسنا رؤية ومعرفة كل شيء على حقيقته بل أننا سنعرف أكثر مما نعرف في هذه الحياة، فان معرفتنا هنا قاصرة وأدراكنا ضعيف، ولكننا في السماء سنوهب قوى جديدة كاملة، بها نستطيع أن نعرف كل شيء وندرك ما لا نستطيع ادراكه ونحن على الأرض. قال الرسول "لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ بعض التنبؤ، ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض، لما كنت طفلا كطفل كنت أتكلم، وكطفل كنت أفطن وطفل كنت أفتكر ولكن لما صرت رجلا أبطلت ما للطفل، فاننا ننظر الان في مرآة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه. الأن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عرفت " 1كو (13: 9-12) وكل ما نعرفه هنا بالنسبة لما يعلن لنا في السماء، ليس الا كالمصباح نحتاج اليه ليلا ولا نكترث به عند شروق الشمس عندما نصل "الى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" اف (4: 13) "نعلم أنه اذا ظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" ايو (3: 2).

3 - قال الرب بأننا سنجلس مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات. وهذا يقتضى معرفتهم والا فما فائدة جلوسنا معهم. واذا كنا نعرفهم فلا شك أننا سنعرف غيرهم أيضا ممن يكونون معنا.

4 - لنا وعد بأننا ننال كمال السرور وملء السعادة، وفرحنا لا يتم اذا انقطعت كل صحبة في السماء بيننا وبين الذين نحبهم في هذه الدنيا. فان الإنسان خلق محبا ألوفا. ونفوسنا تميل كل الميل إلى الألفة، والمحبة أعظم عاطفة وأسمى احساس فينا. وبما اننا سنبقى في السماء كما نحن هنا فلا ريب أن محبتنا ستدوم. بل تكون هناك كاملة بلا نقص ولا ألم ولا فراق. ولا ما يغيرها ويؤثر عليها. وان لم تشبع نفوسنا هناك بالألفة وتتمتع بالمحبة فلماذا وضع الله فينا هذه العاطفة الشريفة ان لم يكن قاصدا أن يعطيها ما يشبعها ويكفيها فيما بعد، بل ان المحبة هي وحدها التي نحتاجها هناك قال الرسول "المحبة لا تسقط أبدا. وأما النبوات فستبطل والألسنة ستنتهى والعالم فسيبطل" 1كو (13: 8) هناك تبطل النبوات اذ لا حاجة اليها. هناك لا نحتاج إلى الايمان لأننا سنعاين كل شيء وجها لوجه. هناك ينتهى الرجاء لأننا نحصل على كل ما رجوناه وانتظرناه، وأما المحبة وحدها فتكون كمال سعادتنا، هناك يفوض القلب في بحر حب لا تدركه الألباب ولا يخطر على بال، هناك تتجلى المحبة وتلألأ وكل القلوب الحزينة شعرت وتشعر بأنها ستلتقى بمن فارقت، ولما ندب داود قال: "هل أقدر أن أرده بعد، أنا ذاهب اليه أما هو فلا يرجع الى" (2 صم 12: 23).

5 - اننا في السماء نبقى حاصلين على كمال القوى، والذاكرة من أعظم وأهم هذه القوى، قوة التمييز من ضروريات حالنا الأدبية ونستلزم بقاء الذاكرة والا كنا ناقصين لا يبقى للماضى اثر عندنا وندخل السماء جديدة، ولا نذكر شيئا من اختبارنا الماضي، لكن الأمر ليس كذلك، بل ان الذاكرة ستكون هناك قوية، حتى أنها لا تنسى شيئًا مما مضى بل تذكر كل شيء، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هناك نتذكر ما صادفناه من الالام وما نلناه من المعونة الالهية. حتى يزداد الشكر لله. نذكر فداءنا وتصرفات الله معنا. واذا كان الأمر كذلك وبقيت لنا معرفتنا في السماء. فما الذي يمنع من تذكر ومعرفة علاقاتنا الحبيبة وربط الألفة التي كانت تربطنا بالأولاد والجماعات والأصدقاء.

6 - هذه الحقيقة وهى أننا نعرف بعضنا بعضا في السماء ونلتقى بجميع الذين فارقونا كانت موضوع ايمان جميع البشر، وهو أمر مسلم به في الكتاب في العهدين القديم والجديد. فان جميع الاباء صرحوا عند موتهم بأنهم ذاهبون إلى آبائهم.

والخلاصة أننا نحيا بعد الموت حياة حقيقية بقوى الادراك والتميز. وأن نفوسنا وأجسادنا هي هى. سنعرف هناك كل من كنا نعرفه في هذه الحياة. ونلتقى بجميع أحبائنا الذين سبقونا. فيا معشر الحزانى: ان الذين تبكونهم هم الان في خضرة الرب متمتعين بملء المجد في موطن الأمن ومقاصير السعادة: ان الله لم ينقلهم إلى أماكن لا تعلمونها: فهم هناك مع الملائكة ونفوس الأبرار يتمتعون. وسترونهم وتجتمعون معهم يوما ما وتعرفونهم ويعرفونكم في حياة لا فراق ولا دموع ولا حزن فيها حيث الاجتماع الدائم والمجد الأبدى أمام عرش الله المجيد.

من
كتاب عزاء المؤمنين - القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هل نعرف بعضنا بعضا في السماء
ولنلاحظ بعضنا بعضا
هل نعرف بعضنا بعضا في السماء
هل نعرف بعضنا بعضا في السماء
ولنلاحظ بعضنا بعضا


الساعة الآن 05:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024