|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" ثمَّ ٱستدعى موسى بصلئيل وأهولياب وكلَّ صانع ماهر وهبهُ الرب حذاقة، وكلَّ من حثَّهُ قلبه على المُساهمة في إنجاز عملٍ ما. وتسلَّموا من موسى جميع تقدمات بني إسرائيل، التي تبرعوا بها لبناء المقدس. وظلَّ الشعب يأتون كلَّ صباح بمزيد من التبرعات. فأقبلَ الصنَّاع المهرة القائمون بأعمال المقدس من مهامهم، وقالوا لموسى: إنَّ الشعب يأتي بما يفيض عمَّا نحتاج إليه لإنجاز العمل الذي أمرَ بهِ الرب. فأمرَ موسى أن يذيعوا في المُخيَّم بالامتناع عن تقديم تبرعات. فكفَّ الشعب عن ذلكَ. لأنَّ ما لديهم، كانَ كافيًا لتنفيذ العمل كلَّهُ، وأكثر " (خروج 36 : 2 – 7). وقالوا لموسى: إنَّ الشعب يأتي بما يفيض عمَّا نحتاج إليه !!! كلمات شغلني بها الروح القدس.. الشعب يأتي بما يفيض عمَّا يحتاج إليه العمل الذي طلب الرب إنجازه.. كلمات تفتقد إليها كافة الكنائس حول العالم.. كلمات تفتقد إليها كنيستنا اليوم.. لا بل نحيا عكسها تمامًا.. ويبقى السؤال إلى متى سنبقى هكذا؟ حالُنا اليوم، مُشابه تمامًا للحال التي عاشها نحميا: " وقالَ أبناء يهوذا: لقد ضعفت قوة الحمَّالين، والتراب كثير، ونحنُ لا يُمكننا بناء السور... العمل كثيرٌ مُمتدٌّ في رقعة واسعة في الأرض، ونحنُ متفرقون على السور ومُتباعدون عن بعضنا " (نحميا 4 : 10 – 19). لكــن.. في النهاية نجحَ ذلكَ الشعب في إنجاز ما طلبهُ الرب منهم.. ونحنُ اليوم سننجح بٱسم الرب يسوع.. ولهذا جاءت رسالة الرب لنا في هذا الصباح، لتُنهضنا من جديد، ولكي تُحثَّنا من جديد.. فلنتجاوب معها.. لأنَّ العمل كثير، مُمتد في رقعة واسعة.. والمتبرِّعون بمالهم ووقتهم وجهدهم وٱلتزامهم وعطائهم في شتَّى المجالات.. قليلون للأسف.. دائمًا نُردِّد العبارة التي كررها الله عدة مرات في الكتاب المُقدَّس: " داود كانَ حسب قلبي ". والكثير منَّا يتساءَل أحيانًا لماذا؟ الأسباب كثيرة.. لكن إحداها ما قالهُ داود في هذا المقطع: " لن أدخل بيت سُكناي، ولن أعلوا فراشي، ولن أُعطي عينيَّ نومًا ولا أجفاني نُعاسًا، حتى أبني مقامًا لتابوت الرب، ومسكنًا لإله يعقوب ". (مزمور 132 : 3 – 5). وهل تعرف لماذا تمكَّن داود من قول ذلكَ، وهوَ يُحضِّر ٱبنهُ سليمان لبناء هيكل الرب؟ تأمَّل معي: " ولكن من أنا ومن هوَ شعبي حتى نستطيع أن نتبرَّع بسخاء وعن رضًى؟ لأنَّ منكَ الجميع ومن يدك أعطيناك... أيها الرب إلهنا، كل هذه الثروة التي هيَّأناها لنبني لكَ بيتًا لاسم قدسك، إنما هيَ من يدك وأنتَ مالِك الكل، وقد علمت يا إلهي أنكَ أنتَ تمتحن القلوب وتُسرُّ بالاستقامـة، وأنـا قدَّمتُ إليكَ كـل هذه بقلب مستقيم، والآن شعبك الموجود هنا رأيته بفرح ورضًى يتبرع لكَ " (1 أخبار 29 : 14 – 17). عظيمٌ هذا القلب.. عظيمٌ هوَ هذا الكلام.. من أنا ومن هوَ شعبي.. لقد رأى داود نفسهُ لا شيء أمام الله.. وأدركَ في أعماق قلبه، أنَّ كل ما يتبرَّع به للرب، من مال ووقت وتضحية وسهر وكدّ ونشاط... إلخ، نعم.. رأى أن كل ما يمتلكهُ.. هوَ من يد الله، مالِك الكل، وهوَ من وهبهُ المال والمواهب والرغبة.. وداود حينها، يَردُّ لهُ القليل القليل ممَّا وهبهُ الرب.. أينَ أنتَ اليوم من هذا الكلام؟ هل ترى أنَّ كل ما تمتلكهُ هوَ من يد الله؟ وهل لديكَ قلب داود الذي يجعلك تقول الكلمات نفسها للرب؟ هل أنت كبوعز الذي تجرأت نُعمي، حماة راعوث أن تقول عنهُ: لأنَّ الرجل لا يهدأ حتى يُتمّم الأمر اليوم؟ (راعوث 3 : 18). هل تستطيع أن تتعهَّد كما تعهَّد داود قائلاً: لن أُعطي عينيَّ نومًا ولا أجفاني نُعاسًا، حتى أُنجر ما يطلبه الرب مني، وحتى أرى ملكوته يمتد ويتسع؟ وهل ترغب أن تسمع من الرب أولاً، ومن راعي الكنيسة والقادة ثانيًا، كلامًا يقول: توقَّف عن تقديم التبرعات والوقت والسهر والتعب والكدّ والنشاط... لأنَّ ما قمتَ بهِ أصبحَ كافيًا لتنفيذ العمل كلَّهُ، لا بل أكثر؟ أسئلة سأتركها بين يديك !!! أين نحنُ اليوم من كل هذا؟ أسمع رعاة وقادة يقولون: كم هوَ مُريح وكم هوَ مُفرح، أن تطلب من هذا الشخص خدمة مُعيَّنة، فهوَ لا يتركك تُكمل طلبك حتى يبدأ بإنجاز العمل فورًا، ولا يهدأ حتى يُنجز عملهُ على أكمل وجه، وبأمانة.. نعم ترتاح أن تطلب منهُ خدمة للرب.. ولا تشعر بحرج أو تردُّد عندما تُقرِّر أن تطلب منهُ المساعدة.. ولكنني بالمُقابل أسمع رعاة وقادة يقولون: ما أصعب أن تطلب من هذا الشخص خدمة معينة، فهو أيضًا لا يتركك تُكمل، لكــن.. ليبدأ بالتذمُّر وبتقديم الأعذار الواهيـة.. " لقـد أُرهقـت.. أنا أقوم بكثير من الأمور.. ولا أحد يرى.. يكفيني ما أقوم به " .. أضف إليها الشعارت الرنانة والواهية " هذا العمل ليسَ لي.. فأنا مهتم بأمور أكبر.. أنا مُهتم بالملكوت "، لكننا ننسى أنَّ الملكوت يبدأ في أبسط الأعمال وأصغرها، يبدأ في ترتيب قاعة الكنيسة، ومسح الغبار.. وينتهي في الأمور الأكبر.. أشخاص تشعر بأنكَ لا ترغب بأن تطلب منهم أي خدمة، تشعر بأنَّ طلباتك ثقيلة.. وكما يُقال بالعربي الدارج: " بِتْعِدْ للمليون " قبل أن تُفكِّر بطلب أي شيء منهم.. وما أكثرهم. أينَ تُصنِّف نفسك بين هاتين الفئتين من الأشخاص؟ وأرجو منكَ اليوم، أن لا تتسرَّع بالإجابة، قبـل أن تسأل الروح القدس لكي يساعدك على الإجابة، لكي تأتي واقعية وحقيقية !!! " المُتقاعس عن عملهِ هوَ أخو الهادم " (أمثال 18 : 9). دائمًا.. وأبدًا.. لا يوجد لون رمادي لدى الرب: المُتقاعس هوَ أخو الهادم، فعندما تكون مُتقاعسًا، أي عندما لا تقوم بعمل الرب بحماسة، وبجدية وبأيدي نشيطة.. لا تكون أنكَ لا تبني.. بل تهدم !!! والرب قالَ لنا العبارت نفسها: من لا يجمع معي فهوَ يُفرِّق.. لا يُمكنك أن تكون على الحياد في أمور الله، فعدم البناء وعدم الجمع، عكسهما ليسَ الحياد، بل وفقًا لكلمة الله، فإنَّ عكسهما هوَ: التفريق والهدم، فلننتبه على هذا الأمر جيِّدًا !!! عبارة أخرى دوَّنها لنا سفر الخروج في المقطع الذي نتأمَّل فيه: " وكلَّ من حثَّهُ قلبه على المُساهمة في إنجاز عملٍ ما... ". ودوَّنها لنا سفر أستير: " فحملَ رُكَّاب الجياد والبغال البريد وٱنطلقوا مُسرعين يحُثُّم أمر الملك " (أستير 8 : 14). هؤلاء هُم الأشخاص النافعون لامتداد الملكوت.. الأشخاص الذين يَحثُّهم قلبهم، وتحثُّهم كلملة ملك الملوك، فيقومون بعملهم كما قالت كلمة الله: بفرح وعن رضى، وليسَ عن ٱضطرار.. محبة المسيح تُحاصرهم وتأسرهم وتحثُّهم على العمل.. لأنَّ: " كل واحد كما ينوي بقلبه، ليس عن حزن أو ٱضطرار، لأنَّ المُعطي المسرور يُحبه الله " (2 كورنثوس 9 : 7). المُعطي المسرور.. الذي يُحثُّهُ قلبه، وتُحثُّهُ كلمة الله، وليسَ الشعور بالواجب والاضطرار والخوف.. هذا النوع من الأشخاص يُحبهم الله، يرتاح أن يطلب منهم، ولا " يَعِدّ للمليون " قبلَ أن يسألهم أي شيء.. والعطاء أيها الأحباء، لا ينحصر بالمال - وهذا ما لا يجب أن نغفلهُ قطعًا – بل باب العطاء واسع جدًا ومتنوِّع.. تُعطي من وقتك.. من راحتك.. من مواهبك.. تصرف الوقت على الأمور التي تأتي بالمنفعة على الملكوت، وليسَ عليك... إلخ. وأخيرًا.. هل أمورك مُتعثِّرة؟ هل تُعاني من المشاكل في عملك، والنتائج قليلة وتتبدَّد بسرعة؟ هل تُعاني من المصاعب في دوائر أخرى؟ تأمَّل معي في كلام الرب لشعبه عندما تقاعسوا عن بناء بيته: " لقد زرعتم كثيرًا وحصدتم قليلاً. أكلتم ولم تشبعوا. شربتم ولم ترتووا. ٱكتسيتم ولم تستدفئوا. ومن ينال أُجرة سرعان ما تتبدَّد، وكأنها وُضعت في صُرَّةٍ مثقوبة... لماذا فعلتُ هذا يقول الرب القدير؟ من أجل بيتي الذي ما برحَ مُهدَّمًا، بينما كل واحد منكم مُنهمك في بناء بيته " (حجي 1 : 6 – 9). جميعنا.. منهمكين في بناء أمورنا الشخصية والخاصة، قبل بناء أمور الله وأمور الملكوت، والنتيجة قحط وجفاف على كل الصعد.. ونقع دائمًا في خداع العدو.. لا نهتم بأمور الله، بل نتذرَّع بأنهُ لدينا أمورًا كثيرةً لكي نهتم بها ولكي ننجح.. والنتيجة واحدة.. إن لم نهتم بملكوت الله أولاً، كل هذه الأشياء لن تُزاد لنا، والعكس صحيح.. إنها كلمة الله وليست ٱستنتاجاتي !!! لكــن.. الشعب أيام النبي حجي، وعندما سمعوا كلام قائدهم الذي دوَّنهُ لنا ذلكَ النبي، وتابوا وقرروا بناء هيكل الرب، وتقديم التبرعات.. والوقت والجهد والنشاط والتعب والسهر والصوم والالتزام... وإنجاز عمل الله بفرح ورضى، قال الرب لهم: " هيَ مرَّة بعد قليل، فأُزلزل السموات والأرض والبحر واليابسة، وأُزلزل كل الأمم ويأتي مُشتهى كل الأمم، فأملأ هذا البيت مجدًا قال رب الجنود، ليَ الفضة وليَ الذهب يقول رب الجنود، مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول، قال رب الجنود، وفي هذا المكان أُعطي السلام يقول رب الجنود ". (حجي 2 : 6 – 9). لهُ الأرض وملؤها.. لهُ الفضة والذهب اللذين تحتاجهما.. لهُ نفائس الأمم.. وهيَ كلها ستكون لكَ.. لا تخف على المستقبل، ولا على أمورك وٱحتياجاتك الشخصية.. وتتذرَّع بها للتقاعُس عن القيام بدورك بنشاط وفرح ورضى.. فكلها لكَ مجانًا من يد الرب.. عندما لا تُعطي عينيكَ نومًا ولا أجفانك نُعاسًا، حتى تقوم بما يطلبهُ الرب منكَ، وعندما تكون مُتحمسًا لكي ترى مجد البيت الأخير، أعظم من مجد البيت الأول.. ودائمًا تذكَّر ما قالهُ داود، أنَّك مهما أعطيت للرب، فإنكَ تُعطيه القليل.. القليل.. ممَّا أعطاكَ هوَ !!! هل ستتجاوب مع رسالته لكَ اليوم؟ وهل تريد أن تسمع الرب والراعي والقادة وكل العاملون معك يقولون لكَ: نرتاح أن نطلب منك أي خدمة.. كفى.. لأنَّ ما قمتَ بهِ أصبحَ كافيًا لتنفيذ العمل كلَّهُ، لا بل أكثر؟ أحبائي: العمل كثير.. مُمتدٌّ في رقعة واسعة في الأرض، ونحنُ متفرقون على السور ومُتباعدون عن بعضنا.. والرب يسوع قال: " مغبوطٌ هوَ العطاء أكثر من الأخذ ". والخيار متروك لكل واحد منَّا.. ماذا سيفعل.. الرب يحتاجك.. ونحنُ نحتاجك.. فلا تتأخَّر !!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
زوادة اليوم: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ |
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ |
مغبوط العطاء أكثر من الأخذ |
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ |
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ |