الحب أولًا لله
إن أردنا أن نفهم المحبة على أساسها الحقيقي، الكتابي، فينبغي أن نضع أمامنا هذه الحقيقة وهى:
المفروض أن المحبة موجهة أولا وقبل كل شيء إلى الله تبارك اسمه..
وهذا ما يقوله لنا الرب في سفر التثنية (تحب الرب إلهك من كل قلبك. ومن كل نفسك ومن كل قدرتك) (تث 6: 5) فمادامت هذه المحبة من كل القلب، إذن كيف تكون باقي المحبات؟ ما الذي نعطيه وكل القلب لله؟ الحل الوحيد هو:
محبتنا لكل أحد، ولكل شيء، تكون من داخل محبتنا لله.
فالقلب كله قد أعطيناه لله. وفي داخل المحبة لله، نحب كل أحد لذلك قال الرب (والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك) (مت 22: 39) ولماذا قال (مثلها)؟ ذلك لأنها من داخل محبة الله، جزء منها، ولا تفترق عنها..
إذن كل محبة خارج محبة الله، هي محبة خاطئة.
ماذا إذن لو كانت هذه المحبة أكثر من محبتنا لله؟! هنا يقول الرب (من أحب أبا أو أما أكثر منى فلا يستحقني. ومن أحب ابنًا أو ابنةً أكثر منى فلا يستحقني) (مت 10: 37).
المحبة التي هي أكثر من محبة الله، هي التي تفضل فيها إنسانا أو شيئا على الله نفسه. ونستطيع أن نقول عنها:
إنها محبة خاطئة تتعارض مع محبة الله، ولكنها تكون في القلب أقوى من المحبة لله..
وهنا لا يكون القلب ملكا لله. وتكون هذه المحبة الخاطئة غريبة عليه، ودخيلة عليه، أخرجت من النطاق الإلهي..!!