رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبونا ميخائيل: رجل الإيمان، ورجل الصلاة رجل الصلاة، وحياة الصلاة: حينما نتحدث عن أبينا ميخائيل، لابد أن يرتقى ذهننا إلى حياة الصلاة وحينما نتحدث عن الصلاة الدائمة، لابد أن ترتبط بذهننا حياة أبينا الراحل القمص ميخائيل إبراهيم. وإن أردنا تفسيرًا للآية "صلوا كل حين"، لابد أن نسرح في حياة رجل الصلاة القمص ميخائيل إبراهيم. القمص إشعياء ميخائيل صلاة في كل مناسبة وكل مشكلة كان لا يعمل عملًا صغيرًا أو كبيرًا، دون أن يبدأه بالصلاة. 1- لما كنا نذهب معًا لفض أي نزاع عائلي، أو لأي داع، كان أول عمل يقوم به، قبل أن يتكلم أحد بأية كلمة، هو أن يقودنا كلنا في الصلاة لطلب إرشاد الله ومعونته وحضوره معنا. 2- لما كان يريد أن يعرض علينا أي موضوع، كان يطلب منا أن نرفع قلوبنا كلنا بالصلاة، حتى قبل أن نعرف موضوع الحديث. 3- كان يدقق جدًا في رفع الصلاة لله قبل الأكل أو الشرب، سواء تناول الطعام في بيته أو بيوت الأحباء. حتى كوب الماء، أو فنجان القهوة أو الشاي أو الشربات، كان لا يمسه دون يرشم عليه علامة الصليب أولًا. 4- كلما جاء إليه واحد من أبنائه الروحيين أو من شعب الكنيسة، لطلب استشارته في أمر كان، قبل أن ينطق بأية كلمة تصله، ويشركه معه في الصلاة، ويأمره بمداومة الصلاة في البيت إلى أن يرشده الرب ويعلن له مشيئته بصدد مشكلته. وكان يكتب اسمه على المذبح الذيتكدست عليه مئات من الأوراق كتبت عليهم أسماء من طلبوا إليه الصلاة من أجلهم. 5- كان لا يرد أي طلب لأي واحد من الشعب يطلب منه إقامة قداس لأجل مشكلته أو بسبب أي موضوع. ولذلك كان يرفع القداس في الكنيسة كل أيام الأسبوع تقريبًا. القمص مرقس داود الصلوات والمشاكل: حينما كان يذهب لحل مشكلة، كان يصلى أولًا من أجلها في القداسات ويصلى وهو في الطريق إلى مكان المشكلة، ويصلى مع أطراف المشكلة. فكان الله أولًا يعطيه الحكمة في الحل، كما يعطى للأطراف كلها أن تقبل هذا الحل. القمص إشعياء ميخائيل الصلاة وليس المناقشة أو السياسات: كان أبعد ما يكون عن مناقشة أي موضوع خاص بخلافات أو مشاكل في الكنيسة، ككل أو كجزء. ويؤمن أنه لا حل للمشاكل إلا بالصلاة فقط. فكان عندما يأتي أحد ليقص عليه قصة خلاف، يقول له: [إحنا علينا نصلى بس] ويمنع المتحدث من الاسترسال في حديثه عن فلان أو فلان أو اغتياب رؤساء الكنيسة وخدامها. وكان يسر بالبعد عن المشاكل الفردية وينادى بالصلاة والصوم عنها. وفى إحدى المرات -قبل نياحته- طلبت منه التدخل في موضوع معين في الكنيسة، فقال لي: [لا توجد شيء يزيد الأمور تعقيدًا، أكثر من التدخل الكثير. إن كنت عايز تصلى وتصوم، ماحدش مانعك. والوقت الذي نقضيه في الكلام عن فلان وفلان، لو قضيناه في الصلاة تنحل المشكلة لوحدها. وهكذا كانت حكمته في حل المشاكل طول حياته. دكتور رمسيس فرج صلوات من أجل كل أمور الرعاية كان يصلى لأجل المرضى، سواء صلاة القنديل، التي كان يصل فيها إلى المنزل حوالي الخامسة صباحًا، مع زيارة المرضى بعد ذلك والصلاة لأجلهم. ولم يكن ينساهم أبدًا أثناء القداس الإلهي.. وكثيرًا ما كان الله يستجيب بصلواته في شفاء كثيرين، لأجل أمانته ولجاجته. أما المتخاصمون، فكثيرًا ما كان يجمعهم ويصلى معهم، أكثر مما كان يتكلم. وكان أيضًا يتضع ويقبل أقدامهم، كأنه هو المخطئ! فيتصالح المتخاصمون ببركة صلواته وتواضعه. أما الذين يطلبون مشورته في اختيار شريك الحياة، فكان يصلى معهم، ويدعوهم للصلاة، كطلب لتدخل الله.. القمص إشعياء ميخائيل صلواته الدائمة، واستجابة الرب لها على الرغم من قرابتنا، لم أعرفه إلا منذ رسامته كاهنًا على كنيسة كفرعبده، واتخذته أب اعتراف لي منذ ذلك الوقت، كنت أقابله مرة أو مرتين شهريًا. و نظرًا لأن أسرته كانت بالقاهرة، فقد كان يتردد بين القاهرة وكفر عبده لحضور قداس الأحد. وكنت الأمر عليه في منزله يوم السبت ظهرًا في القاهرة. وقبل خروجنا من المنزل كان يصلى، لكي يحفظ الرب قلوبنا وأفكارنا في المسيح طول الطريق. وكان يصلى طالبًا البركة والسلام من أجل جميع الركاب الذين سيرافقوننا في الأتوبيس، ومن أجل السائق والكمسري والعربة نفسها. ورغم الزحام المعروف في موقف أوتوبيس شبرا، الذي ينقل الركاب إلى بنها وطنطا، فما من مرة ذهبنا إلا ووجدنا أن الرب قد رتب لنا مكانين في الأتوبيس. ولم يحدث مرة واحدة أن حدثت مشادة بين الكمساري أو السائق وأحد الركاب، كما هو معروف في كثير من الحالات، بل كان السلام يخيم على كل شيء. وعندما نصل إلى كفر عبده قبل أن يذهب إلى منزله، يذهب إلى الكنيسة حيث يسجد أرضًا خارج بابها، ثم يقوم ليقبل الباب والخارجي في انسحاق وخشوع لم أرَ له مثيل. وأذكر عندما كنت أرافقه في زيارته الافتقادية في القاهرة. وكان كعادته قبل أن يخرج يصلى من أجل كل إنسان وكل شيء، وأن ينجح الرب طريقه لربح النفوس. أذكر أننا لم نتعطل مرة واحدة على أية محطة تراموى أو أوتوبيس، بل أذكر أنه في أية محطة لم تمر بنا وسيلة مواصلات لا نريدها. كل شيء كان الرب يرتبه بدرجة غير معقولة. وأذكر أننا زرنا أحد الأطباء في حي "السيدة" ومكثنا عنده حتى أمسى الليل. وعند خروجنا قلت له: يا أبنا، لقد تأخرنا كثيرًا، والترامواى الذي يوصلنا إلى شبرا نادر مجيئه، وقد ننتظر ساعة أو أكثر، والترامواي، كان هناك على بعد أكثر من محطة منا ترامواى مقبلًا لا تظهر علامته أو رقمه. ولكنه قال: هذا هو الترامواى الذي نريده مقبل. وكم كانت دهشتي عندما وصل الترامواي، ووجدته أن كذلك. وقد تعجبت من هذه التسهيلات التي يرتبها الله لأبينا ميخائيل إبراهيم. الصلاة هى وسيلته لحل المشاكل: كانت إجابته في كل مشكلة اعرضها عليه هى: "لا تهتموا لشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم أمام الله"، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.ويقول لي هل عرضت المشكلة على الله قبل أن تأتى إلى. + كانت هناك مشكلة بين زوج وزوجته وصلت إلى حد التقاضي أمام المحاكم ووصلتني دعوة للتوسط فيها وذهبت مع أحد الخدام إلى منزل كل من الطرفين وكنا نردد وصايا الرب ونصلى ونتابع المشكلة في صلواتنا الخاصة ولكن كل طرف كان يزداد تشددًا وعنادًا مع الأيام وبعد شهور من الزيارات المتكررة لكل طرف فقدنا الأمل في معاودة الحديث معهما. وذهبت إلى أبى القمص ميخائيل، قصصت عليه الموضع. فقال: [يكفى ما فعلته معهما. ابذل جهدًا مضاعفًا مع الرب، دوام على الصلاة، وأنا سأصلى أيضًا من أجل نفس الموضوع]. وبعد ثلاثة أيام من المقابلة، تلاقى المفترقان، وغير الرب قلبيهما، التأم شملهما في حياة مباركة + وفى حادث آخر كان أحد المسيحيين المرموقين ممن له وزنه في بلده، قد قرر أن يأتي عملًا سيكون له أثره على جميع المسيحيين في بلدته. وعندما علمت بالموضوع، انتابني انزعاج شديد جعلني أبكى، وألح على الله لكي يتدخل ويوقف هذا المشروع الخطير. بعد فترة وصلني خبر أن هذا المسيحي بدأ السير في مشروعه، فذهب إلى أبى القمص ميخائيل وأخبرته بالموضوع، فقال لي: [لا تخف، الرب موجود، فقط داوم على الصلاة، ولا تكل]. وبعد أسبوع، عملت أن هذا الشخص تقابل مع أبينا ميخائيل إبراهيم، وأوقف السير في مشروعه. وقابلت الشخص بعدها، فقال إن مقابلته مع أبينا ميخائيل، أعطته سلامًا وراحة في وقت كان يشعر فيه أنه يتلظى في نيران. صبحي ميخائيل سمعان صلاة المزامير: كان يصلى المزامير (الأجبية) في منزله. فكم من مرة ذهبنا إلى منزله، ويكون مشغولًا بصلاة المزامير.. كان يحفظ المزامير عن ظهر قلب، ويتلوها في الطريق إلى الكنيسة، أو الذهاب إلى أية زيارة.. كنا نسير معه فلا يحدثنا، بل كان يردد مزاميره. إذ لا نشاء مقاطعته، نتركه يرددها.. وكان يصلى بعض المزامير على رؤوس المعترفين، قبل صلاة التحليل عليهم عقب الاعتراف. صلاته في الاعترافات: كان يصلى مع كل معترف قبل الاعتراف، ليطلب مشورة الله. فكان الكلام الذي ينطق به كأنه من الله. وذلك نتيجة للصلوات التي يصليها قبل ممارسة سر الاعتراف. وكان يوجه المعترف إلى الصلاة، كحل للمشاكل، وطلب تدخل الله في كل الأمور. القمص إشعياء ميخائيل التأني في الصلاة علمني كيف أصادق ملاك الصلاة العميقة المتأنية، وأبعد عنى شيطان السرعة، لأعرف كيف أتلذذ بالصلوات الخاصة والعامة، دون النظر لأي موعد أو ارتباط. فلا عجلة في القداس، ولا حتى في الصلوات الخاصة. وعندما كنت أخدم معه شماسًا في الكنيسة، لاحظته أكثر من مرة ينبه الشمامسة ومرتل الكنيسة بالتأني وعدم الإسراع في الصلاة. دكتور رمسيس فرج صلوات لأجل أولاده: أنت يا أبي خير قدوة ومثال، للكاهن الذي يصلى لأجل شعبه، الذين هم أبناؤه وبناته.. كان هؤلاء ينالون من الرعاية والعناية، أكثر من أبنائك وبناتك في الجسد. وقد كنت أراك تذكر أسماءهم على المذبح، وأيضًا مشاكلهم وطلباتهم. دكتور رمسيس فرج الصلاة حتى في غيبوبته: في حوالي الساعة الثانية عشرة مساء بالضبط من يوم الاثنين مساء 25/3/1975، وقبل نياحته بساعات. وكان في غيبوبة وفاقد النطق منذ صباح ذلك اليوم. ولكن عند الساعة الثانية عشرة تنبه فجأة، ونظر إلى الساعة، ونظر إلى نظرة تساؤل، فأجبته: [الساعة يا أبونا دلوقتي 12، نص الليل]. فأشار لي لأعدله قليلًا. وصلّى -على ما اعتقد- صلاة نصف الليل كاملة، وهى التي تعوَّد عليها طوال حياته. وكأنه لم يشأ أن يقصر في صلاة الأجبية، ولا حتى في الساعة الأخيرة من حياته. وقد لاحظت أن ابتدأ من مساء الأحد السابق، وهو لا يرد على أحد، ولكنه في صلاة دائمة وصبر، وفى سلام عجيب.. دكتور رمسيس فرج الصلاة لأجله: كان يطلب من الآخرين بلجاجة أن يصلوا لأجله. وحينما كنا نقول له: [العفو يا أبانا]، كان يجيب: [صلى لي، وأنا أصلى لك]. وفى فترة مرضه الأخير، كان يطلب منا أن نصلى لأجله لينتقل من هذا العالم. وكان يطلب ألا يحرم من المذبح والتناول أبدًا، لدرجة أنه تناول قبل نياحته بيوم واحد. كان يحنى رأسه ويطلب بلجاجة أن نصلى لأجله. وكنا نخجل جدًا انسحاق كامل، كنا نقبل أن نصلى لأجله، من أجل الطاعة فقط. القمص إشعياء ميخائيل أهمية القداسات في خدمته: القداس والأسرار هما محور خدمته كلها، يصب فيهما كل طاقاته وحبه ولا عجب، فأنهما سر قوته الحقيقية. ما من مشكلة عرضت له، إلا وكانت الأسرار عونه وعون من هو في المشكلة. كم من القداسات الخاصة ورفعت، وكم من مشكلات حلت.. وإيمانا منه بحضور الله. الحقيقي في سر القربان، كانت لفافته المزدحمة بأسماء ومشاكل المعترفين، تعلن إيمانه بأن يترك هذه المشاكل لتتزود كل يوم بقوة مقدسة من الحضور الإلهي في القربان المقدس. يخدم بكل عواطفه وحرصه واهتمامه كيف كان حرصه على تأدية طقوس العبادة؟! كيف كان نشاطه واشتعاله مع البخور الذي كان يرفعه ويقدمه في الكنيسة كلها؟! كيف كانت أذنه تصغي إلى كل كلمات الرسائل والإنجيل؟! كيف كان إيمانه بمسكن الله المقدس، يعبر عنه بوقوفه الطويل، أو جلوسه على الأرض إذا ألح عليه ضعف جسده؟!.. أما عبادته في القداس، فكمن يرى الرب يسوع عيانًا.. بانفعاله بكل كلمات الصلاة، وإحساسه بما بين يديه من أقداس، يملأ قلبه خشوعًا وحبًا.. حرضه الشديد وهو يتناول جسد حبيبه.. وهو يغسل الصينية بكل دقة المهندس صلاح يوسف محبته لصلوات القداس الإلهي: كان يحب صلاة القداس الإلهي. وكان يطلب من الله دائمًا، ألا يحرمه من المذبح ومن صلاة القداس الإلهي.. وكان يحضر القداسات، سواء كان سيخدم أم لا يخدم. وكان لا يكل مطلقًا من صلاة القداسات الخاصة، لطلب معونة الله في حل المشاكل الخاصة بأولاده. أوقات لطلباته أثناء القداس: وفى ثناء القداسات، وعلى وقت التحديد: أثناء تقديم الحمل، ووقت حلول الروح القدس، وبعد الصلاة الربانية التي تتلى بعد القسمة، كان يردد المشاكل الخاصة بأولاده، ويطلب حلًا لها. القمص إشعياء ميخائيل مناجاته للمذبح وطلباته: علمتني يا أبى كيف أناجى المذبح.. بل أقول علمتني كيف أتعامل مع المذبح.. كنت تقول لي: [إن كل شيء في الكنيسة حي، تستطيع أن تتعامل معه وتخاطبه].. وكنت أراك وأنت تخاطب مذبح الله.. وعلمتني أن الكاهن ينبغي أن يرفع صلوات من أجل أولاده ومن اجل الشعب، كل واحد باسمه وكل واحدة باسمها.. كل إنسان حسب احتياجه. القس اسطفانوس عازر يناجى الله: وفى صلاتك كنت تناجى سيدك كلمة بتؤدة، مهما كان الوقت قصيرًا والمسئوليات ملحة.. وكلماته في الصلاة كانت ببساطة القلب واللفظ معًا.. تخرج من قلبك وعقلك قبل فمك، وأنت تعنى ما تقول.. وكانت أمانتك الطقسية في صلوات البيعة، مهما كان التكرار، تعبيرًا حيًا على أنك تؤدى عمل الكهنوت عن حب، وليس عن اضطرار وظيفي. القس يوسف أسعد المذبح هو المعلم: منذ حداثتي يا أبى، كنت شماسًا أخدم معك على مذبح الله.. فعلمتني أشياء كثيرة.. علمتني أن المذبح هو المعلم.. وكثيرًا ما كنت تقول لي: [إنك تستطيع أن تتعلم من المذبح، ما لا تستطيع أن تتعلمه من كتب كثيرة]. الأمانة والدقة في الصلاة ثم علمتني يا أبى كيف يكون الإنسان أمنيًا في صلواته ككاهن، مدققًا في كل صلاة.. وكنت طقسيًا من الطراز الأول، ملتزمًا بكل كلمة تكتب في كتب البيعة.. كنت أراك في كل قداس مبكرًا إلى الكنيسة: كنت تأتى قبل الجميع رافعًا قلبك بصلاة وبتدقيق.. وكنت تصلى على المذبح، وكأنك تعد ذاتك كما تعدنا معك أيضًا، لرفع قلوبنا في خدمة القداس.. القس اسطفانوس عازر كان طقسيا:ً كان أبونا ميخائيل منذ نشأته طقسيًا، متمسكًا بالعقيدة الأرثوذكسية وبطقوس الكنيسة كما رتبها الآباء، لا تحيد عنها، خاضعًا لقوانينها ونظمها. دكتور كامل حبيب أوراق لا تحصى على المذبح: كان يعتقد اعتقادًا قويًا في سر الذبيحة المقدسة. وقلما كان يمر عليه يوم لا يرفعها فيه. وكم حلت عن طريقها مشاكل.. وكان المذبح تتكدس عليه الأوراق التي تحمل آلام المتألمين وأمانيهم. وكان ينقل هذه الأوراق من مذبح إلى آخر، طالبًا منا نحن الضعفاء أن نذكر أسماء أصحاب هذه الأوراق. وعندما كان الشماس يهم بإبعاد هذه الأوراق المكدسة، لكي تعطى مكانًا لغيرها، كان القمص ميخائيل يرفض هذا، ويحفظها على المذبح في صرة كبيرة لعدة أشهر.. القمص يوحنا جرجس أوراق كثيرة لطالبي الصلوات: كانت تقدم إليه وريقات كثيرة في كل يوم تقريبًا، تحمل أسماء من يطلبون الصلاة لأجلهم. فيجمعها ويضعها على المذبح، ويصلى من أجل كل واحد في القداس. وكان أحيانًا يحملها معه إلى البيت ليصلى عن أصحابها في صلاته المنزلية. ولما كانت تكثر وتتضخم على المذبح، كان يلخصها في ورقة واحدة ويستمر في الصلاة عن أصحابها. وكنا نعجب من صبره وطول أناته، ومن شدة تدقيقه. ذلك لأن نفسه كانت تتثقل بحاجات الناس وكان يئن لأنينهم، ولا يستريح إلا إذا رفع أثقالهم أمام عرش النعمة. القمص مرقس داود كنت تعد هذا المظروف، وبه قصاصات من الورق، هي مجموع طلبات أولادك وبناتك من احتياجات متفرقة لهم.. وعقب كل طلبة من أجل أحدهم، كنت تقبل المذبح. ولا أنسى كيف كنت تعطيني هذا المظروف، لكي أشارك -أنا ابنك- في رفع هذه الطلبات أمام المذبح المقدس. القس اسطفانوس عازر صلوات القداس لأجل الآخرين: كان طول القداس لا يكف عن الصلاة من أجل الآخرين: كل واحد حسب طلبه وحسب احتياجه. وكان يؤمن أن عطية الله تأتى عن طريق الصلاة. وكان يذكر -أثناء القداس الإلهي- كل أقاربه وأبنائه الذين رقدوا.. وكان القداس هو شركة مع كنيسة المنتصرين. وعندما ينتقل أحد الأحباء، كان يقول: [يصلى لنا هناك]. فكان له أصدقاء كثيرون وشفعاء متعددون من الذين انتقلوا، إلى أن صار هو شفيعًا لنا.. القمص إشعياء ميخائيل يصلى بروح الصلاة وفى صلاة القداس، وفى أي طقس من طقوس الكنيسة، كان يصلى بروح الصلاة. وكنا نحس بأنه واقف أمام الله يناجيه. القمص مرقس داود أما في وقت القداس الإلهي، فكنا نراه ونحس به، حسبما قال القديس يوحنا المثلث الطوبى صلاة الصلح "لكي روحي هي الخروف، والسكين منطقية غير جسمية، هذه الذبيحة التي نقدمها لك". فكان يبدأ قداسًا روحيًا عميقًا، وينتهي منه مقدمًا ذاته وجهد هو وقته ذبيحة من أجل شعبه. ولا نسى في الهيكل النور الذي كان يسطع على وجهة، وهو يعطى مجدًا لله الذي يملأ الهيكل. القمص مرقس مرقس بشارة ولعل هذا هو السر في عمق الروحانية التي كان يشعر بها كل من كان يحضر القداسات الكثيرة التي كنت تصليها: فقد كانت صلواتك هذه - وبخاصة عندما اشتد بك المرض، إن كانت تخلو من الألحان المتعارف عليها، ولكنها كانت تصطبغ بلحن سماوي عجيب، يدخل إلى عمق القلب، فيأسره ويصعد به إلى أعلى السموات.. حتى حفظ عنك الكثيرون بعض ما كنت تقول بلهجتك هذه المحببة إلى أنفس الجميع.. وبنفس هذه الكلمات: "بيوت طهارة، بيوت بركة".. أو وأنت تقول يا أبى بقوة: "قم أيها الرب الإله".. مجلة (كرمة الأصدقاء) وهل أنسى يا أبى تلامسك مع المسيح، الذي كان يسرى في قلوب المصلين، وأنت تصلى القداس وفى يوم الجمعة العظيمة، عندما كنت تقرأ مراثي إرميا، وتنهال الدموع من عينيك، فتنهال معها دموع مئات المصلين. مشاعر الحب من قلب المسيح، انسكبت في قلبك، وفاضت على جميع أولادك. إسحق فيلبس قداس كل يوم تقريبًا: كان لا يرفض أي طلب من أي واحد لإقامة قداس خاص. ولهذا كان يكاد يقيم قداسًا كل يوم، على الرغم من اعتلال صحته. القمص مرقس داود صلاة وصوم: كنت حريصًا في خدمتك أن تكون رجل صلاة ورجل صوم. سواء أرغمك الناس على الانتظار بعد القداسات المتأخرة في الأصوام، أو أبقيت نفسك لبعض الانشغالات في الكنيسة، حتى تطيل فترة الصوم. كان القداس لك مصدر شبع روحي وجسدي. كنت تستغني عن طعام الإفطار حتى في أيام السنة العادية.. وفي الصوم الكبير كنت تحرص على أن يكون خروج القداس بعد الساعة التاسعة من النهار).. حتى في الأيام التي لم يكن فيها قداس، كان طعام إفطارك هو طعام الغذاء بالنسبة إلى الآخرين. في يوم الجمعة العظيمة، كان الإنسان يستطيع أن يقرأ مشاعرك على وجهك، وفى ليلة أبو غالمسيس إلى عيد القيامة، كنت لا تذوق الطعام طيلة تلك الأيام كنت شيخًا، ولكنك كنت قويًا في البنيان الروحي، الذي مكنك من أن تغلب قانون الجسد.. وعلمتنا أيضًا الصوم عن الكلام، صوم للسان والحواس. فكنت حريصًا على ألا تتحدث كثيرًا.. القس اسطفانوس عازر بالإيمان.. إن أنسى لا أنسى عندما كان مريضًا منذ خمس سنوات تقريبًا، وحرارته تقارب الأربعين. وكنا في يوم سبت. فرجوته أن يستريح باكر الأحد، ولا يذهب للقداس بالكنيسة، فقال لي: [هو بكره حد أيه يا رمسيس]. فتعجبت من السؤال، وقلت له: [حد المخلع يا أبونا]. فقال: [خلاص، أنا مخلع، وأروح أصلى، والمسيح شفى المخلع]. وفوجئت به يصلى القداس الأول في الصباح الباكر معافى تمامًا.. دكتور رمسيس فرج إيمانه بالصلاة: كان رجل صلاة من طراز ممتاز. له إيمان بلا حدود بالصلاة. الأنبا يؤنس أسقف كرسى الغربية يصلى كل حين: كان المتنيح القمص ميخائيل يتميز بروح الصلاة. فما رأيته مرة إلا وهو يصلى. فتيار الروح عنده قوى، وحبه للرب شديد، وتعلقه بالمخلص واضح، وشغفه بالأبدية لا ينازعه فيه أحد. لقد كان لي درسًا، عندما كنت أراه يصلى كل حين ولا يمل، حسبما طلب الرب يسوع. وذات مرة كنت أبيت معه في بيت الأصدقاء الملحق بكنيسة مارمينا بالعصافرة بالإسكندرية. وكان قد أتفق معي على أن أصلى معه القداس. فإذا به يستيقظ مبكرًا جدًا، ويركع على السرير مصليًا إلى أن صحوت وقمنا. نصلى على باب الحجرة، ثم عند باب المنزل، ثم عند باب الكنيسة، ثم عند حجاب الهيكل، ثم أمام كل صورة وأيقونة. ولم يكن بالكنيسة أحد سوانا وفراش الكنيسة. الأنبا بيمين أسقف كرسى ملوى أما أنا فصلاة: لقد كان جاهزًا باستمرار للصلاة، ومستعدًا على الدوام للتحدث مع الله. فكان يصلى لأنه يؤمن بالصلاة. ولو سألناه من أنت، لكانت أجابته مع المرنم: "أما أنا فصلاة" (مز 109: 4). فكان يأخذ من الله، ويعطى للناس.. يمتلئ بالروح ويفيض على الآخرين. يسلم حياته لله يحل مشاكله، فيصبح صالحًا لحل مشاكل الآخرين.. لقد عبر ذلك أحد الآباء الموقرين، فقال لأحد أبنائه ما عناه: [إذا أردت أن تعرف فكرة عن السماء، فاذهب إلى أبينا ميخائيل]. نجيب بطرس وكان يصلى قبل أي عمل: كانت عادته أن يصلى قبل التقدم لأي عمل: قبل تناول الطعام، وقبل شرب كوب من الماء أو فنجان من القهوة أو الشاي، قبل كتابة خطاب أو فض أي خطاب يأتيه. وهكذا كان يتمم الوصية القائلة: "إذا كنتم تأكلون أو تشربون تفعلون شيئًا، فافعلوا كل شيء لمجد الله" (1كو 10: 21). القمص مرقس داود صلواته في المشورة: وكلما استشارة أي واحد في مشاكله، أو في أي شأن من شئونه، كان يصلى معه قبل أن يعطيه رأيه، وبعده بأنه سوف يداوم الصلاة من أجله، ويطلب منه أن يداوم هو أيضًا على الصلاة. القمص مرقس داود صلوات في دخوله وخروجه: عندما كنت أرافق أبى القديس القمص ميخائيل في زيارة إحدى العائلات كان قبل الزيارة، يدخل إلى الكنيسة ويسجد على عتبة بابها الخارجي، ويقبل العتبة والباب ويقول: "اجعل باب بيتك مفتوحًا أمامنا باستمرار". ويصلى ويطلب إرشاد الله، وتدخل الروح القدس في المشكلة التي هو ذاهب إليها. ثم يشكر الله على معونته وعلى أنه أحياه إلى هذه اللحظة. وعندما كان يركب الترام، ويصل إلى المكان المقصود، كان يقف على محطة الترام، ولا يعبر إلا إذا شكر سائق الترام، ويقول له: [متشكرين يا حضرة الأخ]. ويدعو له بأن يكمل الرب رحلته بسلام، ويرشم على الترام علامة الصليب. صبري عزيز مرجان كنيسة مارمرقس بشبرا بالصلاة يحل المشاكل: كان يستعين بالصلاة في كل المواقف الحرجة التي تواجهه، أو تواجه أفراد أسرته وكل من يلجأ إليه من أولاده في الروح أو من معارفه. ولما كنا نذهب لبحث أية مشكلة عائلية، كان يبدأ الجلسة بالصلاة قبل أن ينطق بأية كلمة، ذلك لطلب حضور الله، لكي يلين القلوب العاصية ويملأها وبالسلام، وينتهر شيطان الانقسام، ويقرب النفوس المتخاصمة. وأذكر أنه ظل يصلى دون يمل، من أجل إحدى الأسر، إلى أن عاد إليها السلام بعد نحو سنتين. القمص مرقس داود كان يصلى لأجل الكل.. ولعل أبرز ما تصف به، أنه كان رجل صلاة.. كانت صلاته الانفرادية في بيته، تحتل جزءًا طويلًا من وقته: في الصباح وفى المساء، وفى أي وقت، لإيمانه بقوة الصلاة وفاعليتها.. كان يذكر كل أفراد أسرته، القريبين والبعيدين، الكبار والصغار، الأحياء والمنتقلين، المرضى والأصحاء، كل ذي حاجة.. كان يذكر شركاءه في خدمة المذبح وشركاءه في خدمة الكهنوت بصفة عامة، ويذكر الشمامسة، وكل الشبان والشابات، الرجال والسيدات، الذين يقومون بالخدمة في كنيسة مارمرقس. القمص مرقس داود صلاته لأجل الأعداء: عندما كنت أشكو له من ظلم الرؤساء في العمل واضطهادهم، كان يقول لي: [صل من أجلهم، ومن أجل السلام والمحبة، ومن أجل أن يعطيك الله نعمة في أعينهم]. فكان هذا القوم ينزل على عقلي وقلبي كالبلسم الشافي. وباختيار هذا التدريب، وجدت نعمة كبيرة، وتغير سلوك الرؤساء معي. صبري عزيز مرجان كنيسة مارمرقس بشبرا في المرور بالبخور: يسير أبونا مسرعًا، تحمله الملائكة، ممسكًا بالشورية في يده، ومارًا بين أفراد الكنيسة المجاهدة، ملتمسًا لهم بركة الكنيسة المنتصرة، ومتحدثًا مع المنتصرين طالبًا شفاعتهم من أجل المجاهدين. "أيوه يا ست يا عذراء.. وأنت يا مارمرقس".. وهكذا يمر مخاطبًا جميعهم في مودة وصداقة، بل وأكاد أقول: في زمالة مقدسة.. وفى سر الرجعة، يعود مقدمًا لله توبة واعتراف شعبه.. القس مرقس مرقس بشارة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبونا ميخائيل إبراهيم| يصلى بروح الصلاة |
رجل الإيمان ورجل العيان |
جل المسرَّات الحاضرة ورجل الإيمان |
أبونا ميخائيل الإيمان والصلاة في حياته |
أبونا يسى قديس عظيم ورجل معجزات |