ومعجزة توبة
يقول السيد / انور تالوت من قلوصنا عن كيف تغير بصمت القديس فقال : " كان فى صمته أبلغ عظة وكم كان يؤثر فى الناس بصمته ... لقد اثر فى انا شخصياً، لقد كنت بعيداً عن الرب يسوع، وكنت مسيحياً بالأسم .
وقد أتفق أنى ذهبت فى رحلة مع الأستاذ نظمى عياد، وكانت الرحلة بالنسبة لى مجرد نزهة، لأنى مغرم بالصيد، وذهبت غلى البحر الأحمر لهذا الغرض، ثم توجهت إلى الدير بعد ذلك، وهناك لأول مرة أرى بعض الزوار يلتفون حول إنسان يرتدى جلباباً أسود ممزقاً، وحزاءاً متهرءاً، وكان الوقت شتاءاً على ما اذكر، إذ كان يضع على كتفه بطانية بالية ليس لها من صفات البطانية غير أسمها .
كنت لأول مره اراه وعرفت ان اسمه يسطس وبحسب تقدير الناس ونظرتهم إليه لا هو هنا ولا هو هناك ولفت نظرى أنه يتمتع بشعبية كبيرة بينهم وبالرغم من أنهم يلتفون حوله إلا أنه لا ينطق ولا يتكلم وكانوا هم أيضاً واقفين صامتين فوجدت نفسى مدفوعا بينهم لأقف مثلهم وأنظر هذا الرجل العجيب واخيراً أنصرفوا جميعاً ما عدا شخص واحد وهو الأستاذ كامل شحاتة الذى كان مساعد رئيس الشئون القانونية بمصنع أندرسن بالمنيا وقد ظل سيادته واقفاً بجواره وتضايقت جداً فصحت بصوت عال وبشكل غير لائق وقلت : " جرى ايه يا استاذ، هو مفيش غيرك علشان يقف جار الرجل ده، ما تدينا فرصة معاك " فإعتذر الرجل وقال : "إتفضل " ولكنه تحرك قليلاً فعدت لأقول : " لا ... بالطريقة دى انا موش شايف إن إحنا هنقدر نقف معاه " وأخيراً تنحى الرجل جانباً، ورحت أنا لأقف بجوار القديس ابونا يسطس، وشعرت بضآلة نفسى، وحقارتى امام هذا العملاق، أمام هذا الغنى فى السماويات، لقد شملنى ندامه غريبه ... هزتنى من الأعماق ... جعلتنى أجهش بالبكاء، بكيت كثيراً، كما لم ابكى من قبل ... إنهمرت الدموع الغزيرة، بينما القديس ينظر إلى فى حنان . ثم مد يده بعد ذلك وصافحنى ... بل واراد أن يقبل يدى ... !!
هذا التصرف كان اكبر من ان يستحقه إنسان مثلى , وتعجبت كيف يستطيع إنسان كهذا أن يؤثر فى بنظرة واحدة .
ولم يكن التأثير فى السيد / أنور تالوت وقتى أو ظاهرى لأنه قال بعد ذلك : " كنا مقبلين على الصوم الكبير، وكما ذكرت سابقاً لم تكن لى صلة بالكنيسة لأصوم .. ولا صلاة ... كنت بعيداً عن الرب يسوع تماماً، تعودت أن آكل أربع أو خمس مرات فى اليوم، كان إلهى هو بطنى لا أفكر فى غير الأكل، وكنت أتناول اربع بيضات نيئة كل صباح سواء فى اوقات الفطار أو الصوم، ولما شملتنى بركة أبونا يسطس قررت أن أتبع طريق الرب وقررت ان اصوم الصوم الكبير وكان هذا بالنسبة لى تغييراً كبيراً، وحدث أن سألتن زوجتى : " هاتفطر ايه " أجبتها : " انا صايم " قالت : " ولكن البيض جاهز " فقلت : " لآ موش عايز بيض " وشكت زوجتى وتعجبت من هذا ألأمر وقالت : " إيه الكلام اللى انت بتقوله ده ... إنت لغاية الساعة عشرة تكون اكلت مرتين " قلت لها : إسمعى .. أنا بنعمة المسيح يقوينى على الصوم " فقالت زوجتى : " المسيح صام كام يوم " فقلت : " أربعين يوم " فقالت : " ابقى افطر 15 يوم فى ألأول وصوم الباقى " فقلت لها : " لا .. انا قررت أن اصوم بقوة الرب يسوع، وببركة القديس يسطس التى تساندنى لأسلك هذا الطريق ."
ويكمل قائلاً : " وفعلًا .. لقيت صعوبة كثيرة مع إله بطنى ألا وهو الأكل ولكن بصلوات القديس، وبمعرفته الأشياء غير المعلنة، كان يعلم ما انوى عليه، فكان يساندنى، ويؤزرنى .. ومن تلك اللحظة التى عرفته فيها وانا قد تغيرت، وليس لى فى ذلك فضل ولكنها بركة ابونا يسطس وقوة الرب يسوع ".