منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 12 - 2013, 11:38 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,772

العنصرة

العنصرة

ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى (يوئيل 2: 28).

انه يوئيل نبي التوبة والصوم والصلاة الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد ورأى الناس وقد تمرغوا في حمأة الآثام، فنادى عليهم بالويل والثبور وعظائم الأمور منذرا ومحذرا إياهم من الاستسلام للمعاصي والعاقبة الوخيمة التي يتوقعها لهم من جراء ذلك، إذ أن الخطية كانت قد خرجت سافرة وإن الخطاة تمرغوا بالآثام بدون حياء، وكما يقول الرسول بولس عن مثل هؤلاء «الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم»( في 19:3 ) وسمعنا يوئيل ينادي بالتوبة قائلاً «ولكن الآن يقول الرب ارجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنّوح مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم .. قدسوا صوما ونادوا باعتكاف» (يوئيل 2: 12 ـ 13 ـ 15) وقد استحق النبي يوئيل أن يعلن له الله ما سيكون في مستقبل الأيام عندما يتم الصلح بين الله والإنسان بالمسيح المنتظر فادي البشرية فقال على لسان الرب «ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ويرى شبابكم رؤى وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء اسكب روحي في تلك الأيام» (يوئيل 2: 28 و 29)

هذا الروح ولئن ظهرت مفاعيله للناس في العهد القديم ولكنه ظهر جلياً في العهد الجديد بكل صفاته وخاصياته وانتشرت أعماله في الأرض كلها، إنه الروح القدس الاقنوم الثالث من الثالوث الأقدس الذي عندما نصفه بأنه مساو للآب والابن في الجوهر والذات والطبع والأزلية والقدرة والسلطان إنما نعني أن الروح القدس والآب والابن جوهر واحد، هذا ما تسلمناه من آبائنا القديسين ورسل الرب يسوع الأطهار، وقد أعلن المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية عام (381 ) عقيدة الكنيسة المسيحية منذ ابتداء وجودها بألوهية الروح القدس قائلاً: «ونؤمن بالروح القدس الرب المحيي الكل المنبثق من الآب ومع الآب والابن يسجد له ويمجد الناطق في الأنبياء» وضم المجمع هذه العبارة إلى قانون الايمان النيقاوي الذي نتلوه في القداس الإلهي وقبل ختام صلواتنا صباح مساء وفي كل آن.

ويذكر لنا البشير لوقا في سفر أعمال الرسل كيف أن الرسل كانوا مجتمعين في البيت وكان اليهود في ذلك اليوم يحتفلون بأحد أعيادهم الكبرى، ويسمونه عيد العنصرة أي الاجتماع وعيد الباكورة، وعيد الخمسين لأنه يقع بعد خمسين يوما من عيد الفصح، وكانوا يقدمون فيه للرب رغيفين من باكورة زروعهم شاكرين إياه تعالى على النعم التي يسبغها عليهم، وكانوا يعتقدون أن في ذلك اليوم خُلق آدم، وفيه أعطيت الشريعة لموسى، ولذلك كانوا يحتفلون فيه احتفالا عظيما ويأتون من أقاصي الأرض إلى المدينة المقدسة ليظهروا أمام الرب في هيكله، في ذلك اليوم بالذات كان التلاميذ مجتمعين في العلية بحسب أمر الرب ، كانوا أنقياء قديسين وقد نالوا بركة الرب يسوع الذي كان قد سامحهم على كل ما اقترفوه من ذنوب ضده، فقد أنكره بعضهم، وشكّ آخرون أول وهلة في حقيقة قيامته، ولكنهم تابوا.

فظهر لهم الرب يسوع مرات عديدة مدة أربعين يوماً، وأطاعوا أمره بمكوثهم في أورشليم المدينة لينالوا قوة من العلاء وفيما كانوا مواظبين على الصلاة، صار بغتة صوت عظيم كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين فظهرت ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا . فلما صار هذا الصوت اجتمع جمع غفير من الناس إلى العلية حيث كان مصدر الصوت، ورأوا التلاميذ ومريم أم يسوع والنسوة وتعجبوا لان كل واحد منهم كان يسمعهم يتكلمون بلغته وكانوا قد جاءوا من كل أمة تحت السماء .

ومما يلاحظ أن الألسنة النارية استقرت على كل واحد من رسل الرب وتلاميذه، وأتباعه من الرجال والنساء بدون تمييز أو تفضيل أحد على الآخر، فالروح القدس هو روح المساواة روح تلاشي التمييز العنصري فلا تمييز بين عبد وحرّ بين ذكر وأنثى كما يقول الرسول بولس «ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع»(غل 3 :28 ).

اجل هذا هو يوم العنصرة الذي استجاب فيه الله صلاة النبي موسى الذي قال يا ليت شـعب الرب كانوا أنبياء (عد 11 : 29) وتنبأ الشعب كله يوم العنصرة، أما الرسل الأطهار والتلاميذ الأبرار الذين اختارهم الرب يسوع من بين الشعب وأنعم عليهم بموهبة الكهنوت ورئاسة الكهنوت، فلسموّ هذه الموهبة السماوية، كانوا قد تقدموا على الآخرين.

وعندما اجتمع الناس حول العلية وظنوا أن أولئك الناس سكارى، وقف بطرس هامة الرسل مع الأحد عشر ورفع صوته وقال لهم إن هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون لأنها الساعة الثالثة من النهار بل هذا ما قيل بيوئيل النبي: «يقول الله ويكون بعد ذلك أني أسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ويرى شبابكم رؤى»(اع 2 : 17) يكون بعد ذلك بعد أن تم الخلاص بالمسيح يسوع ربنا، بعد أن نلنا الفداء بدمه الثمين ، بعد أن قام المسيح من بين الأموات وصالحنا مع أبيه وبررنا وطهرنا وقدسنا يكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى فذكرهم الرسول بطرس بهذه النبوة، وبكّتهم الروح القدس فنخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل: ماذا نفعل أيها الرجال الاخوة ؟ فقال لهم بطرس «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس»(أع 2: 28) وفي تلك الحادثة ظهرت مفاعيل الروح القدس في التلاميذ كافة، فهامة الرسل بطرس مثلاً الذي لخوفه، أنكر المسيح أمام جارية حقيرة صار بطلاً شجاعاً لم يهب أحداً فوبخ رؤساء اليهود على قتلهم المسيح. وبطرس نفسه الذي كان رجلاً بسيطاً صار بعد أن امتلأ من الروح القدس واعظاً ناجحاً لأن الروح القدس هو روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب، (اش 11 : 2) هكذا امتلأ بطرس ورفاقه من الحكمة والمعرفة وصاروا خطباء قديرين وشهوداً للمسيح مملوءين شجاعة.

ودعا بطرس اليهود بخطابه الشهير ليتوبوا قائلاً لهم «اخلصوا من هذا الجيل الملتوي» فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس (أع 2: 40 و 41) لذلك عُدّ ذلك اليوم عيد ميلاد الكنيسة بوساطة الروح القدس وصار ذلك اليوم أيضاً للمؤمنين بالمسيح يوم تجديدهم إذ صاروا خليقة جديدة فقد ولدوا ثانية ولادة روحية من السماء.

وإن الروح القدس الذي حلَّ على أتباع الرب في العلية، هو ذاته يحلّ على سائر المؤمنين به والمعتمدين على اسمه على أثر خروجهم من جرن المعمودية ومسحهم بزيت الميرون المقدس.

كما أن الشريعة التي أعطاها الرب لموسى في مثل ذلك اليوم قد تجددت أيضاً بشريعة المسيح الذي لم يعطها مكتوبة على لوحين من حجر بل كما قال الله على لسان النبي إرميا: «هذا هو العهد الذي اقطعه ... أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلها وهم يكونون لي شعباً»( ار 31 : 33) وقد ظهرت مفاعيل الروح القدس في العهد القديم أيضاً بالأعجوبة التي شاهدها بالرؤيا حزقيال النبي الذي أمره الله أن يتنبأ على العظام الرميم، فتحولت إلى أجساد بدون حياة. ثم أمر الرب النبي ليتنبأ عن الروح فهبت الروح عليهم ومنحتهم حياة فقاموا أحياء.

وهذه الأعجوبة رمز لمفاعيل الروح القدس الذي بإمكانه أن يعطينا حياة في المسيح يسوع ربنا، كما أنه ثابت في الكنيسة المقدسة، يعتني بها ويختار رعاتها، ويرشدهم إلى الحق ويذكرهم بتعاليم الرب يسوع ويهديهم سواء السبيل ويعينهم على إدارة الكنيسة كما ورد في سفر أعمال الرسل أنه بينما كان التلاميذ يخدمون الرب ويصومون: «قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه، فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما» (أع 13: 3) والرسول بولس يوصي قسوس الكنيسة في أفسس قائلاً: «احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه» (أع 20: 28). ويخاطب الروح القدس رعاة الكنيسة بوسائل عديدة، كما يذكر تاريخ كنيستنا المقدسة، إما بأحلام إلهية أو رؤى، وإما يلهمهم بتأثيره فيخاطب أرواحهم ويؤثر في أفكارهم.

ففي هذا اليوم أحبائي ونحن نحتفل بهذا العيد المقدس، لنسأل الله تعالى أن يؤهلنا لنستدعي الروح القدس ليبكّت ضمائرنا ويوقظها (أع 2: 37) وأن نتجاوب مع عمله في قلوبنا فنصحو ونستيقظ من سبات الخطية، ونتوب إليه توبة صادقة وأن نجعل أجسادنا هياكل نقية طاهرة للروح القدس الذي فينا (1كو 19:6 ) فلنطع الرب الإله، ولنقتد بالرسل الأطهار باجتماعهم في العلية، فلنجتمع نحن أيضاً في كنيسة الله بنفس واحدة مواظبين على الصلاة الحارة وليحل الروح القدس على كل واحد منا لنثبت في المسيح ونحيا فيه، مكملين وصية الرسول بولس القائل: «اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد»( غل 5: 16) فلنبتعد عن كل ما يغضب الروح القدس طالبين من الرب مع النبي داود قائلين وروحك القدوس لا تنزعه منا آميـن.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العنصرة (حلول الروح القدس) حلول الروح القدس يوم العنصرة سنة 30ميلادية
طقس عيد العنصرة
عيد العنصرة
عيد العنصرة
طقس عيد العنصرة


الساعة الآن 11:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024