منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 12 - 2013, 02:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,895

الصلاة
الصلاة
يسألني الناس: أبونا، هل صحيح أنه لا يجب أن نُصلي، إذا لم يخطر على بالنا فعل ذلك؟

كنت افكر في الأمر واقول أن فيه الكثير من الصحة، لأنه لا يمكننا أن نصلي إلا انطلاقاً من رغبة حقيقية. لكن السؤال: من أين تأتي هذه الرغبة، ومتى أعلم بوجودها؟ من الذي يقول لي أن رغبتي في الصلاة ليست مجرد حاجة نابعة من الخوف أو من باب الواجب؟

الصلاة قد تكون علاقة وحديث مع الله. إنما في رأيي هي قبل كل شيء استقبال لكلام الله وحبه في حياتي. لأن محور وهدف الصلاة في النهاية هو أن أحقق الوحدة المرغوبة والتي أسعى إليها مع الله. هذه الوحدة تتم من خلال استقبالي لكلام الله في حياتي حتى تصبح تصرفاتي وأفكاري، ونظرتي كلهم نابعين من هذا الاستقبال، وذلك الكلام.

إذا حللنا صلاة الأبانا لوجدنا أنها مكونة من جملة طلبات، تعود في النهاية إلى تحقيق إرادة الله وليس ماابتغيه أنا. أقله بشكل مباشر إذ أنني مدعو لأن ابتغي إرادته لا إرادتي." لتكن مشيئتك لا مشيئتي". يقول يسوع في بستان الزيتون: طعامي أن اعمل مشيئة من أرسلني. ويجب ألا ننسى قول يسوع في الانجيل:
بإنه مهما طلبنا من الآب، فهو لن يعطينا سوى الروح القدس، لأن هذا الأخير هو الذي يساعدنا على العمل لتحقيق إرادة الله الآب. أو بالأحرى هو الذي يحقق إرادة الله من خلالنا وبداخلنا(لوقا 11:1-14).

كل الحياة الروحية المسيحية مبنية على الاستقبال. إن لم يكن هناك من استقبال لكلام الله في حياتنا فسوف نقع آنذاك في خطر دين أخلاقي وإرادي، فلا نصل إلى شيء، لأننا آنذاك نكون في ظل الشريعة. إذا حللنا مثل الزارع وتسائلنا من الذي يعطي الثمار؟ سوف نلاحظ ان الثمار آتية من البذار، أي من كلمة الله المزروعة في الأرض الجيدة، وجودة الأرض تكمن في استقبالها الجيد لهذه البذرة، الكلمة.

إذاً، ماذا نعيش في الصلاة ؟ نحن في الصلاة، وخلافاً لما نعتقد نعيش صراعاً قوياً بين تحقيق إرادتنا أو العمل من أجل أن تتحقق إرادة الله. هذا الصراع عاشه المسيح أثناء حياته كلها: انظر إلى التجربة في البرية. هذه التجربة تدور حول إذا كان المسيح يريد أن يكون هو المصدر وبالتالي إرادته هي التي سوف تتم، أو أنه يقبل بالتخلي عن إرادته من أجل أن تتحقق إرادة الآب.

كذلك الأمر في بستان الزيتون حيث نعتقد بسهولة كبيرة جداً بأن يسوع تخلى دون صراع عن إرادته لأنه إله(هذا الفهم السيء نابع من فهمنا الرديء لتجسد المسيح وإنسانيته). فلنقرأ ما يقوله النص لنا:

" ثم خرج فذهب على عادته إلى جبل الزيتون، وتبعه تلاميذه. ولما وصل إلى ذلك المكان قال لهم: صلوا لئلا تدخلوا في تجربة. ثم ابتعد عنهم مقدار رمية حجر وجثا يصلي فيقول: ياأبتي، إن شئت فاصرف عني هذه الكأس، ولكن لتكن لا مشيئتي، بل مشيئتك. وتراءى له ملاك من السماء يشدّ عزيمته. وأخذه الجهد فأمعن في الصلاة، وصار عرقه كقطرات دم متخثر تتساقط على الأرض. ثم قام عن الصلاة فرجع إلى تلاميذه فوجدهم نائمين من الحزن، فقال لهم: ما بالكم نائمين؟ قوموا فصلوا لئلا تقعوا في التجربة"(لوقا22: 39-46). ما يوضح لنا كل ذلك هو ماحدث أثناء بدء يسوع لحياته العلنية حيث يقول لنا الانجيل:
ثم سار الروح بيسوع إلى البرية ليجربه ابليس(متى4 :1).

أو قول الانجيل: في تلك الساعة تهلل بدافع من الروح القدس فقال:أحمدك ياأبت رب السموات والأرض،على أنك أخفيت هذه الأشياء عن الحكماء والأذكياء وأعلنتها للصغار. هذا يعني بأن كل الأعمال التي كان يقوم بها يسوع، كان يعملها بدافع من الروح القدس، وإذا بقي محافظاً على موقعه كابن في الثالوث ولم يحاول أبداً أن يكون المحور فذلك لاستسلامه إلى الروح القدس.

ختاماً:

لقد اعتدنا على الصلاة، ونعيشها على أنها هروب من المشاكل، وهروب من الواقع، وأخيراً هروب من عالمنا والعيش في حلم تحقيق عالم خال من كل نقص. وهذا يبقى حلم، وعندما نعي بأن هذا حلم لن يتحقق أو لم يتحقق نتفاجىء بأننا تخلينا عن الصلاة، ولم تعد تعني لنا شيئاً.

لنعد إلى الواقع ونحاول أن نعيش صلاتنا باتصال مستمر مع كل ما نعيشه مع ذواتنا ومع الآخرين فنعيش بذلك تجسدنا بكل أبعاده، إذ يصبح الله موجوداً في كل مجالات حياتنا، ولم يعد هناك من فصل بين الديني والدنيوي.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصلاة جميلة وأعمالها مستقيمة، الصلاة المقبولة تُشعر الإنسان بالراحة
الصلاة التي تملأ القلب فرحاً وابتهاجاً هي الصلاة المرتفعة إلى الله
رجاء تصحيح نظرتنا في الصلاة وطلبات الصلاة حسب الإنجيل وتقليد الكنيسة
الصلاة تنقى الفكر، الصلاة تظبط الفم، و الصلاة تمنع الفعل الخطأ.....
...هذه هى الصلاة التى تضمن الاستجابة...لقد تجاوزت استجابة الصلاة حدود ايمانهم


الساعة الآن 01:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024