منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 12 - 2013, 02:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

النمو البدني عطية إلهية... يصاحبه مشاكل!

سرعة النمو البدني في مرحلة المراهقة هي عطية إلهية، خلالها يودع الإنسان مرحلة الطفولة ليقتحم خبرة الحياة الناضجة الجديدة تدريجيًا. غير أن هذه المرحلة يصاحبها الكثير من المشاكل والصعاب، نذكر منها:


كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
1- ظهور الشعور بالنقص، فالمراهقون حسّاسون جدًا لنموهم البدني، يقارنون أنفسهم بزملائهم مع شيء من التخوف، فيظن الكثيرون أنهم غير مقبولي الشكل، ينقصهم جمال الجسد. أحيانًا ترى الفتاة أن نمو زميلاتها أكثر من نموها فتضطرب وتقلق على مستقبلها دون أن تدرك أن النمو يصيبه التعديل بعد فترة قصيرة. وقد تتخيل الفتاة أنها أكثر طولًا من غيرها فتظن أنها لا تجد الإنسان المناسب لها (أطول منها) في حياتها الزوجية. وقد يظن المراهق أنه غير كامل النضوج خاصة من الجانب الجنسي فيرتبك، أو أنه أقصر من زملائه أو أكثر بدانة، فيكون موضع سخرية الغير.
يطالب علماء النفس المراهقين أن يدركوا أن لكل إنسان جمله الخاص، حتى وإن بدا فيه عيب بدني معيَّن، فيبرز الفتى في عيني نفسه ما وهبه الله من جمال سواء كان بدنيًا أو قدرات خاصة بالذكاء أو الفن... كما يحتاج المراهقون إلى حكمة الوالدين ليؤكدوا لأبنائهم حبهم لهم وتقديرهم وافتخارهم بهم، لا أن يسخروا بعيب معين فيهم ولو على سبيل المزاح.
أما من الجانب الروحي، فإن التربية الروحية السليمة تعطي للمراهق أن يركز أنظاره بالأكثر على الجمال الداخلي، حاسبًا كل ما وهبه الله هو صالح ومبارك لبنيانه. عمل روح الله في المراهق المساندة المستمرة للنمو والبنيان في رجاء وبقوة، وبدون يأس.
2- أحيانًا ينمو البعض بدنيًا بسرعة تفوق الآخرين، فيجد المراهق نفسه شاذًا بين زملائه الذين في ذات عمره. لا يعرف كيف يقيم صداقات معهم، إذ يراهم كأطفال بالنسبة له، وفي نفس الوقت يعجز عن إقامة صداقات مع من في مثل حجمه ويكبرونه في السن إذ يعاملونه كطفل بسبب صغر سنه وقدراته الفكرية،مثل هؤلاء يحتاجون إلى مساندة خاصة في البيت والمدرسة والكنيسة لتعالج حالتهم بطريقة شخصية حتى لا تتحطم نفسيتهم.
3- يحتاج النمو البدني إلى طاقة كبيرة، لذا يميل المراهقون إلى الاهتمام بالأكل فيهتمون بالنَّهم والإفراط فيه. هذا من جانب، ومن جانب آخر يصحب النمو البدني نشاط وحركة مستمرة ورغبة في التلاقي مع الأصدقاء لفترات طويلة، وفي نفس الوقت متى جاءوا إلى منزلهم يشعرون بالحاجة إلى الراحة والنوم فيُتهمون بالخمول والكسل وعدم التعاون مع الأسرة في ممارسة الأعمال المنزلية.
4- غالبًا ما يبدأ النمو في حياة الفتاة قبل الفتى، ويتحقق بمعدل أسرع، ففي سن الثانية عشرة تبدو الفتاة "سيدة صغيرة" بينما يبدو الفتاة "صبيًا صغيرًا"، الأمر الذي يسبب نفورًا مؤقتًا بين الجنسين، فيحجم كل جنس عن الاختلاط بالجنس الآخر، ويكون لكل جنس عالمه الخاص. فالفتيات ينظرن إلى الفتيان كصبيان صغار ويتهمونهم بالعنف في معاملاتهم، بينما تحس الفتيات أنهن سيدات صغيرات رقيقات الطبع... لكن بعد قليل ينمو الجنسان أكثر، وتظهر العاطفة والمشاعر الجديدة لكل جنس نحو الآخر، ويطلب كل شخص أن يكتشف عالم الجنس الآخر.
5- ظهور المتاعب النفسية الدفينة في حياة بعض المراهقين تدفعهم للتنفيس عنها بالانهماك في الأكل، مما يجعلهم أكثر بدانة ويعرضهم لمتاعب نفسية جديدة.
هذه المشاكل وما على شاكلتها تتطلب مراعاة الوالدين والكهنة والمرشدين طريقة التعامل مع المراهقين بما يناسب طبيعتهم وظروفهم حتى يكسبونهم بالحب والتقدير. هذا أيضًا يتطلب من المراهقين إدراكهم حقيقة نموهم، وتعرفهم على مفهوم النضوج والبلوغ والحرية. إنهم محتاجون إلى مساندة إلهية حتى ترافقهم نعمة الله، لتهبهم روح الاستنارة الداخلية، وتذلل المصاعب فتجعل منها فرصًا للنمو الحقيقي، وتوجههم نحو إدراك رسالتهم وتحقيقها، فيشعر المراهقون بقدسية الحياة وجديتها مع الفرح والبهجة حتى وسط المتاعب؛ يتلمسون صداقة الله مخلّص نفوسهم القريب إليهم بل هو في داخلهم. بهذا ينشدون أغنية النصرة بقوة وفي رجاء، قائلين: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني".
رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

أسئلة تكشف عن مدى نموك

يحتاج كل إنسان -خاصة في مرحلة المراهقة- أن يختلي لا مع نفسه بل مع الله الساكن فيه، ليكون صريحًا للغاية، متسائلا عن صدق نمو شخصيته، مجيبًا على مثل هذه الأسئلة:
1- هل تطلب الحرية الكاملة في البيت دون الرغبة في تحمل المسئوليات بجدية؟
2- إن كنت تشعر بالنضوج، فهل تتسرع في الحكم على الأمور، وتتذبذب في الأمر ولو في داخلك؟


كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
3- هل تجعل من نفسك الحكم الوحيد في كل الأمور؟ هل تلجأ إلى الله تصرخ إليه طالبًا المشورة؟ هل تتقبل مشورات وخبرات والديك وأب اعترافك؟ هل تكتفي بسؤال من هم في ذات عمرك؟
4- عندما تواجه مشكلة ما هل تنفعل سريعًا؟
5- هل تنقاد لمن هم في ذات عمرك لتتمثّل بهم خشية نبذهم لك؟ أم أنك قادر على أخذ قرارك من داخلك ولو لم يسترح له كل زملائك؟
6- أتريد أن تظهر كبطل أمام الغير؟ أم تتطلب النمو الدائم القائم على مجابهة المصاعب والمشكلات بصدر رحب، مستندًا على نعمة الله؟ هل تتمتع بخبرات يومية كمصدر لنموك؟
7- أتحب أن تكون موضع اهتمام الكل وعطائهم وتكريمهم خاصة أمام الجنس الآخر؟ أم تشتاق أن تخدم الآخرين لأجل بنيان نفوسهم وخلاصهم؟
8- هل تشتاق أن تعطي دون انتظار لمكافأة؟
9- هل تحب أم أنك تطلب ما هو للذتك الخاصة؟ أتعرف تكلفة الحب وتدفعها؟
10- هل تعرف أعماقك؟ هل تراجع نفسك بخصوص اكتشاف هدفك؟
أخيرًا بعد أن تجيب على هذه الأسئلة، إذ تشعر بالحاجة إلى النمو الصادق، اصرخ إلى الله فهو سندك، قريب إليك، مشتاق إلى نموك، يطلب صداقتك وخلاصك.
_________________________________
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

المراهقة والجسد


كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
St-Takla.org Image: Boy and girl talking - Men and women
صورة في موقع الأنبا تكلا: فتى وفتاة يتحدثان - الرجال والنساء
لعل من أهم التساؤلات التي تدور في ذهن الشباب المعاصر هي:
+ ما دمنا نحمل جسدًا، فلماذا نكبت اشتياقاته وأحاسيسه؟
+ هل يطلب مسيحنا والكنيسة حرمان الشباب من ضروريات الحياة الجسدية؟
+ ماذا يضير مسيحنا والكنيسة والمجتمع من علاقات جسدية تتم برضي الطرفين ولا تسيء إلى أحد؟
+ ما هي نظرة مسيحنا للجسد وعواطفه وغرائزه؟
+ أليس الشباب في حاجة إلى خبرة الجنس حتى لا يفشلوا في حياتهم الزوجية؟
+ هل يمكن عمليًا أن يعيش الشاب المعاصر في طهارة إنجيلية؟
أود أن أناقش هذه الأسئلة في هذا المقال والمقالات التالية، ولنبدأ الآن بالحديث عن الجسد ونظرتنا إليه وإلى اشتياقاته وأحاسيسه.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

الجسد والحياة الإنسانية


كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
القديس الأنبا إيريناؤس أسقف ليون - القديس إيرينيئوس
لم يخلق الله الإنسان نفسًا مجردة ولا جسدًا مجردًا (1)، إنما خلقه كائنًا فريدًا في نوعه، عجيبًا في إمكانياته، يشارك الخليقة السماوية بنفسه أو روحه العاقلة التي لن يشبعها أمر زمني إذ تطلب اللانهائيان، وفي نفس الوقت له جسده كجزء لا يتجزأ من كيانه الكلي له غرائزه وأحاسيسه ومتطلباته، يود الشبع لا من الطعام بل ومن لذات كثيرة. ومع هذا لا يحمل الإنسان ثنائية كيانية، أو ثنائية طبيعية، بل له كيانه الإنساني الواحد بالرغم مما للنفس من سمات تختلف تمامًا عن سمات الروح. حيث قيل أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله (تك26:1) لم تُقصد النفس وحدها مجردة عن الجسد بل الكيان الإنساني الواحد،.يقول الأب غريغوريوس بالاماس متأثرًا بالقديسين إيريناؤس وغريغوريوس أسقف نيصص (يطلق اسم الإنسان لا على النفس ولا على الجسد بل على الاثنين معًا).
الجسم ليس مسكنًا للنفس، تحتله إلى حين لتفارقه بلا عودة، لكنه شريك معها في كل شيء، حتى في الأمجاد السماوية، وإن كان هذا الجسم يحمل فيما بعد طبيعة جديدة تليق بالأبدية، هو شريك النفس في الجهاد كما في السقوط، لذا يتقبل معها الأمجاد الأبدية أو الدنيوية. هذا ما أكده العلامة أثيناغوراس في كتابه عن القيامة، إذ يقول: (إن كانت طبيعة الإنسان ككل تحوي بوجه عام نفسًا خالدة وجسدًا لائقًا بالنفس في الخلقة، وإن كان ليس حسب طبيعة النفس وحدها أو طبيعة الجسد منفصلًا (عن النفس) عيّن الله مثل هذه الخليقة أو مثل هذه الحياة أو هذا الوجود الكلي، إنما أقام أناسًا مكونين من الاثنين، فيكون لهما العنصران اللذان يتكونان منه عند الميلاد وأثناء الحياة، يتبع هذا حتمًا أن (الإنسان) كائن واحد يتكون من الاثنين، يحمل خبرات النفس وخبرات الجسد، يعمل ويحقق ما تتطلبه أحكام الحواس أو أحكام العقل، فبلغ هذا كله في مجموعه نهاية واحدة...) (2).
لا يحمل الجسم انعكاسات النفس الداخلية فحسب، إنما تعمل النفس مع الجسد متفاعلين معًا بلا انفصال، لهذا لا نعجب إن دعي الكتاب المقدس الإنسان كله تارة "نفسًا"، وأخرى جسدًا.
خلال هذا المنظار تتطلع الكنيسة إلى الإنسان في كليته -نفسًا وجسمًا- كمقدس للرب، فيه يحل الروح القدس خلال سرّي العماد والميرون لكي ينطلق الإنسان بكليته نحو التمتع بالحياة الجديدة في المسيح يسوع، شاهدًا لله بملكوته المعلن داخله.
إدراكنا لحقيقة جسمنا بكل طاقاته وقدراته مع التعرف على دوره في الحياة الإنسانية أمر أساسي يمس نظرتنا للحياة وتطلعاتنا للعالم وممارستنا للحب وفهمنا للحياة الزوجية والعلاقات الأسرية والجنس.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

الجسد بين التأله والبغضة


كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
حزقيال، بكنيسة سيستين تشابل، الفنان ميكلانجلو، 1510
في حديثنا عن "شخصية الشاب المتكاملة"، رأينا وجود اتجاهين متطرفين من جهة النظرة للجسد ومتطلباته. هذان التطرفان يوجدان في كل العصور، وإن اختلف الأسلوب أو الشكل. يوجد من يؤلهون الجسد وينحنون أمامه في استسلام كامل كأنه مركز عبادتهم وحياتهم وموضوع حبهم، ويوجد من يكرهونه ويبغضونه ويصارعون ضده كعدو يلزم تحطيمه والخلاص منه.
وفي القديم وُجد من ألهوا الجسد، بل ووجدت ديانات تتعبد للأعضاء التناسلية للرجل Phallic religions أو للمرأة. في أيام حزقيال النبي وجدت نساء وفتيات تقدمن إلى هياكل البعل ليمارسن الخطية مع القادمين إليها، في لهو وعبث، حاسبين ذلك عملًا تعبديًا (حز30:20)، وعند اليونان وُجدت آلهة الجمال أفروديت،وفي عصر الرسل عاش البعض في جو إباحي مفسد للحياة الإنسانية ككل، حيث يسلم الإنسان شهوات جسده مركز القيادة ليعيش بجسده وفكره ونفسه لا همّ له سوى التمرغ في الشهوات بلا شبع، هؤلاء قيل عنهم: "آلهتهم بطونهم" (في9:3)، أو قل "آلهتهم أجسادهم". فما يطالب به بعض الشباب من ترك العنان لشهوات الجسد تحت ستار الحرية الشخصية ليس وليد العصر الحديث، ولا بالأمر الجديد على البشرية، إنما هو امتداد طبيعي لفكر عاشه الكثيرون عبر العصور، تجاهلوا فيه تقديرهم للروح والفكر وكل الطاقات البشرية السامية، لينحدروا بكل كيانهم الإنساني منحنين لشهوات أجسادهم، وكأن كل ما فيهم هو الجسد تقوده الغرائز بلا تقديس ولا ضابط.
من الجانب الآخر يوجد أيضًا في كل عصر فريق مضاد يحمل فكرًا لا يقل خطورة عن الفريق الأول، ألا وهو تجاهل الإنسان لجسده، فيظن في نفسه أنه روحًا مجردة حُكم عليها بالحبس المؤقت في الجسد. مثل هذا يعادي الجسد ويطلب تحطيمه، خاصة الأعضاء الجنسية، متطلعًا إليها كأعضاء دنسة وعنصر ظلمة أو فساد يريد الخلاص منها. من بين هؤلاء من بالغ حتى حسب الزواج في علاقاته الجسدية أشبه بزنا مباح.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

قدسية الجسد

الجسم هو خليقة الله الصالحة، لا يليق بنا أن نحتقره أو نقاومه كعدو نود الخلاص منه، ولا نحسبه سجنًا حكم على النفس أن تؤسر فيه كما أدعى أفلاطون. يتطلع الرسول بولس إلى أعضاء جسمه بقدسية ورهبة فيحسبها أعضاء المسيح (1كو15:6)، حاسبًا الأعضاء التي يراها البعض بلا كرامة لها كرامة أفضل، "والأعضاء القبيحة فينا لها جمال أفضل" (1كو23:12)، لا يليق بنا إفساد هذه الأعضاء أو استخدامها كآلات إثم للموت، بل "آلات برّ الله" (رو13:6).
لقد وقفت الكنيسة تفند كل فكر غريب جاء به الهراطقة من الفلسفات القديمة، خاصة الفارسية، لمعاداة الجسم وحسبانه عنصر ظلمة، فمن أقوال الآباء في هذا الشأن:
+ لا يجب أن نخجل من أن نسمي ما لم يخجل الله من أن يخلقه.
القديس اكليمنضس السكندري
+ يجب أن لا تكون الطبيعة البشرية موضوع عار بل موضوع احترام.
العلامة ترتليان (5)


كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
+ الجسم هو من عند الله، وما سمح أن يوجده هو جزء من عمله... لاحظ كيف دُعي الإنسان "جسدًا" بطريقة لائقة... وأن غاية الله الخاصة بالإنسان ليست لصالح النفس وحدها بل للنفس مع الجسد.
العلامة ترتليان (6)
+ الجسم الذي كان من البداية موضع فن الله، سيوجد قادرًا على التمتع بقوة الله والتمثل به.
القديس إيريناؤس (7)
+ لا تقبل القائلين بأن الجسد ليس من صنع الله، لأن الذين يعتقدون أن الجسد غريب عن الله، وأن النفس تسكن الجسد كما في وعاء غريب، يفسدونه بالزنا.
أي عيب يجدونه في هذا الجسد العجيب؟!
هل ينقصه الجمال؟!
أي شيء في تكوينه لم يُصنع بابتداع؟!
لا تقل بأن هذا الجسد هو سبب الخطية، فلو كان الجسد سبب الخطية، فلماذا لا يخطئ الميت؟
لا يخطئ الجسد من ذاته، إنما تخطئ النفس خلال الجسد...
أشفق على جسدك بكونه هيكلًا للروح القدس (1كو19:6)، لا تدنسه بالزنا، ولا تلوث ثوبك الجميل؛ وإن كنت قد دنسته اغسله الآن بالتوبة، اغتسل ما دام الوقت يسمح بذلك.
القديس كيرلس الأورشليمي (8)
إذن جسمنا ليس عدوًا نقاومه، وإنما كما يقول القديس أغسطينوس (9) يلزمنا أن نحبه كما يحب الرجل امرأته والمسيح كنيسته، معلقًا على كلمات الرسول بولس (أف25:5-28) هكذا: (يوصي المعلم الحقيقي الرجال أن يحبوا نساءهم على مثال حبهم لأجسادهن، وفي نفس الوقت على مثال حب المسيح للكنيسة).
هذا البدن بكل أعضائه هو خليقة الله الصالحة، انحرف بشهواته عن غايته خلال انحراف إرادتنا بالخطية،وقد اهتم كلمة الله بتقديسه، إذ حمل جسدنا بلا خجل لكي بملء الدالة نناجيه: (باركت طبيعتي فيك (10)). يقول القديس اكليمندس الروماني: (بالحب حملنا الرب إليه! من أجل الحب حملنا، فوهبنا ربنا يسوع المسيح دمه... وهبنا جسده لجسدنا، ونفسه لنفوسنا (11)). بنفس المعنى يقول القديس إيريناؤس: (هكذا يخلصنا الرب خلال دمه، فيهبنا نفسه لنفوسنا، وجسده لأجسادنا، ساكبًا روح الآب لأجل اتحاد الله مع الإنسان والشركة معه (12)).
الله الذي يحبك لم ينزع عنك جسدك الذي صار يمثل ثقلًا على نفسك، لأننا أفسدناه بالخطية، إنما أرسل الابن الوحيد -الخالق- لابسًا الجسد الذي لك. جاء في شبه جسد الخطية (رو3:8)، لكنه بلا خطية... تقدمَ وجاهدَ باسمك ليهبك غلبة ونصرة وقديسًا إن لبست الرب واختفيت فيه وتجاوبت مع عمله. يقول القديس أمبروسيوس: (لقد كان ربنا يسوع المسيح يهدف بصومه وخلوته أن يشفينا من جاذبية الشهوة، فهو لأجل الجميع قبل أن يجرب من إبليس حتى نعرف كيف ننتصر فيه) ويقول البابا كيرلس الكبير: (انتصر المسيح على الشيطان، وتوّج هامة الطبيعة البشرية بإكليل المجد والظفر).
في السيد المسيح، كلمة الله المتجسد، صار لنا الغلبة والتقديس؛ صارت أجسادنا مقدسة فيه، إذ حُسبت أعضاءه (1كو16:5).
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

الجسم الإنساني والشهوات الجسدية


كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
يصور القديس بولص الرسول
إن كان الإنسان بجسده مع نفسه يمثل كيانًا واحدًا، يحمل طبيعة واحدة هي "الطبيعة الإنسانية" دون أن يفقد الجسم طبيعته ولا النفس أيضًا تفقد طبيعتها، إذ يلتحما معًا في طبيعة واحدة، يعملان معًا بتناغم وتفاعل مشترك في كل تصرف مادي ملموس أو حسي أو عقلي خفي، فلماذا يئن الرسول من جسده، حاسبًا إياه "جسد هذا الموت" (رو24:7) الذي "يشتهي ضد الروح" (غلا17:5، 1بط11:2)؟
يلزمنا أن نميز بين الجسم soma الإنساني كخليقة الله الصالحة وبين الجسد sarkis حينما يُعني به الشهوات الجسدية التي تحطم قدسية الجسد والروح معًا، إذ يستعبد الإنسان كل كيانه -نفسه وجسده وفكره وعواطفه وأحاسيسه وطاقاته ومواهبه- لأفكار شهوانية جسدية. هذا ما دفع الرسول بولس للتمييز بين الإنسان الجسداني والإنسان الروحاني، ليس بمعنى أن الأول جسد بدون روح والثاني روح بدون جسد، إنما يقصد بالجسداني الإنسان الذي أسر كيانه جسدًا،أما الروحاني فهو الذي يخضع لعمل روح الله القدوس، فيُحسب روحانيًا دون أن يخلع الجسد. يقول القديس أغسطينوس: (من ليس روحانيًا حتى في جسده يصير جسدانيًا حتى في روحه (17)).
حينما يصير الإنسان جسدانيًا لا نلقي باللوم على الجسد وحده، لأن النفس تشارك الجسد خطأه، إذ يقول السيد المسيح: "لأن من القلب (الإنسان الداخلي) تخرج أفكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف، هذه التي تنجس الإنسان" (مت19:15،20. ويؤكد القديس أغسطينوس في أكثر من موضع أن سبب السقوط هو انحراف الإرادة عن مسيرها الصحيح (18)).
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

التغيرات الجسدية والمراهقة


عند حديثنا عن "المراهقة نمو وحياة" رأينا أن ما يصاحب هذه المرحلة من تغيرات جسدية وعواطف ومشاعر جديدة هو أمر صالح، هبة إلهية ليمارس الإنسان الحياة النامية المتحركة نحو النضوج، متى سُلمت تحت قيادة روح الله.
لقد أشرت إلى بعض المشاكل النفسية التي تنجم أحيانًا عن هذه التغيرات. ما أريد هنا توضيحه أن كثيرًا من المراهقين -في الشرق والغرب- يشعرون بقلق شديد واضطراب داخلي بسبب التغيرات التي تطرأ سريعًا بالنسبة لأجسامهم، مع أن ما يحدث معهم -بالنسبة للجنسين- يكشف عن إبداع الخالق وحكمته، إذ يهيئ المراهقين للدخول تدريجيًا إلى النضوج والبلوغ حتى يستطيعون فيما بعد ممارسة الحياة الوالدية كآباء وأمهات.

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
رجل وامرأة يتحدثان
يصحب هذه التغيرات تفاعلات كيماوية جديدة في الجسم تسبب نوعًا من المشاعر الجديدة في حياة المراهق تجاه الجنس الآخر تتزايد لتصير وكأنها جزء من كيانه. هنا يبدأ الإنسان في الشعور بفقدان بساطة نظرته للغير ونقاوة قلبه، فيظن أن حياته قد تلوثت فجأة بالدنس، مما يُسقطه في الشعور بالذنب،ما نؤكده هنا هو أن العواطف والمشاعر التي سُلمت في يدي الله، تهيئ الإنسان للحياة الزوجية المتزنة المملوءة قدسية، كما تلهب قلبه بالحب لله، فهي طاقات لازمة وضرورية سواء اختار الإنسان الحياة الزوجية المقدسة أو التكريس البتولي.
الجنس في حقيقته ليس خطية ولا دنسًا، إن سار في وضعه الحقيقي تحت قيادة روح الله واهب التقديس والحكمة والنمو هذا ما سنتحدث عنه بمشيئة الرب في المقالات التالية.
__________________
(1) للمؤلف: الحب ومفهومه ودرجاته، فصل 3 "الحب والجسد".
(2) De Resurr. 15.
(3) De Resurr, Carnis 16.
(4) مجموعة من المؤلفين: الجسد والعفة والحب، منشورات النور 1983، ص 24.
(5) المرجع السابق، ص 24.
(6) De Resurr. Carnis 5.
(7) Adv. Haer. 5:3:2.
(8) Catech Lect 4: 22,23.
(9) العفة، فصل 19-23.
(10) Litury of St. Gregory the Theologian for the Coptic Church.
(11) Ep. 1:49.
(12) Adv. Naer 5:1:1.
(13) De Genesi ad litteram 9:16.
(14) Contra Julianum 4:8.
(15) Contra Faustum 29.
(16) Jn Cor. PG 6:257-8.
(17) مجموعة من المؤلفين: الجسد والعفة والحب، ص 21.
(18) St. Augustine says (There would have been no evil deed unless there was an evil will prior to it. And what could begin this evil will but pride, which is the begining of all sin?!) De invitate Dei, 14:13.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 02:22 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

العطش إلى الحب

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
شغلت كلمة "الحب" قلب الإنسان منذ وجوده، وستبقى تشله ما دام يوجد، ولا أكون مبالغًا إن قلت أنها الأمر الوحيد الذي يرافقنا حتى بعد الموت. إذ "المحبة لا تسقط أبدًا" (1كو8:13).
يبقى الإنسان يبحث عن الحب متعطشًا إليه، يشتاق إلى حب الغير له وأن يسكب حبه على الغير. فالمؤمن المتعبد يطلب حتى متى بلغ أعلى درجات النسك الصادق والتوحد الأصيل أن يهيم ذائبًا في محبة الله، مقدمًا قلبه جمر نار متقدًا حبًا! والزوج يتوق أن يحب زوجته ويكون موضوع حبها، والأب والمعلم والإبن والأخ والصديق الكل يطلبون أن يحبوا ويُحبُوا. أقول حتى الشهوانيون والمجرمون وقساة القلوب يحنون إلى الحب ويشتهونه، حتى وإن لم يمارسوه.
هذا واختلط الحب في أذهان الكثيرين، فلا يعرفون أن يميزوا بينه وبين الميل العاطفي أو الاجتماعي أو الشهوة، بل وكثيرًا ما يُخفون روح النفعية وحب الأنا ego تحت ستار الحب، فيخدع الإنسان حتى نفسه، معطيًا صورة مقدسة لدوافع موجهة توجيهًا شريرًا.
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 12 - 2013, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي

الحب أسمى من اللغات البشرية

ما أصعب أن تعطي تعريفًا للحب، فهو في حقيقته أعمق من أن تعبر عنه لغة بشرية، ولا أن تترجمه مشاعر وعواطف، لكنه حقيقة مُعاشة تمس كل تصرفات الإنسان الظاهرة والخفية. يمكننا أن نقول بأن الحب هو انفتاح القلب واتساعه فلا يضيق بأحد ما ولا بشيء ما بل يحمل في داخله الله نفسه وكل خليقته، يتقبل بفرح كل بشر، مشتاقًا أن يقدم نفسه his self للغير دون ترقب لمكافأة. هو أمر قدسىّ، ثمرة اتحاد الإنسان مع الله "الحب" (1يو8:4) الذي يقدس النفس بكل طاقاتها والفكر بكل قدراته والجسد بأحاسيسه وغرائزه وعواطفه والإرادة الإنسانية، فيصير الإنسان بكليته لهيب حب لا ينطفئ.
أصر Leo Buscaglia أستاذ التعليم بجامعة كاليفورنيا على تدريس مادة "الحب" مفتتحًا فصلًا دعاه "فصل الحب Love Class" رغم سخرية البعض بذلك. وبعد ثلاث سنوات قرر أنه لم يستطع أن يجد تعريفًا، حاسبًا أن كل تعريف إنما يضع حدودًا للشيْ، أما الحب فبلا حدود. لقد أُعجب بكلمات أحد طلبته: (وجدت الحب مثل مرآة، حينما أحب آخر، يصير هو مرآتي وأنا مرآته، كل يعكس على الآخر الحب فنرى لا نهائية (2)). بمعنى آخر الحب أشبه بنور يضيء بين مرآتين متوازيتين كل تعكس النور على الأخرى لترى في كل مرآة عددًا غير محدود من مصدر النور (كالشمعة أو المصباح مثلًا).
يقول آخر: (الحب هو عمل عطاء النفس للغير).
إذن ما هو الحب؟ إن كنا نعجز عن تقديم تعريف له لكننا نقدم هنا بعض الجوانب التي تكشفه:
1- الحب... انفتاح للقلب بتدبير وحكمة

الحب هو انفتاح القلب واتساعه للغير، وحينما نقول "الغير" لا نعني شخصًا بعينه بل إن أمكن كل أحد، لأن القلب المفتوح يحمل طبيعة الحب من داخله ليفيض على الجميع، لكن بحكمة واتزان ولياقة. هذا ما يؤكده القديس أغسطينوس الذي عاش عشرات السنوات الأولى من حياته بقلب انحرف بالحب ليكون في صبوته قائدًا للصبيان في مغامرات السطو على حدائق جيرانه وفي شبابه سكب قلبه في شهوته ليعيش مع سيدة في النجاسة. لقد اختبر بعد ذلك عذوبة اتساع القلب بحكمة فقال بأن للحب تدبير أو نظام؛ حبنا لله من كل القلب والفكر والنفس والقدرة، وحب الوالدين من نوع آخر، الأبناء من نوع ثالث، والزوج أو الزوجة غير حب الأصدقاء والزملاء.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
2- حب العَوز والحاجة

الحب هو تحرر من الذات ego. فالمحب هو من يستطيع ألا يتوقع حول الأنا لينحصر فيما لنفعه المادي أو الأدبي أو العاطفي، يطلب ما لِذاته تحت ستار الحب.

كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
كثيرون يكشفون عن عواطفهم التي تبدو غاية في الرقة، ويبدو أنهم أسخياء في العطاء، لكنهم في الواقع يعملون لحساب الأنا ego،.أذكر على سبيل المثال الشاب الذي في غربته يشعر بالعزلة القاتلة فيلتقي بفتاة ويعلن حبه لها، مقدمًا لها العاطفة بفيض وينفق من ماله الكثير، لا لشيء إلا لأنه في عوز إلى من يحطم عزلته ويشبع فراغ نفسه الداخلي، مثل هذا أناني في عواطفه ومحبته، لهذا إن أقدم على الزواج منها سرعان ما تنكشف أعماقه وتشعر زوجته بأنانيته القاتلة، ويتحول الحب إلى خصام ونزاع، غالبًا ما ينتهي بتحطيم الأسرة.
هذا ما يتكرر كثيرًا بالنسبة للمراهقين، إذ يشعر المراهق أحيانًا أن أسرته تمثل سجنًا يريد الإفراج والهروب منه، فيلتقي بمن يحمل ذات المشاعر، ويظن الاثنان أنهما تلاقيا في دائرة الحب... لكنهما في الواقع تلاقيا في دائرة العوز والاحتياج، كُل يطلب أنه يجد في الآخر ما يعوضه عن مشاكله الأسرية، فيضيقان إلى مشاكلهما مشكلة جديدة حين يرتبطا بعواطف على أساس غير سليم.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
3- الحب... رحلة داخلية لتقديم النفس

الحب هو رحلة الحياة كلها غايتها الدخول إلى النفس self ليتحقق الإنسان من حقيقة كيان النفس الداخلي core self، ويتعرف على رسالته، فلا يطلب شبعًا من الغير ولا يستعطف أحدًا ليملأ فراغه الداخلي بكلمة مديح أو عاطفة أو تقديم خدمة إلخ... وإنما يطلب أن يشبع في الداخل ليفيض هو على غيره. يقدم نفسه "self" his بحكمة ومعرفة، متشبهًا بمخلصه واهب ذاته لمحبوبيه.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
4- الحب... سيمفونية الحياة

الحب هو تناغم الحياة الإنسانية معًا، فيتفق سلوك المرء الظاهري مع نبضات قلبه المقدس ورقة مشاعره المخلصة والتهاب عواطفه العميقة وجدية فكره والتزام إرادته بالعمل... بمعنى آخر، الحب يجعل من الإنسان قيثارة تحمل أوتارًا متباينة لتصدر سيمفونية حياة واحدة مسئولة وجادّة، متكاملة ونامية في كل الاتجاهات.
كتاب دعوني أنمو  القمص تادرس يعقوب ملطي
5- الحب... إستنارة إلهية

الحب هو عمل روح الله نفسه فينا، الذي وحده يستطيع أن يقودنا إلى أعماقنا، وينير بصائرنا الداخلية لنكتشف أنفسنا، ويجد كياننا، ويفتح قلوبنا للعطاء. فإن كان الله قد خلق الإنسان على مثاله لكي يحمل سمة الحب لكنه محتاج أن يتحد بالله الحب المطلق يفيض عليه هذه السمة في أعماقه وينميها ويحفظها من الانحراف، في هذا يقول الآباء:
+ الله محبة وينبوع كل حب، لذلك يقول يوحنا العظيم إن "المحبة من الله"، "الله محبة" (1يو7:4،8). لذلك جعل الخالق المحبة من سماتنا، قائلًا: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضًا لبعض" (يو35:13). فإن لم توجد المحبة فينا نكون قد غيرنا الخاتم الذي به نتشكل بشكل الله.
القديس غريغوريوس النزينزي (4)
+ من يود أن يتكلم عن الحب التزم أن يتكلم عن الله ذاته. فالمحبة المقدسة هي مشابهة الإنسان لله على قدر ما يستطيع البشر.
القديس يوحنا الدرجي (5)
بهذا يمكننا من جانب أن نميز بين الحب المتسع والعاطفة التي تقف عند مستوى المشاعر الإنسانية الوجدانية لمشاركة الغير في الآلام والأفراح، ومن جانب آخر بينه وبين الشهوة التي تحصر الإنسان في الأنا ليعيش للذته الخاصة، يعشقها تحت ستار الحب، فيقبر نفسه "self" في ملذات الشهوة والتدليل البعيد عن الحق والمعرفة والإلتزام الجاد.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب القديس كيرلس الأورشليمي - القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب مصر في تاريخ خلاصنا - القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي


الساعة الآن 11:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024