حكاية المرآة
فسحة للأمل:
إنها دعوة للفرح والتفاؤل والأمل. في فسحتنا هذه نحاول أن نكون سبب فرح من خلال قصة جميلة أو صلاة أو تأمل أو صورة أو عبرة تنعش الروح أو إعلان خبر مُفرح ومعزي لأي إنسان.
حكاية المرآة:
كان يجلس بين الحاضرين يستمع إلى الأستاذ الكبير الدكتور ألكسندر باباديروس أستاذ الفلسفة اليونانية المشهور، وفي نهاية المُحاضرة أراد الطالب أن يسأل مُعلمه سؤالاً طالما حيره: ماهو معنى الحياة؟ همهم الطلبة، وسخر بعضهم الآخر، ولكن الدكتور أعلن لهم عن رغبته في الاجابة على السؤال الهام، ثم أخرج من جيبه قطعة زجاج مُستديرة بحجم العملة المعدنية الصغيرة، وبدأ يحكي بهدوء:عندما كنت صغيراً، كنت أحيا في عائلة بسيطة وفقيرة، ولااملك أي لعب مثل أي طفل في سني، وذات يوم وجدت قطع متناثرة لمرآة مكسورة في الشارع، وحاولت أن ألصقها معاً دون فائدة. وألتقطت واحدة منها، وبدأت أهذبها بحكها في قطعة من الصخر حتى صارت مستديرة، وبدأت ألعب بها كلعبة ثمينة. فهل تعلمون ماذا كنت افعل؟ فسأله الطلبة بشغف: ماذا؟ فأجاب الفيلسوف: كنت مبهوراً بقدرة المرآة على عكس الضوء إلى الأماكن المُظلمة، حيث لا تصل الشمس إلى الحفر والخنادق وغيرها. وصارت لعبتي المُفضلة أن أوجه الضوء إلى الأماكن التي لا يُمكن أن يصل إليها. وعندما كبرت احتفظت بهذه المرآة، وتعلمت منها كيف،ولماذا سأحيا. وأصبحت لعبتي الصغيرة درساً لحياتي الكبيرة: كيف أعكس الضوء في قلوب الناس المُظلمة لألقى فيها بصيص الأمل والرجاء والفرح؟