|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
574 - على مدى التاريخ يعد الله الانسان وعودا ً بعضها محدد بوقت ٍ وزمن وبعضها بلا حدود . وينفذ الله وعوده في وقتها . حين يحين وقت اتمام الوعد يحقق الله وعده . وعد الله ابراهيم ان يجعله امة عظيمة وان يجعل نسله مثل نجوم السماء في الكثرة . ولم يكن لابراهيم في ذلك الوقت ارض ٌ يقيم فيها ولا ابن ٌ يأتي منه نسل ، لكن ابراهيم آمن بالرب وصدّق وعوده ُ وعاش ينتظر تنفيذ الله لاقواله . وحان الوقت وجاء لابراهيم وسارة ابن ٌ في شيخوختهما واصبح أمة ً عظيمة . ووعد الله يعقوب ان يكون اسمه اسرائيل وان يخرج من صلبه ملوك ٌ وأمم . تنقل يعقوب في الارض وعاش سنينا ً مشردا ً حتى حل الوقت ونفذ الله وعده . ووعد الله موسى ان يكون معه حتى يخرج شعبه من عبودية فرعون في مصر . تم ذلك بعد وقت ٍ طويل ، عاند فيه فرعون الرب وقاوم موسى وهارون . وهكذا على مدى العصور والاوقات وعد الله عبيده وحقق وعوده في حينها . لكن هناك وعود ٌ يعد الله رجاله بها ليست محددة بوقت أو زمن . يقول الله " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " هذا وعد ٌ لجميع الناس . متى يتحقق هذا الوعد ؟ كل يوم ، هذه وعود لكل انسان لكل يوم . هذا وعد ٌ شخصي خاص ، لي ولك ولكل من يسمعه ويصدقه وينتظره . قد يأتي اليك الله وانت تقرأ كلمته ويشير الى وعده لك في كتابه . وقد يأتي اليك عن طريق أخ ٍ أو اخت ٍ في حديث ٍ عابر لكنه مقصود ومحدد لك ، وقد يأتي اليك في رسالة عامة من على منبر أو عبر الأثير أو في كتاب ٍ تقرأه أو رؤيا ، تسمع صوته وتميز كلماته ويصلك وعده : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " وعد ٌ عظيم من اله عظيم لك وانت تواجه عدوا ً غاشما ً يعتدي عليك ظلما ً . وبينما انت تصارع في انسحاق وانكسار ولا احد يمد يده لك ، يعلو صوته : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " وانت مسجى على فراش المرض ، ضعيف ٌ مجروح ، مزقت جسدك مشارط الجراح ، بينما انت صريع الالم ونظرات ٌ عاجزة من الاحباء حولك ، يقول لك : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " . حين يفرغ الجيب ، حين ينفذ الزيت ، حين يطردك الفقر من البيت ، وانت لا تجد مأوى ، وحين تئن الأمعاء جوعا ً ، وتقبض يدك الهواء ، تسمع الوعد : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " فيتحول الضعف الى قوة ، وتُمطر السماء منا ً وسلوى . هذا الوعد لك الآن وكل وقت " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " .
|
15 - 05 - 2012, 07:22 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
575 - فيما تفكر هذا الصباح ؟ في هموم اليوم ، في مشاكل الحياة ؟ طبعا ً كلنا نحمل هموما ً ويواجه مشاكل . الحياة شقاء ، تعب ، الم ، ضيق . المسيح نفسه قال لنا : " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ " لكن الله يحبك لأن الله ذاته محبة . والضيق والتعب والألم لا تنفي كلها محبة الله ، تؤكدها ، تُظهرها ، تبينها وتعبّر عنها . لن نرى النور الا من خلال الظلام ، لن نعرف الفرح إن لم نختبر الحزن . لم يعدنا الله أن يعصمنا من المشاكل لكنه وعدنا ان يحملها معنا . لم يقل الله إن الألم لن يمسنا لكنه وعد أن يقوينا على احتماله . وضع في عيوننا دموعا ً لكنه يمسح كل دمعة ٍ من عيوننا . يسمح أن تحوط بنا عواصف صاخبة لكنه يأتي وسط العاصفة ماشيا ً على الماء . الله يشاركنا حياتنا ، يعيش معنا ، يحيا فينا . أخذ صورة جسدنا وجال في الارض وعاش الحياة ، ويعرف معنى الهموم والمشاكل والحزن ، اختبر الحزن والتجربة . ويشاركنا احزاننا وتجاربنا ويعين المجربين " لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ." . أمام قبر لعازر اختلطت دموع المسيح بدموع مريم ومرثا ، شاركهما الحزن . رأى الجموع على الجبل كغنم لا راعي لها فتحنن عليهم ، شاركهم حيرتهم . يفرح افراحنا ، يتألم آلامنا ويواجه المشاكل معنا ، لأنه يحبنا . لا يحبنا عن بعد بل عن قرب ، يحبنا فيشاركنا حياتنا ، حياتنا بحلوها ومرها . ويدعونا ويشجعنا وينادي علينا : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ . " وفي نفس الوقت يدعونا ويشجعنا وينادي علينا : " اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ " . الله يحبك فيشاركك حياتك . واليوم لا تحمل همومك ومشاكلك وحدك ، دعه يشاركك في حملها فهو يحبك . نعم ، الله يحبك .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:23 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
576 - اليوم جميل وحسن ومشرق والغد سيكون اكثر جمالا ً وحسنا ً واشراقا ً . هكذا يعدنا الله بغد ٍ اكثر اشراقا ً . يريدنا ان نعلم ان الايام في يده . وهو يهتم بنا ، اهتم بنا بالامس ويهتم بنا اليوم وسيهتم بنا غدا ً . قال المسيح : " فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ " ولفت نظرنا الى ان لا نقلق ولا نخاف من المستقبل ، قال : " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ . أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَام ِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ ؟ " ويوجه انظارنا الى طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن ، لا تخشى الغد فتختزن الغذاء المتاح اليوم في مخازن ، لأن اله الامس هو اله اليوم ، هو اله الغد . هذا الاله الدائم ، الباقي ، الموجود يقوت المخلوقات ويهتم بها ، والانسان افضل جميع المخلوقات واقربها الى قلب الله والى عناية الله . ولو اهتم الانسان ، لو سقط في بالوعة القلق ، ماذا يفيده قلقه ؟ ماذا يجني من ورائه ؟ ماذا يستطيع ؟ هل اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا ً واحدة ؟ هو عاجز ٌ لا يقدر على ذلك ، ما العائد عليه من قلقه ؟ مرض ٌ وسقام ، توتر وأرق ، كفر ٌ بالله وقدرته . الله سبحانه وحده القادر ان يضمن طعامنا وشرابنا ولباسنا . الزهرة في الحقل ما اجمل اوراقها ، لا تتعب ولا تغزل لكن سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ لم يكن يرتدي او يلبس كواحدة ٍ منها . والمستقبل ليس في متناول ايدينا ، في طي المجهول ، لا سلطان لنا عليه ، لا قدرة لنا اتجاهه ، المستقبل ليس مهمتنا ، الله وحده يعلمه وهو وحده القادر عليه ، الله يهتم به ، فلا نهتم للغد . الله يعلم ، الله يقدر ، الله يهتم . الله يعلم احتياجات الغد ، يعلم كل ما نحتاج اليه . ويوصينا ان نطلب اولا ملكوت الله وبره وهذه الاحتياجات كلها تزاد لنا ، فإن طلبنا ملكوت الله وبره اولا ً ولم نهتم باحتياجات الغد من طعام ٍ وشراب ٍ ولباس ، فالله سوف يوفر لنا ذلك كله ويضمن لنا غدا ً اكثر اشراقا ً . لا بد فالغد ملكه ، وليس لنا الا ان نطلبه وننتظر ، ننتظر غدا ً اكثر اشراقا ً ، بإذن الله .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:23 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
577 - في وسط العالم بكل ما به من شدائد وزلازل وهزات وقلاقل . والكل خائف يجري فزعا ً في كل الاتجاهات لا يجد مهربا ً او ملجأ ً . في خضم العاصفة والامواج تلطم السفينة وتتلاعب بنا ، في قلب الاعصار والريح تقتلع البيوت والاشجار والابراج ، في وسط ذلك كله يعلو صوت الوحي في مزمور 46 : 5 " اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ." العاصفة قد لا تهدأ والامواج قد لا تتوقف . الاعصار قد لا يهمد والريح قد لا يسكت ، لكن الله يكون في الوسط فلا تتزعزع ولا تحدث العاصفة ضررا ً ولا يحقق الاعصار غرضا ً ، ونبقى صامدين اقوياء ، غير مفزوعين او خائفين لأن العاصفة لن تغلبنا والاعصار لن يحطمنا . ما دام الله القادر على كل شيء ، الاقوى من كل قوة في وسطها . نحن لا نشك ان بالعالم ضيق ٌ ، ذلك اعلمنا به المسيح " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ " فلن نفاجأ بالضيق ولن نتزعزع ، لأن المسيح اعلن لنا ايضا ً انه قد غلب العالم ، لذلك ففي خضم العاصفة وفي قلب الاعصار نكون في سلام ، سلام برغم العاصفة ، وبرغم الاعصار . سلام لا بسبب ما بحولنا لأن ما حولنا يزعج ، سلام بسبب من معنا لأن من معنا يريح " وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل " ويغلب كل خطر ويطرد كل رعب فلا نتزعزع لأن الله في وسطنا ، ولا تتزعزع المدينة التي يكون الله في وسطها ولا النفس التي يكون الرب في وسطها . فإن صمدنا وسط العاصفة نغلب ، وإن غلبنا لنا اكليل النصرة لأن الله يكافئ من يغلب . يعدنا الله بذلك . والضيقات والعذاب لا تقاس بالمكافأة . وفي سفر الرؤيا 3 : 12 ) صورة من تلك المكافأة " مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي ، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ " .يقول داود النبي " اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا.لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا " ففي هذا اليوم وفي كل يوم نعرف ان الله وسط العالم . وهذا الصباح وفي كل صباح نعلم ونثق انه يعيننا ويسندنا . وسط كل خطوب الحياة وتجاربها وعواصفها واعاصيرها فلا تتزعزع ، ولن نتزعزع .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
578 - في هذا الصباح وانت تستقبل يوما ً جديدا ً ، تستقبل يوما ً مليئا ً بالاحداث ، مملوء ً بالحياة ، اربع وعشرون ساعة كاملة ، مساحة واسعة تتحرك فيها ، ستلاقي فيها الكثير ، الحياة نبض ٌ مستمر ، نهر ٌ يجري علينا أن نعبره ، مياه ٌ تتدفق نجتازها . والله يقول ، الرب الهنا خالقنا يقول : " لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي . إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ ، مُخَلِّصُكَ. " ( اشعياء 43 : 1- 3 ) . ذات مساء الزم المسيح تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويعبروا البحيرة وبقي هو على الجبل يصلي ، وبينما هم في السفينة وسط الظلام ، وسط البحر ، هاج البحر ، صخب ، ازبد ، علت امواجه وارتفعت ، هاجمتهم الريح ، ولعبت الامواج بالسفينة ، وتعذبوا ، عانوا ، قاسوا ، خافوا ، ومرت الساعات ببطء ٍ مميت واقتربوا من اليأس . مر الهزيع الأول بعناء ، والهزيع الثاني بشقاء ، وجاء الهزيع الثالث وطواهم ، ثم الهزيع الرابع والاخير ، ورأوا شبحا ً على الماء يخطو فوق الامواج ، يعبر البحر . زاد خوفهم من الشبح اكثر من خوفهم من العاصفة . ارتعبوا منه ، حسبوه القضاء ، جاء يحصد حياتهم ، خافوا وصرخوا " فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ " المسيح القادم في الهزيع الرابع الذي جاء ماشيا ً على البحر متخطيا ً الموج عابرا ً العاصفة ، كلمهم وقال : " تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا " اوقفت الدهشة صراخهم ، وشلت البهجة حركاتهم . بعيون زائغة وكلمات مرتعشة قال بطرس : " يَا سَيِّدُ ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ " ، وبنظرات ثاقبة وكلمات باترة قال له المسيح : " تَعَالَ " وقفز بطرس من السفينة الى الماء ولم تغمره المياه ، لم تغص قدماه ولم ينفتح البحر ليبتلعه ، حمله الماء . ومشى بطرس على الماء وسار وخطا نحو يسوع وفي خوفه كاد يغرق وصرخ : " يَا رَبُّ ، نَجِّنِي ، فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ " . في وسط الامواج ، العاصفة ، الشدائد ، يقول لك المسيح : لا تخف انا هو ، اذا اجتزت في المياه لا تغمرك ، انا معك . اذا مشيت على الماء يدي تمسكك
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
579 - كيف صباحك اليوم ؟ هل الجو اليوم مشرق ، الشمس استيقظت وعلت في السماء ؟ هل الجو اليوم معتم ، الشمس غائبة متوارية خلف السحاب ؟ هل تشعر بالدفء والنشاط والرغبة في الخروج والانطلاق ؟ هل تشعر بالبرد والخمول والرغبة في البقاء والانزواء ؟ هل قلبك مملوء بالتفاؤل وتوقع النجاح والبهجة ؟ هل قلبك يخفق بالخوف والتشاؤم وانتظار الفشل والالم . لو كان الجو مشرقا ً بالشمس فانت محظوظ بنعمة الله ، ولو كان الجو معتما ً والشمس غائبة فانت محفوظ في عناية الله . لوحولك دفء ونشاط وانطلاق فتمتع بما لك ، ولو حولك برد و خمول وانزواء فارفع قلبك لله . لو امامك امل وتفاؤل ونجاح وبهجة ، تنعم بها ، ولو امامك خوف ٌ وتشاؤم وفشل والم فالقي بها على الله . الله سبحانه بيده الشروق والغروب . الله سبحانه بيده الدفء والبرد . الله سبحانه يوزع بالحق النجاح والفشل . هو سبحانه الاله القادر الذي يسيطر ويحكم . هو سبحانه الاب الحنون الذي يحب ويرحم . يقول الله في الكتاب المقدس في سفر النبي حزقيال 34 : 24 - 31 " أَنَا الرَّبُّ أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا .... وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ ....... وَأُنْزِلُ عَلَيْهِمِ الْمَطَرَ فِي وَقْتِهِ فَتَكُونُ أَمْطَارَ بَرَكَةٍ ...... أَنَا إِلهُكُمْ ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ " كل هذه وعود الرب لك اليوم ، فكيف صباحك اذا ً اليوم ، مشرق أم معتم ؟ دافئ أم بارد ؟ نجاح أم فشل ؟ لا يهم ، أيا ً كان ، هو صباح الله ، هذا الصباح هو من الله . حين يتأخر المطر عن النزول تجف الارض وتتشقق ، يتلوى جوفها ويحترق ، يعوي ويتألم ويصرخ ويتمزق ، ثم ينزل المطر ، ينهمر ، يسيل ، يملأ الشقوق . ينزل المطر في وقته من الله سبحانه أمطار بركة . بركات كثيرة تتظافر حلقاتها في ظفيرة من رحمته . الاشراق بركة والاعتام ايضا ً بركة . الدفء بركة والبرد ايضا ً بركة . النجاح بركة والفشل ايضا ً بركة . ظفيرة ٌ كبيرة من بركات الله ، ظفرتها اصابعه واحكمتها نعمته . سلم لله صباحك ، هذا الصباح . سلم لله يومك ، هذا اليوم . فانعم ببركاته هذا الصباح ، كل صباح ، وانعم بمحبته هذا اليوم ، كل اليوم .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
580 - يوفر لك الله يوما ً جديدا ً ، ويعطيك صباحا ً آخر . تستقبله بقوة ونشاط وحركة وعمل ، وتتوقع ان تحقق فيه نجاحا ً أو تتردى في فشل . ويستقبله غيرك ، بعض اخوتك من البشر ، في فراش مرض أو عجز ٍ عن الحركة . تذهب الى عملك لتحصل على رزقك ورزق اولادك ، ولا يذهب البعض الى أي عمل ، البطالة تجعلهم بلا عمل . يجري الخير بين اصابعك والمال يملأ جيوبك ، واصابع آخرين جافة ، خاوية وتقبض الهواء . وينظر المريض والضعيف في فراشه ويرى الصحيح القوي واقفا ً على رجليه . ويتطلع العاطل والفقير في عجزه ، ويراقب العامل الغني يرتع في الخير . ويشعر الذي له الى الذي ليس له في حسد ٍ أو حقد وينعي حظه أو يبكي شؤمه أو يناجي ربه في عتاب ، في عدم فهم ٍ و ادراك يصرخ لله القدير : لماذا ؟ في حسرة والم يتسائل : اعطيتنا نفس اليوم لكنك لم تعطنا نفس الحال ؟ في داخله فراغ ، يشتاق ان يمتلأ بالبركات والنِعَم كأخيه . يسعى ويشقى ، يتألم ، يتحسّر ، يحسد ، يحقد . وسط ظلام الحيرة وغمامة الشك ومرارة الحسرة ، تبرق الكلمات المنيرة ، كلمات بولس الرسول . يكتب الى اهل فيلبي في الاصحاح 7 : 11 - 13" قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ . فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ . أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي . " قال بولس الرسول هذه الكلمات وهو مقيد ٌ محروم ٌ من الحرية ، في اعماق السجن الروماني المظلم مكبل ٌ بالقيود ، محجوز ٌ خلف القضبان . في وسط المعاناة كتب كلمات رجاء وامل وتفاؤل واكتفاء . القناعة والاكتفاء والرضا كنز ٌ لا يفنى ، ينبع من الداخل ، يستمر ، لا يتوقف . لا نحصل عليه بالجهد والكفاح وانفاق الاموال لنشتريه بل بالايمان بالله ، بالقوة في المسيح مجانا ً . هبة ٌ خالصة منه . لنتعلم اليوم ان نكون مكتفين بما نحن فيه ولنخطو الطريق هذا الصباح شاكرين ، مبتهجين ، سعداء ، مسبحين ببركات الله ونعمه .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
581 - هل انت سعيد مبتهج اليوم ؟ هل وجهك مبتسم واساريرك منفرجة ؟ هل تسير قافزا ً راقصا ً نشطا ً في طريقك ؟ هل يملأ صدرك لحن ٌ واناشيد فرحة أم قلبك منقبض ورأسك منكّس وخطواتك ثقيلة ونفسك منحنية ؟ لسنا دائما ً سعداء ، نشعر كثيرا ً بالحزن وتنقبض صدورنا وتنحني نفوسنا . حتى داود النبي نفسه قال في مزمور 43 " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي ؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ ؟ " وصرخ بولس الرسول يقول : " وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ ؟ الحزن ليس بعيدا ً عن الانسان . النفس المنحنية والقلب المنكسر ليس عيبا ً ولا شرا ً ، هو علامة وظاهرة للاحتياج الى الله والى الروح القدس ليملئنا من جديد . بدون الامتلاء بالروح القدس نحيا في حزن ٍ واكتئآب . بدون الروح القدس نصارع ونكافح في حرب ٍ روحية قاسية . نحيا بلا ثمر ، بلا أمل ، بلا نصرة . لا يمكن ان نسير الحياة ضد تيار الشر بقوتنا . نحتاج لروح الله أن يملأ شراعنا فنتقدم متحدين قوة العالم . بدون الروح القدس نحن جسديون ، نحيا تحت سيطرة الجسد ، لا نفعل ما نريده كما يقول بولس الرسول الى اهل رومية 7 : 19 " لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ."
" أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. " ( رومية 7 : 14 ) " أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي ، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي." ( رومية 7 : 23 ) . فنفقد بهجة الخلاص ومتعة الشركة مع الله . نحيا وسط تراب الخطية والشعور بالذنب مأسورين لليأس . والرب نفسه يعرف سبب تعاستنا ويوصينا أن نمتلأ بالروح لنثمر ثمار الروح ، محبة ، فرح ، سلام ، فترتفع نفوسنا المنحنية وتبتهج قلوبنا المنكسرة ونحيا الحياة الروحية المنتصرة على كل حزن واكتئاب التي يريدها الله لنا ، وتصبح على الصورة التي اعدها الله للمؤمنين ويذكرها بولس الرسول " نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ ، ...... نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا ، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ." ( 2 كورنثوس 3 : 18 ) . إن شئت ان تحصل على حياة الفرح في الروح القدس صلي معي : ربي احتاج ان تمتلك حياتي . كنتُ اسير وحدي معتمدا ً على ذاتي . سامحني ، اغفر لي ، أسلّم يا ربي نفسي لك . اتعهد ان اكون مطيعا ً لك . انا اثق في وعدك بانك ستملأني بالروح القدس . املئني يا رب ، املئني بروحك . اشكرك ، اشكرك لاستجابة صلاتي في اسم يسوع ، آمين . الآن سر مرفوع الرأس والنفس ، مبتهج الروح والقلب . |
||||
15 - 05 - 2012, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
582 - صباح ٌ جديد ، يوم ٌ جديد ، صخب ٌ وزحام ٌ شديد . نسير وسط تكتل الاجساد . نشق طريقنا باكتافنا . نتقدم في قلب دوامة من الاصوات والضجيج ، ونتصادم ، تتصادم اجسادنا ، اسماعنا ، انظارنا ، تتصادم مع اجساد واسماع وانظار الآخرين حولنا . لا انفرادية ، لا خصوصية ، لا راحة ولا سكون . انفاس لاهثة ، عضلات مشدودة ، اعصاب ٌ مرهقة . هكذا الحياة اليومية العملية ، هكذا تدور الحياة ، طاحونة ٌ مستمرة ، وجهد ٌ وتعب ٌ وارهاق ٌ وعرق ، هذا حكم الله " بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا " لكن الله سبحانه يوصينا بالراحة . راحة لا كسل ، راحة لتجديد النشاط ، راحة لازمة للاستمرار في المسيرة . كان المسيح في عمله وتعاليمه ومعجزاته وسط زحام الجموع دائما ً ، لكنه كان يخرج من وسطهم الى موضع خلاء منفردا ً ، وكان يدعو تلاميذه ان يذهبوا الى الخلاء ليستريحوا . وكان يصعد الى الجبل منفردا ً ليصلي . الصلاة انفراد بالله . والمسيح في ذلك يعلمنا اهمية الراحة . كل شيء متكامل متظافر يحتاج الى توقف للاستراحة . الحياة سمفونية موسيقية متوحدة بها فترات انقطاع للراحة لضمان الاستمرار المتناغم المتناسق بنفس النشاط والحيوية . وقت الراحة ليس توقفا ً بل استعداد وتهيّأ لمرحلة قادمة . حياتنا مصممة من الله ومنظمة من عنده وبها فترات راحة . الاختلاء بالله يعطينا فهما ً وادراكا ً ومعرفة ً لقصده لنا . الانفراد بالله يشحذ قوانا ويملئنا قدرة ً ويشحننا بالشجاعة وينفخ في ارواحنا روح الايمان والراحة والاطمئنان . فنتجدد ونستعيد انفسنا ونستمر في مسيرة حياتنا . ساعات الاختلاء والالتقاء بالله جميلة ٌ رائعة ، هي اجمل واروع اوقات الحياة . يقول المرنم :
يا طيب ساعات بها اخلو مع الحبيب يجري حديثي معه سراً ولا رقيب من دون تدخل او مقاطعة من احد ، نتكلم معه ونحن نصلي منفردين به ، ويتكلم معنا ونحن ننصت مؤمنين به . لا تنسى يوم راحتك ولا تهمله . لا تنسى وقت انفرادك بالله ولا تهمله ، بهذا تستقيم الحياة وتستمر المسيرة . |
||||
15 - 05 - 2012, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
583 - الحمد لله الذي وهبنا يوما ً جديدا ً جميلا ً ، وهو يهبنا كل ما هو جديد وجميل . الله حي وبروحه ِ يحيينا ويحيي كل الخلائق حولنا . هو الذي جبلنا من تراب الارض ونفخ فينا نسمة حياة فجعلنا نفوسا ً حية . واليوم وكل يوم يؤكد لنا انه حي ، الله حي . تصحو الطبيعة حية لتعلن ان خالقها الله حي . وتغرد الطيور على الاشجار وتغني ان حافظها حي .ويتحرك الانسان ويسعى الى رزقه معتمدا ً على الله الحي . كل ما حولنا يشهد ويعلن ان الله حي . الثقة والايمان بأن الله حي يجعلنا نواجه اليوم بكل قوة ٍ وشجاعة . هُوَ هُوَ لم ولا ولن يتغير " هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ " حي من الأزل والى الأبد . هذا يجعلنا نثق ونطمئن ونحن نحيا حياتنا أن مصيرنا في يد الله الحي . الحي الذي يرانا ويرعانا . الذي يقودنا ويقوتنا ، الذي يحيينا ويحمينا . لكننا كثيرا ً ما ننسى ، ننسى ان الله حي ، فنقلق ونخاف في معاركتنا الحياة ، ، نضعف ونخور ونتعب ، لأننا ننسى ان الله الحي يسيطر على قدراتنا ومقاديرنا ، ولا نحتاج ان نصارع أو نحارب بأيدينا المجردة فهو يصرع لنا الاعداء ويحارب عنا . حين تآمر منافسوا دانيال النبي عليه ووشوا به الى الملك مما جعله يلقي به الى جب الاسود ليموت اشنع ميتة ، ارسل الله الحي ملاكه وسد افواه الاسود فلم تمسه . وجاء الملك عند الفجر الى جب الاسود وناداه قائلا ً : " يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ ، هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ ؟ " ( دانيال 6 : 20 ) ولم يكن ينتظر الملك ردا ً ، فلا بد ان تكون الاسود قد افترسته ، لكن الرد جائه قائلا ً : " يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي " طبعا ً اله دانيال حي وقادر أن ينقذه ، والهنا حي وقادرٌ أن ينقذنا دائما ً . لا يتركنا ، لا يهملنا ، عينه ُ دائما ً علينا . في وسط الظلام ينير لنا ، في وسط التجارب يده معنا ، في وسط الحاجة يأتي الينا ، في وسط العواصف يُقبل نحونا ، في وقت التجارب حي هو الله . لهذا نحتمل وباسمه نتقوى وبوجوده ِ الدائم نتشدد ، له نصلي ، وببركاته نتغنى ، وبخلاصه ِ ونجدته ِ نتعزى . الله الذي نعبده قادر ٌ أن ينجينا ، من جب الاسود ، من قاع الهاوية . هو الله الحي الدائم الموجود الذي لا يتغير ، فلنسر اليوم بيقين ٍ وايمان ٍ وثقة ، انه معنا لا يهملنا ولا يتركنا .
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|