|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
524 - وانت تستعد للخروج اليوم ، هل تطلعت الى نفسك في المرآة ؟ هل رأيت كيف تبدو ؟ هل تأكدت مما تلبس ووجدته مناسبا ً ، لائقا ً ؟ أحيانا ً تدفعنا العجلة وضغط الوقت الى الا نهتم بالنظر لنرى كيف ، هل ما نلبس يناسب المكان الذي نذهب اليه ويناسب الجو الذي يحيط بنا ؟ الجو بارد ٌ حولنا ، العواصف تتجمع والزوابع تهدد ، المطر والثلج قد يسقط . هل ارتديت ما يواجه الجو ؟ هل استعددت لهجمات ولطمات وصراع الطبيعة ؟ نحن نعيش في جو عدائي ، العالم حولنا ليس حليفا ً لنا ، هو عدو متحفز . لا يخدعك الدفء الظاهر ، لا تستأمن وتطمأن لنور الشمس الساطع . الذئب يستطيع ان يتنكر في ملابس حمل ، الشيطان يغير شكله الى شبه ملاك . ولا بد ان نستعد ، لا بد ان نلبس الملابس التي تحمينا من العدو المتحفز " الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ . فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ ، مَعَ السَّلاَطِينِ ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ " ( افسس 6 : 11، 12 ) نلبس منطقة الحق حول احقائنا لنواجه الظلم والتعسف والكذب والرياء ، نلبس درع البر فوق اجسادنا لنصد سهام الشر ورماح الخطية والاثم . نلبس في ارجلنا استعداد انجيل السلام لنسلك الطريق وندوس اشواك الخوف . نلبس ترس الايمان الذي به نقدر ان نطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة . نلبس فوق رؤوسنا خوذة الخلاص التي تحمي افكارنا واذهاننا من لطمات اليأس . نلبس ونمسك سيف الروح ، كلمة الله الذي يقطع رقاب المجرّب ويوقف هجماته . هكذا نلبس ، هكذا نبدو ، هكذا نحيا في العالم وهكذا نواجه ظلمة هذا الدهر . نحن من مملكة تختلف عن مملكة هذا العالم ، نحن ننتمي الى مملكة سماوية . شكلنا يختلف عن شكل اهل العالم ، حياتنا ليست حياة العالم الذي نحيا فيه ، نحن نحيا في العالم ، العالم لا يحيا فينا " مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." ( غلاطية 2 : 20 ) نخلع العالم لنلبس المسيح ، نخلع الذات لنعد مكانا ً للرب ليحيا فينا . المسيح لنا ليس مخلّصا ً فقط ، المسيح لنا ليس شفيعا ً ، ليس معلّما ً وسيدا ً فحسب ، المسيح لنا حياة ، المسيح فينا حياة ، المسيح ينبوع بر ٍ حي يملأنا ويفيض منا . ينبوع ٌ يفيض رأفة ً ولطفا ً وتواضعا ً وطول أناة وتسامحا ً ومحبة ً وسلاما ً . يقول بولس الرسول : " فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا ، وَوَدَاعَةً ، وَطُولَ أَنَاةٍ ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ..... وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ . " ( كولوسي 3 : 12 – 14 ) .
|
15 - 05 - 2012, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
525 - واجه المسيح وهو على الارض حروبا ً واضطهادا ً ومقاومة واحزانا ً وآلاما ً . صارعه الشيطان . هاجمه الكتبة والكهنة وشيوخ الشعب ، طردوه من تخومهم . تشاوروا عليه واسلموه ليُصلب . عروه وجلدوه وتفلوا عليه واستهزأوا به . مزقوا جسده ، حاكموه ، ظلموه ، أدعوا عليه وسمروا يديه ورجليه وطعنوا جنبه . أدموا جبينه وقلبه . أنكره ُ تلميذه المقرّب وباعهُ وخانه ُ الذي أكل الخبز معه . هذا ليس تاريخا ً فحسب . هذه ليست احداثا ً مأساوية ماضية لوثت التاريخ . هي دليل ٌ على محبته وادراكه وفهمه وقدرته وعمله وهو يعين المجربين منا . هو الآن ما يزال يواجه معنا الاضطهاد الذي يحل بنا ويحمل معنا آلامنا . يتعاطف معنا ، يحس بما نُحس ، ويتألم بما نتألم " وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ " ينجّينا ويخلّصنا . قلبه يخفق بما تخفق به قلوبنا . يده ليست خلفنا أو حولنا تحمينا وتعضدنا فقط . يده في سعير النار تحترق بما نحترق . هو ليس بعيدا ً يراقب بل قريبا ً يعاني معنا . الرب أقرب من حبل الوريد . الرب وسط بؤرة العذاب الذي نحن فيه ، هو يسير وسط ألسنة لهيب الاتون . سار بنفسه مع الفتية وسط النار . ابن الالهة سار في صحبة الفتية الثلاثة والنيران تتصاعد حولهم لا تحرقهم . كانت سورا ً حولهم كقوس نصرة ٍ وغلبة ٍ وهزيمة ٍ للشر والظلم والاضطهاد . مهما حميت نار الاضطهاد يقتل لهيبها مشعليها وتأكل ايدي الذين يعذبوننا . مهما ارتفعت السنة النار ، مهما بغت ، مهما تجبرت ، تدوسها اقدامنا واقدامه . نخطو عليها ، نسير كأننا في نزهة ، لا تقوى النار علينا ولا تتغير رائحة ملابسنا . واذا كان الله يسمح لسمائنا أن تتلبد بالغيوم الداكنة السوداء المظلمة ، فاذا نظرنا نجد بسمائنا بقعة زرقاء وسط السواد تسمح باختراق الشمس ودخولها . وتتسع البقعة وتكبر وتمتد وتنتشر حتى يغلب الصفاء السحب المتراكمة . يطردها ، ينبذها ، هكذا تفعل يد الله وهي تطرد كل ظلم ٍ واجحاف ٍ وألم ٍ يحل بنا . ويعود الصفاء ، يعود الدفء ، يحل السلام وتشرق الشمس وتملأ السماء . يسمح الرب بالظلام ليتفجر النور وينتشر . يسمح بالتجربة لتتم النصرة . يسمح بالصليب لتحدث القيامة . يسمح بالبراكين لتُخرج الكنوز من بطن الأرض . " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ. إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ ، لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ . أَيْضًا كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ ، وَلَمْ أَرَ صِدِّيقًا تُخُلِّيَ عَنْهُ ، وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزًا. " ( مزمور 37 : 23 – 25 ) .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
526 - يقف الفلاح أو الزارع أمام أرضه ، يراها منبسطة ً على مرمى البصر واسعة ، جرداء ممتلئة بالحفر والاحجار والاعشاب والاشواك ، بائرة ً بلا حياة . ويعمل محراثه يشق به قلب الأرض ، يقلب جوفها ، ينقي الأحجار ، ويبعد الاشواك ، يطفئ عطشها ، يغذيها بالحبوب والبذور وينتظر . الارض تبدو خامدة ، ساكنة . ويعمل الله ، يحرك الله الحياة التي تسكن الارض . ينشق الحب ويخرج الزرع ، ينتفض ، يستقيم ، يثقب وجه الارض ، يخترق قشرتها ، يعلو النبات ، يرتفع الى فوق . ويرى الفلاح في ضوء النهار الارض وقد اخضر سطحها ، بساط ٌ سندسي ٌ يغطيها . وينمو الزرع اكثر ، يعلو ، ويتجه نحو السماء ويزهر ويثمر ويتلون بلون الحصاد الذهبي . ويسعد الفلاح ويفرح ، يرفع وجهه وقلبه أيضا ً نحو السماء ويشكر الله ويحمده . عمل وتعب وعرق وبذر وروى وعمل الله واحيا واثمر واعطى ووهب واغدق . الله يعمل دائما ً ويريد ان يشاركه الانسان عمله . الله والانسان يعملان معا ً . في كل شيء يعمل الله ويعمل الانسان . العمل ليس عمل الانسان ، العمل عمل الله . حين خلق الطاقة اخذها من فحم الارض ، من البترول الذي استخرجه منها ، من الكهرباء التي حصل عليها من سقوط الماء وانهماره بقوة من شلال متدفق . حين طار في الجو ممتطيا ً جسما ً معدنيا ً ، حين غزا الفضاء ، حين نزل على سطح القمر ، حين فتت الذرة ، حين استخدم اشعة الليزر ، حين وصل بعلمه ليحقق اقصى حاجاته ، كان يعمل عمل الله ، كان يتمم قصد الله ، كان ينفذ مخطط الله ويستخدم قوته . مثل المهندس الذي يضع تصميما ً ويرسمه على الورق الازرق ليتمم تنفيذه ، ويأتي العمال يتابعون التصميم وينفذون الرسم ويصعدون بالبناء . وما أن يعلو البناء ويقف الجميع امامه سعداء يهللون للعمل الذي انجزوه معا ً . لا يستطيع البنّاء ان يقول انه تمم العمل ولا يستطيع عامل النجارة ان يقول ذلك . وليس من حق منفذ عمليات الكهرباء أو الطلاء أن ينفرد بامتياز اتمام العمل . الكل عملوا معا ً لتنفيذ تصميم المهندس صاحب الرؤيا والخطة الذي اعد للبناء . واجه بولس الرسول موقفا ً في كنيسة كورنثوس حين حدث انقسام ٌ بين الاعضاء . قال البعض " أَنَا لِبُولُسَ " وقال البعض الآخر " أَنَا لأَبُلُّوسَ " وتصدى بولس للمشكلة ، قال : " فَمَنْ هُوَ بُولُسُ ؟ وَمَنْ هُوَ أَبُلُّوسُ ؟ بَلْ خَادِمَانِ آمَنْتُمْ بِوَاسِطَتِهِمَا " وقال : " أنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى ، لكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي . إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي ، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي . وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ ، وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ . فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ ، وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ، بِنَاءُ اللهِ . " ( 1 كورنثوس 3 ) .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:02 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
527 - في قمة تجبره وهو في عنفوان قوته ، كان لم يزل شاول ينفث تهديدا ً وقتلا ً على تلاميذ الرب . كان يسافر ويطاردهم ، يقبض عليهم ويلقي بهم في السجون ، يقتلهم ثم يفتك بهم . وفي طريق جبروته وهو يعتلي جواده بغتة ابرق حوله نور ٌ من السماء اسقطه على الارض . وهو ملقى ً وسط حوافر الجياد منكفئ على وجهه ومنكسر ، سأل : " يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَل َ؟ " ( اعمال الرسل 9 : 6 ) . وقيل له ماذا ينبغي ان يفعل . لم يستطع ان يرفس مناخس ، سلّم واستسلم وتألم . كان الله قد اعده ليكون اناء ً مختارا ً ليحمل اسم الرب امام الامم والملوك وبني اسرائيل . وعلى مر السنين أرى الله بولس كم ينبغي ان يتألم من أجل اسمه ، وأُضطهد المُضطهد . لكن الله اراه رؤى ً واعلن له اعلانات عظيمة ، اُختطف الى السماء الثالثة الى الفردوس ، رأى ما لم تره عين ، سمع ما لم تسمعه أذن ، كلمات ٌ لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان أن يتكلم بها ، ولئلا يرتفع بفرط الاعلانات أُعطي شوكة ً في الجسد ، ملاك الشيطان ليلطمه لئلا يرتفع . شوكة ٌ في الجسد ، يقولون انها مرض في العينين ، رمد ٌ أو عجز ٌ في النظر ، اعاقة ٌ قاسية . أصبح يحتاج دائما ً لمن يكتب له وينسخ رسائله . عاش بولس حبيس عجزه واعاقته . وسط خدمته ، وسط الرؤى والاعلانات ، وسط النجاح العظيم ، وزنه الرب بثقل ٍ وعجز ٍ وشوكة . ارتمى امام الرب . سقط على وجهه وتضرع وصلى وطلب ثلاث مرات ان تفارقه شوكته . ولم يرفع الله شوكته عنه ، لم يشف ِ اعاقته ، لم يقّوي عجزه ، لم يستجب لتضرعه . قال له : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كورنثوس 12 : 9 ) فاخذ يلهج ويفتخر مسرورا ً بضعفاته . قال :" لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ . لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. " نعمة الله جعلت قوته في الضعف تكمل . الله " يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً ، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً.اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا . وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً . يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ . يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ. " ( اشعياء 40 : 29 – 31 ) . اذا اصابك عجز ، اذا امسكت بك اعاقة ، اذا حلت بجسدك شوكة لا تنزوي في الظل تلوك عجزك لا تبكي وتندب حظك ، لا تنطوي حول شوكتك . افتخر في ضعفاتك ، افرح في اضطهاداتك ، نعمته تكفيك . ترنم في احزانك ، هلل في هزيمتك ، نعمته ُ تكفيك .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:02 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
528 - منذ قيام كنيسة الرب ، منذ عصر المسيحية الاول ، واولاد الله يُضطهدون لاجل اسمه . ما ان صعد يسوع الى السماء ، وبدأ الرسل ينفذون ارساليته وهم يواجهون الاضطهاد . امسكوا بهم ، القوا بهم في السجون ، ضربوهم ، عذبوهم ، رجموهم وقتلوهم . سلسلة من الاضطهاد المخزي الذي لوث وجه التاريخ وشوه صورته . حكام بغاة ، وحوش ٌ وطغاة ، تلذذوا وتفننوا في تعذيب وقتل الشهداء . تجربوا في هزء ٍ وجلد ، في قيود ٍ وحبس ، رُجموا ، نُشروا ، جُربوا ، ماتوا قتلا ً بالسيف . أُلقي بهم الى الوحوش تفترسهم . طافوا في جلود الحيوان ، أُحرقوا ودُفنوا أحياء . لم يتراجعوا ، لم ينكروا سيدهم ، لم يستسلموا ، لم يخوروا أو يفشلوا " لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى ، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى ، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ. " ( 2 كورنثوس 4 : 16 – 18 ) هذا هو الذي جعل اول الشهداء ، اسْتِفَانُوسُ يقف شامخا ً ، عالي الرأس أمام المجمع . في ايمان ٍ وفي قوة . في اصرار ٍ وفي عزم ، فبدا وجهه امام الجميع كأنه وجه ملاك . وقف وهو عالم ٌ ان ساعته قد اقتربت ، يقول لهم " أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ . كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ . أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ ؟ ....... أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ . فَلَمَّا سَمِعُوا هذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً ، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ . فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ ، وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ ........ فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ : أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي . ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ . وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ " ( اعمال الرسل 7 : 51 – 59 ) ملحمة تعذيب واستشهاد ، ملحمة ُ ظلم ٍ واضطهاد ، هكذا نمت وتأسست كنيسة المسيح . وما يزال العالم يضطهد اولاد الله ، يطاردهم في كل مكان ، يتعقبهم بحقده وظلمه . وما يزال الشهداء في مسالك الارض يتساقطون ، تتساقط اجسادهم وتعلو ارواحهم ، لا يتراجعون ، لا ينكرون ، لا يستسلمون ، لا يخورون ، لا يفشلون ، لان لهم " هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا. مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ . مُتَحَيِّرِينَ ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ . مُضْطَهَدِينَ ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ . مَطْرُوحِينَ ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ . حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. " ( 2 كورنثوس 4 : 7 – 10 ) سمفونية خالدة لا يفهمها العالم " وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا " ( متى 10 : 28 ) لا تنظر الى ما يرى بل الى ما لا يرى ، لا الى الاشياء الوقتية بل الابدية .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:02 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
529 - هل تأملت في عظمة الله ؟ هل فكرت في جلاله ؟ هل سعيت لمعرفة قدرته ؟ لا ادعوك لأن تفهم او تدرك او تحيط به ، هذا مستحيل على مخلوق مثلك . الفناء لا يستوعب الخلود ، التراب لا يصمد للنور الازلي الابدي ، العقل البشري ذرة عاجزة عن ادراك قدرة الله وعظمته وجلاله . لكن إن تأملت بخشوع ٍ في ذات الله الذي تنتمي اليه وتعبده امتلئت عجبا ً . الله من كال بكفه المياه ، كل مياه العالم التي تغطي تسعين في المئة من مساحة الارض ، كل هذه المياه قطرة في كفه ، ترتعش على راحته ، تترجرج في استحياء . الله هو الذي قاس السماوات بالشبر ، السماوات المتسعة ، الكون اللانهائي . بالنسبة لله نهائي ، منشور ٌ امامه، منبسط ، قابل للقياس بالشبر ، الله هو الذي كال بالكيل تراب الارض ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان . يجمعها في يده ، يمسكها باصابعه ، يحيطها ويحتويها ويزنها ويحصيها . الله الاعظم ، الله الاكبر ، الله الذي لا يحتويه احتواء ولا يدركه ادراك . اين هو ؟ اين يقيم ؟ اين يسكن ؟ هل تعرف اين يسكن الله العلي ؟ يقول اشعياء النبي : " هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ ، سَاكِنُ الأَبَدِ ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ ، وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ " ( اشعياء 57 : 15 ) هل تسمع ذلك ؟ هل تسمع ؟ الله يسكن مكانين لا ثالث لهما . في الموضع المرتفع المقدس عرشه يعلو الكون ، كرسيه يملأ السماء . الله عظيم ، اعظم من ان تحتويه سماء السماوات ، السماء لا تسع حضرته . الله قدوس ، اقدس من ان تليق به مقادس السماء لتكون موطئ قدميه . سكنه اعظم وارفع من كل عظيم مرتفع . اقدس واطهر من كل قدس ٍ قدوس . هذا مكانه الاول العالي السامي المرتفع . مكانه الثاني مع الانسان ، مع الانسان المنسحق ، الانسان المتواضع الروح ، يسكن الله قلب الانسان ، ما هو الانسان بالنسبة للكون ، بالنسبة للسماء ؟ لا شيء ، لا شيء بالمرة ، لكن الله يتواضع ويتضع ، يجعل نفسه في حجم قلب الانسان ، مسكن الله الثاني . قلب الانسان المنسحق المتواضع الروح ، قلب الطفل الصغير . ما اعظم الله ، ما امجد الله ، ما اكبر الله ، ما اقدس الله ، ما اعجبه . لا لانه يسكن السماء ، يحرك كرة الارض ، يتحكم في الكون والطبيعة والخلق ، بل لانه سبحانه يضع نفسه لاجل الانسان ، يخلي نفسه ليحيا قلب الانسان . الله بكل عظمته ، بكل جلاله ، بكل قداسته ، بكل قدرته يسكن قلبك . قلبك مسكن الله ، قلبك محل اقامة الله .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:02 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
530 - نستيقظ في الصباح يملئنا التفاؤل ، ننظر من النافذة نرى ضياء ً يملأ الجو . نستنشق الأمل في يوم جديد جميل ، نسرع بالخروج لنواجه حياتنا اليومية . ونخطو الى الخارج ، تصدمنا اصوات الشارع ، ضجيج اصوات عالية وصراخ . تهب حولنا ريح تثير التراب ، يتصاعد الغبار ، يعلو ، يلطم وجوهنا ، يدخل عيوننا ، يغزو خياشيمنا ، يكتم انفاسنا ، يجعلنا نسعل وندمع وتتعثر خطواتنا . تسقط اقدامنا في حفر ٍ لم نرها . تنغمس احذيتنا في طين الشوارع . ما هذا الذي حولنا ؟ هذا التلوث يلوث حياتنا ، لم نُخلق لهذا الجو الكئيب . ويبدأ تعاملنا مع الناس ، نصارع الخداع والكذب ، نصطدم بالرياء والنفاق ، نسير في طرقات الحياة الملتوية ، منحنيات كبيت جحا نتوه فيها ونضيع . ويهاجمنا اليأس ، نفقد تفاؤلنا ، يضيع حماسنا ، نذوب في دوامة الاحباط . لن ينقذنا من ذلك الا ان نلبس الايمان وننظر الى فوق ونستدعي وعود الله . الله لم يعدنا بارض ٍ مستوية بل وعدنا ان يسير معنا الطرق الوعرة يقودنا . الله لم يعدنا بالجو الصحو والشمس الساطعة ، وعدنا بأن يخترق معنا العاصفة . تمسك بوعوده ، استدعيها ، طالبه بها ، اسأله ، مُد يدك اليه ، خذها . وعود الله لنا متاحة ، موجودة ٌ لديه ، محفوظة لنا لحين نطالب بها ونحصل عليها . يقول بطرس الرسول : " قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ " ( 2 بطرس 1 : 4 ) مواعيده عظمى وثمينة . يعيش كثيرون بؤساء ويد الله تمتد اليهم بالسعادة . السعادة امامهم . ويعيش الكثيرون فقراء وكنوز الله في متناول ايديهم ، كل كنوز الله . كالمتسول الذي مات من البرد والجوع على وسادة ممتلئة باوراق النقد . عاش يمد يده يشحذ ويجمع الاموال يدخرها في وسادته ويموت فوقها جائعا ً . وعود الله تحرك ايماننا ، تقويه ، تنميه ، تجعل الحرارة تدب فيه . ويشب الايمان ، يقف شامخا ً ، يثبّت قدميه على صخرة وعود الله وعهوده . كل ما حولنا في العالم غبار وتراب ، صعاب ٌ وعذاب ، حروب ٌ وصراعات ، غيوم ٌ كثيرة سوداء . لكن وعود الله شمس ٌ ساطعة حرارتها تطرد كل الغيوم . صخور ٌ صلبة حادة ، الايمان بوعود الله يحطمها ، يسحقها ، يذرّيها في الهواء . مواعيد ٌ عظمى ، مواعيد ٌ ثمينة ، لا تسدد احتياجنا وتعبد الطرق فقط ، بل تصيّرنا " شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ " تشكلنا وتصنعنا وتبعدنا عن الفساد . لا تفقد تفاؤلك ، مواعيد الله لك .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:03 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
531 - كان المسيح يجلس فوق ربوة عالية في الخلاء ، كان الجو صحوا ً والسماء صافية . والشمس ترسل اشعتها تملأ المكان نورا ً ودفء ً وحياة ، جمال ٌ يفوق الوصف . والتفّت الجموع حول المسيح . جائت من كل انحاء البلاد لتسمع اقواله وترى افعاله . نظر المسيح اليهم بقلبه الحنون ، اخترقت نظراته رؤوسهم ، علم افكارهم وهمومهم ، اهتزت مشاعره وعواطفه ، عرف ما يثقل اكتافهم وما يشغل اهتمامهم . ارتفعت نظراته عنهم الى الفضاء الممتد حوله وحولهم ، سقطت انظاره على الحقول الممتدة على الجبل ونزلت الى الوادي المغطى ببساط اخضر . بساط اخضر ممتد يلف الارض جميعها ، يتدرج اللون الأخضر ويتشكل اشكالا ً عديدة . تطريز رائع وزخرفة عبقرية ونمنمات دقيقة . لم تمتد يد انسان لتصنع ذلك الجمال كله . نباتات وزهور وزنابق برية مزينة بكل الوان الطبيعة احتفلت في ضوء الشمس فزهت . تحولت انظار الجموع تتبع انظار المسيح ، ورأوا الجمال الخارق الذي يحيط بهم ، دخلت الرائحة الجميلة انوفهم ، اريج الزهور وعبير الورود وشذى النباتات عبق حولهم . ارتفعت العصافير فوق رؤوسهم ، تنقلت الفراشات بين الزهور ترتشف رحيقها . جمال ٌ يحتضن اجسادهم المتعبة ، جمال ٌ يخفق مع قلوبهم المهمومة . رأى المسيح همومهم تشوه جمال اللوحة حوله فارتفع صوته يقول : " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ . تَأَمَّلُوا الْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ ، وَلَيْسَ لَهَا مَخْدَعٌ وَلاَ مَخْزَنٌ ، وَاللهُ يُقِيتُهَا. كَمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُورِ! …….. تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو: لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ، وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. …… فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا ..... بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. " لوقا 12 : 22 – 31 )
أترى فيض خير الله حولك ؟ أترى كيف صنع الله الطبيعة ؟ كيف البسها ردائها ؟ لم تغزل ، لم تنسج ، لم تخيّط ، لم تتعب . أترى كيف البسها الله بذوق ٍ وجمال ٍ ملابسها ؟ الله يصنع كل شيء ٍ كاملا ً ، يوفر لك النبات لا مغذيا ً فقط بل جميلا ً رائعا ً . يوفر لك الحياة والدفء لا حماية ً فقط بل نورا ً وبهاء ً وصفاء ً براقا ً . الله يعطيك بغنى ً للتمتع ، الله يوفر لك ملبسك ومأكلك في اطباق ٍ ذهبية . ماذا يقلقك ، ماذا يزعجك ، ماذا يخيفك ؟ " لاَ تَخَفْ ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ. " ( لوقا 12 : 32 ) . |
||||
15 - 05 - 2012, 07:03 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
532 - يحيا الانسان حياته ويسير في طريقه ويسعى في عمله وفي داخله خوف . ينشغل بعمله ، يعرق ويتعب ، يخسر ويكسب ، ينجح ويفشل وفي داخله خوف . يأكل يشرب ، يسعد يشقى ، يضحك يبكي ، يتمتع يعاني ، وفي داخله خوف . يتنقل بين البلاد ، يسافر ، يعبر البحر ، يطير في الهواء ، يصعد ويهبط ، وفي داخله خوف . خوف ٌ لا يفارقه اينما ذهب . خوف يلفه مهما اختفى . خوف ٌ يحيط به دائما ً ، خوف الموت . في الضوء المبهر يرى عيون الموت ، في الظلام الدامس يرى وجه . في سكون الليل يسمع خطواته ، في صخب النهار يسمع ضحكاته ، لا مفر منه . ويموت مئات المرات خوفا ً من الموت . يحيا مائتا ً ويموت حيا ً بسببه . ويأتي بولس الرسول ويقول : " الْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. " (فيلبي 1: 21 ) الموت مكسب ، الموت نصرة . لا يخاف الموت ، لا يخشاه . ونندهش نحن ، لكنه يقول : " لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ " لذلك يصبح الموت ربحا ً لأن له الحياة هي المسيح . هذه الحياة جعلت الموت ربحا ً . وانت وانا وكل مؤمن يستطيع ان يعيش الحياة التي عاشها بولس هي المسيح لأن " كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ الله ِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ . اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل ، بَلْ مِنَ اللهِ . " ( يوحنا 1 : 12 ، 13 ) . " شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ " متحدون معه ، ملتحمون به ، عائشون فيه وهو فيهم . اذا جاء بولس الرسول الآن وتابع رحلاته في العالم ، ماذا يجد ذلك الرحالة العظيم ؟ يجد أناسا ً يعيشون المعرفة ، علماء وفلاسفة ، مخترعين وبحاثة ، المعرفة حياتهم . يجد رجالا ً ونساء ً يعيشون الثروة والغنى ، الذهب والفضة ، المال حياتهم . يجد افرادا ً يعيشون الشهرة تحت الاضواء والتصفيق والتهليل . الشهرة حياتهم . يجد من يسعون ويعيشون السلطة ، تنحني الهامات امامهم ، النفوذ حياتهم . يجد ذلك كله حوله ، لكنه يرى في قلوبهم خوف الموت وفي اجسادهم برودة الموت . يرى ذلك فيحزن ، ويجدد تأكيده واكتشافه : " لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ . " أعظم تجارة لك هي المسيح . المسيح حياة ، المسيح الابدي فيك فحياتك ابدية ، حياتك هنا هي المسيح إذ لك طبيعته الالهية والطبيعة الالهية ليست طبيعة موت . حياتك هناك هي المسيح ، هناك تحيا ابديته معه ، هناك تتمجد مجده الابدي .
|
||||
15 - 05 - 2012, 07:03 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
533 - كثيرون يخطئون وهم يتصورون ان الخلاص سهل وميسور ، متاح ٌ دائما ًُُ . هو متاح ٌ فعلا ً ، من حق كل من يؤمن ويقبل الى المسيح نادما ً يطلب بايمان ، لكنه ليس سهلا ً رخيصا ً يعقب خطوة التوبة خطوة الاتباع . واتباع المسيح ليس نزهة ً مريحة ، اتّباع المسيح صعب . بينما كان المسيح يسير وسط الجموع جائه شاب وقال : " أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي ". عيناه مشحونتان بالاعجاب ، عامراتان بالحماس ، اراد ان يسير وراء المسيح ويتبعه . والتقت عيناه بعيني المسيح ، رأى فيهما نفسه ، كشف المسيح غايته من رغبته في اتباعه . قال له : " لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ " (لوقا 9 : 58 ) ادرك الفتى صعوبة اتّباع المسيح لأن يكون له مكان اقامة وراحة فتراجع . ورأى المسيح بالقرب منه شابا ً آخر يسير ورائه لا يفارقه ، قال له : " اتْبَعْنِي " وارتجف الفتى ، ارتج قلبه ، ما اعظم دعوة المسيح له ، لكنه قال : " ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي " ارتباطات ٌ وقيود ٌ والتزامات ٌ تشده وتجذبه نحو المسيح ونحو العالم ، بين الاتّباع ودفن الموتى . وبوضوح ٍ اعلنه المسيح : ان الموتى يدفنون الموتى . اتّباع المسح مناداة ٌ بملكوت الله الحي . وطلب ثالث أن يأذن له أولا ً أن يودع أهل بيته ، يرتمي على اعناقهم ويبكي . لا يا ولدي ، لا " لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ . " الخلاص متاح ٌ للجميع واتّباع المسيح حق ٌ لكل انسان لكن التلمذة مكلّفة . الله يفتح ذراعيه لك ، الله يدعوك اليه ، الله فتح الباب امامك للخلاص . إن جئت اليه ، إن دعوته للدخول يدخل الى قلبك وحياتك ويتعشى معك وانت معه ، لكن وهذه الـ لكن هامة ٌٌ جدا ً ، لا بد ان تجلس وتحسب النفقة ، هل عندك ما يلزم ؟ هل لديك ما يكفي لبناء برج اتّباع المسيح والتلمذة له قبل أن تبدأ ؟ احسب ( لوقا 14 : 28 ) . " مَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا." ( لوقا 14 : 27 ) حمل الصليب ثمن التلمذة . يقول بولس الرسول : " مَا كَانَ لِي رِبْحًا ، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي ، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ " ( فيلبي 3 : 7 ، 8 ) إن اردت ان تربح الابدية ألق ِ بالنفاية الزائلة من يدك وتعال ، تعال اليه .
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|