منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 - 05 - 2012, 06:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

514 - في المواقف الهامة في حياة الانسان يُضطر ان يقف ليبرم مع نفسه عهدا ً ، كأن يبدأ حياته العملية ويختار مهنته أو يختار زوجته ويبني حياته الزوجية ، يقف ويتعهد بأن يكرس جهوده ليحقق لنفسه حياتا ً ناجحة . بعض المهن تحتم على صاحبها ان يقسم قسما ً خاصا ً كالطبيب وقسم ابو قراط . بعض المهام والمسؤوليات الجديدة لا تعطى لاحد قبل ان يقسم قسما ً مثل قيادة الدول او الجيوش او موقع مؤثر على مصائر الافراد . وانت حين اتبعت المسيح واصبحت ابنا ً لله وصرت عضوا ً في جسد المسيح ، هل وقفت في اول الطريق وابرمت عهدا ً مع الله وعزمت عزما ً وعقدت نية ؟ هل عرفت ان موقعك الجديد هاما ً وخطيرا ً ومؤثرا ً فاتخذت قرارك ؟ في حياتك الجديدة ومكانتك الهامة ومكانك خلف الرب وضمن خاصته ، عليك ان تتعهد وتقول : اعزم بعون الله ان اعمل كل شيء ٍ لمجد الله ، لا اسعى لمجدي الشخصي ولا لمجد اي فرد ٍ من البشر بل لمجد الله وحده . اعزم بعون الله ان اقوم بواجبي كابن ٍ لله في السعي للخير لجميع الناس ، اسعى كل ايام حياتي الى عمل الخير لوطني واهلي وكنيستي واخوتي واخواتي . اعزم بعون الله ان استثمر كل الوقت الذي وهبني الله للافضل . الافضل في عبادتي وقرائتي كلمة الله والصلاة ، والافضل في حياتي وعملي . اعزم بعون الله ان احيا محبة الله واعكس محبته على كل من حولي . احب الذين يحبونني واحب الذين لا يحبونني ، احب الله والاقرباء والاعداء . اعزم بعون الله ان احمل رسالة محبة الله وغفرانه للعالم اجمع . اجعل ارسالية الله هدفا ً امامي ، اسعى لتحقيقها وتنفيذها بكل قوتي . اعزم بعون الله ان اكون نورا ً للعالم وملحا ً للارض كما اوصاني ربي . وتكون اعمالي شهادة ً واقوالي رسالة ً وحياتي اتباعا ً لمثال المسيح . اعزم بعون الله ان تكون عبادتي حقيقية ومسيحيتي ظاهرة ً جلية بأن ابتعد عن النفاق والمرائاة الى الصلاة والصوم وتقديم الصدقة في الخفاء . اعزم بعون الله ان لا اعبد المال بجوار الله وان لا استعبد نفسي للمال ولمحبته ، بل استخدم ما يعطيني الله منه كامانة ٍ ووديعة ٍ استثمرها في رضاه . اعزم بعون الله ان انتظر برجاء واطلب بايمان مجيئه الثاني لارتفع معه فوق سحابته ليأخذني معه الى مجده وملكوته الابدي .
  #2  
قديم 15 - 05 - 2012, 06:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

515 - هرب يعقوب من وجه اخيه عيسو وغضبه وتهديده بأن يقتله . وفي طريقه الى حاران اضطجع ليستريح ونام ورأى حلما ً " وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا ، فَقَالَ: أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. وَهَا أَنَا مَعَكَ ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ " ( تكوين 28 : 12 – 15 ) وبعد عشرين سنة في الغربة جمع عائلته وثروته وعاد نحو كنعان ، لكنه علم ان عيسو قادم ٌ للقائه ومعه 400 رجل يصاحبونه ، فكيف ينفذ الله قوله ؟ كيف يحقق معه وعده ؟ كيف يحفظه من اخيه ؟ بدأ يتذكر اقوال الله ويذكره بها ، رفع وجهه وقلبه وقال له : " يَا إِلهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلهَ أَبِي إِسْحَاقَ ، الرَّبَّ الَّذِي قَالَ لِيَ : ارْجعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ. صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ . فَإِنِّي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ ، وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ . نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي، مِنْ يَدِ عِيسُوَ، لأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَضْرِبَنِي الأُمَّ مَعَ الْبَنِينَ . وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ : إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْكَ " ( تكوين 32 : 9 – 12 ) تذكر قول الله وذكّره به ، ذكّره بقوله انه يُحسن اليه ويجعل نسله كرمل البحر . وفي الليل وهو وحده " صَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ " وضرب حق فخذه ، لكنه في النهاية باركه لانه جاهد مع الله والناس وقدر وغلب وانتصر . وتدخل الله في لقائه بأخيه وجعل عيسو يعانقه ويقع على عنقه ويقبّله . حفظ الله قوله ونفّذ وعده . الله صادق ٌ في قوله ، أمين ٌ في عهده . عدم امانتنا لا يُبطل أمانة الله ، كلام الله لا يسقط ابدا ً . وعد الله شعبه بالبركة وباركه . يقول يشوع : " تَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ . الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ . لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ." ( يشوع 23 : 14 ) الكل صار ، الكل تم ، الكل تحقق ، الله يحفظ وينفذ كل كلامه . تمسك بوعود الله ، طالبه بها ، طالبه بكل ثقة ٍ وايمان واصرار . لو لم يكن الله يقصد ما يقول ما كان قال ما قال ، الله جاد في قوله ، اعتمد على قوله . وقف بطرس يغسل الشباك بعد ليلة ٍ فاشلة ، عانى واصحابه طول الليل ولم يمسكوا شيئا ً ، خرجت شباكهم فارغة ، لكن المسيح قال له : " ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ " نظر بطرس الى المسيح ، رأى وجهه حاسما ً وصدّق كلمته ونفذها والقى الشبكة " وَلَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكًا كَثِيرًا جِدًّا " ( لوقا 5 : 5 ، 6 ) .
مهما طال الانتظار ، مهما مر الوقت ، وعده ُ لا بد ينفّذ .
  #3  
قديم 15 - 05 - 2012, 06:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

516 - خلق الله السماوات والارض ، خلق الحيوان والنبات ، وخلق الله الانسان . " وَقَالَ اللهُ : لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا ، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ . وَكَانَ كَذلِكَ . فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ." ( تكوين 1 : 11 ، 12 ) لم يخلق الله شوكا ً وحسكا ً ، لم يخلق الله الشوك والحسك ، لم يخلق الالم ، لم يكن للموت مكانا ً في العالم . خطية آدم جعلت الارض تُنبت شوكا ً وحسكا ً ، خطية آدم جائت بالموت . ونولد نحن من صلب آدم ، من تحت ، والألم والموت يسكن داخلنا . ونولد بالنعمة في المسيح ، نولد من فوق فيحل فينا روح الله ، روح الحياة والخلود . قد نتسائل في دهشة ٍ وتعجب مع نيقوديموس : " كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا ؟ " ( يوحنا 3 : 9 ) كيف ؟ " كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَد َ؟ " . ويأتي جواب المسيح : " اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ ......... اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا ، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ " " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " هذه هي الولادة الثانية . الأيمان بابن الله ، قبول صليب المسيح ودمه " مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ " ( 1 يوحنا 5 : 12 ) وكما جاء آدم بالموت للانسان ، جاء المسيح ، آدم الثاني بالحياة للانسان . آدم الأول كان نفسا ً حية أما آدم الثاني ، المسيح ، فكان روحا ً محييا ً " صَارَ آدَمُ ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا " (1 كورنثوس 15 : 45 ) . فعندما ترفع قلبك الى الله وتقبل المسيح بالايمان يحل فيك روح الله الواهب الحياة ويخرج الموت من ساحتك " لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. " ( رومية 8 : 1 ) ناموس روح الحياة في المسيح أعتقك ، اعتقك من ناموس الخطية والموت . وبعد ان صرت حرا ً أصبحت ملكا ً . يقول بولس الرسول : " لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ " ( رومية 5 : 17 ) تُصبح ابنا ً لله ، وارثا ً مع المسيح ، ملكا ً على الحياة . المُلك قوة وسلطان ، المُلك نصرة وغلبة ، المُلك جلال ٌ وعظمة . وانت في المسيح ملك ، لك قوة ٌ وسلطان بفيض النعمة على قوات الشر . وانت في المسيح ملك لك نصرة وغلبة بفيض النعمة على ابليس وجنده . وانت في المسيح ملك لك جلال ٌ وعظمة ٌ بفيض النعمة كابن ٍ لله . لا شوك يطعنك ، لا حسك يدميك ، لا موت يغلبك .
  #4  
قديم 15 - 05 - 2012, 06:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

517 - عندما استقرت اقدام آدم على الارض لاول مرة ، تلفت حوله ، وجد ارضا ً جافة ً خشنة ً قاسية مملوءة ً بالاشواك والمعاناة والآلام . فراغ ٌ ممتد ٌ حوله ، شعر بنفسه وحيدا ً بين الحيوان والنبات والطير . بداخله وحدة ، قلبه ُ ينبض بالانتماء ، شوق ٌ ورغبة ٌ في غير ما حوله . ورفع وجهه الى السماء ، الى أعلى . لم يكن يعرف الاتجاهات لكنه اتجه الى فوق . قوة جاذبية خارقة تجذبه الى هناك ، كل نبضه ، كل مسامه ِ ، كل أشواقه ِ تنجذب . وبعد سلسلة ٍ من الاختبارات أدرك ان الله مشتهاه ، الله احتياجه ، الله شبعه ُ . سعى وبحث واتجه نحوه . وكان الله في طبيعته الالهية يجذبه نحوه . طبيعة الله بها قوة جذب خالدة خارقة للانسان . منذ الازل وطبيعة الله تجذبه نحوه . كما نرى في طبيعة الشمس وهي تجذب نحوها الاقمار والشموس والذرات الكونية ، فتدور حولها وتلف منجذبة ً اليها ، تسبح في جاذبيتها ، لا تستطيع الابتعاد عنها . هكذا نحن نسبح في جاذبية الطبيعة الالهية ، نقترب حينا ً ونبتعد حينا ً آخر ، لكننا دائما ً في دائرة جاذبيته ، دائما ً في مداره ، دائما ً نلتف وندور حوله ، نلتف حوله وندور في خوف ٍ منه حين لا ندرك الا قوته الخارقة الجبارة . زحف موسى صاعدا ً الجبل بقدمين مرتجفتين نحو الله الذي كان قد حل بالجبل . كان الجبل مضطرما ً بالنار . دخان ٌ وضباب وظلام وزوبعة وهتاف أبواق . لم يحتمل الشعب ، لم يقترب . وقف موسى خائفا ً يقول : " أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ" ( عبرانيين 12 : 21 ) . ونلتف حول الله وندور في يأس ٍ ومرارة وندم حين نقترب من عدالة الله ، نصرخ ونولول ونبكي وننتحب ونطلب من الجبال أن تسقط علينا وللأكام أن تغطينا ( لوقا 23 : 30 ) ( رؤيا 6 : 16 ) . تُحرق آثامنا قلوبنا وتذيب أفعالنا الشريرة داخلنا ونحن نواجه الدينونة . لكننا نلتف ايضا ً حول الصليب وندور حول المصلوب ونقترب منه . نرى في آلامه ِ راحتنا ونجد في جروحه ِ شفائنا ويتم في دمه خلاصنا . نسمع صوته يرن في الارض : " وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ " ( يوحنا 12 : 32 ) . جاذبية الطبيعة الالهية في الصليب تحتوي الجميع ، تشمل الجميع ، تجذب الجميع . قبل الصليب لم نكن نستطيع الاقتراب منه ، كنا ندور حوله من بعيد . بيننا وبينه مسافات تفصلنا عنه ، لكننا في المسيح أقرب من حبل الوريد . قوته لا ترعبنا أو تفزعنا ، قوته الآن لنا تعضدنا وتحفظنا وتحمينا ، ومحبته تحصرنا ، تحاصرنا ، تجذبنا لنكون دائما ً معه .
  #5  
قديم 15 - 05 - 2012, 06:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

518 - الهنا ، اله وفرة ، اله كثرة ، اله غزارة ، اله فيض ، اله شمول ، اله كمال . اخرج الى الحقول وانظر الى الزهور ، كم نوعا ً من الزهور ترى ، الصغير الدقيق الصنع المتعدد الالوان والاشكال والروائح والفوائد . ارفع نظرك بعيدا ً وتأمل الاشجار والنبات والاعشاب والبقول والكروم ، كم نوعا ً ، كم شكلا ً ، اقطف وتذوق ، كم طعم ، كم لذة وحلاوة . تلفت الى فوق الى السماء ، انظر الى الطيور السابحة المرتفعة في الاجواء ، كثيرة ، مختلفة ، متنوعة ، صغيرة ٌ وكبيرة ، سريعة ٌ وبطيئة ، قوية ٌ وضعيفة . لو جلت َ في الغابات والصحارى ، لو زرت البلاد والقارات ، كم من حيوان تلقاه ؟ كثير ، طويل وقصير ، مفترس ٌٌ ومستأنس ، كبير الحجم وصغيره ، فصائل عديدة . بعضها يزحف ، وبعضها يقفز . بعضها يجري ، وبعضها يمشي . بعضها عدو ٌ ، وبعضها صديق . لا حصر لما خلقه الله ، لا حدود لما صنعه بدقة وحكمة ووفرة ، ولا حدود لما يصنعه الآن . كل شيء ٍ لديه وفير ٌ غزير ٌ ، فائض ٌ ، شامل . انظر الى قوته ، قوة خارقة قادرة . كال بكفه ِ المياه ، قاس السماوات بالشبر ، وزن الجبال بالقبان والأكام بالميزان . انظر الى محبته ، محبة ٌ واسعة ، كبيرة شملت جميع الناس منذ الخلق حتى الأبدية . محبة ازلية ، ابدية على مدى كل العصور والايام والقرون ، لم تخبو ولم تنقص . انظر الى سلام الله ، سلام ٌ ينبع داخلك ويفيض ، لا يتوقف نبعهُ أو ينضب . سلام ٌ يفوق كل عقل ، سلام ٌ وسط الحرب والقتل ، سلام ٌ في وادي ظل الموت . انظر الى بركات الله تنصب وتأتي اليك متتابعة الواحدة وراء الاخرى . مخازنه ممتلئة بالبركات ، موارده وفيرة ،غناه كثير لا يُعد ولا يُحصى . انظر الى نعمة الله ، من يحصر نعمة الله ، من يقيسها ، من يدركها أو يفهمها . نعمة ٌ فائضة متفاضلة تملأ حياتك وتنسكب وتفيض في كل اتجاه ، تروي وتغرق . نعمة الله تحتوي كل حياتك ، بنعمته خلصت " بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ " ( افسس 2 : 5 ) بالنعمة تعيش وتحيا في كل الظروف " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كورنثوس 12 : 9 ) نعمته فائضة ٌ وتفيض ، زائدة ٌ وتزيد ، كثيرة ٌ وتكثر ، تتوالد وتتكاثر دائما ً . كلما نهلت من نعمة الله زادت . كلما ملأت كفيك منها فاضت وملئت كل حياتك . يقول بولس الرسول : " وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ. " ( 2 كورنثوس 9 : 8 ) .
  #6  
قديم 15 - 05 - 2012, 06:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

519 - وسط صخب العالم ، وموسيقى الشر تعزف وطبول الاثم تطرق وتصم الآذان ، وانياب الشيطان ومخالبه تحيط بنا والشرار الاحمر يخرج من عينيه وسط ضحكات ٍ شامتة . وسط الصراخ العالي ، وسط ابواق الجحيم ، وسط الانين والبكاء والنحيب ، يأتي ، يأتي ويقف على ابوابنا ، يأتي ويطرق ، يأتي ويداوم الطرق ، لا يمل ، يأتي . يهمس أحيانا ً ويعلو صوته ُ أحيانا ً " هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ " ( رؤيا 3 : 20 ) . هل تسمع ؟ " إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي . " . يسكت الصخب ، يوقف الشر ، يطرد الشيطان ، يلقي به بعيدا ً ويملأ القلب والحياة بخلاصه . وسط عواصف المعاناة ، وسط زوبعة التجربة ، وسط السنة النار الحارقة . في الجذر عندما ينحسر المد والماء . في الظلام والسحب القاتمة تحجب ضوء الشمس . والبرد يفترس الاطراف ويزحف نحو القلب ، والخوف يزلزل النفس ويمزقها ، يأتي ، يأتي ويقف على ابوابنا ، يأتي ويطرق ، يأتي ويداوم الطرق ، لا يمل ، يأتي . يأتي وينادي " هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ " هل تسمع ؟ هل تسمع طرقاتي ؟ إن سمعت صوتي افتح الباب لادخل اليك واتعشى معك وانت معي . فيهرب الخطر ويبعد الخوف ويحل السلام والأمان ويمتلئ القلب بفرحته . وسط المياه الراكدة ، وسط شحوب النور ، وسط اللون الرمادي . حين تفتر حياتنا ، حين تتأرجح عواطفنا ، حين تتعثر اقدامنا وتخور قوانا . لما نجد انفسنا متأرجحين بين البينين ، لا حرارة فينا ولا برودة ، يأتي ، يأتي ويقف على ابوابنا ، يأتي ويطرق ، يأتي ويداوم الطرق ، لا يمل ، يأتي ، يأتي ويوقظنا " هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ " افتح عينيك ، افتح اذنيك واسمع لادخل اليك لاتعشى واقيم معك ، لاملأ حياتك بوجودي . فتعود الحرارة ، تغلي الدماء ، تعلو الأمواج ، يتفجر النور القوي المبهر . في آخر الطريق عندما تصل الى نهاية الحياة ، حين يقف الزمن وتنتهي الايام . عندما تصل الدعوة للعودة ، للانطلاق الى السماء ، حين ينادي المنادي للذهاب . ونحن نسير في الوادي المظلم ، ويقودنا الموت بوشاحه الاسود للنهاية ، يأتي ، يأتي ويطرق ويصفق بجوارنا ، يأتي ويقرع ابواب ارادتنا ووعينا لنفتح ، نفتح عيوننا وقلوبنا له . نفتح له الطريق ليصاحبنا ، ليرافقنا ويسير معنا . ويتقدمنا ، يخطو أمامنا ، يعبد الطريق ويسهله لنا ، يفتح كل الابواب امامنا . في كل وقت ، في كل موقف ، في كل منحنى في حياتك ، عند كل منعطف ، دائما ً يقف . هل تسمع طرقاته ؟
  #7  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

520 - لأكثر من ثلاث سنوات صاحبوه ، تبعوه في كل مكان ذهب اليه . لم يفارقوه نهارا ً وليلا ً ، التفوا جميعا ً حوله . منذ دعاهم ليتبعوه وهم معه . كان التلاميذ دائما ً مع المسيح ، لم يغب عنهم الا لحظات قصيرة قليلة . اكلوا وشربوا معه ، عاصروا أعماله وشاركوه في معجزاته ، وقفوا بجواره . سمعوا كلامه وارتشفوا بلذة ٍ تعاليمه . شرح لهم ما لم يفهموا وتعلموا . تبعوه حتى جثسيماني ، رأوه وهو على الصليب ، بعضهم عن قرب وبعضهم من بعيد . رأوا جروحه ، سمعوا أناته وصراخه ، عاينوا موته ودفنه في القبر . هاجمهم اليأس والأحباط والفشل عندما شاهدوا الأيدي تضعه في القبر وتدحرج عليه الحجر . ثم لفظه الموت ، لم يستطع أن يحفظه ، سلمه لهم مرة أخرى مقاما ً ، منتصرا ً . وظهر لهم والابواب مغلقة ، وسط الخوف من اليهود وشعور اليأس القاتل . حين حسبوا ان النهاية قد حلّت والفرحة قد ماتت والصحبة قد انفرطت ، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم : " سَلاَمٌ لَكُمْ " وفرحوا جدا ً اذ رأوه . تهللوا به لكنه فارقهم ، بعد ان قضى وقتا ً معهم ذهب ، اختفى كما جاء . وانتظروا ، ملوا الانتظار ، لم يستطيعوا الصبر ، ماذا يفعلون الآن ؟ قفز بطرس ووقف ، نفض التراب عن ملابسه وقال : " أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ " فكوا الشباك وفردوا القلاع ، والقوا شباكهم للصيد بايد ٍ متخاذلة هزيلة . ضاع حماسهم ، خبت حيويتهم ، فقدوا رجائهم ، بعيون دامعة سهروا الليل كله . اين السمك الذي اعتادوا ان يمسكوه ؟ نسوا كيف يصطادون ، لم يعودوا يعرفون . اختفت خبرتهم ، فقدت اصابعهم قوتها وليونتها ورشاقتها . هجرتهم مهارتهم ، لم يعودوا صيادين بارعين ، لم يعودوا شيئا ً بالمرة . لموا شباكهم وجمعوها . وفي الفجر عند مجيء الصباح والشمس تصحو وترتفع في الافق ، رأوه . وقف يسوع على الشاطئ ، جاء اليهم . لما كان الصبح وقف المسيح أمامهم . قفزت قلوبهم فرحا ً عندما عرفوه ، صرخوا في نشوة : " هُوَ الرَّبُّ " ( يوحنا 21 : 7 ) هو الرب . لن يتصيدوا سمكا ً بعد اليوم . سيكونون صيادي ناس كما وعدهم وجربهم . لن يمتهنوا الصيد بعد اليوم ، سيكونون رعاة ً ورسلا ً لرعية الله .
الا تشعر احيانا ً بالاحباط والفشل حين تتلبد الغيوم فوق رأسك ؟ ألا تفكر احيانا ً في أن تهجر ارسالية الله وتطوي ذراعيك وتسند رأسك حزينا ً ؟ انظر هو هناك ، حين يأتي الصبح ستجده يقف ينتظرك على الشاطئ .
  #8  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

521 - من البدء قبل ان يكون شيء كانت خطة الله وتدبيره لفداء الانسان . أعد الله في الازل خطته ، دبر ورتب خطة الفداء ونفذها بنفسه . لكي يرفع حكم الموت عن الانسان نفذ الحكم ، حكم الموت على ابن الانسان . ليفدي البشرية اصبح بشرا ًً . ليعيد الى الانسان صورته الالهية جاء في صورة انسان . تحركت محبة الله ، تشكلت ، تكونت ، لبست لحما ً ودما ً وعظاما ً ونزلت الينا . نزلت الينا يسوعا ً مسيحا ً ، يجول ويسير ويحيا وسطنا ، ويموت ويقوم لاجلنا . الله الذي يملأ وجوده السماوات والارض انحصر في رحم العذراء . الله الذي يملأ مجده السماوات في الاعالي نزل وسكن مذود بقر . الله الذي بكلمته خلق السماوات والارض وما بهما عمل بيديه في دكان نجار . الله الذي يعلو السحاب ويدوس الشمس والقمر خطى وسار في تراب الارض . خطة ٌ أزلية ٌ أن يُصبح الله انسانا ً ليحقق فداء ً ابديا ً لخلاص الانسان " فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ ، أَيْ إِبْلِيسَ " ( عبرانيين 2 : 14 ) لهذا " كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ " حتى يكفر خطايا العالم . رحلة ٌ طويلة ٌ جدا ً من أعلى الى اسفل ، من العلاء الى اقسام الارض السفلى . ترك السماء بكل ما بها من بهاء ، المضيئة بغير شمس ولا قمر وامتطى الظلمة ، نزل ، خطى باقدامه فوق ظلمات الارض الكئيبة . ترك السماء ، المدينة التي اسوارها واساساتها أحجار ٌ كريمة وارضها ذهب ٌ نقي وجاء الى ارض الجوع والعطش ، التعب والعرق ، الدموع والألم . ترك السماء والملائكة الملتفة حوله تخدمه والسرافيم واقفون أمامه ليعيش بين تلاميذ خانوه وانكروه وشعب رفضه ُ واهانه ُ واستهزأ به . ترك السماء حيث الحياة والخلود ، حيث الازل بلا بداية والابد بلا نهاية ليسكن الارض حيث الموت والفناء ، حيث القبر والموت والتراب . ترك كل شيء ٍ فوق ونزل الى اللاشيء تحت ، نزل الى العدم . ما اعظمها من رحلة ، ما أقساها من نقلة ، نزل من العلاء . لكنه بعد أن نزل صعد ، ثقب القبر واخترقه ، غلب الموت وهزمه . ترك الارض ، حطم جاذبيتها ، صعد ثانية ً الى السماء فوق السحاب . تمم خطة الله ، حقق الفداء ، خلّص الانسان ، ثم صعد ثانية ً الى السماء ، وفي صعوده ِ أصعدنا معه . وسوف نصعد ايضا ً اليه بعد أن يعد لنا مكانا ً هناك في السماء .
  #9  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

522 - وقف المسيح امام بيلاطس البنطي ليحاكمه . وقف مهانا ً محتقرا ً ممزق الجسد والثياب . نظر بيلاطس الى هذا الواقف امامه وتحير وخاف وارتعب ، فسأله :
- "أنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ " (يوحنا 18 : 33 ) في هذا الموقف المشين ، في هذا المظهر المتواضع لكنه يبدو ملكا ً .
- وقال لبيلاطس : " مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَم ِ." ليست مملكتي من هنا ، لا .
- " فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ ؟ "
- وقال المسيح : " لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا ، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ."
وسط كل الآلام ، وسط المهانة ، وسط صراخ اليهود ، عرف المسيح واعلن غرض حياته . وعرف العالم بعد ذلك هدف وغرض مولد المسيح ومجيئه الى العالم ، عرفوا سبب مجيئه للعالم . هل تعرف انت هدف حياتك ؟ هل تعرف الغرض والسبب والقصد الذي خلقك الله لاجله ؟ لا يمكن ان يكون الله قد خلقك عشوائيا ً بلا قصد وبلا سبب وبلا هدف ومهمة . حين يجلس الفخاري على دولابه ويمسك ببعض الطين ويضعه على الدولاب ويديره ، يكون في ذهنه ماذا ينوي ان يصنع ، اناء طعام لمطبخ ، وعاء زهور للزينة ، ابريق ماء للشرب ، تمثالا ً ملونا ً يوضع في صدارة البيت . وتتحرك اليدان وتصنعان المطلوب . الفخاري لا يصنع آنيته واوعيته وانتاجه ليخزنه على الرفوف بل ليستفيد منه الناس . ما القصد من وجودك في العالم ؟ لماذا خلقك الله ووضعك في مكانك ؟ الكثيرون يحتارون ولا يعرفون ويعيشون حياتهم تعساء بائسين . والله يعرفون وينفذون مشيئة الله ، صانعهم وجابلهم ومشكّلهم . الله يشكلنا جسدا ً ونفسا ً وروحا ً بما يتفق والمهمة التي خلقنا لاجلها . إناء الزهور يختلف عن وعاء الطعام ، عن ابريق الماء عن تمثال الزينة . الله اختار لك الزمن الذي تولد فيه والمكان الذي تتوطن به لتحقيق الغرض . الله اختار لك الظروف التي حولك . أعدك وأهلك للمهمة التي جئت لأجلها . في حيرتك في بحثك عن هدف حياتك ، في رغبتك لمعرفة قصد الله لك ، اصغي لصوت الله ، افهم توجيهاته وارشاداته لك . لا بد أن يبلّغك مهمتك . لن يصرخ عاليا ً لتسمع ، هو يهمس في روحك وستفهم وتعلم . وحين تعرف وتفهم قصد الله لك ستسعد وتفرح وانت تعمل مشيئته . قد لا يكون مكانك أفضل مكان ، قد تعيش في كوخ ٍ حقير لا قصر ٍ شامخ ٍ كبير ، لكنه اختار لك هذا الكوخ لتعلن الحق ، لتحمل رسالته ، لتمجد اسمه " أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ . " ( فيلبي 3 : 14 ) .
  #10  
قديم 15 - 05 - 2012, 07:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
افتراضي

523 - وقف يشوع على ربوة ٍ عالية تطل على نهر الاردن والارض المنبسطة ورائه . النهر ُ عريض ٌ ممتلئ بالماء ، صفحته بساط فضة ، أمواجه تتابع في تحد ٍ مستفز . كيف يقدر أن يعبر النهر ، كيف يصل الى الارض التي تفيض لبنا ً وعسلا ً على مرمى البصر ؟ الارض امامه خضراء يانعة ، خصبة طرية جيدة ، تمتد امامه تبتسم في دلال . تهتز الاشجار الباسقة امام عينيه ، يكاد يشم رائحة الارض وهي تملأ الجو كله . كيف الوصول اليها ، كيف يتخطى النهر ؟ كيف يستطيع والقائد قد مات ؟ أمامه تجمع الشعب ، غطى برجاله وجه الصحراء التي عبروها ، كثيرون ، كثيرون . وجوههم حزينة ، عيونهم دامعة ، قلوبهم مرتجفة ، ايديهم وارجلهم مرتعشة . رأى القلق يتمشى بينهم ، رأى الخوف يتزاحم وسطهم ، رأى عدم الاقتناع به . عاش طويلا ً في ظل قائده وسيده موسى ، لكنه لم يكن في نظرهم اكثر من ظل . كيف يقبلون ظلا ً يحل محل الاصل ، كيف يتبعون ذلك الفتى الرطب العود . كل الرجال بعد موسى اقزام ، كل العمالقة بعده جراد ، لا أحد يحل محله . وقف يشوع خائفا ً مستضعفا ً والشمس تغرب خلفه تُلّون السماء بحمرة ٍ خفيفة . برزت صورة موسى في مخيلته ، طويلا ً عريضا ً مهيبا ً ، عيناه ُ ممتلئتان بالثقة والقوة . لم يكن يشوع اقل من موسى حجما ً ، كان شابا ً يافعا ً قوي البنية ، لكن ..... الثقة والقوة . اين يعثر ويحصل على ما كان لقائده وسيده من ثقة ٍ وايمان وشجاعة ٍ وقوة ؟ أين ؟ ... وهدر صوت الله داخله ، سمع صوت الله " مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ . فَالآنَ قُمِ اعْبُرْ هذَا الأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ " ( يشوع 1 : 2 ) الصوت واضح والامر صريح " كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ ، كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى ." لكن موسى قد مات ، مات وانتهى ، اين نحن من الجبابرة الساكنين بالضفة الاخرى ؟ ويستمر الصوت " لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ " غمرت جسد يشوع هزة مسّت عوده فاستطال حتى اخفى الشمس الغاربة خلفه . امتلأ بثقة ٍ سرت في عروقه فامتلأ شجاعة ً وقوة وتغيرت نظرات عينيه . رأى الشعب تغييرا ً ، من هذا الواقف أمامهم ؟ جبار بأس ٍ يملأ أنظارهم . هو قائدهم ، والله لا يزال يتكلم " تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ ، لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مَعَكَ "
حين تقف امامك عقبة في اتساع النهر وعمق مياهه ، تشدد وتشجع ، الهك معك . هكذا قال الرب وهكذا يفعل . ثق به ، آمن ، اعتمد عليه .
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ربنا ممكن يأخر حاجة جميلة عشان يخليها أجمل😍 Mary Naeem مواضيع وتأملات روحية مسيحية 0 03 - 04 - 2023 03:46 PM
مات موسى وحكم يشوع! لقد بطل الناموس القديم وحكم يشوع الحقيقي Mary Naeem أقوال الأباء وكلمة منفعة 0 08 - 01 - 2023 01:02 PM
أجمل| أسماء ولاد جميلة حديثة وقديمة MenA M.G أسماء أولاد 0 23 - 08 - 2018 06:59 PM
جميلة عوض vs سلمى حايك..أيهما أجمل فى لوك فريدا كاهلوا؟ Mary Naeem قسم المواضيع العامة المتنوعة 0 03 - 08 - 2017 04:15 PM
قرية ون قن السويسرية هي قرية جميلة وساحرة ومن أجمل الوجهات السياحية Mary Naeem الصور العامة والمتنوعة 0 19 - 11 - 2014 06:53 PM


الساعة الآن 03:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025