![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
التجرد من الذات ، أو إخلاء الذات
" لكنه أخلى نفسه ، آخذاً صورة عبد ، صائراً في شبه الناس . وإذ وُجد في الهيئة كإنسان ، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " ( فيلبي 2 : 7 - 8 ) الله الكلمة أخلى ذاته ، الإبن المتجسد هو ابن الله بالطبيعة ، الذي تخلى عن مجده الخاص بكامل إرادته ، حتى صار لاصورة له ولا بهاء ( إش 53 : 2 ) . فالتجرد هو ، بوجه ، خاص ، طريقة الحب الإلهي ، فالله أحب الإنسان جداً ، بلا أي قياس أو حدود ، فاتخذ جسداً واتحد بنا بسر لا ينطق به ، اسمه سر التجسد ، والكلمة صار جسداً وحل بيننا ( فينا حسب النص اليوناني الأصلي ) ، فقد أتحد بنا الله للأبد ، دون أن يفرض نفسه علينا أو يرغمنا على قبوله ... والتجرد بدأ بتجرد الكلمة في التجسد ، وينتهي بالتجرد فينا بالروح القدس ، باختيارنا وحريتنا وإرادتنا الكاملة ، وهو يكشف عن تجرد الله الحي في الخليقة كلها بسر يتعثر فيه المتكبرين ... أن سرّ العهد يتم فينا بعلامة التجرد ، فكلما كان هذا التجرد عميقاً فينا ، كان الإتحاد عميقاً بيننا وبين الرب ذاته في خبرة سر التجسد !!! إن وحدتنا مع الله ، هو لقاء تجرد الله مع تجردنا الخاص من ذواتنا والتنازل عن كل مجد أو فخر لنا ، وهذا ما يُفسر سرّ ألزام الكتاب المقدس بالتجرد والتخلي عن ذات ... الكتاب المقدس وتعاليم الآباء أحباء ربنا يسوع ، تقوم على اساس أننا بمقدار ما (( نخسر أنفسنا )) من أجل المسيح ، يتوثق اتحادنا به اتحاد وثيق لا ينفك ابداً وهبنا الله جميعاً ، أن نخسر أنفسنا بحريتنا وإرادتنا الحرة ونتخلى عن ذواتنا ، بل نرمي أنفسنا تحت قدمي ربنا يسوع المسيح للتراب ، حتى نربحه ونوجد فيه وننطق مع بولس الرسول قد حسبت أن كل الأشياء خسارة ونفاية من أجل فضل معرفة ربنا يسوع المسيح لنا الآن ، أن نحسب حتى أنفسنا لا شيء بل تراباً في الأرض إلى أن نربح ربنا يسوع ونوجد فيه ... لن يعرف أحد ربنا يسوع ، بل سيتعثر فيه ، طالما لا يقدر أن يتخلى عن ذاته ، ويتعلم سر الإخلاء .... النعمة معكم كل حين يا أحباء ربنا يسوع المسيح |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|