رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل الأنبياء والرسل والمعلمين والرعاة والمبشرين حول العالم يقولون، أن هذه الأيام هيَ أيام لزيارات خاصة من الرب لشعبه من أجل نهضة عظيمة تجتاح العالم، وفي الوقت نفسه هوَ وقت لمواجهة شرسة مع العدو الذي سيحاول إيقاف هذا العمل.. وأنَّه على قدر ما تتوهَّج الكنيسة ويزداد تأثيرها، سيشعر الشيطان وكل الساكنين والسالكين في الظملة بأنهم مُهدَّدون على قدر أكبر.. وسوف يُهاجمون الكنيسة على قدر أكبر أيضًا. وعندما تشتد الحرب، وتتكثَّف هجمات العدو، فردّات فعلنا ستكون مختلفة، البعض سيصمد ويُكمل المسيرة حتى تتميم قصد الله بالكامل، لكن البعض الآخر سينسحب تحت وطأة المعركة ويهرب، ولهذا جاءت رسالة الرب لنا اليوم لكي تنبِّهنا، تكشف خطط العدو، وتُجهّزنا، لكي نكون جميعنا من الذين يصمدون ويُحقّقون النصر الأكيد. ماذا تفعل هنا يا إيليا؟ سؤال وجَّههُ الرب لإيليا مرتين.. فهل كان الرب يحتاج إلى جواب إيليا لكي يعرف؟ بالطبع لا.. لكن سؤاله كانَ بمثابة فرصة لإيليا ليُعيد حساباته، ولكي يكتشف أنهُ في المكان الخاطئ، خارج خطة الرب. ماذا حصل مع إيليا؟ لقد واجهَ الملك الشرير أخآب بجرأة قلَّ نظيرها، قتلَ كل أنبياء البعل، وردَّ قلب الشعب إلى الله.. وهذا عمل عظيم وكبير، لكنَّ الشيطان ﭐستخدم إيزابل الشريرة، فأخافته.. فلم يُكمل المسيرة تحت وطأة التهديد والخوف فانسحب.. وهرب: " فَدَخَلَ مُغَارَةً هُنَاكَ وَبَاتَ فِيهَا وَقَالَ الرَّبُّ لإِيلِيَّا: مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا يَا إِيلِيَّا؟ فَأَجَابَ: "غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ الإِلَهِ الْقَدِيرِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَنَكَّرُوا لِعَهْدِكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، وَبَقِيتُ وَحْدِي، وَهَا هُمْ يَبْغُونَ قَتْلِي أيضاً، فَقَالَ لَهُ: ﭐخْرُجْ وَقِفْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامِي، لأَنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أَعْبُرَ، ثُمَّ هَبَّتْ رِيحٌ عَاتِيَةٌ شَقَّتِ الْجِبَالَ وَحَطَّمَتِ الصُّخُورَ، وَلَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَكُنْ فِي الرِّيحِ. ثُمَّ حَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الزَّلْزَلَةِ. وَبَعْدَ الزَّلْزَلَةِ اجْتَازَتْ بِهِ نَارٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي النَّارِ. وَبَعْدَ النَّارِ رَفَّ فِي مَسَامِعِ إِيلِيَّا صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ هَامِسٌ. فَلَمَّا سَمِعَ إِيلِيَّا الصَّوْتَ، لَفَّ وَجْهَهُ بِرِدَائِهِ، وَخَرَجَ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْكَهْفِ. وَإِذَا بِصَوْتٍ يُخَاطِبُهُ: مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا يَا إِيلِيَّا؟ فَأَجَابَ: (الجواب الأول نفسه)، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: ... ﭐمْسَحْ أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ مِنْ آبَلِ مَحُولَةَ نَبِيّاً خَلَفاً لَكَ... وَلَقَدْ أَبْقَيْتُ فِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَةَ آلافٍ لَمْ يَحْنُوا رُكَبَهُمْ لِلْبَعْلِ وَلَمْ تُقَبِّلْهُ أَفْوَاهُهُمْ " (ملوك الأول 19 : 9 – 18). الرب صالح ومُحبّ، فهوَ لم ينسَ غيرة وتعب إيليا، لأنَّهُ إله لا ينسى تعب المحبة، ولهذا جاء إلى إيليا، وقال لهُ: " مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا يَا إِيلِيَّا؟ ليست هذه خطتي لك.. ليس هذا الموقع الذي أريدك أن تكون فيه.. لا أريدك أن تنسحب من معركة خضتها وحسمت مراحل كثيرة فيها، بل أُريدك أن تُكمل المرحلة الأخيرة منها، لكي تتمتَّع بالنصرة الكاملة ". لكن إيليا وتحت وطأة وشدَّة المعركة، وتحت وطأة الخوف، لم يتجاوب مع الرب، بل دافع عن سبب وجوده، وقال: بقيت وحدي. لم يتراجع الرب، بل طلب منه أن يخرج من المغارة ويقف أمامه، وجعل الرب ريح عاتية تهب، لتشقّ الجبال وتُحطّم الصخور، ثمَّ أحدث زلزلة، ثمَّ جعل نار تجتاز، وبعدها سألَ إيليا ثانيةً: مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا يَا إِيلِيَّا؟ ماذا تغيَّرَ بين السؤال الأول والثاني؟ كان الرب يقول لإيليا: لا.. لست وحيدًا.. ويقول لهُ: هل تُدرك من أنا؟ أنا الإله القدير الذي يشقّ الجبال ويُحطّم الصخور ليُزيلها من أمامك، أنا الإله الذي يُزلزل الأرض من أجلك، أنا الإله الذي يجعل النار تجتاز أمامك لتحرق أعداءك.. فماذا تفعل هنا؟ لكن إيليا لم يتجاوب. لقد أحبَّهُ الرب، وسيبقى يُحبّه، والكل يعلم أنَّهُ أصعده حيًّا إلى السماء، فهو لا ينسى تعب أولاده وخدامه، لكن في الوقت نفسه.. المسيرة لن تتوقف، والحرب ينبغي أن تُحسم لصالح الرب، فهو إله لا يُمكنه أن يخسر، ولم ولن يتخلَّى يومًا عن إنقاذ النفوس، ولهذا قال لإيليا: ﭐمْسَحْ أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ مِنْ آبَلِ مَحُولَةَ نَبِيّاً خَلَفاً لَكَ... وَلَقَدْ أَبْقَيْتُ فِي إِسْرَائِيلَ سَبْعَةَ آلافٍ لَمْ يَحْنُوا رُكَبَهُمْ لِلْبَعْلِ وَلَمْ تُقَبِّلْهُ أَفْوَاهُهُمْ. لست وحدك أنا معك.. وليس هذا فحسب، بل هناك نبي آخر.. وسبعة آلاف جاهزين لإكمال الحرب وتحقيق النصر الأكيد. 32000 مقاتل ﭐنطلقوا مع جدعون لإنقاذ الشعب من تسلُّط المديانيين، لكن 300 فقط أكلموا المسيرة، والرب قال لجدعون: بهؤلاء فقط سأخلصكم. وماذا عن أبطال داود؟ " أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو بْنِ أَخُوخِي، وَهُوَ أَحَدُ الأَبْطَالِ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ دَاوُدَ حِينَ عَيَّرُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْمُجْتَمِعِينَ هُنَاكَ لِلْحَرْبِ، وَعِنْدَمَا تَقَهْقَرَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ، صَمَدَ هُوَ وَظَلَّ يُهَاجِمُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حَتَّى كَلَّتْ يَدُهُ وَلَصِقَتْ بِالسَّيْفِ، وَوَهَبَهُ الرَّبُّ نَصْراً مُؤَزَّراً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَمَا لَبِثَ أَنْ رَجَعَ الشَّعْبُ لِنَهْبِ الْغَنَائِمِ فَقَطْ. وَيَعْقُبُهُ شَمَّةُ بْنُ أَجِي الْهَرَارِيُّ. وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ قَدْ حَشَدُوا جَيْشاً فِي قِطْعَةِ حَقْلٍ مَزْرُوعَةٍ بِالْعَدَسِ، فَهَرَبَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَمَامَهُمْ. لَكِنَّ شَمَّةَ ثَبَتَ فِي مَكَانِهِ وَسَطَ قِطْعَةِ الْحَقْلِ، وَقَضَى عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَأَنْقَذَ الْحَقْلَ مِنْهُمْ، فَوَهَبَهُ اللهُ النَّصْرَ عَلَيْهِمْ " (صموئيل الثاني 23 : 9 – 12). عندما تراجع الجميع وهربوا.. صمدا.. فوهبهما الرب النصر، فأنقذا الشعب وجعلوه يأتي وينهب الغنائم. وهذا المبدأ أدركهُ يوناثان أيضًا، عندما هاجم أعداد كبيرة من الأعداء، وﭐنتصر عليهم، فقال: " لأنَّهُ ليس للرب مانع عن أن يُخلِّص بالكثير أو بالقليل " (صموئيل الأول 14 : 6). والسؤال اليوم موجَّه من الرب لكثيرين بيننا.. ماذا تفعلون هنا؟ أين أنت اليوم؟ هل ﭐنسحبت من المعركة؟ أو ربما لم تدخل فيها بعد كما ينبغي؟ هل تقاتل بعزم وتصميم وشراسة؟ هل تقوم بدورك بأمانة وصلابة مهما كان؟ هل ولو تراجع الجميع كما حصل مع الشعب، ستثبت وتصمد في مكانك كأبطال داود، وتُقاتل حتى النصر النهائي؟ ليسأل كل واحد منا نفسه اليوم: أين أنا؟ ربما ﭐنسحبت أو لا تُشارك بإخلاص وبعزم وبكد ونشاط لأسباب كثيرة أُخرى غير الخوف.. مشاغل الحياة وملذّاتها.. وضعت حدود لنفسك لا تريد أن تتخطاها.. العمل وتحصيل المال ﭐستحوذا على قلبك.. علاقة عاطفية ليست وفق مشيئة الرب لكَ أطفأت حماسك للرب.. أولوياتك ليست حسب ترتيب الرب، فالرب ليس الأول في حياتك... أو أمور أخرى مشابهة، فكل واحد منّا يعرف أموره تمامًا.. ومهما كان السبب فقد تراجعت، وهربت إلى أماكن وجدت فيها منفذًا لمشاكلك وفقًا لاستحسانك. والرب يقول لكَ اليوم: ماذا تفعل هنا؟ إنه يفهم تعبك.. ويُقدّر شراسة المعركة.. ويعرف أمكانياتك بالتمام.. وهوَ لم يتركك وحدك، بل أظهر لكَ قوته كما فعل مع إيليا، وبالطبع وضع إلى جانبك محاربين أشدّاء، إخوة لك يحمونك ويقفون إلى جانبك.. لكن ما يهمّهُ ردَّة فعلك على ما تُواجهه من حروب وضغوط وأعباء، ويُريدها أن تكون كما كانت ردَّة فعل شخصين آخرين غير إيليا، فلنتأمَّل بردّة فعلهما، لكي نتعلّم ولا نكون كإيليا بل مثلهما، لكي نتمتّع بالنصرة الأكيدة: الشخص الأول: نحميا. هذه القصة دارت أحداثها خلال بناء سور أُورشليم: " وَقَالَ أَبْنَاءُ يَهُوذَا: لَقَدْ وَهَنَتْ قُوَى الْحَمَّالِينَ، وَأَكْوَامُ الأَنْقَاضِ كَثِيرَةٌ، وَنَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا بِنَاءَ السُّورِ. وَقَدْ قَالَ أَعْدَاؤُنَا: إِنَّنَا سَنُفَاجِئُهُمْ فَلاَ يَدْرُونَ وَلاَ يُبْصِرُونَ إِلاَّ وَنَحْنُ قَدْ أَصْبَحْنَا فِي وَسَطِهِمْ، فَنَقْتُلُهُمْ وَنُعَطِّلُ الْعَمَلَ! ... لِذَلِكَ أَقَمْتُ حُرَّاساً مِنَ الشَّعْبِ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، مُتَسَلِّحِينَ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ وَالْقِسِيِّ فِي الْمُنْخَفَضَاتِ وَرَاءَ السُّورِ وَعَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ. وَتَأَمَّلْتُ حَوْلِي، ثُمَّ وَقَفْتُ وَقُلْتُ لِلْعُظَمَاءِ وَالوُلاَةِ وَبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: لاَ تَخَافُوهُمْ، بَلْ تَذَكَّرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ، وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ. وَعِنْدَمَا أَدْرَكَ أَعْدَاؤُنَا أَنَّنَا كَشَفْنَا مُؤَامَرَاتِهِمْ، وَأَحْبَطَ اللهُ تَدْبِيرَاتِهِمْ، رَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَى عَمَلِهِ فِي السُّورِ ". (نحميا 4 : 10 – 15). وهنت قوة المحاربين، العمل كبير، المُعطّلات كثيرة، والأعداء سيفاجئونهم ويقتلونهم ويُعطّلون العمل.. فقالوا: " وَنَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا بِنَاءَ السُّورِ ". فماذا كانت ردَّة فعل نحميا؟ تذكَّر نحميا أن إلهه يشقّ الجبال.. يُحطّم الصخور.. يُزلزل الأرض.. ويحرق الأعداء بالنار.. ولذلك لم يهرب بل قال للشعب: تَذَكَّرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ، وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ. فأقام الحراس، وسلَّح الشعب، فأحبط الله تدبيرات العدو، فرجعوا إلى بناء السور. لقد وثق نحميا بقوة إلهه، وأدركَ أنَّه لا يحارب لوحده، ولا من أجل نفسه، بل هناك مصير شعب بكامله متوقِّف على ردَّة فعله، فصمد وﭐتكل على قوة الرب، فنجح وﭐنتصر. الشخص الثاني: إنه الرب يسوع. " وَابْتَعَدَ عَنْهُمْ مَسَافَةً تُقَارِبُ رَمْيَةَ حَجَرٍ، وَرَكَعَ يُصَلِّي قَائِلاً: يَا أَبِي، إِنْ شِئْتَ أَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ، لِتَكُنْ لاَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَتُكَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُشَدِّدُهُ. وَإِذْ كَانَ فِي صِرَاعٍ، أَخَذَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ إِلْحَاحٍ؛ حَتَّى إِنَّ عَرَقَهُ صَارَ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ " (لوقا 22 : 41 – 44). كانت معركة شرسة ضد الرب كممثّل لنا، صراع عنيف خاضه الرب، فقال للآب: إِنْ شِئْتَ أَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ، لِتَكُنْ لاَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَتُكَ. لم يتراجع.. بل أخضع مشيئته لمشيئة الآب، بالرغم من شراسة تلكَ المعركة، إذ ارسلَ لهُ الآب ملاكًا لكي يُشدِّده، وقطرات عرقه صارت كقطرات الدم. وهوَ لم يكن يُحارب ويُقاتل ويُصارع من أجل نفسه.. بل من أجل البشرية جمعاء.. وأكمل المعركة وﭐنتصر، وحقَّق الفداء والخلاص. الرب يُحبّك، وهوَ يقول لكَ اليوم: " عُدْ..عُدْ.. عُدْ أنا أحبك، لقد أعددت لكَ الأفضل، أعطيتك أغلى ما عندي، ﭐبني، وحيدي يسوع، أنا لم أبخل عليك، فلا تبخل أنت عليّ.. أنا أنتظرك ". وكما قال نحميا: حَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ، فالرب يقول لنا اليوم: " شعبكم المُعذّب، المأسور، المريض، ينتظركم.. لبنان ينتظركم.. والنهضة آتية لا محالة، ولو بالثلاثمئة فقط، ولو ببطلين كأبطال داود فقط، ولو بواحد فقط مثل يوناثان ". لكن بسبب قلبه المحب لا يريدك أن تكون خارجها، لئلاَّ تبكي بكاءً مرًّا كبكاء بطرس.. عُدْ.. عُدْ.. عُدْ.. الرب ﭐشتاقَ للجلسة معك، وهوَ لا ينتظر عودتك لكي يُعاقبك، بل لكي يشفيك ويُضمّد جراحاتك ويُسدد ﭐحتياجاتك.. ويقوّيك ويُطلقك في حقل المعركة من جديد. أمر آخر للذين يُتابعون وسيُتابعون الحرب رغم شراستها، أنا أقول لكم النهضة آتية قريبًا جدًّا.. والنصر ﭐقترب كثيرًا.. والرب سيمنح كثيرين مواهب كبيرة، معجزات وآيات وقوَّات وإيمان... وأمام هذه المواهب سيواجهنا خطر كبير: الإنتفاخ، التعالي، الإتكال على الذات، سرقة المجد من الرب، حب الظهور، والأهم: الدوافع، التي ستكون موضع ﭐمتحان كبير من الرب، والرب بسبب محبته لنا يُنبِّهنا اليوم من هذه الأمور. يقول كاتب رسالة العبرانيين: " مُتَطَلِّعِينَ دَائِماً إِلَى يَسُوعَ: رَائِدِ إِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ. فَهُوَ قَدْ تَحَمَّلَ الْمَوْتَ صَلْباً، هَازِئاً بِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ عَارٍ، إِذْ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى السُّرُورِ الَّذِي يَنْتَظِرُهُ، ثُمَّ جَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ اللهِ " (عبرانيين 12 : 2). تحمَّل كل ما مرَّ به، وتابع المعركة ولم يتراجع، لسبب واحد: السرور الذي ينتظره، وهوَ خلاص النفوس، إذ أحبَّ خاصته حتى المنتهى.. ولهذا نحن مدعوون أن ننظر إليه لتكون دوافعنا كدوافعه بالتمام.. وهوَ قال: " فَأَحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ فِكْرِكَ وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولى. وَهُنَاكَ ثَانِيَةٌ مِثْلُهَا، وَهِيَ أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. فَمَا مِنْ وَصِيَّةٍ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنْ هَاتَيْنِ " (مرقس 12 : 30 – 31). دافعان لا ثالث لهما: أن أتحمَّل كل العناء والعذاب والتضحيات وشراسة المعركة ربما حتى الموت، وأستخدم المواهب والمسحة، لسببين: محبتي لمن فداني ومحبتي للنفوس. ونختم بما قاله الرسول بولس: " لَوْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِلُغَاتِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَيْسَ عِنْدِي مَحَبَّةٌ، لَمَا كُنْتُ إِلاَّ نُحَاساً يَطِنُّ وَصَنْجاً يَرِنُّ! وَلَوْ كَانَتْ لِي مَوْهِبَةُ النُّبُوءَةِ، وَكُنْتُ عَالِماً بِجَمِيعِ الأَسْرَارِ وَالْعِلْمِ كُلِّهِ، وَكَانَ عِنْدِي الإِيمَانُ كُلُّهُ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئاً! ً " (كورنثوس الأولى 13 : 1 – 2). دون أي شك.. الرب سيعطي كثيرين بيننا إيمان ينقل جبال، ويشق صخور، ومواهب كبيرة ومسحة مضاعفة، لكي نهزم مملكة الظلمة ونُحرِّر النفوس.. لكن إن لم يكن دافعك من ﭐستخدامها محبتك للرب من كل قلبك ونفسك وفكرك وقوتك، ومحبتك للنفوس ولأعداءك حتَّى، كمحبتك لنفسك، فستكون نحاسًا يطنّ وصنجًا يرنّ، وستكون لا شيء.. فلنكن حذرين ونحن على أبواب نهضة كبيرة ستجتاح بلدنا، وقد بدأنا نرى طلائعها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ماذا تفعل التروس، وكيف تفعل ذلك؟ |
ماذا تفعل ؟ |
ماذا تفعل |
ماذا تفعل |
ماذا تفعل اذا |