رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوآش المتوج ملكاً توج يهوياداع يوآش ملكاً على يهوذا، وهو في السابعة من عمره، وقد قاد حركة الانقلاب بفطنة وحكمة وشجاعة، إذ دعا أولاً رؤساء الجيش من الجلادين والسعاة، وأمن جانبهم، بل دفعهم دفعاً إلى قيادة الحركة، إذ طلب منهم أن يجوبوا البلاد ليأتوا باللاويين والكهنة وعلى الأغلب جاء هؤلاء في عيد من الأعياد، حتى لا يثير مجيئهم الشك في شيء، ثم أراهم الملك لكي يتشجعوا انتهز فرصة السبت في الوقت الذي يكثر فيه الآتون إلى الهيكل، وهناك قام بحركة الانقلاب!!.. ولعل من أعجب الأمور أن ترى عثليا المنظر فتهتف: خيانة خيانة!!.. وهي كلمة ينبغي أن نقف أمامها بكل تعجب وتأمل!!.. عندما قامت هي بحركتها السابقة منذ ست سنوات سابقة وأبادت النسل الملكي، أي وصف كان يمكن أن توصف به هذه الحركة!!؟ ولو أن واحداً اتهمها بالخيانة في ذلك الوقت ماذا يكون جوابها؟!!.. إنها النفس البشرية الغريبة التي تكيل بكيلين، والتي تحرم على غيرها ما تحلله لنفسها، وهي لا تدري أنها وهي تحكم على الآخرين إنما تصف وصفاً دقيقاً ما فعلته هي!!... ولا يمكن أن يكون فعلها المحرم حلالاً، لمجرد استقراره أو استمراره ست سنوات، ولا ستة آلاف من الأعوام يمكن أن تجعل الخطأ صواباً، والباطل حقاً، والشر خيراً، وتقادم الشر في الأرض لا يمكن أن يعطيه رخصة بالاستمرار والبقاء!!.. بل لابد للشر أن يذهب وينتهي بغتة كما جاء، وذلك هو القضاء الإلهي الذي لا محيص عنه، ولا مهرب من حكمه، مهما تحوط الإنسان، أو بني من قلاع وأسوار حول الإثم والفساد والشر والخطية،.. بل إن قصة عثليا تكشف عن وجه آخر من قضية قديمة، وهو هل يجوز مقاومة السلطان؟!! وباديء ذي بدء أن الإيمان المسيحي يحرم علينا التآمر وخيانة الدولة، وأنه لا يمكن أن يكون هناك مسيحي خائن لوطنه، ويرفع السلاح في وجه قادة بلاده،... على أن القاعدة هنا لا تؤخذ على إطلاقها، إذ أنه لا يجوز إطاعة أي قائد أو رئيس يخرج عن حدود الله بالنسبة له، إذ هنا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، فإذا دعا الرئيس إلى الشر أو الإلحاد أو مقاومة عمل الله، فهنا يصح أن يعترض المسيحي، بشرط ألا يستخدم الأسلوب البشري أو الأسلحة البشرية كالثورة المسلحة، أو مقاومة الشر بالشر، إذ من الواضح أن الخطأ لا يمكن إصلاحه بخطأ مماثل، أو بالانتقام بأية صورة من الصور، وقد أعطانا أبطال التاريخ المسيحي أروع الصور في الشهادة والاستشهاد، ويكفي أن نضع نموذجاً لصبي صغير روماني أقتيد إلى المحاكمة بتهمة أنه مسيحي، وقد أعطى هذا الصغير أروع صورة للموقف المسيحي تجاه الباطل،.. كان اسمه ماركوس بولو سيرفيللي من عائلة من أشرف العائلات الرومانية، وقد خدمت أسرته الامبراطورية الرومانية أعظم خدمة، وكان هو آخر فرع فيها،.. وكان عمره عند المحاكمة ثلاثة عشر عاماً، وقد وجهت إليه التهمة أنه مسيحي ترك دين الامبراطور، وانتمى إلى المسيحية فهو لذلك يعتبر خائناً لبلاده، وعقابه الموت،.. وكان جواب الغلام من أعظم ما يمكن أن يكون الجواب، إذ لم ينف التهمة عن نفسه، بل قال: أنا متهم بغير جريمة، وإيماني يعلمني أن أخاف الله وأخدم الامبراطور، وأطيع كل القوانين العادلة، وقد نفذت هذا بضمير صالح، وقال أنا مسيحي ولست خائناً للوطن.. وإذ قيل له: إن القانون يحرم الإيمان بالمسيح، ومن يكسر القانون فعقابه الموت.. أجاب: أنا مسيحي. . ولما لم ينجح معه أي إغراء أو تهديد حكم عليه بالموت طرحاً للوحوش،.. وذهب الغلام شجاعاً، كأعظم وأروع ما تكون الشهادة في الأرض!!.. أبادت عثليا النسل الملكي، ولم تكن تدري أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً، وأن هذا سيكون مصيرها هي بعد ست سنوات، حيث قضى عليها يهوياداع، ومعها عبادة البعل، ومتان كاهن البعل،.. وذهبت المرأة كما ذهبت أمها إيزابل من قبل!!.. وهذا هو المصير الأبدي للشرير والأشرار في الأرض!!... |
28 - 08 - 2013, 07:16 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: يوآش المتوج ملكاً
ميرسي كتير ربنا يبارك خدمتك الجميلة
|
|||
04 - 09 - 2013, 11:33 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يوآش المتوج ملكاً
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وفي كل يومٍ أدهش، وفي كل يومٍ أَتحرَّك بالكلام |
سبحوا الرب كل يومٍ، أي يومًا بعد يومٍ، أو سبحوه اليوم، وسبحوه غدًا |
ولد ملكاً |
المسيح ملكاً |
ليس مهم ان تكون ملكاً |