منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 08 - 2013, 12:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

مجالات الشكر للبابا شنودة الثالث




مجالات الشكر للبابا شنودة الثالث

هناك أسباب كثيرة يجب أن نشكر الله عليها ، أو هى مجال للشكر 0 ولكننا نادرا ما نشكر ! وبعضها يبدو لنا كأنه مجرد أمور عادية 0000وهناك أمور أخرى ربما كل تأثيرها علينا أننا نفرح بها 0ولكننا نكتفى بالفرح ولا نشكر 0 وأمور ثالثة يكون واضحا جدا عمل الله فيها وكرمه وأحسانه 0 ولكننا نشكر اٍلى لحظة ، ولا يستمر معنا الشكر أكثر من ذلك
أى أنها لم تستوف حقها من الشكر ! وسنحاول فى هذا الفصل أن نستعرض بعض مجالات الشكر ، ونذكر لها أمثلة :
1- أشكر الله لأنه خلقك ، وأنعم عليك بالوجود :
حقا من منا يشكر الله على أنه خلقه ، ومنحه هذا الوجود ؟! كان ممكنا يا أخى أنك لا تكون موجودا 0 لم يكن الله مطالبا أن يزيد العالم واحدا 000 ! اشكر الله أن والدتك لم تكن عاقرا ، بل منحها الله نعمة أن تلد بنين 0000 اٍن مجرد ولادتك نعمة عظيمة من الله اٍذ يقال فى المزمور ( البنون ميراث من الرب ) ( مز 127 : 3 ) وكان ممكنا أن لا يعطى والدك هذا الميراث ! أو أن ينجبا أخوتك فقط ، ولا ينجباك أنت بالذات 000 فاشكر الله اٍذن أنه خلقك وسمح بوجودك 000
وفى هذا المعنى ما أجمل تلك القطعة التى وردت فى القداس الغريغورى ، والتى يقول فيها الأب الكاهن مناجيا الرب فى شكر ( خلقتنى اٍنسانا كمحب للبشر 0 ولم تكن أنت محتاجا اٍلى عبوديتى ، بل أنا المحتاج اٍلى ربوبيتك 0 من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتنى اٍذ لم أكن )
2- اشكر الله على الطبيعة التى حولك :
ألا يليق بنا جميعا أن نشكر الله ، لأنه خلق الاٍنسان فى اليوم السادس ، وأعد كل شئ لراحته قبل خلقه 000 فخلق قبل ذلك السماء ، وزينها بالشمس والقمر والنجوم ، وأوجد النور والضياء ، وأعد كل قوانين الفلك التى تربط علاقات الطبيعة فى هذا الكون العجيب ، ونظم الأمور الخاصة بالهواء والحرارة والأمطار 0 كما خلق النبات والحيوان ، والكائنات الحية الأخرى سواء على الأرض ، أو فى الجو أو فى البحر ، وأوجد للإنسان طعامه قبل أن يخلقه 0 بل خلق له متعا من جمال الطبيعة من جمال الورود والأزهار ، وتغريد البلابل والأطيار ، وجمال الحدائق والأزهار 0000
وبعد أن أعد الله كل سبل الراحة ، خلق الاٍنسان 0
فمن من الناس يشكر الله على هذه الطبيعة ، فى كفايتها وفى تنوعها وفى جمالها ؟! اٍن الكنيسة المقدسة تعطينا هذا التدريب الروحى ، فى الصلاة الشاكرة العارفة بالجميل ، التى يقول فيها الأب الكاهن فى القداس الغريغورى ( أقمت السماء لى سقفا ، وثبت لى الأرض كى أمشى عليها 000 من أجلى الجمت البحر 0 من أجلى أخضعت طبيعة الحيوان 000لم تدعنى معوزا شيئا من أعمال كرامتك 000)
3- اشكر الله على المواهب الطبيعية التى منحك أياها :
كثيرون لا يشكرون اٍلا على المواهب الفائقة للطبيعة ، مثل شفاء المرضى وأقامة الموتى ، والكشف الروحى والرؤى 0000! ولكن من من الناس يشكر على مواهب الحكمة والمعرفة ، بينما وضعت هذه المواهب أولا قبل مواهب الشفاء وعمل القوات والعجائب
( 1كو 12 : 8 10 ) 0
هل تشكر الله مثلا على ما وهبك من العقل أو الذكاء أو الخيال 000؟
وهل تشكره أنه أعطاك مثلا موهبة فى الرسم ، أو فى الشعر أو فى الموسيقى ؟ أو أنه أعطاك رخامة فى الصوت ، أو جمالا فى الوجه ، أو قدرة على الاٍقناع ، أو خفة فى الروح تحبب الناس فيك ؟ أو أنه وهبك قدرة على الاٍحتمال والصبر ؟ كلها مواهب من الله تحتاج اٍلى شكر عليها 0000
4- هل تشكر الله على الاٍيمان الذى أنت فيه ؟
هل تشكره على أنك ولدت مؤمنا ، ولم تبذل أى مجهود لكى تصل اٍلى هذا الاٍيمان ؟! ذلك لأن كثيرين يشتهون هذا الاٍيمان ولا يجدونه 000 بل ويتعبون من أجله كثيرا ، ولا يستطيعون الوصول اٍليه ، اٍذ تقف أمامهم كثير من المشاكل العقائدية ، ومن المتاعب والمشاكل العائلية والاجتماعية وغير الاٍجتماعية 000 أما أنت فقد نلت هذا الاٍيمان مجانا وسهلا ، اٍذ قد ولدت فيه ، وفى هذه العقيدة 0 ألا يستحق منك هذا الأمر شكرا ؟!
سمعت قصة عن فيلسوف ملحد ، رأى فلاحا أميا يصلى
وتعجب كيف أن هذا الرجل البسيط راكع فى حقله يخاطب من لا يراه 000 ويخاطبه من كل قلبه ، وبكل مشاعره ، وبكل ثقة واٍيمان 000 فقال : اٍننى مستعد أن أتنازل عن كل فلسفتى وكل ما قد درسته من علم وكتب ، ومقابل أن أحظى بشئ من الاٍيمان الذى يتمتع به هذا الفلاح البسيط 000
اٍن اٍيمانك نعمة ، لم تحظ بها البلاد الملحدة 0
ولم يحظ بها الملحدون فى البلاد المؤمنة 000أولئك الذين أتعبتهم أفكار قرأوها فى الكتب أو سمعوها من آخرين جاءتهم من بعض الكتب الفلسفية ، أو بعض كتب العلم ، أو بعض كتب الملحدين ، أو من حروب الشياطين ، وغرست فيها شكوكا دخلت اٍلى أذهانهم ، ولم يستطيعوا أن يتخلصوا منها ، أو لم يجدوا من يرد عليهم ، ردودا تقنعهم 000 طبعا لكل هذه الشكوك ردود ، ولكنهم لم يصلوا اٍليها 000 أما أنت ففى اٍيمانك لا يوجد ما يتعبك 0 أليس هذا أمرا يحتاج اٍلى شكر ؟!
تشكر الله أيضا ليس فقط على اٍيمانك ، بل بالأكثر على أن اٍيمانك سليم
ذلك لأن كثيرين انحرف إيمانهم بسبب اختلاطهم بأفكار مذاهب أخرى ، سواء بسبب اجتماعهم أو كتبهم أو نبذاتهم 000 وأصبح اٍيمان هؤلاء ليس كما كان من قبل ، بل تغير فى معتقداته 000 ! ودخل فيهم روح الجدل لاٍثبات أفكارهم الجديدة 000 ! أما أنت فاشكر الله أنك تحيا فى اٍيمان سليم ، بعيد عن الشكوك العقائدية 00000
5- أشكر الله على أنك مازلت حيا :
وهذا يوافق ما ورد فى صلاة الشكر ، أننا نشكر الله لأنه ( أتى بنا إلى هذه الساعة ) اٍن حياتك يا أخى منحة من الله ، بيده أن يبقيها أو أن ينهيها فى أى وقت 0 وهو يجددها لك يوما بيوم وساعة بساعة 0 فلتشكره على هذا اليوم الذى تحياه ، وهذه الفرصة التى منحك اٍياها ، لتحسن فيها مستواك الروحى ، وتفعل خيرا تجده هناك فى العالم الآخر 0000
أشكره لأنه أعطاك بهذه الحياة فرصة للتوبة :
قال أحد الكتاب اٍن ( ملايين الملايين من الذين فى الجحيم ، يشتهون ساعة واحدة من الحياة على الأرض ) أو حتى دقيقة واحدة ، ليقدموا فيها توبة لله ، ولا يجدون 0000
يريدون وقتا مهما كان قصيرا يقدمون لله فيه اعترافا كاملا بخطاياهم ، وانسحاق قلب طالبين مغفرته وصفحه 000 دقيقة واحدة يقولون فيها عبارة العشار
( ارحمنى يارب فاٍنى خاطئ ) ( لو 18 : 13 ) أو عبارة اللص اليمين ( أذكرنى يارب )
( لو 23 : 42 )
لو أن الله قرر أن يأخذ روحك الآن ، ألا تشتهى بعض دقائق من هذا العمر الذى لك ؟!
تقول له بعض دقائق يارب أوزع فيها كل ما أملك على الفقراء وكل مقتنياتى وترفى ، لأكنز بها كنزا فى السماء ( متى 6 : 19 ، 20 ) بعض دقائق يارب أتصالح فيها مع جميع الذين أخاصمهم ، وأعتذر لهم ، وأقدم لهم مطانيات عند أرجلهم ، مهما كانوا المخطئين 000 نعم بعض دقائق اعترف فيها بجميع خطاياى بالتفصيل ، حتى بما أخجل منه ، حتى يما يقف على لسانى ولا يستطيع أن أنطق به000 أقوله بدون حرج ، وآخذ عنه حلا ، قبل أن يغلق الباب وأقف خارجا ، قارعا مثل الخمس العذارى الجاهلات
( متى 25 : 10 12 )
نعم لماذا لا تشكر الله على هذه الحياة التى لك ؟
لماذا لا تشكره على هذه الأيام التى مازلت لك من العمر ، وتستطيع أن تعمل فيها الكثير مما يرضى الرب ، ومما يسعد الناس ، وتكسب بذلك ملكوت السموات ، اٍذ تتوب وتحيا حياة روحية 0000! ألا تشكر الله اٍلا اٍذا وجدت كنزا من المال ، أو حصلت على منصب كبير ؟! وما أدراك ، ربما هذا الكنز ، أو هذا المنصب الكبير ، يكون فى هلاكك ، وتفقد الملكوت بسببه !!
6- أشكر الله أيضا ، لأنه هيأ لك بيئة دينية :
أشكره لأنه وهبك أبوين أهتما بعمادك ، وعلماك طريق الرب ، أو على الأقل لم يمنعاك عن السير فى طريقه 0 أشكره لأنه هيا لك خداما فى الكنيسة يعتنون بك ، حتى وصلت اٍلى هذا الوضع من المعرفة الروحية والسلوك الروحى ، وأصبحت تهتم بخلاصك وتقرأ الكتب الروحية 0000
أشكره لأنه أرسل قدوات صالحة اٍلى طريقك ، تتعلم منها الحياة الحقة كيف تكون ، وعين لك من يرشدك روحيا 0000
أشكره لأنك الآن موجود فى الكنيسة :
كثير من الشبان الآن ، وفى هذه اللحظة موجودون فى أماكن اللهو المختلفة ، ولاهون عن خلاص نفوسهم ، ومنشغلون بخطايا متعددة 0 أما أنتم فاشكروا الله أنكم فى الكنيسة ، وأن الكنيسة أصبحت جزءا من حياتكم ، لا يمكنكم الأستغناء عنها 0 ولولا نعمة الرب عليكم ما كنتم هكذا 000 فمن منكم يشكر الله الآن ، لأنه الله قد أحتضنه فى بيته ، وأدخله موضع سكناه 00000؟
أشكر الله أيضا لأنه لا توجد عوائق تمنعك عن بيته ولا عن الأندماج فى الشركة مع أولاده
كثيرون تعوقهم ظروف متعددة عن المجئ اٍلى الكنيسة : اٍما أن مواعيد عملهم تتعارض مع مواعيد الكنيسة ، أو أن حالتهم الصحية أو الجسدية تمنعهم ن أو أن كثرة أسفارهم شغلتهم ، أو أنهم فى قرية لا توجد فيها كنيسة ، أو لأى سبب آخر 000 أما أنت فاشكر الله لأنه لا يوجد أمامك شئ من هذه الموانع كلها 000
وأشكره لأن أندماجك مع أبنائه يمنحك قوة روحية 0
ذلك لأنهم يدفعونك باستمرار اٍلى قدام ، وتجد معهم بيئة مقدسة تتبادل فيها الأحاديث الروحية 0 كما أن سيرتهم تسبب لك خجلا اٍن تصرفت أى تصرف خاطئ 0 وصلتك بهم تقوى رابطتك بالكنيسة ربما فيها من أنشطة واجتماعات 0 كما تجد فى مجالهم صداقات روحية نقية تشبع عواطفك 0 وكما قال الكتاب ( اٍثنان خير من واحد لأنه اٍن وقع أحدهما يقيمه رفيقه 0 وويل لمن هو وحده اٍن وقع ، اٍذ ليس ثان ليقيمه ) ( جا 4 : 9 ، 10 )


أليس حقا اٍذن أن تشكر الله على صداقاتك الروحية 0
كل صديق روحى ، هو كنز لك من الله تشكره عليه وبنفس الوضع الأب الروحى والمرشد الروحى ، وكل من يسندك فى حياتك الروحية ، وكل من تجد فى عشرته جوا روحيا يمكن أن تنمو فيه روحك 000 أشكر الله على الأشخاص الذين وضعهم فى طريقك واستفدت منهم اٍنه هو الذى أرسلهم اٍليك 0000
7- نشكر الله أيضا ، لأنه لم يعاملنا بحسب خطايانا 0
وهذا ما ذكره داود النبى فى المزمور ( 103 ) الذى بدأه بقوله ( باركى يا نفسى الرب ، وكل ما فى باطنى ليبارك اٍسمه القدوس 0 باركى يا نفسى الرب ، ولا تنسى كل احساناته ) اٍلى أن قال ( الرب رحيم ورؤوف ، طويل الروح وكثير الرحمة 000 لم يصنع معنا حسب خطايانا ، ولم يجازنا حسب آثامنا 0 لأنه مثل أرتفاع السموات على الأرض ، قويت رحمته على خائفيه 0 كبعد المشرق عن المغرب ، ابعد عنا معاصينا ، كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه 0 لأنه يعرف جبلتنا ، يذكر أننا تراب نحن )
( مز 103 : 8 14 ) 0 وهكذا نصرخ للرب فى صلواتنا قائلين ( كرحمتك يارب ولا كخطايانا ) والعجيب أن الله يفعل ما هو أكثر :
فلا يكتفى بعدم معاقبتنا ، اٍنما أيضا يصنع معنا اٍحسانا !
كم من مرة ونحن فى عمق الخطايا نطلبه فيستجيب ، بكل حب ، كأننا لم نخطئ اٍليه ولم نكسر وصاياه ! اٍنه يخجلنا بمحبته وحنانه ، ونسيانه للإساءة ، ومقابلتها بالإحسان ! ألا نشكره كثيرا من أجل كل هذا ؟!
اٍن الذى يتأمل خطاياه ، وكم هى بشعة ، يتعجب من حنو الله فى تعامله معه ، كيف أنه يطيل آناته عليه ، ولا يطبق عليه ما تستحقه هذه الخطايا من عقوبة أمام العدل الاٍلهى 00
كم من خطايا تبدو أبسط من خطاياك بكثير ، نالت عقوبات شديدة جدا 0 والأمثلة عديدة ومتنوعة :
حنانيا وسفيرا ، كذبا على بطرس الرسول فى اٍخفاء جزء من المال ، فكانت النتيجة أنهما وقعا ميتين للتو ، دون أن تعطى لهما حتى فرصة للتوبة 000 ومع ذلك كم من أناس يكذبون مرارا كل يوم ، وقد يكذبون على كهنة ورؤساء كهنة 0 والله صابر لا يعاقبهم 0 راجع نفسك فى هذه النقطة ، وأشكر الله 0
والسيد المسيح يقول من قال لأخيه يا أحمق ، يكون مستحقا نار جهنم ( متى 5 : 22 ) وكم من مرة نقول هذه العبارة ، أو ما يشابهها فى المعنى 000 ثم نعترف بالخطأ ، ويغفر لنا الله ، ولا تلحقنا نار جهنم 000
هيرودس الملك مجده الناس ، وقالوا ( هذا صوت اٍله ، وليس صوت اٍنسان ) وسكت
( ففى الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط مجدا لله 0 فصار يأكله الدود ومات )
( أع 12 : 22 ، 23 ) ونحن كم يمجدنا الناس أحيانا ونسكت ، ولا يعاقبنا الله بشئ ألا نشكر الله على عدم معاقبته ؟!
زكريا الكاهن مجرد أنه استصعب أن يكون له ولد وهو شيخ ، عاقبه الله بأن بقى صامتا تسعة أشهر حتى ولد الصبى 0
ونحن ألا نخطئ كل يوم خطايا أكثر من زكريا الكاهن ، ومع ذلك فلا عقوبة !
ألا نشكر الله اٍذن على أنه لم يستخدم معنا عدله الاٍلهى ( ولم يجازنا حسب خطايانا ) ؟! فلنحسب خطايانا التى نرتكبها كل يوم ، وربما كل ساعة ، ويقابلها الله بصبر عظيم 00 ! ومع ذلك ها نحن نحيا ، وطول أناة الله مازالت صابرة علينا ، لكيما تقودنا اٍلى التوبة 0

فلنشكر الله اٍذن على أحتماله العجيب 000
الناس لا يحتملوننا فى القليل ، وهم معرضون للخطأ مثلنا والله الكلى القداسة والصلاح ، والكلى العدل ، يحتملنا فى أمور خطيرة جدا تتكرر منا كل يوم ، ومع ذلك لا نشكر ! بل نحن أنفسنا ربما لا نقدر أن نحتمل غيرنا فيما هو أقل بكثير من الأمور التى نخطئ فيها اٍلى الله ، ويحتملنا 000 بل ويحتمل الله جميع الخطايا ، التى يخطئ بها جميع الناس ، فى جميع البلاد ، فى كل حين ، فى الماضى والآن وفى المستقبل 0 ولم يضرب العالم بضربات قاسية ، مثلما فعل قبلا فى الطوفان وحرق سدوم 000 ومع ذلك لا نشكره !!
ألا تركع حاليا وتقول ( أشكرك يارب لأنك أحتملتنى ، ولا تزال تحتملنى ، وتحتمل عدم شكرى ) ! حقا يارب أنك طيب وحنون 0 وما أصدق قول داود النبى عنك :
( يارب ، من مثلك ؟! ليس لك شبيه بين الآلهة ، ولا مثل أعمالك ) ( مز 71 : 19 )
( مز 86 : 8 ) 0
جميل هو التأمل فى معاملات الله ، سواء لك أو لغيرك 0 وجميل هو التأمل فى صفاته الجميلة 0 اٍنك تتغنى بها فتشكره عليها 0 تشكره لأنه حنون ، ولأنه طيب ، ولأنه محب ، ولأنه غفور ، ولأنه طويل الأناة ، ولأنه ( يعرف جبلتنا ، يذكر أننا تراب نحن )
( مز 103 : 14 ) ويعاملنا هكذا
8- أشكر الله أيضا على اٍحساناته ورعايته :
أشكره على اٍحساناته اٍليك ، واٍلى كل أحبائك وأصحابك وأقاربك ومعارفك ، واٍلى باقى الناس 0 أشكره على اٍحساناته اٍلى الأسرة واٍلى الكنيسة واٍلى الوطن 000 اٍحساناته العامة والخاصة 0
أجلس بينك وبين نفسك ، وأستعرض حياتك منذ ولدت :
كم مرة طلبت من الرب طلبا ، فاستجاب لصلاتك ، وأعطاك سؤل قلبك ؟ كم ضيقة أنقذك منها ؟ كم امتحانات أنجحك فيها ، وكنت تشعر أنك غير مستعد لها ؟ كم مرض شفاك منه أو أنقذك من الاٍصابة به ؟ كم مشكلة حلها لك ؟ كم قضية كانت نتيجتها فى صالحك ؟ كم خطية ارتكبتها ولم يسمح أن تنكشف للناس ؟ كم باب رزق فتحه أمامك ؟ كم عمل قمت به ووفقك فيه ؟ كم مرة كان معك فى خدمتك وفى نشاطك ؟ كم أعطاك نعمة فى أعين الآخرين كم عثرة أنقذك منها ؟ وكم خطية كدت تقع فيها وأنتشلتك النعمة ؟ كم وكم وكم 000؟؟؟
أتستطيع أن تحصى إحسانات الله اٍليك ؟! لست أظن هذا ممكنا 000 !
فكم بالأكثر لو أضفت اٍليها اٍحساناته اٍلى أحبائك ، واٍحساناته العامة التى شملتك وشملت غيرك أيضا 000 والخيرات التى أتتك حتى بدون صلاة وبدون طلب ، واٍنما من فرط نعمته وافتقاده وحبه 000 كل ذلك ضعه أمامك ، وقد عنه شكرا فى كل تفاصيله 0 وبخاصة الأمور التى كانت معقدة جدا ، ولم يكن أحد يستطيع حلها سوى الله ، وقد كان 000سجل كل هذا ، حتى لا تنساه 0000
9- أشكره على الصحة التى يمنحك اٍياها :
من منا يشكر الله لأنه يبصر ؟ لكنه اٍذا مرضت عيناه ، وبدأ يعالجها ، ويبدأ حينئذ يشعر بنعمة البصر التى لم يشكر عليها من قبل 0 كذلك من من الناس يشكر الله على أنه يمشى حسنا على قدميه ؟ ولكنه لا يذكر ذلك ، اٍلا اٍذا حدث له كسر فى رجله ، واحتاج اٍلى عصا يتوكأ عليها 0 حينئذ يدرك أن مجرد المشى على قدميه كان أمرا يحتاج اٍلى شكر 000 حقا ما أصدق قول الحكيم :

الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء ، لا يحس به اٍلا المرضى 0
فنحن من عادتنا أننا لا نشعر بقيمة الشئ الذى عندنا ، اٍلا اٍذا فقدناه 000 وهكذا لا نشكر الله على أن أجهزة جسدنا سليمة ، اٍلا اٍذا اختل واحد منها 0 فلا أحد يشكر الله على معدة سليمة تهضم الطعام جيدا 0 ولكنه اٍذا مرضت معدته ، ونقص بعض من عصاراتها ، أو أصيب بقرحة فى المعدة ، حينئذ يشكر الله على كل يوم تقوم فيه معدته بعملها الطبيعى ، أو تعمل دون أن تتألم ، أو بدون دواء ؟ أشكر الله اٍذن على صحتك ، لأن كثيرين يشتهون الحالة التى أنت فيها ، ولا يجدونها 000
10- وكما تشكره على الصحة ، أشكره أيضا على المرض
ذلك لأن المرض ليس شرا فى ذاته ، لعازر المسكين كان مثقلا بالأمراض ، وكانت الكلاب تلحس قروحه 000 لكن كل هذا لم يكن شرا فى ذاته ، ولم يفصله عن الله ، بل بالعكس كان لفائدته 0 فعندما اتكأ فى أحضان إبراهيم ، قدم عنه تقريرا أنه ( استوفى بلاياه على الأرض ، لذلك هو يتعزى ) ( لو 16 : 25 )
هكذا فلتشكر الله على المرض ، لأنك قد تستوفى به البلايا ، وتأخذ نصيب لعازر المسكين قال القديس باسيليوس الكبير :
( اٍنك لا تعرف ما هو المفيد لك : الصحة أم المرض )
القديس بولس الرسول أعطى شوكة فى الجسد ن لمنفعته الروحية ( لئلا يرتفع من فرط الإعلانات 0 وقد طلب من الله ثلاث مرات أن يفارقه هذا المرض ) ( 2كو 12 : 8 ) ولكن الله لم يستجب صلاته ، بل قال له ( تكفيك نعمتى )
طبعا نحن بضعفنا البشرى نطلب الصحة 0 ولكننا لا نعرف ما هو المفيد لنا 0000
ربما يتعبنى المرض على الأرض ، ولكنه يساعدنى على دخول الملكوت 0
هكذا اٍذا كان استغلالى له حسنا 0 ومن الناحية الأخرى ما أكثر ما تكون القوة الجسدية ضارة لمن يستخدمها بطريقة خاطئة ! المهم اٍذن هو الصحة الروحية 0
حكى فى بستان الرهبان عن أحد النبلاء الأثرياء ، أن كانت له اٍبنة وحيدة مريضة مشرفة على الموت 0 فطلب من أحد الآباء القديسين أن يصلى من أجلها لكى تشفى 0 فحاول القديس أن يعتذر بكافة الطرق ، ولكن الرجل ألح عليه 0 فصلى القديس وعاشت الفتاة ، اٍلا أنها سلكت فى سيرة شريرة أضاعت كرامة أبيها ، لدرجة أنه عاد اٍلى القديس مشتهيا أن تموت هذه الاٍبنة الوحيدة 0000 !!
عجيب أن كثيرين لا يذكرون فى المرض سوى أوجاعه :
دون أن يذكروا بركات المرض وفوائده ! بل أن البعض قد يصل اٍلى حالات من الضيق والتذمر ، وقد يعاتب الرب ويقول لماذا يارب فعلت بى كل هذا ؟ أما أنت فلا تكن هكذا 0
اٍنما فى مرضك أشكر الله على البركات التى حصلت عليها نتيجة لهذا المرض :
قل له أشكرك يارب على هذا المرض ، الذى أعطانى فرصة أعمق للصلاة ، أو الذى أعطانى توبة ، ومنحنى تواضعا وانسحاق قلب وشعورا بضعفى 0 أشكرك يارب على هذا المرض الذى جعلنى أشعر بمحبة الناس وسؤالهم عنى 0 أشكرك لأن المرض منحنى فترة خلوة قضيتها على الفراش ، وكانت لازمة لى ، على الأقل لأفحص نفسى ، ولأنفرد بك 0





نشكر الله أيضا ، لأنه سترنا , وأعاننا ، وحفظنا وقبلنا اٍليه ، وأشفق علينا وعضدنا ، وأتى بنا اٍلى هذه الساعة 000
هذا ما تعلمنا الكنيسة أن نشكر الله عليه ، فى صلاة الشكر التى نرددها مرات فى صلوات الساعات ( فى الأجبية ) كل يوم 000 وكل كلمة من كلمات الشكر هذه ، تحتاج اٍلى تأمل خاص 0
وقد نشرنا لك عنها كتابا خاصا ، اٍسمه ( تأملات فى صلاة الشكر ) صدر منذ سنة 1964 وأعيد طبعه عدة مرات ، فيمكنك الرجوع اٍليه 0
11ـ أشكر الله أيضا على الخير الذى تراه ، والخير الذى لا تراه 0000
تشكره على الخير الذى تراه بالعيان ، والخير الذى تراه بالاٍيمان 0 اٍن الله كما يدعونا أن نعمل خيرا فى الخفاء ، وهو يرى هذا الذى فى الخفاء ويجازينا علانية
( متى 6 : 4 ، 6 ) كذلك هو أيضا يعمل من أجلنا كثيرا من الخير فى الخفاء ، يجب أن نشكره عليه علانية 0
كثير من الخير الذى تتمتع به الآن ، كان يعده لنا الله من سنوات طويلة ، ونحن لا نعلم 0 وهو لا يزال يعد لنا خيرا ، ستظهر نتائجه فى المستقبل ، فنشكر عليها حينئذ 0 وهو يعمل خيرا من أجلنا الآن وفى كل لحظة ، ولكننا لا نبصر 000 !
بل كل عمل صالح نحن نعمله يد الله فيه ، ولولا ذلك ما أستطعنا أن نعمل شيئا صالحا على الاٍطلاق 000
أليس هو القائل ( بدونى لا تقدرون أن تعملوا شيئا ) ( يو 15 : 5 ) هو اٍذن العامل فينا ، والعامل معنا 0 هوذا القديس بولس الرسول يقول ( لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة ) ( فى 2 : 13 ) اٍذن مجرد أن نريد شيئا يسر الله ، هذا أمر يجب أن نشكر الله عليه ، لأن هذه الاٍرادة الصالحة التى لنا هى من عنده 0 وكوننا نعمل عملا صالحا ، وهذا أيضا من عنده 0 ويجب أن نشكره عليه 0000
12 ـ وهنا يجب أن نشكر الله على النعمة العاملة فينا :
اٍن النعمة من الأمور الأساسية التى يجب أن نضعها فى قائمة شكرنا لله 0 هوذا القديس بولس الرسول يقول ( ولكن بنعمة الله أنا ما أنا 0 ونعمته المعطاه لى لم تكن باطلة ، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم ، ولكن لا أنا ، بل نعمة الله التى معى ) ( 1كو 15 : 10 ) ألا يستحق الله منا كل شكر على هذه النعمة العاملة فينا ؟!
نشكره اٍذن على شركة الروح القدس فى حياتنا 0
هذه التى هى جزء من البركة الممنوحة لنا ( 2كو 13 : 14 ) نشكره لأنه جعلنا هياكل لروحه القدوس ، كما قال الرسول ( أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم )
( 1كو 3: 16 ) روح الله هذا الساكن فينا ، هو الذى يبكتنا على خطية ( يو 16 : 8 ) وهو الذى يعلمنا كل شئ ( يو 14 : 26 ) ويرشدنا اٍلى جميع الحق ( يو 16 : 13 ) وهو الذى يعطينا قوة فى الخدمة حتى نشهد لله فى كل موضع ( أع 1 : 8 ) ألا نشكر كل حين على عمل الروح فينا 0



فاٍن عملنا فى وقت ما عملا صالحا ، فلنشكر الله على ما عملنا ، لأنه هو الذى عمله عن طريقنا 0
خطأ كبير هو ، أننا بدلا من شكرنا لله نفتخر ونشكر أنفسنا ، كما لو كنا بقوتنا أو بتقوانا قد عملنا عملا 0 هذا الفخر هو الذى يمنع عمل النعمة فينا ، حتى لا نصير أبرارا فى أعين أنفسنا ( أى 32 : 1 ) وهكذا نحزن الروح القدس 000 ليتنا اٍذن نذكر قول القديس بولس الرسول ( 1كو 1 : 31 ) :
( من أفتخر فليفتخر بالرب ( 2كو 10 : 17 ) 0
لأنه هو الذى يمنح الاٍرادة والقوة والمعرفة ، ولولاه ما كنا نستطيع أن نعمل شيئا 0 اٍن كان القديس يقول ( لا أنا ، بل نعمة الله التى معى ) ( 1كو 15 : 11 ) فماذا نقول نحن الضعفاء العاجزين 0 كل ما نستطيع أن نعمله هو أن نشكر الله ونرجع الفضل اٍليه 0 وحينئذ يزداد عمل النعمة فينا ، ويتكاثر الثمر جدا 0000
13 ـ أشكر الله أيضا لأجل الفداء العظيم الذى قدمه لنا :
يوجد أمر عظيم جدا ، يتصاغر أمامه كثير من الأمور السابقة ، ويحتاج اٍلى شكر طوال الليل والنهار 0000 وهو الخلاص العظيم الذى قدم لنا على الصليب ، ولولاه لهلكنا جميعا
من منا يشكر سيدنا يسوع المسيح ، لأنه صلب من أجلنا ؟ لأنه تجسد وسكب دمه لأجلنا ؟ اٍن حكم الموت الذى وقع على البشرية ما كان ممكنا لأحد أن يخلص منه ، بدون تجسد الاٍبن وصلبه وموته 0
لقد أنقذنا المسيح بموته 0 اٍذ مات عنا 0 فمن منا كل يوم وكل ليلة ، يذكر صليب المسيح ويشكره لأنه دفع الثمن نيابة عنا ، وبدون هذا الثمن ، ما كان ممكنا أن تنفع الأعمال الصالحة ولا التوبة ، ولا أى شئ آخر 0
مات المسيح عنا ، وأصبحنا ( متبررين مجانا بنعمته ) ( رو 3 : 24 )
أفلا نشكر اٍذن على الخلاص المجانى الذى نلناه ؟
هذا الخلاص الذى لم نبذل فيه جهدا ، والذى دبره الله هكذا ، دون أن نطلبه 000 !
وما كنا مستحقين مطلقا 000 ( ولكن الله بين محبته لنا ، ونحن بعد خطاة مات
المسيح لأجلنا ) ( مات فى الوقت المعين لأجل الفجار ) (رو 5 : 8 ، 9 )
( البار لأجل الأثمة ) ( 1بط 3 : 18 ) أى حب أعظم من هذا ، وأى بذل ؟ أما ينبغى أن نضع هذا الخلاص أمامنا باستمرار ، ونشكره عليه ؟
الكنيسة تذكرنا بهذا الأمر فى مناسبات متعددة ، لكيلا ننساه 0
فى كل سنة تقيم لنا أسبوع الآلام ، أسبوع البصخة ، ويوم الجمعة العظيمة ، بذكرياته العميقة المؤثرة ، حتى لا ننسى صليب الرب ، بل نذكر ونشكر 0 فهل يكفى هذا التذكار السنوى ؟ كلا ، لأننا ننسى 0 ماذا تعمل الكنيسة اٍذن ؟ جعلت كل يوم جمعة فى الأسبوع صوما لنتذكر فيه صليب المسيح ، لأننا ننسى ، وبالتالى لا نشكر عليه 00 فهل يكفى هذا التذكار الأسبوعى ؟ كلا 000 لذلك وضعت لنا الكنيسة صلاة الساعة السادسة من النهار ، لكى نتذكر هذا الفداء العظيم ، وتمتلئ قلوبنا شكرا 0
فى كل يوم نشكر الله ، لأنه أعطانا خلاصا هذا مقداره 0
وهذا نوع من الشكر الجماعى ، للكنيسة كلها ، يردده جميع المؤمنين معا ، اٍذ يقولون فى الساعة السادسة من كل يوم ( بمشيئتك سررت أن تصعد على الصليب ، لتنجى الذين خلقتهم من عبودية العدو 0 نصرخ اٍليك ونشكرك ، لأنك ملأت الكل فرحا ، لما أتيت لتعين العالم 0 يارب المجد لك )
14 ـ نشكر الله أيضا ، لأنه أعطانا أن نعرفه :
وهكذا يقول الأب الكاهن فى صلوات القداس الغريغورى ( أعطيتنى علم معرفتك ) ويقول أيضا ( أرسلت لى الناموس عونا ) فهل نحن نشكره على هذه البشارة المفرحة فى الاٍنجيل وكل ما فى الكتاب المقدس من فكرة عن الله وعمله ، ومعاملاته مع الكل ، وصفاته المقدسة ؟
واٍن كنا حينما تقرأ علينا فى الكنيسة عظة لأحد القديسين ، نرتل له لحنا نشكره فيه ( لأنه أضاء عيون قلوبنا بتعاليمه النافعة ، فأى شكر نقدمه على هذه الذخيرة العظمى التى تركها لنا أباؤنا القديسون الأنبياء والرسل ، الذين تركوا لنا كل وصايا الله وناموسه ونبوءاته
( مسوقين من الروح القدس ) ( 2بط 1 : 21 )
لقد عرفنا الله فى كتابه ، ورأيناه فى اٍبنه 0
( الله لم يره أحد قط 0 الاٍبن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر ) ( يو 1 : 18 ) وبه قد عرفنا الآب 000 وهو نفسه قال للآب ( أيها الآب البار ، اٍن العالم لم يعرفك 0 أما أنا فعرفتك وعرفتهم اٍسمك ، وسأعرفهم ، ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به ، وأكون أنا فيهم ) ( يو 17 : 25 ، 26 )
مبارك هو الله الذى أعطانا أن نعرفه ونعرف طرقه 0
ونعرف وصاياه أيضا وتعاليمه ، ونعرف أنبياءه وقديسيه 0 نشكره على هذه المعرفة التى لا نستحقها 0 ونشكره لأنه أعطانا أن نعرف ( ما لابد أن يكون ) ( رؤ 1: 1 ) وأعطانا فكرة عن سمائه وملائكته وملكوته 0 ونقلنا بهذه المعرفة اٍلى مستوى عال من فوق هذا المستوى الأرضى الذى نعيش فيه 000
15 ـ نشكره أيضا من أجل وعوده لنا :
نشكره من أجل النعيم الأبدى الذى يعده لنا فى أورشليم السمائية مسكن الله مع الناس ، حيث يسكن معنا ونكون له شعبا ( رؤ 21 : 2 ، 3 ) وهو قد وعدنا قائلا ( آتى أيضا وآخذكم اٍلى ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنت أيضا ) ( يو 14 : 3 ) ووعدنا أيضا بما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ، ما أعده الله للذين يحبونه )
( 1كو 2 : 9 ) وأن نجلس معه فى عرشه كما يجلس هو مع الآب فى عرشه
( رؤ 3 : 21 ) ووعدنا أن نأكل من المن المخفى ، ونأكل من شجرة الحياة
( رؤ 2 : 17 ، 7 )
هذه وعود ى الأبدية ، ومعها وعوده لنا على الأرض :
نشكره على وعده أن يكون معنا كل الأيام واٍلى أنقضاء الدهر ( متى 28 : 20 ) وقوله لنا ( حيثما أجتمع اٍثنان أو ثلاثة باٍسمى ، فهناك أكون فى وسطهم ) ( متى 18 : 20 ) ونشكره على وعوده لنا بالحفظ ، وقوله ( أما أنتم فحتى شعور رؤؤسكم جميعها محصاه ) ( متى 10 : 30 ) وقوله لكل واحد منا ( هوذا على كفى نقشتك ) ( أش 49 : 16 )
16 ـ نشكره لأنه دعانا أبناء له وأحباء :
هكذا قال القديس يوحنا الحبيب ( أنظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتى ندعى أولاد الله )
( 1يو 3 : 1 ) وعلمنا الرب أن نصلى قائلين ( أبانا الذى فى السموات ) (متى 6 : 9 ) وقال لنا أيضا ( لا أعود أسميكم عبيدا 000 لكنى قد سميتكم أحباء ) ( يو 15 : 15 ) بل سمانا أيضا خاصته ، وقيل عنه اٍنه ( أحب خاصته الذين فى العالم ، أحبهم حتى المنتهى ) ( يو 13 : 1 )
وأعتبر علاقتنا به كعلاقة الغصن بالكرمة ، وعلاقة الجسم بالرأس ، وعلاقة العروس بعريسها 0
فقال ( أنا الكرمة وأنتم الأغصان 0 الذى يثبت فى وأنا فيه هذا يأتى بثمر كثير )
( يو 15 : 5 ) وقال القديس بولس الرسول عنه اٍنه ( رأس فوق كل شئ للكنيسة التى هى جسده ) ( أف 1 : 23 ) وأيضا ( لأن الرجل رأس المرأة ، كما أن المسيح أيضا رأس للكنيسة ) ( أف 5 : 23 ) وقال أكثر من هذا ( لأننا أعضاء جسمه من لحمه وعظامه )
( أف 5 : 30 ) وعندما ذكر أن الكنيسة هى عروس المسيح قال ( اٍن هذا السر عظيم )
( أف 5 : 32 ) ويوحنا المعمدان أيضا قال عن المسيح والكنيسة
( من له العروس فهو العريس ) ( يو 3 : 29 )
نشكر الله أيضا ، أنه فى ظل هذه العلاقة : جعل علاقته بنا ، هى علاقة حب بلا خوف 0
وقال اٍن الوصية الأولى هى تحب الرب اٍلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ومن كل فكرك )
( متى 22 : 27 ) وقال القديس يوحنا الرسول ( فى هذا هى المحبة : ليس أننا نحن أحببنا الله ، بل أنه هو أحبنا ، وأرسل اٍبنه كفارة عن خطايانا ) ( 1يو 4 : 10 ) وقال أيضا ( الله محبة 0من يثبت فى المحبة ، يثبت فى الله ، والله فيه ) ( لا خوف فى المحبة ، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف اٍلى خارج ) ( 1يو 4: 16 : 18 )

رد مع اقتباس
قديم 28 - 08 - 2013, 01:49 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مجالات الشكر للبابا شنودة الثالث

ميرسي كتير ربنايعوض تعبك
  رد مع اقتباس
قديم 29 - 08 - 2013, 08:55 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مجالات الشكر للبابا شنودة الثالث

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عظة متاعب الحياة للبابا شنودة الثالث _ من اجمل عظات البابا شنودة الثالث
سنوات مع اسئله الناس للبابا شنودة الثالث - الجزء الثالث
ترنيمة حب للبابا شنودة الثالث
صور نادرة للبابا شنودة الثالث
معجزة للبابا شنودة الثالث


الساعة الآن 06:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024