رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا الضيق (1) الاثنين 19 اغسطس 2013 القمص داود لمعى راعي كنيسة مارمرقس كليوباترا يتساءل كثيرون وباستمرار لماذا الضيق وآلالام فى الفكر الروحى، وفى هذا المقال سوف نحاول تقديم إجابة عن هذا السؤال (1) لتأمين الطريق: الطريق للسماء طريق كرب والباب للملكوت ضيق... وكأن الضيق سور للطريق يحميك من الإنحراف أو الخروج عنه يميناً أو يساراً.. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه (مت7: 14). فكلما تدخل فى ضيق قل نعم هذا أمان... أنا الآن فى الطريق السليم... إطمئنى يا نفسى.. لن تضيعى.. الله يحبنى لذلك أحب الآباء القديسون الضيقات وخافوا من أوقات الراحة والكسل.. فسمعوا لمشاركة المتألمين ليحموا معهم الألم والصليب أو اختاروا ضيقاً من نوع آخر وهو الجهاد الروحى، بالسهر أو الصوم والصلاة... تقابلت ذات مرة مع إنسان.. كان قد اختلف مع كاهن وقور وأساء به الظن!! ثم حدثت تجربة للكنيسة فى سنة 1981 وكان نصيب هذا الكاهن السجن من أجل إسم المسيح.. فتعجبت من موقف هذا الإنسان الذى حين سمع بهذا الخبر وجدته يبتسم قائلاً: "الآن علمت أن ربنا راضى عن أبونا ده لأن ما كانش ها ياخد المجد ده كله لو ما كانش ربنا بيحبه..!! لازم طريقة مضبوط وأنا اللى أسأت به الظن". (2) امتحان: لا تستغربوا البلوى المحرقة التى بينكم حادثة لأجل امتحانكم (1بط 4: 12). هل يختبرنا الله بالآلام ويمتحنا بالضيقات كى يعرف مستوى إيماننا؟! لا... إنما هو امتحان لتذكية الإيمان... فليس الإمتحان للتقييم أو تحديد المستوى، إنما هو للتنقية والنمو.. لكى يرتفع مستواك الروحى وإكليلك فى السماء... ويصير لك المجد أثقل وأعظم. والإمتحان يكون فى ثلاثة مواد دراسية على الأقل... امتحان إيمان، وامتحان محبة، وامتحان رجاء... هذه المواد ثابتة وأصيلة وأساسية... لا تستطيع الدخول للسماء دون اجتياز الإختيار (فى تلك المواد). فهل تقودك الضيقة إلى الشك فى وجود الله؟... هل يهتز إيمانك فتتشكك فى رحمة الله بك ومحبتك لك وأنه ضابط الكل؟؟ هل ستظل محبة الله راسخة فى قلبك وقت الضيقة وبعد الألم!؟ وهل تستطيع أن تحب الناس وأنت وسط الآلام؟ هل تستطيع إحتمال الألم والضيقة بشكر وصبر منتظراً الرب.. أم تفقد رجاءك؟ وكم ستكون درجتك فى نهاية الإمتحان؟!! 1) امتحان إيمان: حرم أبونا يعقوب من يوسف حوالى عشرون سنة وظن أنه مات، ومن كثرة بكائه عليه فقد بصره... لكن الضيقة لم تلغ إيمانه، وظل متمسكاً بالله. آمن يعقوب بالله... حتى بعد فقدان راحيل محبوبته.. ويوسف حبيبه.. وظل يصلى .. صابراً.. إلى أن جاءه الخبر المعزى.. (يوسف حى)..!! وبإيمان عجيب أنتظر أن يسمح الله له أن ينزل إلى مصر ليرى إبنه لئلا يحسب نزوله إلى مصر كسرالعهد الآباء وخروجاً عن طاعة الله... وسمح له الله أن يرى ابنه.. فكان كمن قام من الموت.. وبكيا طويلاً.. بفرح. 2) امتحان حب: طلب الله من أبينا إبراهيم... خذ ابنك وحيدك الذى تحبه اسحق وأذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذى أقول لك (تك 22)... امتحان صعب جداً، لأنه امتحان حب... هل تحبنى أم تحب اسحق إبنك أكثر منى؟؟؟ يارب... أنت تعرف أن اسحق هذا هو ابنه وحيده الذى يحبه الذى أتى بعد انتظار سنين... لماذا تختبر أبينا إبراهيم وتطلب منه هذا الطلب؟! لكن إبراهيم اختار الله أولاً..!! واسحق إبنه.. حبيبه ووحيده.. ضحكته وفرحته.. يأتى ثانياً بعد الله... ورفع إبراهيم السكين ونجح فى الإمتحان. لسان حاله يقول: هاحبك يارب.. حتى لو فقدت ابنى وحيدى..قلبى وسعادتى... فماذا عنك أنت لو طلب الرب إبنك... بتكريس أو بتجربة؟؟ وكيف تكون إجابتك؟ يقول القديس مرقس الناسك: الحب الحقيقى يختبر فى الضيق 3) امتحان رجاء: قد لا يستجيب الله بسرعة... وقد لا يستجيب تماماً لما تريده وترجوه لأنه يرى ما هو الصالح لك والوقت المناسب له.. فهل يسقط رجاؤك حينذاك؟! لقد صلى إيليا النبى لكى ينزل المطر وأرسل تلميذه سبع مرات لكن الله لم يستجيب له... وفى سابع مرة رأى تلميذه سحابة مثل كفق اليد..!! فماذا كان سيفعل إيليا لو لم تظهر السحابة فى سابع مرة؟؟؟ كان سيعود ويصلى بإلحاح مرات ومرات وينتظر برجاء إستجابة الرب.. هكذا يجب نحن أن نصلى منتظرين برجاء حتى آخر العمر. |
20 - 08 - 2013, 08:38 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لماذا الضيق (1)
شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|