رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل الحسد يضر أولا: الحسد يضر الحاسد وليس المحسود. الحاسد تتعبه الغيرة، ويتعبه الشعور بالنقص. ويتعبه منظر المحسود في مجد. تتعبه مشاعره. وكما قال الشاعر: اصبر علي كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله وكذلك فإن الحاسد يتعبه تفكيره وسعيه في الإضرار بالمحسود. وقد لا يفلح في ذلك، ويزداد المحسود ارتفاعًا. وكذلك فإن الحاسد يتعبه تفكيره وسعيه في الإضرار بالمحسود. وقد لا يفلح في ذلك، ويزداد المحسود ارتفاعا، فيزداد هو غيظًا.. إن القلب الخالي من المحبة، لابد أن يتعب. يوسف الصديق يكشف نفسه لأخوته ويسامحهم، الفنان جوستاف دوريه وقد يسعى الحاسد إلي التحرش بالمحسود وإهانته، فيقابله المحسود برقة ولطف، فتتعبه رقته ولطفه، ويتعبه فشله في إثارته. فيزداد فيه النار أشغالا..! ثانيًا: إن الحسد في حد ذاته لا يضر. ولكن المؤامرات التي يدبرها الحاسدون قد تضر أحيانًا. أخوة يوسف الصديق حسدوه علي محبة أبيه له، وحسده علي أحلامه، فلم يضره حسدهم بشيء. ولكن جاء دور المؤامرات التي تضر. وهنا يقول الكتاب إنهم (احتالوا ليميتوه) (تك18:37). وهكذا خلعوا عن قميصه الملون، وألقوه في بئر. وانتهي الأمر ببيعه عبدًا للإسماعيليين، ومرت عليه تجارب عديدة وهنا أقول: متاعب يوسف لم تأت عن ضربة عين من حسد أخوته. كانوا في البيت كل يوم، كأخوة في أسرة واحدة. وكانت عيونهم الحاسدة موجهة إليه ليل نهار، ولم تضره.. أو علي الأقل كانت عيونهم الحاسدة مركزة في قميصه الملون. ولم يتمزق القميص من نظراتهم، وبقي كما هو، حتى حينما اخلعوه أيضًا. والمشكلة إذن كانت في التآمر، وليس في نظرات الحسد، ولا في مشاعر الحسد الناتجة عن عدم محبة. قورح وداثان وأبيرام حسدوا موسى وهارون علي كهنوتهما. وما أصابت موسى ولا هارون عين واحد منهم. كل ما في الأمر أنهم أقاموا ضجيجًا وتمردًا. ولم يفدهم ذلك بشيء، . بل انتهي الأمر إلي أن الله تبارك اسمه أمر الأرض فانشقت، وفتحت فاها وابتلعتهم مع كل ما كان لهم (عد16: 31-33). كهنة اليهود ورؤساؤهم حسدوا المسيح، فتآمروا ضده. اتهموه اتهامات كثيرة، حاكموه في مجمعهم، أتوا بشهود زور لم تنفق أقوالهم. هيجوا عليه الشعب. قدموه إلي السلطة الرومانية كفاعل إثم، فلم يجد فيه الوالي الروماني عله للموت. أصروا علي صلبه، وصاحوا وضجوا وكان لهم ما أرادوا فصلبوه.. كل هذه هي مؤامرات الحاسدين. وكل شر الحسد في مؤامراته. وسبب الحسد هو الأنانية وعدم الحب. الحسد هو مشاعر قلب، وليس ضربة عين. ونحن حينما نطلب من الله في صلاة الشكر وفي غيرها أن ينزع عنا الحسد، ولا نطلب مطلقًا أن يبعد عنا ضربة العين، إنما مؤامرات الحاسدين. وأيضًا أن لا يكون فينا حسد نحو غيرنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|