رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صفنيا والتوبة الصحيحة عندما قامت الحرب العالمية الأولى ، فتح اللورد غراى " وكان وزير خارجية إنجلترا فى ذلك الوقت " النافذة ، وصاح : « على الدنيا السلام » ، وأخذ يسأل نفسه : ترى هل نهضت بريطانيا متأخرة أم ضاعت الفرصة ؟! وربما سأل تشرشل نفسه هذا السؤال ، وهو يتحدث فى الحرب العالمية الثانية عن العرق والدم والدموع !! ... ولعل هذا السؤال كان فى ذهن يوشيا الملك وصفنيا النبى ، وهما يواجهان خطية الأمة ووثنيتها وشرها وفسادها الذى وصل - كما يقولون - إلى النخاع ، وكان السؤال : هل ثمة من رجاء ؟!! .. لقد سارع يوشيا بالإصلاح ، على النحو الذى استطاعه ، وكان بطلا دون شك ، ... ولكن يبدو أنه جاء متأخراً ، وربما كان عابس الوجه والحياة ، وهو يقوم بالجهد فى اللحظات الأخيرة ، ... ولعل صفنيا كان يراقبه فى جهده الكبير ، ولكن أغلب الظن أنه كان أكثر تشاؤماً ، ... فإذا كان الإثنان ينتسبان إلى الملك حزقيا،... فإنها المأساة القاسية ، إن واحداً آخر من السبط الملكى ، يرى أمته تتجه نحو الخراب بجنون دون أن يتمكن أحد من وقف الكارثة ، ... إن إصلاح الشعوب ، لا ينبغى أن يتناول المظهر ، ويهمل الحقيقة ، ولا ينبغى أن يتعلل بالشكل ، دون الجوهر، أو بالصور المادية دون الروح ، ... ولعل ما قاله صموئيل شوميكر ، وهو يصف أمريكا فى كتابه : « كيف تصبح مسيحياً » ، يوضح هذه الحقيقة إذ يقــول : « يخيل إلى مرات كثيرة أن الحياة ضاعت من نفس أمريكا ، فالحرية التى كانت يوماً غايتنا وشهوتنا ، أضحت اليوم ملكنا وفسادنا ، ... ولابد أن يحدث شئ ثورى فى نفس الأمة، كما حدث فى البلاد التى اكتسحتها الشيوعية ، ... فإذا كانت هذه البلاد قد فرضت عليها الثورة من الخارج ، فإننا ينبغى أن نصنع ثورتنا من الداخل ، ... ومن واجبنا أن نتبصر الشر الذى يجرى فى العالم ، والروح الشريرة فى الشيوعية التى ترغب فى استعباد العالم ، ... ما هى وماذا تعنى !! ؟ غير أننا لا ينبغى أن نقصر النظر على ذلك ، بل علينا أن نعرف ماذا أصاب أمريكا من فساد واستباحة ومادية ، ولا دينية تنخر فى عظام الأمة ، ... فالفساد من الداخل ، والشيوعية من الخارج يمكن أن يدمرانا، ما لم نردعهما ، إنهما يحملان معول التدمير ، إنهما يعمياننا عن الحق ، ويخدران شبابنا ... وخط دفاعنا الأول عن أمريكا لا يمكن أن يكون بعيداً عن أخلاق وإيمان شعبنا » ... وهذا يتفق مع ما قاله أمريكى آخر : « إن ما تحتاج إليه الشعوب هو ضمير جديد ، ليس ذاك الذى يحاول أن يجد عذراً أو تبريراً لما تفعل ، بل الذى يقرر المبادئ التى يلزم أن تنهجها قبل أن تفعل شيئاً ، ... فأغلب الشعوب - القديمة كيهوذا والحديثة كأمريكا - تعتقد أن ما تفعله دائماً هو الصحيح ، وأن ما يفعله أعداؤها دائماً هو الخطأ ، وهذا لا يمكن أن يكون الواقع والحق !! ... وقد صلى أحد الأمريكيين قائلا : « أبانا السماوى ، نحن نصلى أن تنقذنا من نفوسنا . فإن العالم الذى صنعته لنا لنعيش فيه بسلام ، قد حولناه إلى معسكر مسلح ، إذ نعيش فى خوف دائم من حرب قادمة ... ونحن نخاف : « من سهم يطير فى النهار ومن وبأ يسلك فى الدجى ومن هلاك يفسد فى الظهيرة » ... ردنا عن طريق أنانيتنا فقد كسرنا وصاياك وأنكرنا حقك ، وتركنا مذابحك لنخدم الآلهة الكاذبة من المال والشهوة والقوة ، ... سامحنا ، وساعدنا !! .. فالظلام يتجمع من حولنا ونحن حائرون فى مشورتنا ، وإذ فقدنا الإيمان بك ، فقدنا الإيمان بأنفسنا ، ... هبنا الحكمة جميعاً من كل لون أو جنس أو عقيدة ، لنستعمل ثروتنا وقوتنا لمساعدة إخوتنا بدلا من تدميرهم ، وساعدنا لنتمم مشيئتك كما فى السماء ، ولنكون أهلا لوعدك بالسلام على الأرض ، واملأنا بإيمان جديد ، وقوة جديدة ، وشجاعة جديدة لنكسب معركة السلام .. اللهم أسرع إلينا لإنقاذنا قبل أن يحل الظلام !! » .. لم تكن التوبة الصحيحة أيام صفنيا قائمة ، ولأجل ذلك لم يتحدث عن عودة من السبى كغيره من الأنبياء ، بل تحدث فقط عن بقية انتزع اللّه كبرياءها وتعديها،فأضحت شعباً مسكيناً بائساً يتوكل على الرب : « بقية إسرائيل لا يفعلون إثماً ولا يتكلمون بالكذب ولا يوجد فى أفواههم لسان غش » " صف 3 : 13 " ومثل هؤلاء لن يتركهم اللّه ، بل بالحرى يفيض عليهم بالبركات والإحسان ، فلن يعودوا إلى الاضطراب والقلق والخوف ، فاللّه سيكون لهم وفى وسطهم معطياً إياهم بركات التوبة، بركة الترنم والهتاف ، بركة القوة فلا ترتخى أيديهم ولا تخور عزائمهم ، بركة التعالى والسمو ، فلن يكون بينهم متعثر ضعيف مكسور ذليل !! ... إن الذين يتوكلون على اللّه لا يمكن أن يصب عليهم حكماً أو قضاء ، أو يرسل عليهم من يضايقهم أو يتعبهم ، كلا فقد نزع الرب ، الأقضية عليك ، أزال عدوك » .. " صف 3 : 15 " أما الذين ذهبوا إلى السبى ، وتاقت نفوسهم إلى بيت اللّه وهيكله ، وكانوا محزونين ، بل يحسون العار الذى جاء عليهم بسبب الخطية ، فهؤلا يقول عنهم : « اجمع المحزونين على الموسم . كانوا منك . حاملين عليها العار » " صف 3 : 18 " ويدعوهم إلى الفرح والبهجة والترنم !! .. لأن الرب عاد إليهم ويسكن فى وسطهم !! .. |
27 - 06 - 2013, 05:30 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: صفنيا والتوبة الصحيحة
أشكرك جدا جدا للموضوع الرائع الرب يبارك حياتك
|
||||
27 - 06 - 2013, 08:47 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صفنيا والتوبة الصحيحة
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|