ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سجان فيلبى والبحث عن الخلاص لكن السؤال الذى يمكن أن يثار بعد أن أدركنا حاجة السجان إلى الخلاص ، هو لماذا بحث عنه على هذه الصورة التى فيها يذهب إلى بولس وهو مرتعد وفزع !! .. إن هناك أسباباً عديدة يمكن أن تكون دافعة له إلى ذلك !! .. ولعل فى مقدمتها الزلزلة العظيمة التى حدثت بغتة ، وهى الأسلوب الذى رآه السيد مناسباً لا ليوقظ الرجل من نومه فحسب ، بل ليوقظه من نوم الخطية وغفلتها !! .. ولا نملك هنا إلا أن نرى الأسلوبين المختلفين والمتضادين اللذين استخدمهما اللّه فى فتح قلب ليدية ، وفتح قلب السجان ، ... لقد فتح الرب قلب ليدية بهدوء ، وهى تستمع إلى كلمات بولس على شاطئ النهر خارج المدينة لكنه عندما أراد أن يفتح قلب السجان لجأ إلى الزلزال ، والسؤال : هل يرجع الأمر إلى طبيعة القلبين المختلفين ، فقلب ليدية المطيع الهادئ ، كان يحتاج إلى أسلوب هادئ ، فهو يستجيب إلى أبسط الطرق وأهدأها ، فى الوقت الذى يحتاج فيه قلب السجان القاسى إلى الزلزال العنيف !! .. لسنا نعرف على وجه اليقين ، ولا نستطيع أن نحدد الأسلوب الذى يستخدمه اللّه فى علاج القلوب البشرية وفتحها ، لكننا نعلم ، على أية حال أن هناك ألوفاً من الوسائل والسبل التى يستخدمها اللّه بنجاح فى إخضاع النفس البشرية لشخصه المبارك ، وهى تتفاوت بين الطرقة الخفيفة والزلزال المرعب ، ... على أنه لا يجوز أن نقف هنا عند مجرد دافع الخوف الذى دفع الرجل إلى طلب الخلاص ، ... لقد اكتشف أن الرسولين ينتميان إلى عالم مجهول لم يحدث الزلزال فحسب ، بل فتح أبواب السجن وحل قيود المسجونين،.. فهو إذاً أمام قوة المسيحية العجيبة التى تستطيع أن تخضع الجبابرة والعتاة !! .. وفى الحقيقة إن المسيحية وهى تنادى بخلاص النفوس ، ليست مجرد كلمات تسمع ، بل هى زلزال يقلب جميع الأشياء رأساً على عقب ، وهى قوة ينبغى أن يحسب لها ألف حساب ، فى عالم المنظور أو غير المنظور ، .. إنها تكشف عن قوة اللّه الذى يتدخل فى حياة البشر ، على صورة لا يمكن أن تكون موضوعاً للجدل والمناقشة أو محلا للغموض والإبهام ، ... على أن هناك شيئاً آخر أهم وأعظم ، دفع السجان إلى طلب الخلاص ، ونعنى به قوة السلام المسيحى ، فهذان الرجلان اللذان مزقت ثيابهما ، وعوملا أعنف معاملة وأقساها ، واللذان زج بهما فى المقطرة ، ووضعهما فى السجن الداخلى ، فى وسط جماعات المجرمين وحثالة القوم والذين لا يسمع منهم إلا أقسى الكلمات وأشرها وادعاها إلى الحقد والضغينة والتذمر ، ما بالهما يفعلان شيئاً لم يعرفه سجن فيلبى من قبل على وجه الإطلاق ، إنهما يصليان ويسبحان اللّه ، والمسجونون يسمعونهما ، والكلمات فى الأصل اليونانى تشير إلى أن السمع كان بالبهجة والشوق والسرور ، ... إن من السهل أن يضحك الإنسان ويصلى ويغنى فى النهار ، وفى القصر أو فى الحديقة الغناء ، أما أن يحدث هنا فى السجن الداخلى والجراح قاسية والحشرات تنهش الأجسام ، والنوم صعب وممتنع ، فهذا شئ فوق الطبيعة البشرية ، ... وهو كما عبر عنه الرسول : « سلام اللّه الذى يفوق كل عقل » وهو يفوق الإدراك والتصور والفهم البشرى ، ... إنه سلام الفرح المسيحى الذى قال عنه الرسول لأهل فيلبى فى رسالته إليهم : « افرحوا فى الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا » ( فى 4 : 4 ) .. ولم تكن نصيحة يقولها فى برجه العاجى، بل إنه كتبها وهو فى سجن روما ، إلى إخوته الفلبيين الذين يعلمون تمام العلم أنه اختبرها فى السجن الداخلى فى المقطرة عندهم فى فيلبى !! .. حقاً عندما يرى الناس الفرح المسيحى فى حياتنا عميقاً قوياً فى كل الظروف ، فلابد أنهم يهرعون إلينا وهم يقولون : ماذا نفعل لكى نصل إلى هذا الخلاص ونحصل عليه ونتمتع به مثلكم ونظيركم ؟ !! .. ومع هذا فإن هناك سبباً ثالثاً ونعنى به الرحمة المسيحية !! ... لو أن واحداً غير بولس أبصر السجان يهم بقتل نفسه ، لسر كثيراً ورأى فى ذلك عدالة اللّه تجاه الشر والظلم والقسوة التى حاقت به وبزميله إلا أن بولس فى صرخته للرجل : «لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً لأن جميعنا هنا» كشف عما فى المسيحية من رحمة وحب وإحسان وتسامح ، .. إنها ليست شيئاً أرضياً مما يموج به الجنس البشرى من أفكار وعواطف ، بل هى - أكثر من ذلك - إعلان سماوى مجيد عن حب اللّه وإحسانه العظيم للأثمة والأشرار والمتمردين والخطاة ! ما أكثر ما يفهم العالم تصرفنا الرقيق أكثر من مواعظنا البليغة،.. وما أكثر ما تترجم رسالة المنبر من خلال حياتنا وتصرفاتنا اليومية!!.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سجان الاحلام |
سجان فيلبى والتمتع بالخلاص |
سجان فيلبى والطريق إلى الخلاص |
سجان فيلبى والحاجة إلى الخلاص |
سجان فيلبي |