منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 06 - 2013, 08:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

حبقوق المشتكى
حبقوق المشتكى
وصف أحد الشراح حبقوق بالقول : « إنه المفكر الفيلسوف الذى يعد من أعظم أحرار الفكر فى التاريخ ، ذو الحزم والسريرة الصافية الذى يملك قوة وابتداعاً خارقين، وهو العطوف بين الأنبياء وواعظ البشائر الإلهية !! .. ووصفه آخر أنه توما العهد القديم ، إذ أنه الرجل الذى لا يؤمن قبل أن يضع كل شئ فى موضع البحث والنقاش والدراسة والاختبار ... وهو أكثر الأنبياء استعمالا لعقله ومنطقة فى المحاججة والمناقشة مع اللّه ، ... وهذا واضح من مطلع سفره . « حتى متى يارب أدعو وأنت لا تسمع ، أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تخلص . لم ترينى إثماً وتبصر جوراً . وقدامى اغتصاب وظلم ويحدث خصام وترفع المخاصمة نفسها ؟ ! لذلك جمدت الشريعة ولا يخرج الحكم بتة لأن الشرير يحيط بالصديق فلذلك يخرج الحكم معوجاً » ... "حب 1 : 2 - 4 " .
لقد طرح حبقوق سؤالا ما يزال يطرحه إلى اليوم ملايين الناس من أبناء اللّه ، وهم يصرخون إلى اللّه ليلا ونهاراً : « حتى متى يارب أدعو وأنت لا تسمع ؟ أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تخلص؟ » ... كانت المشكلة أمام حبقوق ، ذلك الفساد الذى استشرى فى داخل البلاد ، والذى حاول بعض ملوك يهوذا ، عبثاً ، مقاومته ، وكان آخرهم الملك الرقيق القلب يوشيا الذى مات فى معركة مجدو ، والذى تنبأ حبقوق فى أيامه ، ... والسؤال مع ما فيه من شجاعة خارقة تبلغ بها الجرأة إلى حد أن تقول للّه : « لا تسمع » و « لا تخلص » ... إلا أنه سيبقى سؤال العقل المشتكى أمام اللّه مما يحس به المؤمنون من الواقع الأليم ، ... واللّه لم يغضب من هذا السؤال ، ولا يمكن أن يغضب من أى سؤال يمليه العقل المخلص لواحد من أبنائه !! .. كان السؤال فى الواقع هو الصراع الذهنى بين الواقع الذى يعيشه المؤمن فى العالم ، وبين الانتظار للّه فى حل المشاكل والمتاعب !! .. ماذا حدث أمام حبقوق ، وفى عصره ؟؟ كانت هناك فى البلاد أغلبية شريرة فاسدة ، تفعل كل ما يفعله الأشرار الفاسدون الفاسقون ، وقد أحاطت هذه الأغلبية بالأقلية التقية ، وسحقتها تحت أقدام الظلم والاغتصاب والتعسف ، فشت الرشوة ، حتى أصبح الالتجاء إلى القضاء عبثاً ، إذ عوجت الأحكام برشوة القضاء ، .. وعندما يفسد القضاء فى أمة ، فقل على الأمة السلام ، لأن القضاء هو الملاذ الأخير للبؤساء والمتضايقين والمنكوبين والمعتدى عليهم ، .. ومقياس تقدم الأمم أو تأخرها يقاس فى العادة بمقياس نزاهة القضاة أو فسادهم .. وقد رأى حبقوق كيف جمدت الشريعة بأحكام القضاة الفاسدين المرتشين !! ..
صلى حبقوق اللّه وصرخ وهو يتألم لآلام التعساء المنكوبين ، دون أن يجد نتيجة ظاهرة ، فوضع السؤال الذى يتكرر فى كل الأجيال والعصور : « حتى متى يارب أدعو وأنت لا تسمع . أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تخلص » ؟؟ .. نحن لا ننكر أن هذا السؤال من أهم الأسئلة التى يطرحها العقل البشرى !! لماذا لا يسمع اللّه ؟ أو بتعبير أدق : لماذا يبدو كما لو أن اللّه لا يخلص شعبه من الظلم الصارخ البين الملحوظ من الجميع ؟
من الواضح أن حبقوق ، وهو يشتكى لم يظهر فى شكواه أن اللّه لا يسمع أو لا يخلص ، لأن الأقلية التى يشتكى باسمها ، ارتكبت شراً أو خطأ ، .. ومرات كثيرة ما لا يسمع اللّه ، أو لا يخلص ، لأن المصلى أو الصارخ لم يتخلص بعد من شره أو خطيته وهكذا يأخذ الجزاء نتيجة خطية معينة ، أو إثم واضح لديه ، .. لقد أخطأ شمشون فقلعت عيناه ، وأخطأ داود فأخذت ثمرة الخطية من الأرض ، رغم أنه صلى لبقاء الولد ، ... وصاح إرميا فى مراثيه : « لماذا يشتكى الإنسان الحى الرجل من قصاص خطاياه ؟ لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع إلى الرب . لنرفع قلوبنا وأيدينا إلى اللّه فى السموات . نحن أذنبنا وعصينا . أنت لم تغفر إلتحقت بالغضب وطردتنا . قتلت ولم تشفق . إلتحفت بالسحاب حتى لا تنفذ الصلاة » .. " مراثى 3 : 39 - 42 " لكن شكوى حبقوق لا يبدو فيها أن هناك خطية معينة عند الأقلية التقية ، واللّه يريدهم أن يتحرروا منها قبل أن يمد لهم يد المعونة والمساعدة !! .
وكانت الأيام التى عاشها حبقوق أشبه بأيامنا هذه التى يحيط فيها الفزع بالكثيرين من أبناء اللّه محلياً أو فى العالم كله ، عندما يحاول الشرير أن يسحق المؤمن ، ويرفع المؤمن صلاته إلى اللّه ، ... ولكن اللّه يأتى إليه فى الهزيع الرابع ، ... ولعل حزقيا وهو يدعو إشعياء للصلاة قائلا : « لأن الأجنة دنت إلى المولد ولا قوة على الولادة » " إش 37 : 3 " كان فى خياله أو فى تفكيره ، وهو يتعجب : لماذا يترك اللّه أبناءه حتى يصبح الواحد منهم كالمرأة الماخض التى تتلوى من الألم قبل أن تأتيها نجدة السماء ومعونتها !! .. إن هذه السياسة الإلهية مرات كثيرة ما تكون ضرورية لإنسان سريع النسيان يلزمه أن يصل إلى الاختبار : « حين أعيت فى نفسى ذكرت الرب »... " يونان 2 : 7 " وهى التى تعلن مجد اللّه الواضح الكامل العظيم !! ... قال أحدهم : جاءتنى برقية أن أختى التى تقيم على بعد 500 ميل ستجرى لها عملية جراحية خطيرة، وأن الأمل فى نجاح العملية واحد فى المائة ، وصليت من أجلها ثلاث ساعات متوالية ، وقمت وكلى يقين أنها ستحيا ، وفى اليوم التالى دعيت إلى محادثة تليفونية،... وقال العامل : إنها إخطار بوفاة ... ورفضت أن أصدق ، ... على أنها كانوا يطلبون منى أن أحضر فى القطار التالى فقد تحسنت الحالة ، وأختى تطلب أن ترانى . ... وكتبت أمى إلى كتاباً تقول : إنه فى الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم الذى صليت فيه فتحت أختى عينيها وقالت : أماه لقد صلى أخى من أجلى ، واللّه أخبره أنى سأشفى !! ..
فى الحقيقة كثيراً ما تكون تأجيلات اللّه لإظهار مجده الأعظم !! ... عندما سمع المسيح خبر مرض لعازر ، لم يذهب بسرعة ، وفعل عكس ما كان ينتظر ، إذ بقى فى مكانه يومين ، لا لأنه لا يسمع أو لا يجيب ، بل لأنه يرغب أن يكون مجد اللّه أعلى وأعظم وأجل !! ..
على أية حال ... عندما رفع حبقوق شكواه إلى اللّه بهذه الصورة ، تركه لينفس عن نفسه وعن المظلومين والأبرار معه واللّه على استعداد أن يستمع إلى النفس المريرة التى تأتى إليه لتسكب عصارة أحزانها وسر شكواها وأنه سيقبل من يجاهد معه ويصارعه ، ولو استعمل ألفاظاً جريئة كموسى عندما قال : « ياسيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب ، لماذا أرسلتنى فإنه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب وأنت لم تخلص » ... " خر 5 : 22 و 23 " أو كإيليا عندما صرخ إلى الرب وقال : « أيها الرب إلهى أ أيضاً إلى الأرملة التى أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها » " امل 17 : 20 "... إنه يعرف أن هذه الألفاظ لا تخرج إلا من قلوب معاتبة عامرة باليقين والاتكال عليه !! ..
إطرح كل شكواك أمام الرب وتحدث بمخاوفك وآلامك وعبر عنها كما تشاء نفسك الإنسانية ، مادمت قد اختبرت اليقين المبارك أنك بن اللّه !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حبقوق النبي | حبقوق يرق لشعبه
شخصية حبقوق النبي في سفر حبقوق في الكتاب المقدس
سفر حبقوق 1: 1 الوحي الذي راه حبقوق النبي
حبقوق المشتكي
المشتكي


الساعة الآن 06:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024