منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 05 - 2013, 08:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

اسكندر النحاس وجزاؤه
اسكندر النحاس وجزاؤه

يقول الرسول بولس عن الرجل : « ليجازه الرب حسب أعماله » وهى عبارة أثارت الكثير من الجدل والنقاش !! .. كيف يجوز للرسول أن يقول مثل هذا القول ، وأية عاطفة كانت تسيطر عليه وقتئذ ، ... وهل يجوز للمسيحى أن يطلب نقمة اللّه على الأشرار أو الأعداء !! .. فى الكثير من الترجمات ترد ترجمة النص بالصورة الآتية : « سيجازيه الرب » فالفعل عندهم منصرف إلى المستقبل ، وقد أخذ الكثيرون من الأباء بهذه الترجمة ، ويتفق معهم الكثيرون من الشراح ، وهم يقولون إن بولس لم تسيطر عليه عاطفة الغضب بقدر ما سيطرت عليه عاطفة الحزن ، وهو لا يحمل فى قلبه شيئاً شخصياً ضد الرجل ، ... وهو الإنسان المقدس الذى تعمق فى الشركة مع اللّه ، ويعلو على الحقد والكراهية والضغينة والانتقام ، ولا يمكن أن تسيطر عليه عاطفة التشفى أو الثأر أو الشماتة التى تجتاح الكثيرين ممن عذبهم الآخرون عذاباً جسمانياً أو نفسياً أو روحياً،... وإن الرجل الذى كان يقطر دماً ، ويئن من جراحه فى سجن فيلبى ، ومع ذلك يقول للسجان الذى عامله أقسى معاملة ، وهو يهم بقتل نفسه « لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً » ، .. مثل هذا الإنسان لا يمكن أن تسيطر عليه العاطفة التى تجعله يكتب آخر كلمات له على الأرض ، وهو يحمل ضغينة شخصية فى قلبه ، لأى مخلوق كيفما كان ومهما فعل !! ... لكن بولس وهو يعلم - على ما يذهب إليه هؤلاء المفكرون - أن اسكندر النحاس مازال فى شره ، وسيتوقع منه الكثير - ضد تيموثاوس وعمل اللّه فى أفسس ، وهو يحذر تلميذه من خطر هذا الأفعوان أراد أن يشجع التلميذ أكثر من أن يصب شخصه على الباغى ، فأكد له بروح النبوة أن جزاءه العتيد لابد أن يتم ، وأنه لا مهرب من هذا الجزاء ، ... فإذا كان الشرير يتمادى فى شره ، وأنه كلما عومل معاملة أرق وأجمل ، كلما ازداد وحشية وشراسة ، فإن الحقيقة المؤكدة هى أن عدالة اللّه الساهرة ، هى له بالمرصاد ، وستوقع به إن آجلا أو عاجلاً ، ... وأن عمل اللّه لا ينبغى أن يتوقف أو يتراجع ، مهما بغى الباغون ، أو اشتط المضطهدون : « لأن فوق العالى عالياً يلاحظ، والأعلى فوقهما » ( جا 5 : 8 ) .. فالكلمات عند هذا الفريق من المفسرين هى كلمات نبوية، ... على أن هناك من يقول إنه وإن كان لهذا الرأى قوته وسنده من المفسرين المتعمقين ، إلا أننا لا يجوز أن نجرد الرسول من إحساسه بالغضب ، خصوصاً وأن هذا الغضب ليس به أدنى ذرة من مشاعر أنانية شخصية ، بل هو الغضب المقدس الممتلئ بالحزن والذى وصف به المسيح فى القول : « فنظر حوله إليهم بغضب حزيناً على غلاطة قلوبهم » ( مر 3 : 5 ) .. وهو الغضب الذى استولى عليه عندما طهر الهيكل ، بسوط من حبال ، .. وهو الغضب الذى يستند بنا عندما نرى بشاعة ما يفعل الأشرار ، وهم يحملون معاول الهدم ضد عمل اللّه العظيم فى الأرض !! .. كان بولس فى ذلك الوقت تحت تأثير هذا الغضب المتقد الحزين وهو يقول: «ليجازه الرب» ... وهو نفس الغضب الذى استولى على المرنم فى قوله : « ألا أبغض مبغضيك يارب وأمقت مقاوميك ؟ بغضاً تاماً أبغضتهم . صاروا لى أعداء » ( مز 139 : 21 ، 22 ) فإذا قال بولس بعد ذلك « ليجازه الرب » فهو يؤكد لتيموثاوس أن المؤمن لا يجوز له بتاتاً أن يرد أو يقاوم الشر بالشر ، ولكن عليه أن يسلم لمن يقضى بعدل !! ..
إن مأساة اسكندر النحاس فى الواقع هى مأساة كل شرير فى الأرض ، لا يعلم أن الشر كالخير كلاهما سيجد جزاءه فى الأرض ، وفى الأبدية أيضاً ، ولم يكن الرجل يعلم قط أن شروره الكثيرة ستتحول عاراً أبدياً يلحقه فى كل العصور ، ويكون جزاؤه الأبدى فى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت : « لأن خارجاً الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذباً !! .. ( رؤ 22 : 15)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
انيسيفورس وجزاؤه
اسكندر النحاس
اسكندر النحاس ومقاومته لبولس
اسكندر النحاس وشروره
الْبَحْر الْمْسبُوك من النحاس | بحر النحاس


الساعة الآن 08:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024