القلب والفكر
القلب والفكر يعملان معًا. كل منهما سبب ونتيجة.
مشاعر القلب تسبب أفكارًا في العقل. والأفكار تسبب مشاعر في القلب. إن اشتهيت خطية، تجد هذه الشهوة تجلب لك أفكارًا من نوعها. وإن فكرت في الخطية، يجلب لك القلب شهواتها.
إن أردت صلاحًا لقلبك، أصْلِح إذن أفكارك. وابعد عن مصادر الفكر الخاطئة.
أبعد عن الأفكار التي تأتيك من الكتب، أو من الحواس، أو من المعاشرات الردية، أو من مصادر أخرى.. حينئذ لا تضغط الأفكار على قلبك، وتصل إلى استقامة القلب وصلاحه.
الوجوديون الذين رفضوا الله بقلوبهم: دخلت أفكار الإلحاد إلى أذهانهم. الإلحاد إذن قد يكون من الفكر والقلب معًا.
ربما تكون بينك وبين إنسان محبة.. ويأتي ثالث فيغير فكرك من نحوه، تجد قلبك قد تغير أيضًا من نحوه. ومع تغير قلبك تتغير ملامحك ومعاملاتك..!
تقول "أريد أن أعطى قلبي لله".
أقول لك: أعطه فكرك أيضًا..
حسبما يكون قلبك، يكون فكرك. وحسبما يكون فكرك، يكون قلبك. لذلك حسنًا قال الكتاب "تحب الرب إلهك من كل قلبك.. ومن كل فكرك" (مت37:22).
وتجديد الذهن يجلب تجديد القلب.
وهكذا يقول الرسول "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو2:12)، فإن دخلت إلى ذلك أفكار جديدة، اقتنعت بها وآمنت بها، ستجد نفسك قد تغيرت تبعًا لها، شكلًا وقلبًا. وتجد ضميرك قد أخذ نوعية جديدة يقود بها قلبك.
وهذا هو عمل العظات في تجديد الفكر والقلب.
وبتغير الفكر والقلب، يتغير أسلوب اللسان أيضًا.
وكل هذا لابد أن يؤثر على الإرادة.