حتمية القيامة وضرورتها لنا
المسيح قام من بين الاموات
ووطئ الموت بالموت
ووهب الحياة للذين في القبور.
المسيح قام حقا قام
ايها الاحباء:
اهنئكم بعيد القيامة المجيدة طالبا لكم فيه من الله كل بركة وسلام وخير .
قيامة السيد المسيح له المجد من بين الاموات هي محور عقديتنا وايماننا المسيحي،
بل هو محتوى بشارة الرسل ،
بشارة المفرحة لكل العالم مما تحقق
من خلاص بموت الرب وقيامته واهبا الحياة الابدية .
لذا كان لا بد ومن الضرورة ان يقوم المسيح
لعدة اسباب منها :
اولا: لأن هو الله الظاهر في الجسد
لذلك فهو مصدر الحياة ورئيس الحياة.
وهذا يتضح من حديثه مع مرثا أخت لعازر,
وتوما الرسول:
” أنا هو…الحياة”
(يوحنا11:25),
(يوحنا14:6).
أي هو مصدرها,
ورئيسها في نفس الوقت.
كما ذكر عنه الرسول بطرس
“أنه رئيس الحياة”
(أعمال الرسل3:15)
وبالتالي قد يفكر الإنسان ويسأل قائلا:
كيف يموت المسيح وهو مصدر الحياة ورئيسها؟
الجواب:
إن المسيح وقت أن تجسد جمع بين الله والإنسان في شخصه المبارك:
عظيم هو سر التقوى,الله ظهر في الجسد
(1تيموثاوس3:16).
لذلك فهو مات جسديا على الصليب بكامل إرادته
,لكي يقدم فداء وخلاصا للبشرية كلها,
ولكن لاهوتيا لن يموت,
وحاشا أن يموت لأن لاهوته,
هو مصدر الحياة…
بالتالي هو مات بالجسد,
ولكنه كان حيا بلاهوته.
فمن هنا قال عن نفسه:
الحي وكنت ميتا
(رؤية1:18).
فهو حي في كل حين(عبرانيين7:25)
بلاهوته قبل أن يتجسد,
وبعد أن تجسد,
ووقت أن صلب ومات,
وبعد أن قام من الأموات,وإلى أبد الآبدين.
ثانيا: لأنه هو القيامة بعينها,
وواهب للقيامة والحياة أيضا.
وهذا يتضح من حديثه,
مع مرثا أخت لعازر بقوله:
"أنا هو القيامة والحياة"
(يوحنا11:25).
وبالتالي فهو واهب القيامة للإنسان والحياة,
في جوانبها الثلاثة:
فهو يعطي للإنسان القيامة والحياة من موت الخطيئة,
وذلك بواسطة الإيمان والتوبة والعمل بوصاياه.
ويعطيه أيضا القيامة والحياة من الموت الجسدي,
وذلك من خلال القيامة العامة,
في اليوم الأخير.
وكما أنه يعطي القيامة والحياة للناس من الموت الروحي والموت الجسدي,
فهو هكذا يعطيهم الحياة الأبدية بعد القيامة العامة.
فمن هنا قام المسيح جسديا من بين الأموات,
لأنه هو القيامة نفسها وواهبه للآخرين.
منأمثلة الذين أقامهم المسيح من موت الخطيئة:
المرأة السامرية,
وذلك بواسطة إيمانها به,
وتوبتها علىيديه,
وكرازتها باسمه(يوحنا4).
وأيضا أقام بولس من موت الخطيئة,
من خلال إيمانه ومعموديته وتوبته,
على يدي حنانيا الرسول
(أعمال9:1-22).
من امثلة الذين اقامهم المسيح من موت الجسدي:
ابنة يايرس
(مرقس 5: 41- 23),
(لوقا 8: 54- 56) .
ثم أقام ابن أرملة نايين
(لوقا 7:12-16).
بالإضافة إلى أنه أقام لعازر من الموت,
بعد أربعة أيام
(يوحنا 11:44),
(يوحنا12:9).
الى كل هؤلاء قام عدد كبير من الأموات القديسين,
تاثرا بصلب المسيح وموته:
القبور تفتحت,
وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين.
وخرجوا من القبور بعد قيامته,
ودخلوا المدينة المقدسة,
وظهروا لكثيرين
(متى 27: 52- 53 ) .
كل هذه الحالات التي أقامها بسلطانه,
من الموت الروحي,
والموت الجسدي,
أكدت على أن قيامته يجب أن تحدث.
وبالفعل قام المسيح من الأموات في اليوم الثالث.
كان يجب على المسيح ان يقوم
لانه اعطى الرسل سلطانا على قيامة الاموات :
وهذا يتضح من عطيته لهم:
أقيموا موتى
(مت10:8).
وبناء على هذه العطية لهم أقام بطرس الرسول طابيثا
(أعمال الرسل9: 40- 41)
وبولس الرسول,أقام الشاب أفتيخوس
(أعمال الرسل(20:9, 10, 12).
ايضا كان يجب على المسيح ان يقوم
لأنه سبق وأنبأ عن قيامته:
كان السيد المسيح يعلم بالآمه وصلبه وموته وقيامته,
قبل أن تحدث جميعها,
ولذلك سبق وأنبا عنها لكثيرين.
وفي مقدمة من قال لهم عنها,كان اليهود,
وقت أن سألوه قائلين أية آية ترينا,
حتى تفعل هذا أجاب يسوع وقال لهم:
انقضوا هذا الهيكل,
وفي ثلاثة أيام أقيمه…
أما هو فكان يقصد عن هيكل جسده فلما قام من الأموات,
تذكر تلاميذه أنه قال هذا,فآمنوا بالكتاب,
والكلام الذي قاله يسوع
(يوحنا2:18, 19, 21, 22).
وايضا أنبأ عن قيامته لتلاميذه:
” ها نحن صاعدون إلى أورشليم
وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة,
فيحكمون عليه بالموت,ويسلمونه إلى الأمم,
لكي يهزأوا به,
ويجلدوه ويصلبوه,
وفي اليوم الثالث يقوم"
(متى20:28, 19).
واضح عن كل ماذكر,أنه كان يعلم المسيح
بكل ما يأتي عليه من آلام وصلب وموت,
لذلك سبق وقال عنها قبل أن تحدث,
وفي نفس الوقت قال عن قيامته من بين الأموات,
وحددها بأنها في اليوم الثالث.
وبالفعل حدث كل ما قال عنه
وحتى بعد قيامته المقدسة شهد الملائكة للنسوة عنه,
بأنه قام من بين الأموات,
وأنه حدثهم عن آلامه وصلبه وموته وقيامته في اليوم الثالث,
قبل أن تحدث جميعها:
لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟
ليس هو ههنا لكنه قام..
اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل؟
قائلا:
"أنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة
ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم"
(لوقا24:5-7).
لذلك لأجل كل هذه الأسباب وغيرها
قلنا كان لابد أن يقوم المسيح من بين الأموات,
ويعطينا عربون القيامة:
اذن فالقيامة أعطت القوة للبشرية أن ينتصروا على الموت
فصار الموت هو شهوة القديسين
كما قال بولس الرسول :
"لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح,
ذاك أفضل جدا"
(في1:23)
القيامة أعطت الناس حياة النقاوة
وفضيلة الرجاء وأنه لا مستحيل:
فالقيامة المقدسة تعلم الناس الرجاء وعدم اليأس
في كل عمل يعملونه
وأصبح كل شيء مستطاعا للمؤمن
(مرقس9:23)
والشئ القوي الذي تحطم أمام مجد القيامة …
هو الموت
في القيامة إنه لا مستحيل أمام الله,
كما قال بولس الرسول الالهي:
” أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني”
(فيلبي4:13).
في القيامة,
أصبح الانسان يتمتع بمكانة سامية
بين باقي المخلوقات على الأرض…
القيامة تعطي الفرح والانتصار:
لا توجد صور جميلة أجمل من صور الانتصار على الموت,
حينما انتصر السيد المسيح له المجد على الموت
إنما وهب الإنسان النصرة أيضا…
أصبح الإنسان في القيامة يستطيع ان يعطي للآخرين ويساعدهم… ويهتم بهم ويبذل من أجلهم
ويحتمل من أجل الذي احتمل…
ويعطي من أجل الذي أعطى…
ويغفر من أجل الذي غفر…
ويفرح من أجل الذي فرح…
ويحزن من أجل الآخرين…
من أجل الذي أظهر مشاعره في أحزان تجاه الانسان
وينتصر من أجل الذي انتصر وظفر بالقيامة.
يا احبائي لنكون مع المسيح متجلين في فضائل مسيحية تسمو بنا في المحبة ،
والعطاء، الغفران،الطهارة والتعفف والزهد…
وعدم التعلق بالعالم الفاني
حتى نكون مستحقين لبركة الحياة الابدية بعد القيامة.
المسيح قام ـ حقا قام
|