![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وهنا تخطر لي بعض أسئلة منها:
أم بارة كان لها ابنان: أحدهما بار ذهب إلى السماء، ورأته معها، والابن الآخر لم يستحق أن يدخل السماء، فلم تره أمه، ولن تراه... ماذا يكون شعورها وعاطفتها من نحوه، مع معرفتنا بأن مكان النعيم الأبدى قد هرب منه الحزن والكآبة والتنهد. إنه مكان للفرح الكامل الدائم. فهل تلك الأم التي فقدت أحد ابنيها فى الأبدية، سينعم الله عليها بنسيانه تمامًا، وكأنه لم يوُلد؟ أم أن مشاعرها ستكون كلها مركزة في الله وفي البر والأبرار، بحيث لا يخطر لها على بال ذلك الابن؟! مثال آخر: إنسان بار مات قتيلًا. وكان قاتله قد ندم من كل قلبه على القتل، وتاب توبة حقيقية، وقبِل الله توبته وذهب إلى السماء. والتقى القاتل والقتيل معًا في دار النعيم. كيف يكون شعورهما، وفي الأبدية لا توجد مشاعر خاطئة إطلاقًا. يقينيًا سيلتقيان بكل مودة وحب وفرح. ولكن من أي نوع ستكون تلك المودة وذلك الفرح؟ النوع الرابع من اللقاء في العالم الآخر، سيكون لقاء شعوب وأمم وأجناس، من الأبرار من كل مكان. من الجنس الآرى إلى الجنس الزنجى، وما بينهما من أجناس حسب تقسيم علم الأنثروبولوجى : شعوب بيضاء وسوداء وصفراء بدرجاتها وأنواعها... حشد كبير لا يحصى. لا أدرى كيف سيتعرفون بعضهم على البعض؟ أم أن الله تبارك اسمه سوف يصنفهم صفوفًا صفوفًا، وفرقًا فرقًا. حسب درجات إيمانهم ودرجات روحانيتهم ودرجات معرفتهم، والكل أبرار ومقبولون... ولكن هل يمكن لقاء الكل بالكل؟ أم هذا غير ممكن؟ هنا ويقف عقلى محتارًا، لا يعرف كيف يجيب. وعلى رأى الشاعر " ذو الحجى من قال إنى لست أدرى". وهنا تحضرنى قصة أخ أرسل إلى قديس شيخ متوحد، في أيامه الأخيرة يقول له: "اسمح لي يا ابى أن أزورك الآن وأراك قبل أن تنطلق إلى مستواك العالى فى الأبدية حيث لا يستطيع ضعيف مثلى أن يقترب". فهل يعنى هذا أن درجات الأبرار تكون في مستويات كل منها أعلى من الآخر، وليست الخُلطة متاحة للكل! بل يرون من بعيد دون أن يندمجوا معهم ويعطلوا ما هم فيه من متعة روحية فى الأبدية! إن كان الأمر هكذا فكيف يتاح للابرار اللقاء الخامس الذي هو اللقاء مع الملائكة وما هم فيه من درجات يعلو بعضها بعضًا؟! أم أن في الحياة الأخرى عشرة مع الملائكة، دون أن يعنى هذا اندماجًا شاملًا؟ أم هناك اندماج لأن عدد الملائكة لا يُحصى. فيمكن لأعدادهم الوافرة أن تندمج بالبشر الأبرار، وبدء ذلك الشهداء منهم والأنبياء والرسل وسائر القديسين الذين سيكون لقاء الأبرار بهم نوعًا من اللقاءات فى الأبدية... أخيرًا يخيّل إلىّ اننى تناولت موضوعات أعلى من مستوى فهمى البشرى. ويكفى أن نقول إنه ستكون لنا فى الأبدية لقاءات عديدة تحدثنا عن أنواعها. أما كنة تلك اللقاءات ونوعيتها، فإنه من الأمور التي لم تعلن لنا، ولا يسوغ لنا الخوض في أعماقها... |
||||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|